حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

العصر الذهبي للسينما الفرنسية

ترجمة: آلاء فائق

دهاء وفتنة وسحر وإنسانية السينما الفرنسية الحديثة يجب أن تكون إلهاماً لغيرها وخاصة للسينما البريطانية، كما يقول الصحفي البريطاني سايمون هفر، كاتب المقال.

يقول هفر، كان الأمر مرضيا، عندما كتبت قبل أسابيع قليلة في الديلي تلغراف حول شغفي الشديد بالأفلام البريطانية القديمة، وكان يتوجب حينها على العديد من القراء ممن قرؤوا مقالي هذا أن يكتبوا لي معترفين بإدمان مماثل لهكذا نوع من الأفلام. لكن لدي بديلا ثانويا لها، ألا وهي الأفلام الفرنسية: لكن ما من ثمة سؤال أثير عن ألتوق للأفلام الفرنسية القديمة. وبقدر تعلق الأمر بي، فأنا أفضل الأفلام الفرنسية المنتجة في السنوات القليلة الماضية فقط.تقريباً فأن كل أفلام هوليوود تصنع الآن لترضي أذواق هذا الجمهور الواسع، فقد كتبت هذه الأفلام وأخرجت وصوّرت على شكل صياغي وبمثل هذا الاعتماد على التأثيرات الخاصة التي تعد رائعة لو انتهت بجذب أي واحد بالتطوّر لقراءة مقالتي في هذه الصحيفة. على أية حال، حتى لو أن هذه الأفلام تعد متقدّمة جداً على أغلب ما يسمّى بصناعة السينما البريطانية، فمن النادر جداً أن تجد فيلما بريطانيا جيدا: حاولت رؤية الفيلم البريطاني حوض سمك Fish Tank الحاصل على إعجاب عالمي العام الماضي لكن، من المفترض لأن الفيلم كان جيدا جداً، فقد تم عرضه في عدة دور عرض.الواحد منا قد يجد من حينٍ لآخر أفلاما بريطانية معاصرة تعرض من على شاشة التلفاز البريطاني في ساعة متأخرة من الليل، ما أن يشاهدها احدنا لخمس دقائق فقط، حتى يتلبسه يأس تام. لكن ما سيؤلمك أكثر، انك أذا تمالكت نفسك لمشاهدة الفيلم حتى نهايته، لتصل لقراءة تايتله النهائي ستفاجأ بمعرفة أن هذا الفيلم قد جرى تمويله بمبالغ ضخمة من المال العام، ذلك لأن بعضا من غير الموهوبين والمارقين ممن تسللوا على انتاج الأفلام السينمائية البريطانية قد دعموا ماليا من قبل دافعي الضرائب أَو الناس الذين يلعبون اليانصيب.تخصص الحكومة الفرنسية أموالا طائلة لإنتاج أفلامها، أيضاً، لكن على ما يظهر أنها تحتاج لنزع من مراقبة الجودة. ما يلفت نظر المرء كثيرا حول الأفلام الفرنسية هذه الأيام، بصرف النظر عن براعة تحرير نصوصها وتصويرها الفوتوغرافي هو أصالة حبكتها الدرامية، إبداع فكرة أفلامها غير المطروقة في أفلام أخرى، وسحر ممثليها الأخاذ والمطلق. أَستعمل صفتي الأخيرة هنا في إحساس واسع جداً. الصورة المزدوجة الرائعة للأفلام حول قاطع الطريق جاك مرزين، الذي أنتج في العام 2007 -2008 في فرنسا وعرض في بريطانيا الصيف الماضي، كانت على مستوى واحد حول السحر الذي ممكن أن يستمتع به مشاهد الفيلم.صورت هذه الأفلام بواقعية كبيرة، وعنف مفرط وغير مسوغ له في أغلب الأحيان - البعض منها كانت تصل لدرجة تذهلني كيف انها مرت من دون رقابة الأفلام. على أية حال، الممثل الفرنسي فنست كسل، الذي لعب شخصية مرزين وهي الدور الرئيسي في الفيلم، اتسم أداء كسل للدور بكاريزما وثقة عاليتين، بحيث أن «السحر» هي الكلمة الوحيدة التي يستحق وصفها فيه.السحر والفتنة هو ما يميز السينما الفرنسية المعاصرة كثيراً. يمكن رؤية ذلك بِوضوح وبتجرد في الأفلام التجارية والعاطفية مثل Les choristes وفي الأفلام المعابة والمشهر بها كثيراً لكن في رأيي فأن فيلم Amélie أميلي هو من الأفلام الجالبة للانتباه جداً (أَو فيلم Le fabuleux destin d>Amélie Poulain، كما يعرفه الفرنسيون). نحن نستعمل السحر على نحو فخم في بريطانيا؛ تقريباً موجود في اغلب أفلامنا. ربما هو لأن البريطانيين يحتقرون أنفسهم كثيراً الآن، بطريقة لا يحتقر فيها الفرنسيين أنفسهم بشكل ظاهر، بحيث نجد انه من الصعب جداً تسْليط مثل هكذا شعور في السينما البريطانية.إذا أراد البريطانيون أن يؤدوا على نحو أفضل، فيجب عليهم ربما أن يستقوا دروساً من الفرنسيين. فالأمر لا يحظى بتقدير واسع أننا نشارك الفرنسيون روح الدعابة - بالتأكيد أكثر مما نعمله مع الأمريكان التي تخطط هوليوود لهم ناتجها. أتساءل لماذا لا يستطيع البريطانيون عمل أنواع الأفكار نفسها التي يعملها الفرنسيون في أفلامهم؟.

