حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سـكورسـيزي‏..‏ ومداعبـة العقـل

مشير عبدالله

تكاد تكون السينما هي الوسيلة الأكثر امتاعا للعقل‏..‏ ولكن ماذا لو أرادت السينما مداعبة العقل؟ كأن تدخل مع المشاهد في مباراة ممتعة من الابداع‏.

فهناك الكثير من المفاجآت التي تستطيع السينما وحدها اعطاءه للعقل أو للمشاهد‏..‏ فيلمالجزيرة المحطمة‏SHUTTERISLAND‏ من هذه النوعية‏..‏ فهو فيلم تدور أحداثه في يومين فقط‏,‏ ولكنهم بالطبع ليسا عاديين‏..‏ من خلال نائب المرشال تيدي دانيلز ومساعده تشك أولي اللذين يذهبان إلي الجزيرة المغلقة للتحقيق في اختفاء احدي السجينات وما يصادفاه في هذه الجزيرة وهذا السجن‏.‏

الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب دينس ليهان كتبت السيناريو له ليتا كالوجريدس وهي ايضا صاحبة سيناريو فيلم النهر الغامض‏,‏ فالأحداث تتصاعد مع تساؤلات المشاهد لتصل بالأحداث إلي النهاية وتظل التساؤلات مع الابتسامات علي وجه المشاهد‏..‏ لسيناريو محكم بحرفية عالية‏.‏

التمثيل ليوناردودي كابريو في شخصية نائب المرشال تيدي دانيلز القادم من المدينة للتحقيق في هروب السجينة ريتشيل‏,‏ والتجاوزات التي تحدث في الجزيرة السجن من الاطباء والمأمور ولكنه يصطدم بما يحدث له شخصيا‏..‏ رغم ترشح دي كابريو لجائزة الأوسكار ثلاث مرات وعدم حصوله عليها ومتابعة مسيرته منذ بداية التسعينات مرورا بتيتانك‏1997‏ وتطور اداءه حتي وصل إلي قمته في فيلم الملاح عام‏2006‏ إلا أنه هنا في فيلم الجزيرة المحطمة قد يحصل علي الأوسكار العام القادم عن ادائه لشخصية دانيلز في هذا الفيلم‏,‏ فكل مشهد له يثبت انه من الممثلين الكبار مثل جاك نيكلسون وروبرت دي نيرو وحتي براندو‏.‏

بن كينجسلي في دور د‏.‏كولي ممثل كبير صاحب أوسكار غاندي ادي شخصية الدكتور المدافع عما يفعله في السجن بكل هدوء فكان الدكتور والممثل الكبير صاحب الاداء الصعب‏.‏

مارك رافالو في شخصية مساعد نائب المرشال تشوك أولي ووقوفه بجوار دي كابريو وين كينجسلي كان فرصة كبيرة لظهوره بهذا الاداء حيث انه استطاع الوقوف بثبات وقوة معهم لينتقل إلي مرحلة أخري من الاداء التمثيلي‏.‏

ميشيل ويليام في دور لوريس التي تسيطر علي دانيلز ادت الدور بكل برودة الموت وسطوتها علي دانيلز‏.‏

التصوير روبررت رتشارد سون حاصل علي الاوسكار عن فيلم الملاح من أصل‏6‏ ترشيحات والفيلم احداثه تدور في يومين عواصف وامطار وعلي جزيرة مرتفعة عن سطح البحر فالشمس تكاد لا تظهر فكانت فرصة للابداع لمصور نقل لنا غموض الأحداث بجمال الصورة‏.‏

المونتاج تليما اسنشون مارك حاصلة علي الأوسكار‏3‏ مرات من أصل‏6‏ ترشيحات وهنا في فيلم الجزيرة المحطمة به الكثير من الغموض والأحداث المتلاحقة فرغم الاثارة‏,‏ فالشعور بالقطع يكاد يكون معدوما رغم طول اللقطات التي تعامل معها سكورسيزي إلا أن الايقاع كان في خدمة الدراما‏.‏

الموسيقي لروبي روبير تسون في فيلم الجزيرة المحطمة قليلة جدا‏,‏ فالمؤثرات الصوتية كانت هي الغالبة علي الأحداث والصورة‏,‏ صوت المطر ـ الرياح ـ موج البحر ـ الأعاصير‏,‏ إلا أن الموسيقي كانت تظهر بمثابة صوت الانذار الذي يحدث ايام الحرب‏,‏ حيث ان الفيلم احداثه تدور عام‏1954‏ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية‏,‏ فلم تكن هناك موسيقي بمعني الجمل الموسيقية بل تم استخدام الموسيقي الحادة التي تعطي الاحساس بالانذار الصفارة أو حتي الضرب علي الحديد لاعطاء الشعور بالخطر في أوقات تذكردانيلز لايام الحرب‏.‏

