حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أنتج عام 2008 ومازال ينتظر العرض العام!

فيلم «بصرة».. قراءة لكابوس الغربة فى زمن القهر

محمد الروبي

"بصرة" هو الفيلم الروائى الأول للمخرج أحمد رشوان الذى سبق وأن أخرج مجموعة كبيرة من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، وهو الفيلم إلى يمكن وصفه بـ"العصامي" باعتباره أولا: التجربة الأولى كتابة وإخراجاً لأحمد رشوان، وثانيا لأنه تم تصويره بطريقة الديجيتال وتم تحويله بعد ذلك إلى "35 مللي" عبر منحة خاصة. وثالثا لأنه يضم مجموعة من شباب الممثلين بعضهم يظهر لأول مرة وبعضهم الآخر يعرف طريق الشهرة منذ سنوات قليلة مثل "باسم سمرة" و"إياد نصار"، وباعتباره أخيرا حقق أكثر من جائزة فى أكثر من مهرجان بدأت بجائزة أفضل تصوير لفيكتور كريدى من مهرجان فالينسيا عام 2008، ثم جائزة أفضل سيناريو مناصفة مع فيلم "عيد ميلاد ليلي" للمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، ثم جائزة أفضل إخراج عمل أول من مهرجان القومى للسينما المصرية 2009 وجائزة الإنتاج الثالثة من المهرجان نفسه، ثم جائزة أفضل ممثل لباسم سمرة من مهرجان روتردام للفيلم العربى عام 2009، وجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم طويل من مهرجان بروكسل للفيلم العربى 2009 إلا أن الفيلم، ورغم كل هذه النجاحات التى حققها فى المهرجانات العالمية والمحلية، لا يزال يبحث عن دور عرض تتيح لجمهور السينما المصرية مشاهدته وهو الأمر الذى يلقى بنا إلى منطقة الاحتكار السينمائى الذى يتمثل فى سيطرة بعض شركات (قليلة) على سوق السينما المصرية وامتلاكهم لحقوق الإنتاج والتوزيع ودور العرض فى آن واحد.  

ومع ذلك لم يكف الفيلم عن العرض فى كثير من المنتديات الثقافية المصرية، وكان آخرها فى الشهر الماضى حين استضافته جمعية نقاد السينما المصريين ودار حوله حوار راق بين مخرجه ونخبة من النقاد استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة. 

"بصرة" لا يدور عن تلك المدينة العراقية الشهيرة ولكنه يدور فى القاهرة على خلفية أحداث الغزو الأمريكى للعراق. فكلمة بصرة لها دلالة أخرى جاءت من لعبة "الكوتشينة" ويستخدمها المصريون فى حواراتهم تعليقا على تشابه الأشياء والمواقف وهو التشابه الذى سيلحظه المتلقى بين ما يحدث فى نقطة ساخنة من الوطن العربى وهى "العراق" وتحديدا إبان سقوط بغداد فى يد الأمريكان بعد حرب لم تستمر لأيام طويلة، وبين مواقف وأحداث خاصة بشخصيات الفيلم وبالواقع المصري، بل والعربى كله. 

ينتمى الفيلم إلى ما يمكن تسميته بالرحلة داخل وعبر شخصية محددة تستهدف الكشف عن مكنون هذه الشخصية التى ستكشف بدورها عن علاقات اجتماعية متشابكة هى فى حقيقتها انعكاس لتشابك وتعقد واقع بات يشعر مثقفوه وفنانوه باغتراب شديد. 

فشخصية الفيلم الرئيسية طارق هو فنان (مصور فوتوغرافي) يلاحق الوجوه والأحداث، يلتقط اللحظة العابرة ليسجلها فى عمل فنى يخلدها إلى الأبد، وهانحن نتعرف عليه فى المشهد الأول من الفيلم يجلس فى سيارة بجوار سيدة شابة سنعرف بعد قليل أنها زوجته، وسنفاجأ بأنهما ذاهبان إلى مكتب مأذون شرعى ليوثقا قرار طلاقهما رسميا.. لكن المفاجأة ستزداد حين يعودان إلى منزلهما حيث نرى طارق يطيب خاطر مطلقته بحنان بالغ، بل ويغيب معها فى قبلة ساخنة تلقى فى وجوهنا بالسؤال: لماذا إذن كان الطلاق؟!. 

