حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد ..

للكبار فقط

بقلم : طارق الشناوي

صارت تلك اليافطة هي التي ترفرف فوق أغلب الأفلام المعروضة حاليا.. انها وسيلة الرقابة حتي تستطيع أن تمرر ما تتحمس له من أفلام بدون أن تصطدم بالمجتمع حيث يصبح هذا التعبير رخصة تعني للأسرة المصرية ممنوع الاقتراب ولقد أعذر من أنذر؟!

والحقيقة أنني أعلم تماما المأزق الذي تعيش فيه الرقابة المصرية نظرا لتدخل العديد من العوامل والاعتبارات.. تقريبا كل الأجهزة في الدولة تمارس رقابة علي الرقابة حتي أنه أثناء تصوير أحد الأفلام قبل بضعة أشهر في مترو الأنفاق طلبت وزارة النقل قراءة السيناريو كاملا وليس فقط المشهد الذي سوف يتم تصويره؟!

المجتمع المصري صار يبعث بين الحين والآخر برسائل تطالب بقدر من التزمت والمراجعة لكل شيء بل إن أيدي المجتمع امتدت من توجيه رسالة سواء بالمعني المباشر لها أو الرمزي الي أن تتدخل أياديهم الي كابينة العرض لمطالبة المسئولين عن السينما بالحذف حدث ذلك قبل عدة سنوات حيث استجابت بعض دور العرض الي ما تريده الأسرة المصرية وتم بالفعل الحذف بناء علي طلب تلك الأسر رغم أن القانون صارم وهو أنه لا يجوز عرض ما لا تصرح به الرقابة وأيضا ينبغي عرض كل ما صرحت به الرقابة أي أن هناك مخالفة في الحالتين ثم وهذا هو الأهم لا يسمح لأحد بأن يمارس رقابة علي الرقابة!!

