حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عاليا في الهواء: 'المهمة' طرد الموظفين بلباقة!

مهند النابلسي

منذ أكثر من عقد ومع بداية مشاريع الخصخصة والاستحواذ لم يتعرض عمل فني أو سينمائي لعمليات الطرد الجماعي للعاملين بحجة تقليل النفقات والاستحواذ واعادة الهيكلة وتفعيل الاداء. وبالرغم من وجود اجراءات التعويض وعرض الصفقات الجذابة لجعل الأمر مقبولا ولتفادي المشاكل مع نقابات العمال الا أن الامر برمته كان ومازال عملا قاسيا غير انساني وتسبب لاحقا في حالات احباط ويأس وانتحار! من هنا ظهرت أهمية فيلم 'عاليا في الهواء' مع وجود نجم جذاب كجورج كلوني بتقمصه المذهل للشخصية و'كاريزميته' و'الفوتوجينيك' التي يتمتع بها، والتي جعلت من الفيلم تحفة سينمائية تستحق المشاهدة. برع المخرج الشاب هنا 'جيسون رايتمان' في خلط الكوميديا بالدراما، وجعلنا نستمتع بمشاهدة معاناة الآخرين (هؤلاء المطرودين من عملهم)! يلعب كلوني هنا دورا متميزا ينحصر في قدرته على اخبار الموظفين (وتحديدا المدراء الوسطيين) بقرار طردهم ضامنا أن يتم ذلك بدبلوماسية ولباقة وباسلوب 'كاريزمي' بحيث يتقبلون الأمر كواقع حتمي لا بد منه ودونما اعتراض! وهو يمضي لهذا الغرض معظم أيامه متنقلا بالطائرة من مدينة لمدينة ليكرر نفس السيناريو ويوصل أخبار الطرد بشكل شخصي مباشر،متحملا العبء بدلا من المدراء الحقيقيين ومقابل راتب وعلاوات خيالية، ممضيا 322 يوما في الطريق (أي في الفنادق والمطارات والطائرات) و43 يوما بائسا في شقة صغيرة مستأجرة. وهو لذلك لا يملك وقتا لانشاء العلاقات أو لملكية الأشياء، متجردا الا من 'شنطة' حاجياته البسيطة وساعيا لتحقيق هدفه الأسمى وهو تجميع عشرة ألاف ميل تؤهله لتبوء مركز العضوية السابع في النادي الخاص بالمسافرين المميزين! أما العلاقة الوحيدة التي أنشأها فهي مع امرأة تسافر باستمرار معظم الوقت وتتحلى بنفس صفاته (وقد أبدعت فيرا فارميجا في تقمص هذه الشخصية مما يرشحها للاوسكار!). تحدث المفاجأة عندما يقرر رئيسه فجأة تطبيق استراتيجبة جديدة تسمح بنقل اخباريات الطرد بواسطة 'تقنية المؤتمرات عن بعد' (عن طريق الانترنت)، وحتى لا يسمح بهذا التحدي الجديد بأن يطيح بهدفه في الاستمرار بالسفر وتجميع 'الكيلومترات'، يطلب أن ترافقه الموظفة الجديدة لكي تمتلك الخبرة والجرأة لاداء هذا النوع من العمل.

يعتبر هذا الفيلم بحق أحد أهم الافلام التي تعالج الطبيعة 'غير الانسانية' المتبعة في عمليات تقليص أعداد العاملين وأساليب 'طردهم' بقسوة وبدون مقدمات وبلا مراعاة لسجلهم الوظيفي أو درجة انتماؤهم أو حتى حاجاتهم المادية أو المعنوية،وبهذا فان رايان (اسم بطل القصة) يمثل عينة مدهشة ونموذجا خاصا لتقنيات وثقافة العصر الحالي والذي يتضارب كليا مع 'الحلم الأمريكي'، فهو انسان غير مستقر، لا يريد بيتا أو زوجة أو أطفال وحتى علاقته العائلية مع شقيقتيه باردة وفي حدها الأدنى! وتقتصرعلاقاته الانسانية على قضاء ليلة واحدة في فنادق احدى المطارات. وبالرغم من لباقته المزيفة والمكسوة 'بقسوة وسادية مكبوتة' الا أننا نتعاطف معه لأن حياته أيضا بائسة لا معنى لها، وهذا تحديدا ما يجعله شخصيا يتقبل فكرة طرد واتعاس الآخرين! ويبدو ذلك جليا في المشهد ألأخير عندما يواجه رايان (وحده) وحدته الباردة وخلو حياته من المعنى والتواصل البشري بالمقارنة مع 'ضحاياه المطرودين' الذين تأقلموا أخيرا مع أوضاعهم بفعل علاقاتهم الحميمية مع اسرهم وأصدقائهم، وحتى مع حيواناتهم الأليفة!

