حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

في فيلم The blind side

اليتيم الأسود ينجح على يد بولوك المتدينة!

رامي عبد الرازق - mbc.net

من المشاهدة الأولى لهذا الفيلم "the blind side" التي تأتي بصوت ساندرا بولوك، نتعرف ماهية "النقطة العمياء" التي يشير إليها اسم الفيلم، وهي تلك النقطة التي لا يرى فيها مهاجم الفريق (الظهير الرباعي) في لعبة كرة القدم الأمريكية المعروفة بالرجبي مَن الذي يتربص به من الفريق المضاد، والذي يحول دون اندفاعه بالكرة، ويحاول منعه من إحراز هدف، ومن هنا تكون مهمة الدفاع في الفريق أن يحمي هذا الظهير الرباعي من أي محاولة لتعطيله من إحراز الأهداف، والتي تأتي من ناحية هذه "النقطة العمياء".

مايك الضخم

هذه "النقطة العمياء" تتحول من مجرد مسألة رياضية إلى زاوية تناول أساسية في سيناريو الفيلم المقتبس عن قصة حقيقية، وهي قصة لاعب الدفاع الشهير بفريق جامعة مسيسيبي مايكل اور.

هذا المراهق الأسود الملقب بمايك الضخم، الذي لولا أن تبنته أسرة ثرية ومتدينة لما استطاع أن يحقق تلك السمعة والشهرة الرياضية في تاريخ كرة القدم الأمريكية!

في البداية نتابع انتقال مايك من مجرد مراهق منطوٍ ينام على أريكة في منزل أحد أصدقاء أمه إلى طالب في مدرسة تابعة لكنيسة لا يجد مأوى سوى صالة الرياضة لينام فيها كل مساء.

ولكن القدر يمنحه فرصة كريمة لا تتكرر كثيرا عندما يلتقي بتلك الأسرة المسيحية الثرية البيضاء، التي يذهب أولادها إلى نفس المدرسة التي يذهب هو إليها.

وبالتحديد عندما تقرر الأم "ساندرا بولوك" أن تعطف عليه لليلة واحدة وتسمح له بأن ينام على الأريكة في بهو فيلتهم الفاخرة.

ومن هنا وعبر مشاعر الأمومة التي تشعر بها هذه السيدة قوية الشكيمة تتغير حياة هذا الفتى تماما، وتكتشف الأسرة والمدرسة معا أنه يملك موهبة حقيقية في مجال رياضة كرة القدم الأمريكية، وبالتحديد في مركز الدفاع، خاصة مع ما وهبه الله من بسطة في الجسم كانت هي السبب في تسميته بمايك الضخم.

النقطة العمياء

مع النجاح الكبير الذي يحققه مايك نتيجة انضمامه لهذه الأسرة المكونة من أب وأم وطفل سابق لسنه هو "سي جي"، ومراهقة في نفس عمر مايك هي كولينز.. تبدأ ملامح الهدف الدرامي تتبلور خلال الأحداث ونكتشف أن فكرة "النقطة العمياء" التي طرحت في البداية هي محور هذه القصة المثالية مهما كانت واقعية أو حدثت بالفعل.

فكل منا لديه نقطة عمياء لا يرى طبيعة الخطر أو الهجوم الذي يتهدده من ناحيتها، ولذلك فكل منا يحتاج إلى من يرعى نقطته العمياء تلك، ويدافع عنه، كي نتمكن من تمرير الكرة، وإحراز هدف في الحياة.

هنا يقدم لنا السيناريو -من خلال شخصية مايك الذي كان مجرد فتى يتيم الأب وأمه مدمنة ويعيش بلا مأوى- كيف أن الأسرة الصالحة التي عمادها الحب والتدين والإخلاص.. يمكن أن تصنع من مثل هذا الفتى شخصا ناجحا.. ما دام أن لديه المقومات النفسية والشخصية التي تؤهله لذلك.