الاخراج مارتن سكورسيزي يرشح للأوسكار منذ عام‏1980‏ حتي حصل بعد‏7‏ ترشيحات عليها عام‏2006‏ عن فيلمه الراحل مع دي كابريو‏,‏ لكنه خلال مسيرته كان كل من يعمل معه يحصل عليها‏.‏ وهنا في فيلم الجزيرة المحطمة استطاع عمل فيلما مختلفا عن افلامه السابقة التي كانت إما عن العصابات او رجال البوليس‏,‏ فهنا ابدع فيلم مختلف فيه الكثير من الاثارة ومداعبة العقل بطريقة مختلفة بحرفية عالية حتي الانتقال ما بين الخيال والواقع فالفلاشات البيضاء والانتقال لوقت الحرب والمواجهة بين نائب المرشال والسجين وحتي الدكتور كانت الأحداث متلاحقة رغم أن المشاهد لم يكن بها أكثر من شخصية حتي المشاهد القليلة التي تحوي أكثر من ممثلين اثنين مثل مشهد لقائه بالطبيبين ومعه المساعد كانوا يقفون متباعدين‏,‏ فالمساحة بينهم بعيدة شخص جالس وشخص يقف بجوار الباب والآخر يعد الشراب‏,‏ ودانيلز بينهم ليظل الحوار بين اثنين فقط في اللقطة وهذا هو جديد سكورسيزي في هذا الفيلم الذي يعد فيلما ممتعا يتعامل مع المشاهد بذكاء شارك فيه نجوم الأوسكار‏..‏ السابقين والقادمين‏.‏

الأهرام اليومي في

23/03/2010

 

ولد وبنت‏..‏ مغامرة سينمائية ناجحة

مــاجــــدة حــليــم 

منذ فترة دعتني الدكتورة رشيدة الشافعي لحضور عرض لأفلام مشاريع تخرج معهد السينما وقت أن كانت عميدة المعهد‏..‏ وقد شاهدت ضمن أفلام مشاريع التخرج فيلما لكريم العدل‏.‏ الحقيقة أن مجموعة الأفلام التي شاهدناها كانت مميزة وكانت تنبئ بأن الأمل في مستقبل مشرق للسينما المصرية قائم بجهد معهد السينما في تخريج دفعات متميزة في كل فروع السينما‏.‏

ها هو الآن كريم العدل يتقدم إلي الجمهور بفيلمه الأول‏..‏ ومعه مجموعة من زملائه من الوجوه الجديدة‏..‏ إنه تحدي الشباب واحساسهم بإن المغامرة تؤدي في النهاية إلي ايجابيات وسلبيات يمكنهم الاستفادة منها‏.‏

هكذا ذهبت إلي السينما لأشاهد قصة حب ولد وبنت‏..‏ ولأن قصص الحب متشابهة فإن ما يميزها أن أبطالها دائما في الحياة أو السينما أشخاص مختلفون‏..‏ وهذا ما يجعل لكل قصة حب احساس مختلفة‏.‏

أحمد داود سامح البطل مميز جدا بتلقائيته وكأنه لا يمثل إنما يؤدي دورا طبيعيا في الحياة‏..‏ سوسن بدر في دور الأم المغلوبة علي أمرها قدمته باقتدار كعادتها‏..‏ لكنني احسست أن سامي العدل كان متكلف قليلا في دور الكاتب الذي يعيش حياتين واحدة مع المعجبات والأخري مع زوجته التي كان من الواضح أنها مجرد شيء في المنزل‏..‏ وربما هذا يرجع لكاتب السيناريو والحوار علاء عز الدين حمودة الذي وضحت قلة خبرته في أولي تجاربه وهي تحتاج لمزيد من الاتقان في كتابة الحوار‏..‏ فما معني أن ينادي ولد حبيبته بـ ياجزمة‏..‏ وما معني جملة النهاية التي قالها البطل لحبيبته انت لسه فيك حيل‏..‏ هو كلام لا ينتمي للحب وإذا كانت الأجيال الجديدة تحب بهذا الأسلوب فليس مطلوبا نقله إلي الشاشة خاصة أنكم الأمل في التغيير في أفلام السينما‏..‏ أما مريم حسن شهد فكانت متصنعة إلي حد كبير في الأداء‏..‏ هل يعقل أن تترك فتاة والدتها بعد موت الأب لتعيش في الخارج‏..‏ كما أنها أدت دور الفتاة التي يسعي أحدهم وراءها وعندما لا تجد غيره تعود إليه‏..‏ وهذا ليس حبا انما انتهازية‏.‏

أما ريم حميدة ليلي فقد أعلنت عن موهبتها خاصة في المشهد الذي تصارح فيه زميلها‏(‏ أحمد داود‏)‏ بإنها تحبه وأن زميلتهم الأخري ريم حسن لاتهتم به‏..‏ لقد أدت المشهد بصدق وتلقائية ممثلة متميزة‏.‏

وكانت كاميرا عبدالسلام موسي المصاحبة للأحداث في عدة أماكن مختلفة معبرة عن التقلبات في المشاعر التي يتعرض لها الأبطال‏.‏

