حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عروض

أميركا تعترف سينمائياً بأنّها غزت العراق وهي تدرك أنّ لا أسلحة دمار شامل فيه

ثيرون على درب والدتها بازنجر وغراي تمثَّل بوالده السيئ ولم يرحمه راحلاً···

محمد حجازي

أفلام كثيرة متميّزة لها توجّه مختلف، ويخرج منها المُشاهد مُتخماً بالمتعة، ومن تشكيلة هذا الأسبوع كعروض لها مواد سياسية، عاطفية، ودينية مختلفة خصوصاً شريط (Pope Joan) للمخرج سونكي دورتمان، الذي قدّم فيلماً عن كتاب لـ دونا وولفولك كروس يتناول أول امرأة وصلت إلى البابا تاريخياً، وكتب المخرج السيناريو مع هنريش هادينغ، ولعبت الشخصية جوانا دوكاليك، وتم تصويره في ستوديوهات اأطلس (أرزازات) في المغرب·

{ (Green Zone) - أعلنتها أميركا سينمائياً أخيراً، من خلال هذا الفيلم، واستناداً الى كتاب وضعه راجيف شاندرا سوكاران يكشف عن قناعة اميركية، واعتراف علني بأن العراق لم تكن فيه أسلحة دمار شامل، وأن الإدارة الاميركية كانت تدرك ذلك، وهي التقت أحد كبار المسؤولين العراقيين قبل الغزو بفترة، وعنوانه (Imperial Life In The Emerald City: Inside Iraq's: Green Zone)، صاغ لها السيناريو براين هيلغيلاند، وتولى الإخراج البريطاني الأصل بول غرينغراس، معتمداً على كاميرا اليد في التصوير، بإدارة باري آيكرويد، ما أعطى الشريط ومدّته ساعتان إلا عشر دقائق، صدقية واضحة، وهو من توزيع يونيفرسال·

في الفيلم 26 مساعد مخرج بينهم سبعة من العرب: طارق آيت بن علي، هادي الايوبي، احمد حليمي، امين لوادني، سمر بوليت، محمد حمزة قراقي ومنير صاغية، مقابل 26 ممثلاً عربياً من الدول المغاربية ضمن الكاستنغ جسّدوا أدوار عراقيين عديدين·

مادة الفيلم بالكامل تتمحور حول الرقيب مولر (مات دايمون) الذي يقود فِرق دهم بغية العثور على أسلحة دمار شامل وفق معلومات للـ CIA، لكن أياً من المعلومات لم تكن صحيحة، وبالتالي تثور ثائرة الرجل، ويتحرك في كل اتجاه لمعرفة سبب ما أسماه بالكذب في القول بأنّ هناك أسلحة دمار شامل، ويدعّم كلامه، بتأكيدات ميدانية منها وجود صحافية، وأحد أعضاء الكونغرس الاميركي، وجهات عديدة مدنية وعسكرية ترى وتراقب وتعرف الحقيقة التي قالتها اميركا عبر السينما لأول مرة·

ويتطرّق الفيلم الى علي الكيماوي، ودوره في هذا المجال والمطاردة التي لم تفد لاعتقاله، وكان دايمون رائعاً كعادته في مجال الاكشن، ويعبر العمل سريعاً جداً، ولا يترك مجالاً لأي راحة، أو التقاط أنفاس·

{ (The Burning Plain) - من إنتاج العام 2008 في 107 دقائق للمخرج غيليرمو آرياغا عن سيناريو له، استقطب له جميلة جميلات النجمات الجنوب افريقية تشارليز ثيرون في شخصية سيلفيا، الحسناء التي لا توفّر رجلاً وسيماً إلا وتقول له نعم، من دون تردّد، لكن على خلفية صعبة، أورثتها إياها والدتها جينا (كيم بازنجر)، وبالتالي فنحن أمام ممثلتين متميزتين جميلتين·

جينا المتزوجة من رجل عادي وقعت في غرام نيك (هواكيم دو ألمايدا) وراحت تقابله في غفلة من عائلتها، وحدها الإبنة الكبرى ماريانا (جنيفر لورانس) (التي تصبح لاحقاً حاملة اسم سيلفيا) تنتبه الى أنّ والدتها تقوم بفعل فاضح من دون خوف، وهي ذهبت وراقبتها في إحدى المرّات، فشاهدتها تختلي مع نيك في مقطورة قديمة متروكة في سهل شاسع، وجاءتها الفكرة بوقف ما يجري مستخدمة قارورة غاز استقدمها نيك لتأمين التدفئة داخل المكان، وأشعلت النار من خلال الغاز المنبعث، وإذا بالقاطرة تنفجر وتتحوّل ركاماً في لحظات·