في كل دول العالم تلعب الرقابة دورا مؤثرا ولاشك في الحماية الاجتماعية هذا هو دور الرقابة الأول رغم أنها في العالم العربي عادة لا تلعبه أما في العالم الأوروبي فإن هناك دائما ما تخضع التصنيفات الي منطق اجتماعي وليس رقابي سياسي يفرض نفسه عند السماح بالعرض العام من خلال هيئة لها منطقها وقواعدها الاجتماعية وليست الرقابية وهي غير تابعة للدولة بعض الأفلام ممنوع عنها الأطفال وبعضها يشاهدها مع أحد أفراد الأسرة مثلا في أفلام الرعب والعنف ينبغي أن يتم الاشارة علي ذلك حتي لا يدخل المشاهد فيلم وهو غير مهيأ نفسيا أو فكريا.. الرقابة المصرية وهي تقرأ النص تنظر دائما برؤية سياسية بالمقام الأول أكبر من كونها رؤية اجتماعية وفي العادة قد تتسامح الرقابة في مشاهد جنسية مكتوبة في السيناريو علي اعتبار انها تستطيع بعد ذلك الحذف في المونتاج قبل العرض الجماهيري لكنها أبدا لا تتسامح لو قدم المخرج رؤية سياسية تتعارض مع توجه الدولة والحقيقة ليست مصر فقط ولكن العالم العربي يضع هذا المعيار أمامه.. الرقابة في مصر عرفت منذ مطلع القرن العشرين وكانت تتبع وزارة الداخلية قبل أن تنتقل بعد ذلك في منتصف الخمسينيات الي وزارة الثقافة.. كانت قد انتشرت في مصر أغاني خليعة مثل »ارخي الستارة اللي في ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا«، »بعد العشا يحلي الهزار والفرفشة«.. أسندت هذه المهمة الي شاعر تخصص في كتابة هذه النوعيات وهو الشيخ »يونس القاضي« ولا يعلم الكثيرون أن هذا الشيخ هو الذي كتب أيضا نشيدنا الوطني  »بلادي بلادي لك حبي وفؤادي« المأخوذ بالطبع عن شعار الزعيم الوطني »مصطفي كامل«.. »يونس القاضي« كان يكتب كل النوعيات فهو مثلا مؤلف أغنية حققت شهرة  لاتزال الاذاعة المصرية تبثها بين الحين والآخر تلحين وغناء »محمد عبدالوهاب« هي »فيك عشرة كوتشينة في البلكونة.. بصرة باشكة عادة مجنونة.. لاعبني عشرة انما برهان«.. البصرة والباشكة والعادة والمجنونة أنواع يعرفها كل من لعب كوتشينة والدعوة صريحة جدا هي أن العشرة ينبغي أن تكون برهان أي »قمار« ولو أخذت الأغنية في معناها المباشر بالطبع ما كان من الممكن أن يسمح بإجازتها خاصة في اذاعة رسمية ولكن تعارفنا علي أنها مجرد نكتة كتبها »يونس القاضي« ولحنها وغناها »عبدالوهاب« بخفة ظل.. »يونس القاضي« كان رقيبا صارما لأنه يعلم كل تفاصيل أهل الكار الذين يكتبون الأغاني الخليعة ولهذا كان اختيارا صائبا في تلك السنوات وبهذا المعيار.. ومع الثورة لاشك أن الدولة رأت في الرقابة قوة تمنحها القدرة علي توجيه الرأي العام، وأيضا للسيطرة علي صنع القرار.. اللواء »محمد نجيب« أول رئيس مصري قدم مع بداية الثورة بيانا عنوانه »الفن الذي نريده« كان يعقب فيه علي الأفلام المعروضة  والسابقة علي الثورة والتي تقدم مشاهد عري وراقصات.. اللواء »محمد نجيب« هو رئيس مصري مثقف وله رؤية سينمائية واجتماعية ولكن ما استوقف في السينما هو زيادة عدد الراقصات داخل هذه الأفلام.. أشهر وأهم رقيب عرفته مصر هو بالطبع الأديب الكبير »نجيب محفوظ« كان بالطبع يميل للتحرر ولم تكن لديه تلك النظرة  القاسية للأفلام كما يحسب له بعد رؤيته السياسية ولقد تصدي مثلا لمن يريدون منع أغنية »يا مصطفي يا مصطفي أنا بحبك يا مصطفي« التي غناها »بوب عزام« ولحنها »محمد فوزي« وحققت شهرة عريضة حيث أن الرقيب وقتها اعتبرها دعوة الي عودة مصر للولاية العثمانية حيث انه اعتقد أن المقصود بمصطفي هو »مصطفي كمال أتاتورك« مؤسس تركيا الحديثة.. ووجد الرقيب أن مقطع »سبع سنين في العطارين« مقصود به عدد السنوات علي قيام الثورة.. تدخل »نجيب محفوظ« وأباح الأغنية لكنه مثلا اعترض علي »صباح« في أغنية »من سحر عيونك ياه« وجد أن »ياه« طالت أكثر مما ينبغي وكان يري بها إيحاءات  جنسية وأعادت »صباح« غنائها بإشراف ملحن الأغنية »محمد عبدالوهاب« وهو التسجيل الذي لا تزال  الاذاعة المصرية تبثه باستمرار.. هل دائما الحل يافطة للكبار فقط؟ الحقيقة هي أن هذه اليافطة تحمل في جزء منها احساس بالكسل الرقابي مثلا تصدرت فيلم »أحاسيس« لهاني جرجس فوزي.. في نفس الوقت الذي تصدرت فيلم »رسائل البحر« لداود عبدالسيد.. ما هي أسباب الدولة لكي تعتبر فيلم »داود« للكبار.. الفيلم يدعو للتأمل والتفكير فكيف صار التفكير حكرا فقط علي الكبار رغم أنهم في العادة لا يفكرون ناهيك علي أن هذه اليافطة تهييء الجمهور لمشاهدة فيلم به مشاهد جنس وعري وكل من ذهب الي »رسائل البحر« لهذا الغرض من المؤكد قد شعر بصدمة.. ان عشوائية استخدام رخصة للكبار فقط يفقدها معناها وجدواها ولهذا كان ينبغي دائما أن يتم وضع ضوابط اجتماعية لاستخدام هذا السلاح خاصة اننا نعيش في ظل مجتمع مفتوح يستقبل كل شيء.. انها يافطة تعود لعصر كانت الدولة تملك فيه كل الأوراق والقنوات وتستطيع أن تمسك الاعلام بيد من حديد.. الآن صارت اليد من حرير ولم تتغير النظرة ولا قسوة القبضة؟!

أخبار النجوم المصرية في

25/02/2010

 

ايام زمان

نجوم الزمن الجميل يخرجون عن النص

موفق بيومي 

تتعالي ضحكاتنا نحن جمهور المسرح علي ما نشاهده من مواقف وما نسمعه من حوارات طريفة غير مدركين أن كثيراً من هذه المواقف والحوارات في واقع الأمر غير موجود بالنص وأنها وليدة المشاكسات بين النجوم ومحصلة المقالب التي يدبرونها لبعضهم البعض.. طرائف النجوم القدامي في هذا الشأن وحالات خروجهم عن النص كانت- علي وجه العموم- مهذبة ومحترمة وليس بها- كما يحدث كثيراً هذه الأيام- خروج علي الآداب أو جرح للمشاعر.. اليوم نستعيد جانباً من المشاهد المسرحية الطريفة التي كانت وليدة ظروف بعينها والتي أداها نجومنا أيام زمان.

زميل غير عزيز!

