حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«يوم الحب» .. خلطة ممثلين في فيلم عابر

محمد رضا

مثل كثير من الأفلام الحديثة يحمل فيلم «يوم الحب» وصف «كوميديا عاطفية»، ومثل معظمها يتبدّى هذا الفيلم، فإذا هو ليس كوميدياً وليس عاطفياً بل حالة متعثّرة من النوايا التي لا يوجد ما، ومن، يترجمها الى واقع.

اسم غاري مارشال يجب أن يكون غريباً على روّاد السينما رغم خمسين فيلما في جعبته، كاتباً وممثلاً ومنتجاً ومخرجا، ذلك لأنه لم يحقق بعد العمل الذي يرفعه الى مكانة مرموقة، ولو أنه في العام 1990 أنجز أكثر أفلامه رواجاً حتى الآن وهو «إمرأة جميلة».. هل يذكره القارىء؟

إنه ذلك الفيلم الذي أسس لشهرة جوليا روبرتس كصاحبة أوسع ابتسامة بين الممثلات، وأعاد ريتشارد غير الى أشكال الممثل الوسيم الذي قد لا يستطيع أن يشعر بحزن او ألم، لكنه سيحاول على أي حال، ربما يصيب ذات مرّة.

حشد غير مبرر

جوليا روبرتس في هذا الفيلم الجديد لمارشال واحدة من وجوه عديدة في فيلم أريد له أن يكون جامعاً تتوزّع الأدوار بينها، بحيث لا تعود هناك حاجة لبطولة منفردة. هناك، إلى جانب جوليا روبرتس، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، جسيكا ألبا وجسيكا بيال وباتريك دمبسي وجنيفر غارنر وشيرلي مكلين وآن هاذاواي وكوين لطيفة وجايمي فوكس وكاثي بايتس وأشتون كوتشر، وكل لديه بضع مشاهد وبضع كلمات في أماكن مختلفة من الفيلم. فإذا كنت معجباً مثلاً بجنيفر غارنر، عليك أن تنتظرها لتطل بعد قليل الى حين، قبل أن تغيب مجدّداً لتظهر بعد ذلك من دون أن يكون الحدث او الرابط القصصي سبباً في ذلك بالضرورة. إنه فقط كل ما يتّسع الفيلم في ساعتيه أن يفعله مع كل هذه الوجوه.

طبعاً، مخرج بارع، يعني غير غاري مارشال... واحد مثل روبرت ألتمان الذي كثيراً ما عمد الى توليفة من الوجوه التي تشترك في البطولة كمجموعة واحدة، كان نجح في إحاكة السيناريو على نحو يبرر هذا المنهج، ثم بث قدراً من الحياة في كل شخصية على حدة، بحيث لا تعد مجرد رسماً على الشاشة بل شخصاً يتنفّس الأوكسجين ذاته الذي نتنفسه.

القصّة هنا مشبّعة بالكليشيهات. حتى اليافطة الكبيرة «هوليوود» التي شاهدناها في عشرات الأفلام المصوّرة، كهذا الفيلم، في لوس أنجلوس، هي جزء من الكليشيهات، ومن الصورة الديكوراتية التقليدية. ثم، إذا ما زلت غير واثق من أن الأحداث تدور في المدينة المعدنية، هناك ذات الشوارع المألوفة بذات السيارات الحديثة وكل الشخصيات المبتسمة بود كما لو أنها تشعر بأن حظّها الحسن لم ينقطع عنها يوماً.

سلع متعددة

بالتأكيد هذا هو التفسير الوحيد حين تجد أن الممثل معدوم الموهبة أشتون كوتشنر يمثل شخصية بائع ورود. أمثاله في الواقع يعيشون بقدر ما يبيعونه في اليوم الواحد أما هو فيعيش في منزل كبير في حي من أحياء النجوم. كيف ذلك؟ لا يهم. ربما قصده ذات مرّة مليونيراً وطلب منه وردة نادرة إذا ما استطاع تأمينها له دفع له مليوني دولار. ربما ... السيناريو لا يعرف. ولا يعرف أيضاً كيف يمكن لجنيفر غارنر أن تكون مدرّسة ولديها سيّارة فارهة. ثم لا يعرف كيف -وهذا هو الأهم- الربط بين كل تلك الشخصيات لتقول شيئاً مفيداً واحداً. إنها موجودة لأن معظمهم معروف ولغاية تحويل الفيلم الى سلع متعددة كل منها موجّهة الى فئة من المشاهدين. طبعاً الفئة الأنثوية هي الغالبة لكن حتى هذه الفئة لا تستطيع أن تتجاوب مع فيلم يوزّع على شخصياته النسائية كل الألوان البرّاقة كما لو أنه من الخطأ تحميل أي منها أي فعل واقعي واحد.

