حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هوجة مسلسلات السيرة الذاتية

كتب مى الوزير

روزاليوسف، مصطفى مشرفة، عمر المختار، نجيب الريحانى، الملكة نازلى، فريد شوقى، محمد فوزى، رشدى أباظة، كل هؤلاء أثروا حياتنا فى الفن والعلوم والثقافة وغيرهم حوالى ما يقرب من العشرين شخصية سيتم تناول السيرة الذاتية لهم من خلال أعمال درامية.

فبعد أن قدم الفنان أحمد زكى" شخصية طه حسين" فى مسلسل الأيام"، بعدها بسنوات شاهدنا صابرين" تجسد شخصية أم كلثوم" ثم توالت الأعمال الدرامية لنرى من خلالها الملك فاروق"، أسمهان" ليلى مراد" إسماعيل يس"، سعاد حسنى"، عبدالحليم حافظ".

فهل هذه الأعمال بالفعل تمجيد لهم ولشهرتهم، أم هى مجرد استغلال لنجاح هذه النوعية من الدراما؟ وما سبب الجدل الدائم والخلافات بين الورثة وجهات الإنتاج؟

المخرج مجدى أحمد على المفروض أنه يستعد للبدء فى تصوير مسلسل مداح القمر" للكاتب والسيناريست محمد الرفاعى والمفروض أن هذا المسلسل يتم التحضير له منذ سنتين وقد واجهته عقبات فى الاستقرار على اسم البطل إلى أن تم اختيار محمد نجاتى ويعتبر هذا أول مسلسل سيرة ذاتية يقدمه المخرج مجدى أحمد على، عن ذلك يقول: إن المسلسلات التى تتناول السيرة الذاتية لأى شخصية ليست موضة ولكنها اتجاه درامى يتطلب أن تكون الشخصية تحتمل تناولها فى عمل درامى بمعنى أن شهرة الشخص ليست مبرراً لإنتاج مسلسل عن حياته، وهذا ما أدى إلى فشل معظم أعمال السيرة الذاتية، فالفنان الراحل عبدالوهاب" فنان عظيم ولكن قصة حياته لم تكن بالثراء والأحداث التى تمكن من يتناولها فى عمل فنى مكتمل لذلك يتطلب نجاح أى عمل عن سيرة ذاتية لفنان أو سياسى أو أديب شرطين أساسيين أولهما: ثراء حياته والأحداث التى مر بها، وما يكفى من مادة جيدة لخروج العمل متجاوزين شهرته، أما الشرط الثانى: فهو ضرورة الحرص على فريق عمل جيد يتم اختياره بدقة من ممثلين ومخرج وإنتاج بشكل لائق ومُحترف.

أما الكاتب يسرى الجندى" الذى سبق وأن قدم مسلسل يتناول قصة حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر" يقول: السبب فى انتشار هذه النوعية من الأعمال هى احتياج المشاهد المصرى والعربى إلى مثل هذه النوعية والفضول الذى يتعلق بهذه الرموز التى أضافت للتاريخ القومى والعربى فى كل المجالات سواء الثقافة، الفن، السياسة، جعلتنا فى حاجة ماسة لاستحضارها وليس هذا عن مشاهير الفنانين فقط ولكن لكل من شكل إضافة حقيقية فى جميع المجالات، وسبب احتياجنا لظهور هذه الرموز هو حالة الجهل التى يعيشها المجتمع وذاكرة المواطن الممسوحة.

ويضيف: هذه المسلسلات أرفض أن أسميها سيرة ذاتية" وأفضل تسميتها سيرة شخصية" لأن السيرة الذاتية هى ما يكتبها الفرد عن نفسه، ولكى نضمن نجاح هذه النوعية من المسلسلات يجب أن تكون كتابتها على مستوى عال من الأمانة والدقة، وأن تتم بمنتهى الموضوعية وليس بالتركيز على الإيجابيات فقط، فالشخصية إذا ظهرت ملائكية مُنزهة عن الأخطاء تفقد مصداقيتها لدى المشاهد.

أما عن فشل بعض هذه النوعية من الأعمال مؤخراً فهو يرجع إلى المستوى الفنى المُتدنى وضعف الإنتاج.

الكاتب مجدى صابر" عُرض له فى شهر رمضان الماضى مسلسل ليلى مراد" ولم يستطع مسلسله جذب الجمهور له وحتى الذين تابعوه لم يستطيعوا تقبل بطلته.

وعن كون هذه النوعية من المسلسلات موضة أم لا يقول مجدى صابر: قد يعتبرها البعض موضة والبعض الآخر ينفذها كتأريخ لرموز تركت بصمتها، وهذا الجيل لا يعلم عنهم الكثير، وبالتالى تعتبر الدراما هى الوسيط الذى ينقل هذه الحقبة لأولادنا كنوع من التنوير.