ويتسع مدلول النقطة العمياء في الفيلم مع التركيز على أهمية الأسرة والدين، والنظر إليهما بنظرة إيجابية متفائلة.. صحيح أنها تبدو مثالية في كثير من جوانبها خصوصا مع المستوى المادي والاجتماعي المرتفع للأسرة التي تبنت مايك.. إلا أن ذلك يبدو في بعض المشاهد كأنه رسالة لكل المقتدرين لكي يقدموا إسهامات حقيقية للمجتمعات التي يعيشون فيها من خلال تبني المواهب الشابة في المجالات كافة.

الأبيض والأسود

يبدو حضور الدين بشكله الاجتماعي قويا جدا في الفيلم، فمنذ البداية يكون سبب لقاء مايك بالأسرة هو المدرسة الكنسية التي يلتحق بها، والتي لا تفرق بين المستوى المادي للتلاميذ على اعتبار أنهم جميعا أبناء الرب.

وفي نفس الوقت تلمح هذا الجانب المتدين في شخصية الأم.. عندما تفسر كل ما تقوم به مع مايك تفسيرا دينيا بالأساس، ثم أموميا واجتماعيا بعد ذلك.

وربما كان التركيز على فكرة الأسرة المثالية المتدينة هو ما جعلنا نتقبل فكرة أن تقوم أسرة بيضاء بتبني مراهق أسود دون أن نشعر بغضاضة أو بهدف عنصري خفي مطوي في تفاصيل القصة، خصوصا أنها بالفعل قصة حقيقية.. بل إن فكرة البيض والسود يتم التعامل معها بشكل جيد.

فعندما تتحدث إحدى صديقات الأم معها قائلة إنها ربما تعطف على هذا الفتى لأنها تشعر بعقدة الذنب التي يشعر بها البيض تجاه السود، وهي العقدة التي نمت من خلال عقود من الاستعباد والاضطهاد العنصري، لكن الأم تنفي هذا تماما قولا وفعلا.

لكن هذا لا يمنع من وجود حالة مثالية أحيانا تصل إلى درجة لا معقولة من التعامل مع الفتى من قبل الأم والأسرة!

حتى لو كان هذا ما حدث بالفعل في الواقع إلا أنه في الدراما يجب أن يكون أكثر منطقية ومبررا، أو أقل واقعية حتى يُتاح تصديقه.. بمعنى أنه ليست كل الأحداث الواقعية يمكن روايتها في فيلم حتى لو كانت حدثت؛ لأن المتفرج يشعر بأن زمن الفيلم القصير لا يسمح له بالاقتناع.. وذلك على عكس الزمن الواقعي الذي يمكن أن يقنعنا بأشياء صعبة التصديق.

ساندرا والأوسكار

من خلال مشاهدتنا لكل الأفلام التي كانت مرشحة للأوسكار هذا العام نستطيع أن نقول إن ساندرا بولوك في دور الأم استحقت جائزة أفضل ممثلة عن جدارة، نظرا لما تميز به هذا الدور من ملامح شديدة الخصوصية للشخصية؛ فهي قوية ورقيقة في نفس الوقت، وصاحبة رأي نافذ ومتنفذ على كل من حولها، لكنها ليست ديكتاتورية عمياء القلب، ومتدينة لكن بأفق متسع، وعلى رغم كونها شخصية جادة إلا أنها تتمتع بحس دعابة ساخر وذكاء حاد.

انظروا إذن إلى طبيعة الشخصية التي كان عليها أن تتعامل معها بولوك! بل ونضيف على هذا أنها شخصية حقيقية لها أصل واقعي.. أي يمكن أن يتم المقارنة بينهما، خاصة أن شخصية الأم الحقيقية شخصية مشهورة بحكم أنها هي التي وقفت خلف واحد من أشهر اللاعبين الرياضيين في أمريكا.

وقد كثف السيناريو الكثير من دلالات الدراما في شخصية الأم.. خصوصا أن الأم في حد ذاتها تعتبر أهم رمز أنثوي في تاريخ البشرية، وهي أيضا ترمز للوطن أو الدولة.