تمثيل سيئ

حين يأتي الأمر الى تمثيل هذه المجموعة، رجالية او نسائية، فإن لا أحد يترك في البال سوى أسوأ الذكرى. حتى ابتسامة جوليا تبدو هنا مستعارة خصوصاً أنه لا يوجد شيء واحد يدعوها فعلاً للابتسام.

في الأساس لديها عدد من الأسطر التي تنطق بها قبل أن تغيب. هذا الظهور تم اعترافاً منها بالجميل حيال المخرج الذي صنع منها نجمة قبل عشرين سنة، لكنه اعتراف مقبوض الثمن طبعاً ولو أن أموال العالم بأسره لا تستطيع أن تمحو تمثيلاً سيئاً من الذاكرة.

موهبة مهدورة

في الوقت الذي تدخل فيه هذه الشخصيات وتخرج من مشاهد متتابعة تبحث عن قصّة محددة ولا تجد، يبدو الفيلم كما لو أنه طُبع على آلة ناسخة. في الحقيقة يبدو المخرج مارشال كما لو كان ترك لمدير تصويره ولفناني الماكياج القيام بعمله مكتفياً بالمراقبة جالساً على كرسيه. أستطيع أن أتخيّل ممثلة ذات موهبة مهدورة مثل آن هاذاواي تتقدّم منه لتقول له: «لا أفهم كيف يمكن لشخصيّتي أن ترفض هذا الطلب. ليس هذا من طبيعتها» فإذا به يقول لها: «اطمئني... أنا أيضاً لا أفهم كيف».

بطاقة الفيلم

• الفيلم: يوم الحب

Valentines Day

• إخراج: غاري مارشال

• تمثيل: جوليا روبرتس، جايمي فوكس، شيرلي مكلين، آن هاذاواي.

• كوميديا عاطفية - الولايات المتحدة 2010


أوراق ناقد

عودة حميدة

حسب ما قاله لي المخرج الصديق خالد الصدّيق حين التقيت به في إطار مهرجان «الخليج السينمائي» قبل عام تقريباً، فإنه قرر تحريك العجلة من جديد، والاستعداد جارٍ لتحقيق فيلم روائي جديد يكون الأول له منذ أكثر من عقدين. وكما هو معروف فإن خالد الصدّيق كان طرح موهبته ورفع لواء وطنه في المحافل الدولية منذ أن أنجز فيلمه الأول «بس يا بحر» في مطلع السبعينات.

في الفترة ذاتها أيضاً أخبرني المخرج الوثائقي الكويتي أيضاً عامر الزهير بأنه يحضّر لفيلمه الروائي الأول وهو الذي أنجز عدّة أفلام وثائقية مكللة بالنجاح آخرها ثلاثية «عندما تكلّم الشعب».

لا أدري ما حل بهاتين الخطوتين وما إذا كان العمل الجدّي لا يزال جارياً لكن المؤكد أن أحداً لا يتحدّث عنهما الا من باب المشاريع ربّما وبالتالي فإنهما لا يزالان غير حاضرين وهذا هو بيت القصيد، فإلى أن يتم إنتاجهما وانتقالهما من الحلم الى الواقع، فإنهما، كما أي مشروع آخر، يمثّلان الرغبة من ناحية وصعوبة التنفيذ من ناحية أخرى.

سينمانا العربية زاخرة بالأسماء الموهوبة لكنها لا تعرف ما تطلبه تلك الأسماء والمواهب من إمكانات فاعلة لإنجاز أعمالهم. نجد أن هناك بعض التمويل ونجد أن معظمه يذهب الى مشاريع يريد صاحب كل منها أن يقلّد ما يراه مرتسماً على الشاشة غير العربية. أخيراً مثلاً شاهدت فيلماً إماراتياً نموذجه الأعلى هو الفيلم Slumdog Millionaire ومن قبله كان هناك ذلك الفيلم المغربي الذي كان يبحث لنفسه عن هوية غير عربية (أميركية إذا أمكن) رغم أن معظم أحداثه تقع في مصر. كلاهما يعتقد أن الطريق الى العالمية تعني استعارة الشكل وكتابة السيناريو الذي يؤمن هذا الشكل وابتكار الموضوع الذي يُلبّي ما قد يرضي العين الغربية- كما لو أن العين الغربية تبحث عن فيلم عربي لهذه الغاية.