أما بالنسبة لنجاحها أو فشلها فهى مثل أى عمل درامى مُقدر له النجاح أو الفشل فلا يوجد وصفة نجاح مؤكدة، وهذا يرجع للجمهور فهو من يحكم على العمل بالنجاح أو الفشل، لكن فى النهاية يرجع نجاح المسلسلات إلى القائمين على العمل ومدى إخلاصهم فيه.

رانيا فريد شوقى المفروض أنها تستعد لتقديم مسلسل عن والدها على أن تكون شقيقتها ناهد هى منتجة المسلسل، والمفروض أنه باسم وحش الشاشة".

وتقول رانيا فريد شوقى" ناهد هى ابنته وعاشت معه أكثر مما عشت أنا معه، ويهمها أن يظهر العمل بأفضل صورة.

وعن مسلسلات السيرة الذاتية بشكل عام وانتشارها بشكل ملفت تقول: فى مصر إذا نجح مسلسل باللهجة الصعيدية نجد معظم المسلسلات تتجه للصعيد، ونفس الشىء يحدث مع المسلسلات والسيرة الذاتية، فالجميع يتبع الموضة السائدة.

مسلسلات السيرة الذاتية حققت نجاح فى البداية، فاتجه الجميع للبحث عن الشخصيات المؤثرة لإنتاج مسلسلات عنها، وبعضها خرج بشكل لا يستحقه، ولا يجب التعامل باستسهال مع الفنان الذى بذل مجهوداً طوال حياته ليختزل مشواره فى 30 حلقة، وتتم كتابة مسلسل عنه فى خمسة أو ستة شهور فقط، فالمسألة ليست ورقة وقلم، لهذا تفشل بعض مسلسلات السيرة الذاتية التى لا تأخذ وقتها فى التحضير لها، وعندما قدمت دكتورة لميس جابر مسلسل عن الملك فاروق" كان هذا نتيجة مجهود ودراسة خمس سنوات لهذا خرج المسلسل بهذا الكم من المصداقية، وصحح أفكاراً عند الناس، ففى مصر أصبحت هناك حالة من اللاضمير والإهمال وعدم الاهتمام بأدق التفاصيل التى تضمن النجاح.

وفاء عامر" جسدت من قبل شخصية الملكة نازلى ببراعة فى مسلسل الملك فاروق" وكانت تستعد للمشاركة فى مسلسل يتناول قصة حياة الملكة نازلى للكاتب مصطفى محرم، وبعدها علمت بمسلسل آخر عن قصة حياتها للكاتبة راوية راشد" يتم التفاوض عنه مع النجمة نادية الجندى" لتقوم ببطولته تقول وفاء عامر" بعد أن قدمت دور الملكة نازلى فى مسلسل الملك فاروق" وأحب الناس أدائى فكرنا فى تكملة هذه الشخصية فى مسلسل مستقل وعرض على الفكرة المنتج هشام شعبان"، ثم علمت بعد ذلك عن فكرة المسلسل الآخر عن كتاب الإعلامية راوية راشد"، ورأيى الخاص أنه لا توجد مشاكل فى هذا سواء أنتج مسلسلان أو ثلاثة، فنادية الجندى نجمة متمكنة وإذا قامت بهذا الدور ستضيف إليه، أما أنا فقدمته من قبل وعرف الناس جزءاً عن حياة الملكة والتى لم تتم الإشارة إليها بشكل وافٍ من قبل فى الأعمال الدرامية. وتضيف: مسلسلات السيرة الذاتية انتشرت بشكل كبير لأننا بحاجة لكى نعرف من هى ليلى مراد" فى حياتها الخاصة، وكذلك من هو نجيب الريحانى" وإسماعيل يس" وغيرهم من النجوم الذين رحلوا عنا.

وعن مقومات نجاح مسلسلات السيرة الذاتية قالت:

نجاح الممثل فى تجسيد شخصية تاريخية يؤديها يرجع إلى ذكائه وطريقة تناوله للشخصية، هذا بجانب أضلاع المثلث الثلاثة التى تساعد على نجاح العمل وهم: المنتج والكاتب والمخرج.

أمل رزق، سبق لها المشاركة فى مسلسلات السيرة الذاتية، حيث جسدت شخصية راقية إبراهيم" فى مسلسل قلبى دليلى"، ومن قبل شاركت فى مسلسل أسمهان" وحالياً تستعد لتقديم شخصية راقية إبراهيم" فى مسلسل منفرد يستعرض حياة الفنانة الراحلة.