كما أن جزءا مهما من رسالة الفيلم هو أن الدولة في العصر الحديث يجب أن تنظر إلى النقطة العمياء لدى مواطنيها الذين هم في حكم أبنائها.. كي تحميهم من أي خطر يتهددهم، وفي نفس الوقت تسمح لهم بأن يحرزوا أهدافا ناجحة في الحياة.

ولا شك أن أحداث الفيلم -التي تدور في عام 2004، والتي أشارت بشكل واضح إلى الرئيس الأمريكي السابق بوش من خلال صورة له على الحائط- قد أعطت مدلولا سياسيا لما يحدث من قبل الأسرة البيضاء مع الفتى الأسمر.

فهذه الأسرة رمز الأسر الأمريكية المسيحية المتدينة التي كان بوش يدعهما بشكل كبير من خلال الحزب الجمهوري، ويعتبرها نموذج الأسرة الأمريكية المثالية.

لكن هذا لا يمنع من القول إن الأم كانت تشير إلى الكثير من مناطق الفساد في الإدارة المحلية الأمريكية، والتي أحالتها بشكل مباشر إلى صورة بوش.. وهي تفصيلة مهمة لا يلتقطها إلا من كان على علم بطبيعة المجتمع الأمريكي، الذي هو برغم علمانيته إلا أنه يعتبر الدين عنصرا مهما في حياته.. لكن دون أن يكون ذلك سببا في الاتكال عليه، وترك الأمور السياسية والإدارية في المجتمع تفسد أو أن تفسد الأجيال الجديدة التي قد لا تجد من يرعاها.

الـ MBC NET في

15/03/2010

 

جين سيمونز.. فراشة هوليوود التي رحلت بصمت !

أحمد فاضل 

في نزل اسفل هولواي بلندن جاءت للدنيا وهي تحمل الوان الفراشة ، لسيمونزتشارلز وزوجته افلاند ، عام 1930 وقد سبقها ثلاثة اطفال إدنا ، وهارولد ، و لورنا ، هذه العائلة عاشت نكبات الحرب العالمية الثانية فتم اخلائهم الى اماكن بعيدة عن لندن العاصمة التي كانت تتعرض لقصف الطائرات الالمانية اللوفتواف يوميا ، وبسبب تلك الحرب فقد والدها اسمه وعمله الرياضي حيث كان ممثلا لبريطانياالعظمى آنذاك في الالعاب الاولمبية منذ العام 1912 إلا انه استمر كمدرس للتربية البدنية ولفترات وجيزة ،بينما كانت جين وشقيقتها الكبرى يمارسون هوايتهما المحببة الغناء في مدرستهما ، وكثيرا ما كانتا يمارسنها على مسرح المدرسة كتعبير لاستمرارية الحياة ضد الحرب، ومع انتهاءها أصبحت جين سيمونز معروفة لدى قطاعات واسعة من الشباب والشابات بما تحمله من مواهب فنية وقدمت اول ما قدمته مسرحيات شكسبير ولاقت استحسانا جيدا مما لفت اليها أنظار السينمائيين أمثال " ديفيد لين " الذي قدمها في " توقعات عظيمة " عام 1946 ، و " أوفيليا " امام " لورنس اولفييه " و " هاملت " عام 1948 ، والتي أهلها لتحصل على أول ترشيح للأوسكار ، لكنها اصبحت اكثر جدية في انتقاء اعمالها بعد نجاحها الباهر في الفيلم الكبير " الآمال العظيمة " .

اوفيليا وهاملت مع اوليفييه جعل منها نجمة ، على الرغم من انها كانت بالفعل معروفة جيدا في الافلام البريطانية التي اضطلعت ببطولتها في بداية حياتها الفنية مثل " التكيف " و " العم سيلاس " و " النرجس الاسود " ، لكن العام 1947 شهد انتقالها الى امريكا لتدخل هوليوود بثقل جمالها الساحر وانوثتها الطاغية وموهبتها الفنية الكبيرة مما جعل من كبريات الشركات المنتجة للافلام في مركزصناعة السينما في هوليوود يتسابقون اليها فوقعت عقدا احتكاريا عام 1950 مع " هوارد هيوز " الذي كان يملك اكبر استوديو هناك .