لكن أحداث الفيلم، المعتمد فى بنائه على النسج الدقيق عبر كاميرا متأملة متمهلة، سيكشف بالتدريج عن طبيعة شخصية هذا الفنان الذى يصيغ طوال الوقت قوانينه الخاصة فهذا قانون "الطلاق" وذلك قانون "الغربة" وثالث قانون "العزلة"... إنه يعانى من وحدة دائمة رغم مجموعة أصدقائه الذين سنتعرف عليهم مع توالى الأحداث، وهو بوهيمى يتابع الأحداث ولا يشترك بها، يحزن لما يدور حوله من صراعات سياسية واجتماعية لكنه يكتفى بالمشاهدة والتعليق و"التصوير"، باحث دائم عن اللذة لكن تحكمه أخلاقيات تخصه قد يراها البعض متجاوزة بينما يراها بعض آخر قيدا لا يليق بفنان. 

منذ المشاهد الأولى للفيلم ينجح الكاتب والمخرج أحمد رشوان فى رسم ملامح شخصيته الرئيسية والتى ستزداد وضوحا وتكتسى لحما كلما ازددنا توغلا فى أحداث الفيلم. فهاهو يلقى بنا أمام الـ"البصرة" الأولى التى ستواجه بطله طارق حين يرى وجه فتاة فى حفلة عامة فيجذبه ولا يجد حرجا فى أن يخرج آلة التصوير ليسجل لها صورة يحتفظ بها على حائط منزله المكتظ بالوجوه.. وتكتمل البصرة حين يلقاها فى محل تحميض الأفلام ليفاجأ بأنها ـ أيضا ـ مصورة صحفية وأنها مطلقة حديثا مثله تماما. 

"طارق" و"نهلة" ستنشأ بينهما علاقة ستتعمق بالتدريج، وإن أرادها هو فى البداية "جنسية عابرة" لكنها ترفض بمنطق يجعله يزداد اكتشافا لذاته، فهى لا تعترض على العلاقة الجنسية إذا ما كانت تتويجا لعلاقة حب حقيقية، لكنها لا تقبل أن تقف العلاقة عند حدود متعة زائلة وإن كانت تحتاجها.  

هكذا يرسم أحمد رشوان لوحته بفرشاة دقيقة متأنية تهتم بالتفاصيل لتخرج شخصياته تعبر عن نفسها دون موقف مسبق منه، يتعاطف معها ولا يدين أيا منها مهما كانت أخطاؤها. وهو الأمر الذى سيتأكد باختياره للقطات القريبة حيث تظهر انفعالات الوجوه وتصنع مع متلقيها جسرا من التواصل. 

الرسم الدقيق للشخصيات لا يقف عند الشخصيتين الرئيسين ولكنه يمتد ليطال بقية شخصيات الفيلم أو مجموعة أصدقاء "طارق" وخاصة ذلك المخرج الشاب الذى يعمل فى مجال الإعلانات من أجل هدف واضح وصريح، هو جمع أكبر قدر من المال ليحقق حلمه فى شراء "فيللا" على أطراف المدينة يقضى فيها ما تبقى من عمره إلا أن صدمة موته المفاجئ ستعصف ببطلنا وبنا لنفيق ويفيق "هو" على حقيقة أنه كان، وكنا معه، نحيا على هامش حياة تموج من حولنا بصراعات تهددنا وتواجهنا ونهرب منها طوال الوقت حتى تأتى اللحظة المفصل، فهاهى الصورة على الشاشة واضحة وجلية.. بغداد احتلت.. وسقط التمثال.. وهاهو بطلنا ينهار لطما على خديه فى عجز يعكس ما كان يحيا من هروب دائم ببحثه عن قنص تافه جديد!!. 