هل يجب أَن تبْقى غير مقتنع عزيزي القارئ بحجتي حول هذا التفوق الثقافي الذي يستقر فقط على نحو 22 ميلا من الساحل البريطاني، ما يسمح لي لاقتراح شيء ما قد يقنعك ربما. أفضل الأفلام الفرنسية التي شاهدتها هي فيلمLe gout des autres. أنتج قبل حوالي 10 سنوات من قبل فريق أجنس جوي وجين بيير بكري، الذي مثل أيضاً فيه. قصّة الفيلم تروي قصة رجل مروع متزوج من زوجة مروعة وهي سيدة أعمال تدير مشروعا تجاريا في روين لكنها تقع في حب معلمه الإنكليزي، الذي يغير عالمه بالكامل.

هذا يلاحظ بشكل متألق، ناهيك عن القصة المحبوكة والمتضمنة وجود الحارس الشخصــي الذي يجد رجـــل الأعمـــــال ضرورة وجوده معه.

المشهد الأخير فــــي الفيلم كان رائعــــا، ووصفه يحبطني.

أنت ستجده على الأمازون.

عندما شاهدته، تجد كل من أفلام Jaoui وBacri الأخرى. البعض منها (مثــــــل فيلم لوLe goût des autres) له عنوان فرعي في اللغة الإنكليزية؛ واحد أو اثنان، الذي ستجده على موقع الأمازون الفرنسي. إذا كنت تعرف اللغة الفرنسية، فيمكنك أَن تتمتع بهذه الأفلام مباشرة. وإذا لا، فأن أفلام هؤلاء الناس تستحق أن يتعلم احدنا الفرنسية من اجلها. كل هذه الأفلام يشار لها بالملاحظة المذهلة، دهاء كبير، لا يمكن حدس نهايتها، وقبل كل شيء، أصالة إنسانيتها. أنت بعد ذلك سترى بأنّ هناك عصرا ذهبيا للفيلم الآن، بدأ يتجلى في السينما الفرنسية، يبعد فقط 22 ميلا عن بريطانيا، لكنه عالم آخر تماما.

*بريتني: منطقة تراثية وإدارية تقع شمال غرب فرنسا، كانت سابقاً مملكة وبعد ذلك إمارة خاضعة لأحد دوقات فرنسا، تقِع بين القناة الإنجليزية إلى الشمال وخليج بسكي إلى الجنوب.

الصباح العراقية في

27/03/2010

 

وجهة نظر

السينما كأس مثقوبة

علاء مشذوب عبود 

ربما الجزع من الانتظار أو هو الحلم الذي لم ولن يتحقق أبداً، كانت هي السينما العراقية وتلفزيونها أو ربما الدراما باستثناء المسرح الذي يفرض وجوده بالقوة، واقتصاره الآن فقط على المسرح الوطني؟ سؤال نطرحه في فضاء الثقافة المزدحم والمتلاطم بالمتناقضات بالاتجاهات والأهواء؟