تذهل ماريانا لما حصل، وهي كانت تتصوّر أنّها قادرة على إنقاذ والدتها فقط، لكن الحريق كان أسرع·

ماريانا نفسها تعيش لفترة حالة ندم، لكن التاريخ أعاد نفسه معها ومع نجل نيك، وهو ما أذهل زوج جينا ووالد ماريانا، فأحبّ الإثنان بعضهما والثاني كان يدعى سانتاياغو (جي دي بادرو) وهرب مع ماريانا وحملت منه وأنجبت ماريا (تيسا لا) لكن ماريانا لم تطق الحياة هذه، وكانت لا تزال صغيرة ولا تدري شيئاً من متاعب الحياة، وإذا بها تهرب في وقت ضائع ولا يعثر عليها سانتياغو أبداً (ويلعب الدور كبيراً دالي بينو)·

تغيَّر ماريانا اسمها الى سيلفيا وتعمل في مطعم راقٍ كمديرة تشريفات، ولكنها تقبل بالخروج مع كل زبون تلتقيه، وهو ما يزعج زميلها في مطبخ المطعم (جون كوريث) الذي كان متزوجاً، فتركته بعدما عرضت عليه أن يكونا معاً ويهربان الى مكان بعيد سوياً، وعندما طلب مهلة للتفكير حسمت هي الامر·

وكونه يعمل طياراً لرش المبيدات في السهول الزراعية، فإنه تعرّض لحادث سقوط طائرته، وأُصيب بكسور وجروح عديدة لكنه لم يمت، وخلال علاجه في المستشفى يطلب من صديقه أخذ ماريا الى والدتها والبحث عنها بأي وسيلة يبحث عنها ويعثر عليها، لكنها تتحاشاه، ثم تشعر بعقدة ذنب فتعود، وتبحث هي عنها وتعثر عليها وتذهبان سوية الى المستشفى لمواكبة علاج رجلهما معاً·

شريط جميل، فيه الدراما والحب، وفيه نبض رافق الفيلم من أوله حتى آخر مشهد فيه، وهذا ما جعله متميّزاً جداً، فيما كانت بازنجر في حالة طيبة كممثلة، وإنْ بدت عليها معالم السن عليها، على عكس طليقها آلك بالدوين·

{ (Dorian Gray) - فكرة الفيلم ليست جديدة أبداً فالشاب الوسيم الذي يكون مطمح النساء الجميلات هو بطل الشريط والقصة·

إنّه هنا بن بارتاس في شخصية غراي هذا الذي يعيش في القرن الثامن عشر، وبعد وفاة والده الذي لم يكن متوازناً في أعماله، يطلب منه العودة الى القصر في لندن وهناك يكون في انتظاره اللورد هنري ووتن (كولن فيرث) الذي يلاحظ أنّه عذري لا خبرة له إطلاقاً، وبالتالي مطلوب دعمه·

لا يدعه يرتاح بل يأخذه الى أكثر من ماخور، ويجعله يلتقي مع أكبر عدد من النساء، وبالتالي تتغيّر نفسيته خصوصاً عندما يمنعه من الزواج من فائقة الجمال آغاتا (فيونا شاو) التي تعرّف إليها سريعاً، فوقعت في نفسه موقعاً طيباً، وعندما ألحّت عليه، وُجِدت في حقيبة قديمة غارقة أسفل النهر القريب·

تتوالى علاقاته، وغرامياته، ومشاكله، ليدخل بعدها في المحظور عندما أحب إبنة هنري وتدعى الليدي فيكتوريا ووتر (ايميليا فوكس) وهي التي تفضح وضعه الشيطاني والجرائمي من خلال صورته التي رسمها أحد الرجال وكان مشبوهاً، ومنها تخرج صورة الأب السيئ الذي يحاول العودة الى سيئاته فيعالجه دوريان بطعنة نجلاء، ويبقى هو·

أوليفر باركر تولى إخراج الفيلم عن نص لـ توباي فنيلاي بينما القصة هي إحدى روايات أوسكار وايلد·

اللواء اللبنانية في

22/03/2010

زوم

ما زالت أُمّاً في بيوتنا وصورتها أجمل في قلوبنا···

الأم·· هذا عيدها، وكُلّنا في احتفالية واحدة سواء لمَنْ ما زالت والدته على قيد الحياة، أو يكون التعويض بالزوجة - أُم الأولاد· هذه المرأة التي تختصر إناث الدنيا، والمعنى الرمز لكل ما هو جميل في الدنيا ما زالت خطاً أحمر حين التطرُّق إلى موضوعها، أو هي إذا شئنا خط الدفاع الوحيد عن صورة الأنثى في مجتمعاتنا الغارقة في كابوس اسمه الجنس اللطيف، حيث لا أحد ناجياً من هذا التوصيف في عالم لا يسير إلا بصورة المرأة بمعناها بكل ما فيها وما تفعله·