وتقول أمل: مسلسلات السيرة الذاتية ليست موضة، ولكن يمكن اعتبارها اتجاهاً جديداً للدراما جذب عدداً كبيراً من المشاهدين لرغبتهم فى معرفة جيل من النجوم رحل عنا، ولا نعرف عنه شيئاً سواء فى الفن أو الأدب أو السياسة، فنحن شاهدنا مسلسل الملك فاروق" وعرفنا حسنين هيكل، وعرفنا محمد التابعى من خلال مسلسل أسمهان"، فالجيل الجديد وأبناؤنا بحاجة لهذا النوع من المعرفة التى لن يجدوها إلا فى الدراما.

أما فشل بعض مسلسلات السيرة الذاتية فيرجع إلى تعلق الناس الشديد بالشخصية الحقيقية، وبالتالى يكون هناك مجال للمقارنة، هذا بالإضافة لضعف الإنتاج والمعروف أن جودة الصورة عليها عامل كبير فى نجاح العمل خاصة أن هذه الفترات تتميز بالرقى والفخامة.

المنتج عصام شعبان" الذى يحضر لمسلسل روزاليوسف" تأليف ريهام الحداد وبطولة ليلى علوى والمقرر عرضه فى شهر رمضان بعد القادم، يرى أن فشل بعض المسلسلات التى تتناول السيرة الذاتية للشخصيات الشهيرة قد يرجع إلى فريق العمل سواء الكاتب الذى عليه أن يدقق فى اختيار الشخصية التى سيتناولها، أو المخرج الذى يقع فى أخطاء تجعل الأحداث مملة وبطيئة ولا تجذب المشاهد خاصة فى إيقاع حياتنا السريع، أو الممثل الذى قد يخطئ فى فهم مفاتيح الشخصية ويتحول أداؤه إلى مجرد تقليد أعمى ولا يصل إلى روح الشخصية الأساسية، وعن المشاكل المستمرة بين ورثة الشخصية الحقيقية وجهات الإنتاج يقول: العمل أمانة فى يد المؤلف والمخرج وهمهم الأول أن يظهر العمل فى صورة جيدة، وبالتأكيد اختيارهم سيقع على شخصية مليئة بالأحداث بدون فجاجة أو ابتذال.. ولكن أعتقد أن أسرة الشخصية الحقيقية قد تزمرت لرغبتها فى الموافقة على الورق أو تعديله، وهذا خاطئ لأن المادة الخام والأحداث الحقيقية تكون بين يد المؤلف ليصيغها وهى مهنته وليس من حق أحد أن يتدخل فيها.

إسماعيل كتكت

المنتج إسماعيل كتكت اتجه اهتمامه بشكل ملحوظ لإنتاج أعمال السير الذاتية بداية من الملك فاروق" ثم أسمهان" وليلى مراد" وحالياً يستعد لإنتاج مسلسل عن الملكة نازلى" لشهر رمضان القادم.

وعن هذا الكم الهائل من مسلسلات السيرة الذاتية وسبب اهتمامه بها يقول: أرى أنها ليست كثيرة بالمرة مقارنة بكم المسلسلات التى عرضت فى شهر رمضان ووصل عددها ما يقرب من 76 مسلسلاً فى مقابل مسلسلين عن السيرة الذاتية لاثنين من الفنانين، لهذا أرى العكس، مسلسلات السيرة الذاتية عددها قليل.

وعن رأيه فى الذين يرددون أن هذه النوعية من المسلسلات ما هى إلا موضة وبيزنس يقول:

هى ليست موضة وأنا لا أتعامل معها كتجارة فقط.

ولكن هدفى هو أن أقدم تاريخا وأعتبره مشروعاً قومياً وتثقيفياً وأقدمه لجيل متعلق بالدراما لكنه لا يحرص على القراءة لذلك فى مسلسلاتى تجديننى أقدم قراءات تاريخية بشىء من الحيادية، فانظرى إلى صدى مسلسل الملك فاروق"، وحياة أسمهان" التى لم يعرفها أحد، وليلى مراد" وتاريخ تهجير اليهود والفرق الشاسع بين اليهودية والصهيونية.

وحول مقياس اختياره للشخصية التى يقرر تناولها وسبب هذه النزاعات المستمرة بين الورثة وجهات الإنتاج.

أنا أتناولها من خلال العصر نفسه، بمعنى أننى أبحث عن الشخصيات المؤثرة فى حقبة ما والبقية تأتى بعد البحث.

أما بالنسبة للورثة فاعتراضهم ينتج عن عدم معرفتهم بالقانون والحقيقة أن الناس هى من صنعت النجم بالأساس ولن يستطيع أحد منعه عنهم.

صباح الخير المصرية في

02/03/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)