ولعل أجمل مشاهد الفيلم هو ذلك الذى يأتى قبيل وفاة الصديق، حيث طارق يشاهد على التلفاز خبر وفاة مراسل قناة الجزيرة بشظية أمريكية وينهار فى بكاء على ذلك الشاب الذى استشهد وهو يؤدى واجبه الإعلامي، فيأتيه صوت أحد الأصدقاء على الهاتف ليواسيه فيظن طارق أن مواساة الصديق تخص استشهاد مراسل الجزيرة فيفاجئه الآخر بأنه يخص صديقهما الفنان صاحب الـ"فيللا" الذى اختطفه الموت دون إنذار.  

المزج إذن بين الخاص والعام يزداد توغلا، من دون خطابة وباتساق مدهش مع الأسلوب الذى اتفق عليه الفيلم معنا والمعتمد على خيط من هنا وآخر من هناك ليكتمل النسيج الجارح المفعم بالشجن. 
الحرب الأمريكية العراقية تطول شخصيات الفيلم جميعهم رغم أنهم كانوا مثل "طارق" لا يهتمون بالهم العام إلا فى حدود مشاهدة الأخبار على التلفاز، لكن هاهى الحرب توقف نشاط السياحة فى مصر لتواجه البطالة صديقا آخر متزوج حديثا وتؤثر على علاقته بزوجته التى تصرف وحدها الآن على المنزل!. 

وهاهى الحرب تتسبب فى طرد المصورة "نهلة" من مكتب الجريدة التى تعمل بها لتغرق فى عزلة داخل منزلها لا تتصل بالعالم إلا عبر التلفاز وشاشة كاشفة لكل من يدق بابها وترفض استقباله.  

الحرب إذن تصنع "بصرة" بل "بصرات" لجميع الشخصيات دون قصد منهم فإن كانوا هم اختاروا العيش على هامش الحياة فهاهى الحياة تقتحمهم بقسوتها وتجبرهم على المشاركة.. فهل يستجيبون؟ 

"بصرة" أخيرة تواجه طارق عبر اتصال هاتفى من فنانة شابة تسأله الاستعانة بلقطاته فى عرضها العرائسى عن حرب العراق، فالدخول العابر لهذه الشخصية يستكمل نسج روح "طارق" الجديدة، فهاهى الشابة الصغيرة، التى تحرص على المشاركة بفنها فى أحداث ترفض أن تكون فيها مجرد رقم أو نقطة فى لوحة يرسمها غيرها، تدعوه إلى الحياة مرة أخري، وتعيد إليه ثقة كاد يفقدها "إن أردت أن تكون فنانا بحق تسلح بإيمانك بأن الغد يمكن أن يكون أفضل إذا ما اشتركنا فى صياغته". 

درس الفنانة الصغيرة يعيد طارق إلى الحياة فيدعو بدوره حبيبته إليها ويخرجان معا إلى حيث النيل، يحملهما قارب صغير يلقيان فيه بأوراق "الكوتشينة" التى تحمل صور "صدام" وأعوانه لتذهب جفاء، بينما الكاميرا تبتعد لتحتضن "القاهرة" من عل، وصوت الفنانة الصغيرة يشدو بأغنية ترفض الرضوخ لموت عبثي. 

نهاية متفائلة، أو بالأحرى رافضة للرضوخ لمحبطات تزخر بها حياتنا الآن، نهاية اتفق معها البعض واختلف معها البعض الآخر، لكنها تعكس محاولة صادقة لفنان أراد أن يطرح سؤاله الخاص حول ما يدور حولنا، فهل سيعطونه فرصة العرض العام، أم سيتحفظون على الفيلم داخل العلب ليكون مع مخرجه عبرة لكل من تسول له نفسه بالتطاول ولو بمجرد السؤال!! 

