حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اسمى خان:

دعوة للتعايش والحوار وثلاث ساعات من المتعة الفنية

بقلم   سمير فريد

يتاح لجمهور السينما فى مصر الآن مشاهدة فيلمين من أفلام مهرجان برلين أول مهرجانات ٢٠١٠ الكبرى الذى اختتم أعماله يوم الأحد الماضى، وهما الفيلم الأمريكى «تسعة» إخراج روب مارشال، والفيلم الهندى «اسمى خان» إخراج كاران جوهر وتمثيل ألمع نجوم السينما الهندية اليوم، الممثل شاه روح خان والممثلة كاجول، والذى يعتبر أهم محاولة لخروج السينما الهندية إلى العالم فى إطار خطة بوليوود، أو اعتبار الهند هوليوود الشرق.

ومن المعروف أن السينما الهندية أكبر سينما فى العالم من حيث كم الإنتاج (أكثر من ألف فيلم فى السنة)، ولكنها سينما محلية فى أغلب إنتاجها، مثل كل صناعة سينما، تتوجه إلى جمهور الأفلام السائدة دون غيره من جمهور السينما. وقد عرفت السينما الهندية خارج الهند منذ نصف قرن ويزيد من خلال المخرجين المؤلفين وأعظمهم ساتيا جيت راى، ولكن خطة بوليوود هى خروج الأفلام السائدة وليس أفلام المؤلفين فقط.

والمعروف أيضا أن السينما السائدة أو التجارية، أى التى تخضع لمقاييس السوق، تشكل عالماً متكاملاً أو «مدرسة فنية» فى صناعات السينما الكبرى كما هو الحال فى أمريكا والهند ومصر (من ١٩٣٣ إلى ١٩٦٣)، و«اسمى خان» من مدرسة السينما الهندية بامتياز، ولكن مع التوجه إلى جمهور السينما السائدة داخل وخارج الهند، بالتعبير عن موضوع يهم الناس فى كل مكان، وتوفير العناصر الفنية من إخراج وتصوير وديكور وموسيقى وتمثيل ومونتاج التى تثبت المقارنة على المستوى العالمى.

الموضوع هو الصراع بين الأعراق والثقافات، والمضمون دعوة للتعايش والحوار بدلاً من الصراع، والمعادل الموضوعى الدرامى نموذجى من خلال قصة أخوين من المسلمين الهنود الذين يعانون من الصراع مع الهندوس فى الهند، يهاجران إلى أمريكا حيث ينتقل الصراع بين أبناء الجالية الهندية هناك، ثم يصبح صراعاً بين المسلمين والأمريكيين المسيحيين بعد ١١ سبتمبر..

وينتهى الفيلم بالأمل الكبير مع انتخاب أوباما. إنه فيلم هندى مائة فى المائة وعالمى مائة فى المائة ويقدم لجمهوره ثلاث ساعات من المتعة الفنية الخالصة.

عرض الفيلم فى مهرجان برلين خارج المسابقة يوم ١١ فبراير، ثم بدأ عرضه داخل وخارج الهند فى اليوم التالى، حيث عرض على ١٠٣ شاشات فى أمريكا وحقق فى الأسبوع الأول أكثر من ٥ ملايين دولار، وحقق فى بريطانيا مليون إسترلينى، وفى مصر نحو ربع مليون جنيه، وقد شاركت فى إنتاجه إيما جينشان أبوظبى، وتوزعه شركة فوكس الأمريكية الدولية، ويتماهى الفيلم مع الواقع على نحو مدهش، فبطله روح خان ممثل مسلم متزوج من هندوسية،

وعندما بدأ عرض الفيلم فى الهند طالب الحزب الهندوسى اليمينى المتطرف بمقاطعته لأن روح خان احتج على استبعاد المسلمين من المنتخب القومى للعبة الكريكت!

المصري اليوم في

28/02/2010

  

ولكن حديثى عن السينما التسجيلية كان عن حاضرها وليس تاريخها

بقلم   سمير فريد

تحت عنوان «السينما التسجيلية المصرية تنعزل عن تحليل ونقد الماضى والحاضر» كان مقال «صوت وصورة» فى ١٨ يناير الماضى، وفيه ذكرت «إن العقبة أمام تطور الأفلام التسجيلية هى الرقابة سواء رقابة السينما أو رقابة التليفزيون التى تحول دون إنتاج أفلام تسجيلية عن الأحداث المهمة فى الحاضر أو الماضى بنظرة تحليلية نقدية»،

و«لهذا لا نجد أفلاماً تسجيلية حقيقية عن السد العالى أو ثورة يوليو أو ثورة ١٩١٩، أو هزيمة يونيو أو انتصار اكتوبر أو أى حدث كبير فى التاريخ، كما لا نجد أفلاماً تسجيلية حقيقية عن غرق العبارة أو حريق قطار الصعيد أو سقوط صخرة المقطم، إلى الأحداث على الحدود مع غزة، واحداث نجع حمادى المروعة يوم عيد الميلاد»، وكان ختام المقال «لماذا لا تتحرك كاميرات السينما التسجيلية إلى غزة وإلى نجع حمادى».