الوحش الوسيم يطير في السماء!

الفيلم يظهر بمجاز بارع قسوة وسادية المجتمع الصناعي الرأسمالي الذي لا يقيم اعتبارا للعناصر الانسانية، والذي لايهمه الا الربح والديمومة، كما أنه يسلط الأضواء على سلوك فئة من المدراء العامين الذين يخشون المواجهة ويتمتعون بخليط عجيب من 'الأنانية والسادية والجبن' بحيث يختبأون ويختفون وراء أشخاص مثل 'رايان الماكر وزميلته الساذجة' (الممثلة أنا كيدريك وعمرها لا يزيد عن 24 عاما)، ليقوما بدورهما بتوصيل الأخبار السيئة للموظفين باسلوب 'ببغائي لبق'، وكل همهم تحقيق أهدافهم والبقاء في مناصبهم وجني الرواتب الخيالية، وبالحق لقد أبدع كلوني في تقمص خصائص هذه الشخصية المعقدة وتوحد معها حتى أن النقاد وصفوه 'بالوحش الوسيم يطير في السماء'!

في اعتقادي المتواضع أنه بالرغم من قسوة وسلبية هذه الممارسات (فعلى الأقل هناك لباقة في التعامل وخوف خفي من اقامة دعاوى قضائية مكلفة!) الا أنها لا تقارن مع قسوة (ونذالة) ممارسات الطرد والاستحواذ واعادة الهيكلة التي تمت وتتم (بدم بارد) في معظم دول العالم الثالث ومن ضمنها الدول العربية، والتي تفتقد للحد الأدنى من الكياسة والانسانية في التعامل والتي تسترت وتتستر للآن على كم هائل من ممارسات 'الفساد والكذب والمحسوبية والبيروقراطية'، وقد تسببت بالفعل في القهر والاحباط والمعاناة لفئات كثيرة من الموظفين والمدراء (المساكين اللذين لا يتقنون النفاق والمجاملات الكاذبة)، مما أدى لخروجهم (وقد انتقصت حقوقهم) للتفاعد المبكر أو للبطالة، ولم يستطيعوا بعد التكيف مع الأوضاع الجديدة ومتطلبات الحياة المادية والمعنوية (وذلك بعد أن أفنوا أعمارهم في خدمة تلك المؤسسات الجاحدة)!

فقد أخبرني صديق لي بأن المدير العام لاحدى المؤسسات (التي اعتمدت هذا الاسلوب) كان يهرب لباريس لكي يتجنب مواجهة الموظفين المعترضين!

كما ان المدراء الكبار (في نفس المؤسسة) كانوا يتلاعبون بالرواتب (بموافقة المدير العام)، ويرفعونها لكي 'يستحقوا' رواتب 'ضخمة' من الضمان الاجتماعي وذلك بغير وجه حق!

الوصفة السحرية

بقي أن أقول ان هؤلاء الاشخاص المفصولين (الذين ظهروا في الفيلم) ليسوا ممثلين، بل هم موظفون حقيقيين تم طردهم بالفعل من وظائفهم، واستعان بهم المخرج لاداء شخصياتهم الحقيقية في الفيلم،وقد ظهروا وهم يتحدثون بطريقة حزينة ومؤثرة وواقعية، مما أكسب الفيلم نفسا تسجيليا نادرا استحق عليه ثناء النقاد وتقديرهم.

وأخيرا يجب أن انوه بأن المخرج قد استغرق حوالي الست سنوات لكتابة هذا العمل النابض بالانسانية والبعد الحقيقي للاحداث، وربما تمكنت هذه الوصفة السحرية المكونة من جاذبية كلوني الطاغية والسيناريو المحكم وهذه الحساسية والواقعية الاخراجية المذهلة (والالمام بادق التفاصيل) من تحقيق حلم المخرج في الحصول على الاوسكار للمرة الثانية (بعد مرور ثلاث سنوات على حصول فيلمه 'جونو' على الجائزة)، وحتى لو لم يحقق هذا الحلم (مع قوة الأعمال المرشحة هذه السنة) فربما ينجح 'كلوني' في قطف ثمار هذا العمل المدهش.