لكن المهم في الفيلم أنك تشعر أنه يمكن أن يحدث في كل بيت‏..‏ وكل مكان‏..‏ وهو ميلاد جديد لمجموعة من شباب السينمائيين‏..‏ في المونتاج سولاف نور الدين والديكور عاصم علي والموسيقي التصويرية هاني عادل‏..‏ أرجو ألا تأخذهم السينما التجارية‏..‏ والمهم وهذا أحد أهم عيوب السينما المصرية ألا يقلدوا أحدا في المواضيع المطروحة‏.‏

في الخارج تجد علي أفيشات الأفلام اسم أكثر من مؤلف‏..‏ وأكثر من سيناريست‏.‏ وهذا ليس عيبا‏..‏ كما أنهم يأخذون عن روايات قد تكون معروفة أو قد لا تكون‏,‏ لأن العمل الفني عندما يرتبط بالأدب فإن العبارة الأدبية‏..‏ واللغة تكون أجمل كثيرا‏.‏

نتمني أن نشاهد دائما أسماء لامعة وجديدة من خريجي معهد السينما‏..‏ كما أتمني أن يغيروا الاتكالية التي يفعلها كثير من المخرجين والمؤلفين في تناول موضوع بعينه في عدة أفلام‏.‏

الأهرام اليومي في

23/03/2010

 

عبدالحليم حافظ‏..‏ الغائب الحاضر

عاطف أباظة 

غاب عبدالحليم حافظ الشاب الاسمر الذي تعلقت به القلوب في‏30‏ مارس‏1977..‏ الذي غني وغني حتي ملأ الدنيا بصوته رغم عذابه وآلامه فضرب أروع أمثله الإرادة الإنسانية والعزيمة.

إنه العندليب الأسمر ابن قرية الحلوات مركز الإبراهيمية شرقية الذي ولد في‏21‏ يونيو‏1929‏ صاحب الصوت العذب الذي انطلق بالغناء ليسعد الجمهور رغم آلامة ومرضه المزمن الذي تربص به منذ البداية كان الحزن في بيت بسيط حيث الوالدة قد رحلت يوم ميلاده والوالد فلاح بسيط يزرع القطن ويتاجر فيه بالقرية وكبر الطفل وانتقل إلي الزقازيق ليعيش وغني واستمر في الغناء ثم انتقل للقاهرة والتحق بمعهد الموسيقي وتخرج عام‏1948‏ وعمل مدرس أناشيد بمدرسة الزقازيق الابتدائية براتب‏7‏ جنيهات شهريا وترك المدرسة وعاد للقاهرة‏.‏

مشي حليم علي الأشواك حتي استطاع أن يقطف الورود عندما انفتح باب الثراء جاء النزيف في فجر الثلاثاء‏13‏ سبتمبر‏1953‏ بدأ حليم مشواره السينمائي في عام‏1951‏ حيث قدم‏(15)‏ فيلما كما عمل دوبلاج بصوته كمطرب في الفيلم الهندي‏(‏ مصباح علاء الدين‏)‏ وغني أربع أغنيات تقاضي‏5‏ جنيهات عن كل أغنية ثم في عام‏1955‏ قدم‏(‏ لحن الوفاء‏)‏ وفي كل افلامه كانت صورته في الغالب شخص منكسر‏..‏ هذا الشاب الواهن الضعيف كسرته الحاجة والصحة والحرمان من الأسرة ومع هذا فإن الشخصيات التي جسدها لم تتوقف عن الغناء ابتهاجا بالحياة ولم تضع علي رأسها متراس اليأس بل اجتازت الصعاب وعبرت الأزمات وصعدت إلي قمة أهدافها وقد ساعدت هذه الشخصيات في صناعة الإعجاب بهذا الشاب الوسيم الأسمر النحيل الذي لا يعرف من لغات الحياة سوي الحب والرومانسية والتضحية والفداء‏,‏ وهل هناك شخصية تحمل مثل هذه السمات وقد خلت افلام الفنان الكوميدية تماما من هذه الأجواء فبدا فيها أكثر اشراقا مثلما حدث في فتي أحلامي وليالي الحب وشارع الحب وأخيرا قال حليم‏:‏ أنا واحد من الذين لم يولودوا في أفواههم ملعقة من ذهب‏.‏

أنا عشت في دوامة الحرمان والتقطت أذناي صيحات الألم منذ لحظات العمر الأولي‏.‏

أنا أحس بالحب في جميع صورة وألوانه

أنا ابن هذا الأرض الطيبة

أنا ابن هذا الشرق الذي يضع للتاريخ أزهي امجاده

غنيت للألم لأنني عشت معه في رحلة طويلة شاقة

وغنيت للحب لأنني في ظما إليه

وغنيت للوطن لأن أمجاده هي مصدر الوحي لكل عظيم وراءه تتفجر به القلوب

وسأغني دائما

وكلما لقيت قلوبنا متجاوبة مع أغنياتي سأظل أحس بالشي الممتع الذي يضمر نفسي ويلف مشاعري الشيء الذي يسمونه السعادة‏.‏

الأهرام اليومي في

23/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)