وقد عاتبنى المخرج الكبير والصديق العزيز فؤاد التهامى حيث اعتبر القول بأننا لا نجد أفلاماً تسجيلية حقيقية عن السد العالى تجاهلاً لأفلام شقيقه الراحل صلاح التهامى عن هذا الموضوع، خاصة فى وقت الاحتفال باليوبيل الذهبى لبناء السد العالى، والواقع أن حديثى كان عن حاضر السينما التسجيلية، وليس تاريخها، وصلاح التهامى من أعلام السينما المصرية فى القرن العشرين، والدفاع عن قيمته وعن تراثه ليس مهمة شقيقه فقط، وإنما كل من يعنيه أمر السينما فى مصر.

من بين ما أعتز به كثيراً فى حياتى المهنية كناقد للسينما أننى ربما كنت أول من اهتم بالسينما التسجيلية فى الصحافة المصرية قدر الاهتمام بالسينما الروائية، وعندما توفى صلاح التهامى عام ١٩٩٧ نشرت أنه «المؤرخ السينمائى لثورة يوليو من خلال أفلامه التسجيلية، قد أخرج أول أفلامه بعد أقل من سنة من نجاح الثورة عام ١٩٥٢، ويزيد عددها على مائة فيلم، وأشهرها مجموعة أفلامه عن السد العالى»، ولكن التأريخ للاحداث بالسينما وقت وقوعها، غير التعبير عنها بعد مرور الزمن.

وكم نحن فى حاجة اليوم إلى فيلم عن السد العالى بعد مرور نصف قرن يتأمل ويحلل بنظرة نقدية عميقة هذه المعركة الكبرى من أجل البناء، وليس المقصود بالنظرة النقدية كما هو شائع مع الأسف الهجوم، وإنما التحليل العميق، الذى لا يقلل بالطبع من قيمة ما أنتج أثناء وقوع الحدث.

قال جونتر جراس فى القاهرة عام ١٩٨٠: لقد كانت معركة بناء السد العالى من المعارك الكفيلة ببعث أمة، وصنع نهضة، وبعدها هزيمة ١٩٦٧ وبعدها انتصار ١٩٧٣، فلماذا لم تنهض مصر فى معركة البناء، ولماذا لم تنهض لا بعد الهزيمة ولا بعد النصر، ولا يزال السؤال من غير إجابة.

المصري اليوم في

04/02/2010

  

نعم: ٢٠١٠ عام للاحتفال باليوبيل الماسى لاستديو مصر

بقلم   سمير فريد   

نشر أشرف غريب مقالاً فى «الكواكب» يوم الثلاثاء الماضى ينبه فيه إلى أن هذا العام الميلادى الجديد يشهد مرور ٧٥ عاماً على افتتاح استديو مصر، ويدعو لاعتباره عاماً للاحتفال باليوبيل الماسى لهذا الصرح المصرى العربى العالمى الكبير، ووجه الزميل العزيز والمؤرخ المدقق العاشق لتاريخ السينما المصرية الدعوة إلى وزارتى الثقافة والإعلام وجهات أخرى للاشتراك فى الاحتفال، ومن بينها مكتبة الإسكندرية التى أعمل بها مستشاراً لشؤون السينما.

وقال أشرف غريب إنه يدعونى إلى إعادة النظر فى البرامج السينمائية للمكتبة، والتى اعلنت فى ديسمبر كما هو معتاد كل عام، وتضمنت كل البرامج من يناير إلى ديسمبر، واستبدال الاحتفال بمئوية ميلاد نيازى مصطفى بالاحتفال باستديو مصر، خاصة أن المخرج الرائد من مواليد ١٩١١ وليس ١٩١٠.

بداية أستجيب لاقتراح الزميل، وسوف يتم الاحتفال باليوبيل الماسى لاستديو مصر فى ٢١ يونيو وهو يوم السينما المصرية السنوى ضمن برامج المكتبة باعتباره يوم عرض أول فيلم مصرى عام ١٩٠٧، وذلك بدلاً من الاحتفال بمئوية ميلاد نيازى مصطفى.

وأود أن أوضح أننى أعلم مثل كل مهتم بتاريخ السينما المصرية أن تاريخ ميلاد نيازى مصطفى المتداول فى كل المراجع هو ١١/١١/١٩١١. وما حدث اننى سألت نيازى مصطفى رحمه الله عن هذا التاريخ المدهش فقال لى أثناء الحوار المطول الذى أجريته معه ونشرته عام ١٩٨٢ قبل أربعة أعوام من وفاته إنه مولود فى ١١ نوفمبر عام ١٩١٠، ولكنه من باب اللهو البرئ جعله ١١/١١/١٩١١، كما لو أنه مبعوث العناية الإلهية لصنع السينما فى مصر! وهذا هو السبب الذى جعلنى أضع الاحتفال بمئوية ميلاده فى برامج المكتبة هذا العام.

ولكن مقال أشرف غريب جعلنى أتذكر القاعدة اللغوية القديمة بأن الخطأ الشائع أفضل من الصحيح غير الشائع، خاصة أن نيازى مصطفى ربما يكون قد قال لى ذلك من باب اللهو البرئ أيضاً!

استديو مصر عام ١٩٣٥ كان نقطة تحول كبرى، أو نقطة التحول الكبرى، بألف لام التعريف فى تاريخ السينما المصرية. كان ولمدة أكثر من نصف قرن أكبر استديو متكامل للسينما فى مصر والعالم العربى وأفريقيا والشرق الأوسط، وكان المعهد الذى تخرج فيه الأساتذة قبل عقود من انشاء معهد السينما عام ١٩٥٩، كان قلعة من قلاع الحداثة والتنوير فى الثلاثينيات الذهبية التى مضت وتبدو كالحلم بعيد المنال.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

02/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)