ليست كل الصور المعروفة جاذبة بالقدر الذي نتمنّى·

وليست كل النساء سواسية في رمزية الدلالة على ما يمثّله فكثيرات لا يقدّمن الصورة المثالية اللامعة العميقة عنها، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالسينما، بكل ما هو مُشاهد، ومُصاغ وجميل· لا شيء في السياق يفي هذه المخلوقة حقّها من فهم قدرها، والاشتغال عليه لإبقائها حاضرة، أو ذات رفعة وتميّز·

حتى الأم على الشاشة لم تَعُد كما عرفناها مع الكبيرات الحاضرات منهن والراحلات عزيزة حلمي، كريمة مختار، هدى سلطان، وباقة من الأسماء التي رسّخت في الذهن تماماً مثلما أحببنا وقدّرنا حسين رياض في دور الأب تماماً·

لكن هل ما زالت بطن الفن <ولاّدة> لهذه النماذج، وتهتم بهاه؟؟؟

لا، أبداً، والأمر محط تساؤل حقيقي، لماذا باتت أدوار الأم مجرّد مادة ثانوية تجسّدها أسماء مجهولة، سطحية، عابرة لا تترك أي أثر بعد مشاهدة أي عمل·

ربما اعتبر البعض أنّنا تجاوزنا زمن الكبيرات من الممثلات، فلماذا إعادة إحياء صورتهن حالياً، والأعمال التي تُقدّم لا تستأهل كل هذا القدر من الاهتمام، فأُم اليوم غير أُم الماضي، والعاطفة الزائدة التي تُميِّز القديمة ليست هي نفسها التي تحكم ابنة هذا العصر، لكن طوال عمرها كانت هناك عدة أنواع من الأمّهات، أولئك اللواتي يعشن في الريف، أو في المدينة، لكن الأمور تُثار في مكان آخر ومختلف تماماً عن السائد من الاستنتاجات·

الدور نفسه ما عاد مُعتمداً، ولا يُعطى قيمة في النصوص التي تُكتب في معظم عواصمنا، فالأم فقط شخصية تهتم لأبنائها وتحنو عليهم، وتقول كلاماً لطيفاً عاطفياً، يتنازل أمامه الأنباء لأن الأم تصير امرأة أخرى عندما تُخاطب إبنها·

يُضاف إلى ذلك، والمناسبة هي السبب، أنّ قِلّة الاهتمام بتقديم الصورة المثالية للمرأة جعلتنا نُدرجها في خانة بعيدة عن قيمتها تماماً، فالمرأة اليوم هي الأنموذج الذي تتعب عليه الشاشات صغيرة كانت أم كبيرة، وهي صاحبة القوام الرشيق التي لا تلبث أن تعود بقدٍّ ميّاس سريعاً، ومباشرة بعد الولادة بحيث لا تظهر آثار الترهُّل المُزعجة على جسدها، وبالتالي تعود لتتحوّل إلى صورة من صور الفتاة العارية قواماً ودلعاً وجاذبية، وكأنما استعادت سيرتها السابقة في البحث عن عيون مُعجبة، وكلمات رقيقة ربما·

هل المرأة هي التي بدّلت صورتها، ومعناها، وحضورها، ومواصفاتها، أو هو الرجل الذي أسهم في هذا التبدُّل، وفي كل الحالات نرى ضرورياً الانتباه إلى تراجع الصورة المثالية، لصالح النماذج الجميلة، الصغيرة في السن، المراهقة، اللعوب السهلة، إلى آخر ما هنالك من مواصفات تبعدها عن حقيقة موجودة في ذاكرتنا ولا نراها إلا نادراً·

عيد الام···· كل يوم لها عيد، لكنه أروع حين يكون عيد الأبوين معاً، ومن ثم عيد العائلة، لكننا نفضّلها، ونضعها في الصدارة، كما عادتنا كرجال مع النساء، سواء كُنّ لنا ومنّا، أم نلتقيهن في مناسبات مختلفة، والدنيا لا قيمة ولا طعم لها من دونهن، من دون حضورهن والمناخ الذي يفرضنه حين يكون لهن تواجد·

محمد حجازي

اللواء اللبنانية في

22/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)