ومع عملها مع هيوز قدمت أربعة أفلام بما في ذلك " الوجه انجيل " من اخراج " أوتو بريمنغر " ، وفي نفس العام تزوجت من الممثل الإنكليزي " ستيوارت غرانجر " الذي شجعها على الانفصال من عقد هيوز الإحتكاري ، انطلقت بعدها لتقف الى جانب " سبنسر تريسي " عام 1953 وكذلك في افلام متنوعة منها ما هو كوميدي كفيلم " رجال الدمى " عام 1955 ومنها الرومانسي ك " بلدي الكبير " عام 1958 و " إلمر العملاق " عام 1960 من اخراج زوجها الثاني " ريتشارد بروكس " ، والفيلم التاريخي الكبير " سبارتاكوس " امام النجم الكبير " كيرك دوكلاس " وفيلم " النهاية السعيدة " عام 1969 الذي اخرجه ايضا زوجها بروكس والذي حصلت بسببه على ثاني جائزة اوسكار .

بعد ربع قرن على دخولها معترك السينما ، هاهي في العام 1970 تحول تركيزها الى المسرح فتعتلي خشبته في مسرحية استعراضية جالت فيها الولايات الامريكية ، واستمرعرضها ثلاث سنوات عادت بعدها لتأخذ راحة بعد العناء الذي صادفته من جرائها ، لكنها لم تقاوم اغراءات الفن السابع فعادت ثانية مطلع العام 1988 لتقف أمام " انتوني هوبكنز " والممثل البريطاني " هيو غرانت " ، ثم جذبها التلفزيون لأول مرة حيث قدمت له سلسلة ناجحة بعنوان " توقعات عظيمة " وشاركت في حلقة من المسلسل الشهير " ستارترك " وغيرها من الأعمال المعدة اساسا من قصص شهيرة للاطفال ابرزها "مطاردة الساحرات " .

في إحدى لقاءاتها الصحفية اعترفت انها أحبت " ريتشارد بيرتون " بعد ان مثلت معه فيلم " الرداء " عام 1953 في حين انها كانت متزوجة ، اما بيرتون فقد كان مرتبطا للتو بالممثلة الشهيرة " اليزابيث تايلور " قالت : ( كنا نذهب الى الحانات وعندما يشرب بيرتون كثيرا يبدأ بإفشاء كل ما يختزنه صدره ، حتى قال لي مرة انه لايحب ان يخون زوجته لأنه يحبها ، فصدقته وطوينا ذلك الحب ) ، ادركت بعدها انها ومع تقدمها في السن عليها ان تبتعد عن الوسط الفني لانها لاتتحمل صدمة اخرى من جهة ، ومن جهة اخرى تريد ان تبقى في ذاكرة الجمهور الذي احبها واطلق عليها وصف الفراشة لرقتها وجمالها وبعد ان مثلت اكثر من 60 فيلما اعتزلت الأضواء لكنها بعد سنوات شوهدت وهي تعالج في مركز فورد للقضاء على إدمان الكحول والمخدرات عام 1986 ، وبعد ان تغلبت على المسكرات انتقلت للعيش في سانتا مونيكا بكاليفورنيا حيث عاشت حتى وفاتها من جراء سرطان الرئة في 22 يناير / كانون الثاني 2010 عن عمر يناهز ال80 عاما .

جين سيمونز فراشة بالوان زاهية كانت ترفرف بافلامها لتطبع البهجة على وجوه الناس فغادرتنا تاركة تلك الألوان لعشاق فنها دون ضجيج .   

خاص "أدب فن"

أدب وفن في

15/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)