فهنالك الآن جو في العراق هو عبارة عن تشكلْ جديد في كل ميادينهُ، حتى باتتْ الكثير من الأمور المحظورة... في وقت تكون فيه أغلب الأشياء مباحة... إلا الثقافة ومنها السينما فهي من سيئ الى أسوأ وفي نكوص مستمر وأذكر هنا أن أحد المختصين في مجال الفن عندما زار العراق ثم عرج على كلية الفنون الجميلة تفاجأ عندما رأى عدد الأطاريح من رسائل (الماجستير والدكتوراه) ثم قال : أن عندكم هذا الكم الهائل من التنظير قياساً الى عمر السينما والتلفزيون الدرامي يعني أن عندكم أفلام وأعمال تلفزيونية كبيرة؟ لكن الواقع عكس ذلك تماماً فبالرغم من أن هذه المؤسسة المحترمة تخرج لنا أناسا أكاديميين ينظرون في هذا المجال وليست مسؤوليتها أن تخرجْ مخرجين وممثلين بمختلف اختصاصاتهم بالإضافة الى الفنيين؟ أسوة بكلية التربية والآداب واللتين لا تخرجان أديبا (شاعرا أو قاصا) ولكنها تخرج مثقفا في هذين المجالين يفقه الأدب ومكامن الجمال فيه؟ لكن هذا لا يعني أبداً عدم وجود فنانين داخل هذه المؤسسة مبدعين يفهمون الفن ويتذوقوه ولكن النقطة الجوهرية التي تختلف فيها الأعمال الدرامية التي تخص (السينما والتلفزيون) عن باقي الفنون الفردية الأخرى. هي أنها أعمال جماعية وتحتاج من المال الكثير كما وتحتاج الى معدات ضخمة بالإضافة الى أماكن التصوير فكل الدول التي فيها (السينما وتلفزيون) محترمة وتنتج أعمالا درامية مشاهدة من قبل الآخرين تحتوي على مدينة إعلامية تفوق مساحتها (المئات من الكيلومترات) تحوي الكثير من مواقع التصوير الى المعدات الى المناظر الطبيعية والاصطناعية والى كل ما يوفر البيئة المناسبة لإنتاج أي عمل درامي. ومثل هذه المدينة لا يستطيع أي منتج مهما بلغت إمكانيته المادية أن يمتلكها، بل تقع هذه على عاتق الدولة والتي من الواجب عليها رعايتها كما نص على ذلك الدستور في الفرع الثاني فقرة (35) والتي تقول (ترعى الدولة النشاطات والمؤسسات الثقافية بما يتناسب مع تاريخ العراق الحضاري والثقافي وتحرص على اعتماد توجيهات ثقافية عراقية أصيلة) وهذا نص صريح إلا إذا كانت الأعمال الدرامية هي رجس من عمل الشيطان فذلك بحث آخر وإلا ما هي الأسباب التي يتقصد منها الإهمال لهذه الواجهة الفنية والإعلامية لمثل هكذا وسيلة من وسائل الاتصال التي إذا ما قورنت بأي فريق من الفرق الرياضية الذي لا أعرف كم من الميزانية ترصد له ومن أية جهة يكون ذلك الفريق التابع لها مدعوما كما في السابق مثل فريق (القوة الجوية أو الطلبة أو الجيش وهكذا....) مقارنة مع انتاج مسلسل أو فيلم سينمائي؟
وأقرب مثال لذلك هي (إيران) فقد كلف بناء المواقع التي تخص مسلسل (يوسف) من الوقت أربع سنوات داخل المدينة الإعلامية حتى أصبح الآن مزارا من قبل السياح؟ حتى خرج العمل بهذا الشكل الجميل وتم عرضه بأكثر من دولة وشارك في مهرجانات؟ وكذلك هي مستمرة بإنتاج الأفلام لتشارك في أغلب المهرجانات العربية والعالمية ومنها مهرجان دبي السينمائي فقد شارك المخرج الإيراني (محمد رسولوف) بفلمه (السهول البيضاء) بل أن الامارات العربية بنفسها بدأت عجلة التطور الإعلامي والدرامي للسينما والتلفزيون فقامت بعقد المهرجانات مثل مهرجان (أبو ظبي السينمائي) ومهرجان (دبي السينمائي) ومهرجان (دبي للدراما التلفزيونية)؟ وأنا هنا فلماذا بقينا نتعكز على الماضي في انتاجنا لفيلم أو فليمين لنقول أن لنا تاريخا يبدأ بـ(حمد وحمود) أو بغيره بمعنى لا أستطيع أن أنظر الى النصف المملوء لأن كأس السينما في العراق مثقوب ولا يوجد فيه ماء أبداً؟

الصباح العراقية في

27/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)