*عضواتحاد كتاب الانترنت العرب/mmman98@hotmail.com

القدس العربي في

17/02/2010

 

نفت قيامها بجراحة في وجهها للتجميل

سميرة أحمد: أزمة الدراما في قلة النصوص الجيدة

القاهرة ـ من محمد عاطف 

غضبت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد من تردد شائعة قيامها بإجراء جراحة تجميل في وجهها من أجل تجسيد دورها بالمسلسل الجديد (ماما في القسم)

قالت سميرة أحمد: أتعجب من ترويج هذه الشائعة لأنني لم أجر اي تجميل في وجهي وأظهر به كما تعودت وأراه لا يحتاج الى اي جراحات تجميلية على الإطلاق لأنني سعيدة بعمري الحالي وبوجهي وبشكلي العام وجمهوري أيضا سعيد بي.

أضافت: البعض يدخل في إطلاق شائعات ضد فنان لصالح آخر او لصالح شركة انتاج وخلافه وتلك الأمور أصبحت ذميمة وتنتقص من قدر صاحبها الكثير، لكن يبدو انه لا يعنيه ذلك ،المهم مصلحته أو مصلحة من يريد

اشارت سميرة أحمد الى انها ستقدم في رمضان المقبل مسلسلها الجديد (ماما في القسم) وهو ليس الجزء الثاني من مسلسل (غدا تتفتح الزهور) كما نشرت بعض الصحف وانه عمل مستقل.

أكدت انها دائما ما تنتهج مبدأ إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة وتتبناها، حيث لا يفوتها عمل من أعمالها الفنية الا اصطحبت معها عدد من الوجوه الجديدة وتعطيهم مساحة كافيه لإثبات قدراتهم الفنية والتعبير عنها .. مبينة ان هذا واجب مهني يجب ان ينتهجه النجوم الكبار.

على نحو متصل تشير سميرة الى ان أزمة الدراما هي أزمة نصوص في المقام الأول قائلة: أعتقد ان النص يلعب دوراً مهماً في نجاح العمل.. كما يساعد على ابراز طاقات ومهارات جميع أفراد فريق العمل .. وهو اللاعب الرئيسي في إعطاء الممثلين الفرصة الكاملة للأداء الجيد. ولا يتوقف هذا على الفنانين الأصغر فقط بل يشمل النجوم الكبار أيضا.

تابعت: اذا وجدنا نص رديء مع نجم له مكانته فلن يستطيع النجم تقديم دور جيد يحسب له ولتاريخه .. بل يؤخذ عليه على الرغم من ان الإخفاق جاء من رداءة كتابة النص .. ومن الممكن ان يصنع النص من فنان بسيط نجما لامعا من جهة أخرى .. شريطة ان يتمتع الممثل بالموهبة الجيدة.

حول موجة الأعمال التي تمثل السيرة الذاتية أكدت ان بعضها حقق نجاحا ملموسا .. لكن أكثر ما جذب انتباهها هو مسلسل 'أم كلثوم' الذي قدمته الفنانة صابرين وإخراج إنعام محمد علي.

أضافت: أنها جسدت شخصية الشيماء أخت الرسول 'صلى الله عليه وسلم' في الرضاعة من خلال فيلم 'الشيماء' الذي يعد علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية .. والذي تعتز بتقديمه حتى الآن، خاصة انه يحيا بين الناس كل عام في جميع المحافل والمناسبات الدينية وتتسابق الفضائيات على عرضه لإمتاع مشاهديها وإعطائهم جرعات ثقافية ودينية.

واصلت: بعد تقديمي لشخصية وسيرة أخت النبي الأكرم. لا أحب تقديم أي شخصية أخرى في إشارة منها الى رفضها التام القيام بتجسيد أدوارالسيرة الذاتية التي انتشرت في الآونة الأخيرة خاصة في الدراما.

أكدت سميرة أحمد انها لا ترغب في تقديم البرامج التليفزيونية اذا عرض عليها ذلك على غرار تجارب بعض الفنانين حاليا.

و في ختام حديثها كشفت عن عودتها قريبا الى الساحة السينمائية من خلال فيلم سينمائي يقوم بالتحضير له الكاتب يوسف معاطي .. وقالت انها سوف تتفرغ له بمجرد الانتهاء من المسلسل الحالي.

القدس العربي في

17/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)