العربي المصرية في

09/03/2010

 

افتتح الخميس الماضى بالفيلم الأمريكى «الشجرة المسحورة»

مشكلات الأطفال والسحر.. برؤية عصرية فى مهرجان سينما الأطفال

صفاء الليثي 

عشرة أفلام من بلدان مختلفة شرقية وغربية تتنافس فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان سينما الأطفال فى دورته العشرين، والذى افتتح الخميس الماضي، يجمع بين هذه الأفلام الاعتماد على قصص التراث الشعبى مع وضعها فى قوالب من المغامرات المشوقة بتفاصيل من الحياة المعاصرة تناسب أطفال الكمبيوتر وعصر المعلومات.  

من الصين فيلم "السلحفاة المسحورة" مازجا الخيال بالواقع المعاصر حيث السلحفاة المسحورة التى حصل عليها الطفل كهدية من معلمته، يمسك السلحفاة كأنها فأرة الكمبيوتر وتصبح جزءا من برنامج يطوره للحصول على عشر أمنيات. يمتزج أصل الحكاية عن السلحفاة المسحورة مع الكمبيوتر الذى يجيد الصبى التعامل معه، ويركز جهده فى محاولة تحقيق رغبته بعودة أمه التى سافرت للعمل بأمريكا وتركته مع والده، وبعد عدد من المغامرات أهدر فيها فرصا كثيرة تتبقى أمنية واحدة فيفضل تحقيق أمنية لأب فقد بصره ليتمكن من رؤية طفلته، تشويق ودروس مستفادة ومستوى من التربية والتعليم يجعلنا ندرك بعضا من أسباب تطور الصين ونموها كبلد مصدر ومنتج. يتكرر السحر مع "الشجرة المسحورة" من بولندا الذى يبدأ بمشهد من الحكايات عن الشجرة المسحورة فى ظل الأعاصير، استهلال قصير لنمضى فى الفيلم مع كرسى صنع من هذه الشجرة ومغامرات ثلاثة أطفال معه أيضا يرغبون فى ألا يتركهم والداهم. الفكرة الأساسية عن دور الأم والأب ومأساة الفقد لهما أو لأحدهما عنصر متكرر فى أكثر من فيلم، يرصده الفيلم الهولندى القصير "مفقود" 12 ق عن فقد الأب، والفيلم من لتوانيا "الشرفة" عن الطلاق وانفصال الأبوين، فى سينما حديثة تتعامل مع أحداث الحياة اليومية لبطليه المراهقين الأول أتى مع والده بعد انفصال الأم عنهما والثانية فى مشكلات بداية انهيار العلاقة بين أمها وأبيها، إيقاع الحياة فى البلدة البعيدة بشرق أوربا-كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي- يرصده المخرج فى فيلم شاعرى تدور أغلب أحداثه فى شرفة المنزل، ينتهى بالصبى والصبية وقد تواعدا للمرة الأولى يسيران فى طريق ممتد وظهرهما للكاميرا فى دلالة على إمكانية الاستمرار فى الحياة رغم مصاعبها، 49 ق من المتعة الفنية بحوار موجز أتوقع أن يحصل الفيلم على جائزة الفيلم الروائى القصير لبلاغته السينمائية. يتنافس فى فرع الفيلم الروائى القصير ثمانية أفلام تخاطب الجميع وتجمع كلها بين الجمال الفنى وأهمية الموضوعات وحساسيتها الشديدة. فقدان الأم-هذه المرة بالموت- دافعا لكى يعيش الصبى الإيطالي"سيون" فى عالم من الخيال مع "لاعب الكبريت النحيف" على مدى 80 ق نشاهد كيف يبتعد عن أقرانه، ويدخل فى مشاحنات مع والده وهما يحاولان التفاهم بعد وفاة الأم، يمزج المخرج بين الرسوم المتحركة، خيال الضل واللايف فى فيلم يعكس أهمية الخيال لتوازن الطفل النفسى وقدرته على مقاومة الفقد. لا يوجد فيلم مصرى واحد فى هذا القسم الهام من المهرجان، رغم مركز ثقافة الطفل، والقومى للطفولة والأمومة، كليات رياض الأطفال وغيرها من جهات دورها الاهتمام بالطفل، فهل ينبهنا المهرجان لضرورة وضع خطة لعمل أفلام للطفل وعنه كما يحدث فى كل بلاد الدنيا من الصين وكوريا والهند وسيريلانكا، مرورا بروسيا ولتوانيا وبولندا حتى ألمانيا والسويد وانجلترا وهولندا، فهولندا وحدها لها أكثر من فيلم، "الضفادع" 74 ق و"مفقود" 12 ق، وفيلم "الحرباء" بجزءيه الأول والثانى لبطليه الصبيين، يساعدان والدهما فى العمل بالميكانيكا ويجدان وقتا للمغامرات أيضا، كيف يشاركان الأسرة فى أعباء المعيشة وكيف يتركان بحرية ليمارسا طفولتهما أيضا. وفيلم "ريكى رابر" كعمل افتتاحى لسلسة أفلام لبطليه الصبى ريكى والصبية نيللى ومعهما العمة والمربية وخطيب العمة، فى شكل سلسلة منفصلة متصلة يتشارك فى إنتاجها جهات عدة لتخاطب الطفل وتخصص له جزءا من منتجها الإبداعى بينما أطفالنا يشاهدون معنا مسلسلات موجهة للكبار، وأفلاما تدور حول الكبار فقط ومشكلاتهم، دون تخصيص ولو نسبة خمسة بالمائة من هذه الأعمال للأطفال. هذه الأفلام مصورة سينما 35 مللى مما يعنى أن لها مكانا فى دور العرض العامة، وإنتاجها بهذا التنوع يعنى أن لها جمهورا يتابعها ويطلبها، وهى كذلك لأنها تتمتع بالمستوى الفنى الكبير وبالمتعة التى تناسب كل الأعمار، سيمكننا مهرجان سينما الأطفال من الاستمتاع بالعمل الكبير من إنتاج والت ديزنى "كتاب الأساتذة" عن التراث الشعبى الروسى يشارك فى المهرجان كفيلم روسى اعتمادا على جنسية مخرجه فاديم سوكولوفسكي، وعلى اللغة الناطق بها وأصل الحكاية. 