نجاح الفيلم البريطاني «مليونير الأزقّة» لداني بويل تم بناء على ارتباط المشروع بأسمائه البريطانية أوّلاً، المخرج بويل وشركة الإنتاج (سيلادور فيلمز وفوكس سيرشلايت) وهوية ذلك الإنتاج وعدم وجود توليفة سابقة لميلودراما هندية القصّة والشخصيات في فيلم بريطاني المعالجة والتمويل. إنه فيلم ناجح، لكنه ليس ظاهرة او موجة ناجحة والدليل المنتظر حدوثه قريباً لتأكيد انه فيلم وليس ظاهره النتائج التي سيؤول إليها فيلم «اسمي خان» الهندي الذي تقع أحداثه في نيويورك حول الهندي المسلم ومحاولته درء تهمة الإرهاب عن نفسه. موضوع مهم بل جليل وغير ذلك من الحسنات، لكنه لن يحقق ما يصبو إليه من نجاح تجاري الا بمعجزة وهذا وحده بعيد الاحتمال. لذلك فإن قيام خالد الصدّيق او عامر الزهير بتحقيق فيلم جديد ضروري لأنه سيحمل الطعم الكويتي الخالص مدعوماً بالموهبة التي يغرف منها كل من هذين المخرجين مدركين أن المسألة ليست تعويم الفيلم ليبدو مثل لوحة لم يعرف رسّامها كيف يمنحها طابعها فرمى فوقها كل طابع يعرفه، بل هي حاجة للتعبير عن الذات والوطن في عمل سينمائي إذا ما توافرت له العناصر الصحيحة من الكتابة وصولاً الى الشاشة، حمل اعلامياً، حتى لا نقل فنياً وثقافياً فقط، الوطن الى العالم.

المخرج البرتغالي مانويل دي أوليفييرا بلغ من العمر قبل شهرين مائة وعامين وهو لا يزال يكتب ويخرج ويحقق أفلامه. إنها العزيمة في بيئة تعرف أن القيمة ليست في عمل تجاري بل في العمل الفني أوّلاً وأخيراً.

  

مهرجان برلين السينمائي

فيلمان من الأفلام التي عُرضت في مهرجان برلين السينمائي ينطلقان في عروضهما الأميركية في أسبوع واحد. الأول هو «جزيرة مغلقة» للمخرج مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو دي كابريو ومارك روفالو، والثاني «الكاتب الشبح» لرومان بولانسكي وبطولة بيرس بروسنان وإيوان مكروغر . كلاهما ينتمي الى الهامش العريض من سينما التشويق. لكن في حين أن فيلم سكورسيزي سيشهد رقعة واسعة جدّاً من العروض التجارية على أساس من اسم المخرج واسم الممثل معاً، كما على أساس انه إنتاج شركة باراماونت، فإن فيلم بولانسكي سيوزّع على نطاق ضيّق. إن لم يكن بسبب كونه فيلماً أوروبياً، وهو عامل ثانوي بالفعل، فلأن المخرج في مأزق كبير لكونه مطلوباً للعدالة الأميركية وهاربا منها منذ أكثر من ثلاثين سنة.

لذلك فإن الشركة التي تقوم بتوزيع الفيلم، وهي شركة صغيرة على أي حال، لا تستطيع المخاطرة على نطاق واسع ذلك لأنها إذا ما فعلت خسرت ولا يدفعها لعرض الفيلم الآن سوى ارتباطها بعقد لا تستطيع التلاعب فيه او نقضه.

 

قلب شغوف بحب السينما

سكوت كوبر مخرج شاب أنجز النقلة التي طمح إليها من أمام الكاميرا الى خلفها عبر فيلم «قلب شغوف» Crazy Heart وذلك بعد عشرة أفلام كممثل. لم ينجز نجاحاً مشهوداً له في المهنة الأولى، رغم وسامته، لكنه يستعيض عن ذلك بفيلم مشبع بالحس الفني شكلاً وبالحس الإنساني مضموناً حول مغنٍّ من نوع الفولك اند وسترن (جف بردجز) يحاول تسلق حبل الشهرة الذي انزلق من عليه حين بدأ يدمن الشرب قبل سنوات. ماجي جيلنهول تلعب دور المرأة المطلّقة التي ترتبط به عاطفياً لفترة وجيزة قبل أن تقرر، وقد داوم على متاهاته معرّضاً حياة ابنها للخطر، تركه لمصيره. تقول لـ«القبس»: «لم يعد لدي الوقت الكافي للاهتمام بالأسرة وبالعمل السينمائي على نحو متساو لذلك قلّت أفلامي كما تقول. لكن حين يصلني مشروع كهذا يمتلكني تماماً ولا أستطيع الا أن أمثّل فيه».

أسألها: هل هناك فرق بين أن يكون المخرج مارس التمثيل سابقاً او لا؟

تجيب: «ليس في كل الحالات. لكن في هذا الفيلم نعم. تستطيع أن تتلمّس اهتمامه بعنصر التمثيل من لحظة كتابته تلك الشخصيات وخلال العمل حيث أسلوبه خلال التصوير يمنح الممثل الوقت الذي يريده. أعتقد أنه يترك للكاميرا التعبير عن الممثل في لقطات طويلة. شيء لا نراه كثيراً في هوليوود».

محاولة سكوت الأولى تعني له الكثير: «إذا ما سنحت لي فرصة اخراج فيلم آخر، فلن يكون مختلفاً الا بمقدار ما أتعلّمه من هذه التجربة. نعيش مرّة واحدة ويجب أن نحقق ما نريده فعلاً».

القبس الكويتية في

24/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)