لعل جميعناً مازال يذكر ذلك المشهد السينمائي العبقري للراحل أنور وجدي مع (الطفلة المعجزة) فيروز، أمام العملاق شفيق نورالدين الذي كان يؤدي دور بقال يحاول كل من أنور وفيروز الاحتيال عليه من خلال تذوق أصناف الأطعمة المختلفة موهمين إياه أنهما يتخيران الأفضل لشراء عشائهما ثم ينصرفا في نهاية الأمر حين يكتشف حيلتهما، ما لا يعلمه الكثيرون أن هذا المشهد تم اقتباسه من مسرحية سابقة كانت تحمل عنوان »الشايب لما بيدّلع« وكانت ماري منيب تقوم بالدور الذي أداه شفيق نورالدين في حين كان بشارة واكيم هو المفلس الجائع وكان يؤدي الدور بإتقان شديد وصدق أشد لأنه كان يحرص علي تناول عشائه الفعلي في هذا المشهد من خلال التنقل بين الأصناف التي تعرضها عليه ماري منيب، التي حاولت أكثر من مرة أن تجعله يؤدي المشهد بسرعة لإعطاء الفرصة لغيره من الممثلين لأداء أدوارهم ولكن كل محاولاتها كانت بلا جدوي مما جعلها تقرر أن تلقنه درساً قاسياً بعد أن فاض بها الكيل، وفي الليلة الموعودة المحددة لتنفيذ العقاب قامت بحشو قطعة حلاوة طحينية- وهو الصنف الذي كانت تعرف غرام بشارة به- قامت بحشوها بالشطة السوداني وما كاد بشارة يضع الحلاوة في فمه حتي انتابته حالة هستيرية من شدة الألم »الطبيعي« وتعالي صراخه لاعناً ماري والحلاوة معاً، وفي هذه الليلة صفق الجمهور كما لم يصفق من قبل لصدق بشارة في الأداء غير مدركين أنه لم يكن يمثل بالمرة!

أما قاطرة الكوميديا التلقائية عبدالفتاح القصري فقد رزقه الله في إحدي مسرحياته القديمة بزميل »غير عزيز« كان يحلو له أن يقوم بعرقلة القصري أثناء خروجه وعودته للكواليس بعد أدائه لدوره في أحد المشاهد وكان يرتدي فيها »بلغة« مما كان يتسبب في وقوعه أو علي الأقل فقدانه لاتزانه، وكان الجمهور يضج بالضحك متخيلاً أن المشهد جزء من المسرحية، وكثيراً ما حذر القصري زميله للتوقف عن »الاستظراف« والإقلاع عن هذه الحركة دون جدوي، وكانت النتيجة وبعد أن ضاقت به كل السبل أن قام في إحدي الليالي وبعد أن حاول الزميل عرقلته مثل كل ليلة، قام بالإمساك به من رقبته والقاءه علي أرض خشبة المسرح، ثم انهال عليه ضرباً وانفجر المشاهدون بالضحك وكانت هذه الليلة هي المرة الأولي التي يسمع فيها الجمهور عبارة »والله العظيم المشهد ده مش في المسرحية« مما جعل الجمهور ينفجر بالضحك أكثر وأكثر، وجعل هذا الممثل يتوقف عن إيذاء الراحل عبدالفتاح القصري.

الطربوش الفاخر

من القصري إلي فؤاد شفيق الذي تعرض لموقف مماثل ولكنه قام بالرد والحصول علي حقه بطريقة مختلفة، وكان يؤدي في إحدي المسرحيات دور المهرج البسيط الذي يقوم زملاؤه بالسخرية منه، وقد اعتاد واحد من هؤلاء الزملاء أن يتمادي في سخريته ويضربه بشدة علي طربوشه، وكان يرفض بشدة أن يستجيب لتوسلات فؤاد شفيق ويتوقف عن الضرب المؤلم، وفي إحدي الليالي فوجئ بفؤاد يرتدي طربوشاً جديداً فخماً غالي الثمن مما جعله يزيد من ضرباته، فخلع فؤاد الطربوش وألقي به علي الأرض وداسه بقدميه، وتهالت ضحكات الزميل وهو يكمل ما بدأه فؤاد، ولكن ضحكاته توقفت مثلما توقف أداؤه لهذا المشهد عندما فوجئ بفؤاد يهمس في أذنية بأن الطربوش الذي تمت بهدلته هو طربوش الزميل المؤذي شخصياً بعد أن أخذه فؤاد من غرفة الممثلين!

نختتم عرضنا لمشاهد نجوم زمان المسرحية بتلك القصة التي كان بطلها محمد كمال المصري »شرفنطح« الذي اعتاد أن يتلقي المقالب من أحد زملائه مما كان يضعه في مآزق متتالية أمام الجمهور، فقرر الرد من خلال تجهيز مقعد متهالك تقتضي أحداث المسرحية أن يجلس عليه زمليه في مواجهته أثناء أحد المشاهد، فقد خلع »رجلين« من أرجل الكرسي الأربعة ثم أعاد تثبيتها بنقطة واحدة من »الغراء« بحيث ينهار الكرسي ومن فوقه الزميل بمجرد جلوسه عليه، وما أن بدأ المشهد حتي فوجئ شرفنطح بأن كرسيه هو الذي تمايل وسقط آخذاً إياه إلي الأرض في وقعة أليمة كادت أن تكسر عظامه، وكادت آهاته أن تغطي علي ضحكات الجمهور ليكتشف بعد نهاية المسرحية أن المشرف علي تجهيز خشبة المسرح وما عليها من أثاث- وكان المشهد هو المشهد الافتتاحي- قد أعاد ترتيب المقاعد فكان المقعد المكسور من نصيبه ليزداد إيمان المصري بأن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها!

أخبار النجوم المصرية في

25/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)