سنشاهد أيضا "تماسيح" ألمانيا الصغار و"بيندو" الفيل الصغير صديق الطفلين من سيرلانكا، فيلم ضخم يتناول مشكلة الغابات فى سيرلانكا وصراع رجال المال مع أهل القرية التى يهددها الأفيال فى هجمات دورية، يوجد بعد توثيقى فى الفيلم ممتزجا بمغامرة الطفلين وحبهما للفيل الصغير "بيندو" فى عمل على الطريقة الهندية يأخذنا فى رحلة مجانية لبلاد تركب الأفيال، يمكن للكبار والصغار متابعته، يعيبه فقط قدر من الطول قد يبعده عن المنافسة على الجائزة. 

فى مقال لاحق سنتناول أفلام التحريك التى خصصت لها مسابقة منفصلة، وتشارك فيها مصر وعدد من البلدان العربية. 

العربي المصرية في

09/03/2010

 

قدمها أبو سعده فى كتاب:

قصة كفاح فنان مبدع اسمه أسامة أنور عكاشة

محمد أحمد 

شخصية كبيرة وعظيمة، شيخ المؤلفين والكتاب مجسد شخصية العمدة سليمان وسليم باشا فى ليالى الحلمية وحسن ارابيسك، وكثيرا من المسلسلات مؤلف جعل للبسمة لها طعم والضحكة من القلب الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة. 

هكذا وصفه وقدم له الكاتب مختار أبو سعده، من خلال الكتاب الذى كتبه عن شيخ كتاب الدراما أسامة أنور عكاشة ويحمل نفس اسمه. 

اختار أبو سعده أن يبدأ مع أسامة منذ مرحلة الطفولة ليوضح كيف كانت طفولة هذا المبدع النموذج، ومرحلة اليتم المبكر والتعلم فى كتاب القرية، وكيف انه كان يعشق اللغة العربية ويكره الرياضيات، ومعاناة الأم من هذا الأمر كثيرا قبل أن يتوفاها الله وهو فى العاشرة من عمره بسبب زواج والده من أخري، غير أنه أحب فيما بعد زوجة الأب ـ على عكس العادة ـ حيث أقامت على تربيته ورعايته. 

ويلتحق أسامة بكلية الآداب، وكان حلمه أن يلتحق بقسم اللغة الانجليزية ولكنه التحق بقسم الدراسات النفسية والاجتماعية بسبب ضعف مجموعه، لتبدأ مرحلة ـ وصفها بالمهمة فى حياته ـ وهى مرحلة "الصياعة"، وينفصل عن الاب ويحل ضيفا على بيت خاله بالقاهرة ثم ينتقل إلى شقق كثيرة مع زملائه المغتربين. 

وتبدأ مرحلة جديدة بقرار التعيين بمديرية التربية والتعليم بأسيوط فيتزوج ويصطحب الزوجة معه إلى ديروط غير أنه لم يكمل عاما كاملا وأحيل إلى النيابة الإدارية لأنه ترك التعليم، ويتم فصله ويلتحق بديوان عام محافظة كفر الشيخ وفى هذه الاثناء أنجب طفلا له وقابل صديقا له بكفر الشيخ يعمل بجامعة الأزهر بالقاهرة فطلب منه أن يتبادلا الوظائف وكان هذا مسموحاً به فوافق صديقه والتحق أسامة بجامعة الأزهر بالقاهرة وكان لها أثر كبير فى حياته حيث إنها ساعدته على كتابة القصة بشكل جيد وحصل على تفرغ من جامعة الأزهر ليتفرغ للكتابة التى يعشقها، ولكنه لم يستطع مواجهة ظروف الحياة الصعبة براتب التفرغ الضئيل بعد ان أصبح له ثلاثة أبناء، فبدأ الاستدانة من الأصدقاء والمقربين له إلى أن أصبح مثقلا بالديون فقابله صديق له وعرض عليه العمل فى مؤسسة الصباح بالكويت للصحافة فقبل هذا العرض لكى يخرج من أزمته المالية ولكنه لم يستطع العيش بدولة الكويت فسرق جواز السفر الخاص به من مكتبة المؤسسة وترك لصديقه خطاباً يقول له بأنه لم يستطع العيش فى بلد غير مصر واعتذر له. 

وفى عام 1967 جاء الفرج بعد أن عاش منذ أن عاد من الكويت بدون عمل على يد مساعد المخرج فخر الدين صلاح والذى أصبح مخرجاً بعد ذلك فحصل منه على رواية باسم "الانسان والجيل" والتى كتب لها السيناريو كرم النجار والتى اذيعت فى سهرة عام 1969 ولكن فخر الدين صلاح سافر إلى ليبيا وكان له فضل كبير عليه لانه هو الذى الحقه بالتلفزيون المصري، وفى عام 1975 عاد المخرج فخر الدين من ليبيا واخذ يبحث عن أسامة انور عكاشة بعد أن تعلم كتابة السيناريو إلى أن قابله فأنتج له "الإنسان والحقيقة" ثم "الحصار" و"المشربية" وبدأت الأعمال تتوالى ويقدم عكاشة الشهد والدموع ثم رائعته "ليالى الحلمية" بأجزائها الخمسة، وتزداد شهرته ولمعانه ليصبح نجما فى سماء الكتابة الدرامية، وأحد أهم وأكبر كتاب الدراما، ليس فى مصر فحسب، بل فى الوطن العربى كله. 

العربي المصرية في

09/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)