حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثقافات / سينما

المخرج اللبناني ديغول عيد: تصالحت مع نفسي

محمد حجازي من بيروت

إلى أمي سعاد. الى أبي زيدان. الى أختي سهام. الى كل عائلتي... هكذا أهدى المخرج ديغول عيد فيلمه "شو صار" الذي تولى المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي انتاجه التنفيذي، جاذباً اليه النقاد كافة لجرأته وذهابه مباشرة الى الهدف كونه اراد أن يدل شخصياً على قتلة أفراد عائلته ألثلاثة عشر يوم التاسع من كانون الأوّل (ديسمبر) عام 1980، وهو فعلاً استطاع الوصول الى القاتل وواجهه بالكاميرا سائلا إياه "هل عرفتني؟". ردَّ القاتل "لا"، ليبادره المخرج عيد: أنا ابن سعاد التي قتلتها" وهنا دخل الرجل ألقاتل في حالة من الموت الدماغي ولم يرد بأي كلمة أو أي حركة.

إيلاف التقت ديغول عيد خلال وجوده في لبنان مع زوجته الكورسيكية وطفلته وكان هذا الحوار:

·         ديغول، لماذا أردت انجاز هذا ألفيلم؟

لأنني أريد أن أتصالح مع نفسي وتوجيه تحية الى أرواح الضحايا من أفراد عائلتي الذين قتلوا غدرا وبدم بارد.

اطلاقا.

·         عرفنا أن مدير التصوير الذي كان معك في بيروت انطفأت كاميرته وهو يصور القاتل في ساحة البلدة!

صحيح، لم يصدق أنني اقتربت من قاتل أمي وأبي وعائلتي وواجهته.

·         ألم تخف من امكانية ايذائك؟

أتيت من كورسيكا الى لبنان لكي تكشف القاتل؟

·         وبعد ذلك؟

منذ عشرين عاما وأنا أنتظر هذه الفرصة، لأنني أريد كشف الحقائق.

·         الدولة اللبنانية أطلقت عفوا عاما عن كل الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب المنصرمة.

ما يعتمل في قلبي لا أحد يعرف حرقته.

·         التقاك ألمخرج فيليب عرقتنجي وطلب منك مشهدا من الفيلم، لماذا؟

لأنه يريد اضافته الى شريطه الذي يحضره عن ضرورة معاقبة مجرمي الحرب أيا كانوا.

·         وما الذي تعمل عليه حاليا؟

لن تصدق! أعمل على موضوع كوميدي.

·         لماذا؟ أليست مفارقة؟

أبدا، أنا انسان طبيعي، ولأنني فنان علي أن أكون شاملا،أجيد الدمعة كما الضحكة، وموعدي المقبل مع الكوميديا.

·         كانت لك علاقة مهنية مع المخرج يوسف شاهين، كيف تصفها؟

لقد تعارفنا في باريس، وسرعان ما بات بيننا صداقة وطيدة، وكان أن دعاني لمساعدته فعملت معه مساعدا في فيلمين: "المصير" و"اسكندرية نيو يورك".

·         ما الذي تعلمته منه؟

من الأستاذ شاهين يتعلم المرء كل شيء، التركيز أولا ثم التعاطي النبيل مع الأخرين، وصولا الى الثقافة التي ينبغي توفرها لكي يستطيع الفرد أن يتواصل مع محيطه بشكل نموذجي، وأكثر ما أعتقد أنه انحفر في أعماقي هوظرفه وسرعة الطرفة على لسانه.

·         وفنّياً؟

الدقة و الانتباه ومعرفة الهدف الذي يريده المخرج وبالتالي التصرف بناء على ذلك.

·         وماذا عن العمل على موضوع محلي وأنت تعيش في الخارج؟

أنا ما زلت لبنانيا ولا شىء يتغير.

·         كان لافتا أن ألمخرج مشهراوي شارك في الانتاج، تم هذا تحت أي صفة؟

أنه عربي وأحب الموضوع فقرر دعمه. هذا كل ما في ألأمر. وأمر جيد أن يتبنى مخرج كبير فكرة لي.

·         لطالما قيل ان السينمائيين العرب العاملين بانتاج غربي يخضعون لشروط تكون أحيانا مذلة؟

أنا اعيش وأعمل فى أوروبا منذ ثمانية عشر عاما ولم يحصل أن عرفت بمثل هذه الشروط، وأعتقد أن الفنان هو الذي يحدد كيفية التعامل معه. فالمخرج صاحب الموقف يحصل على ما يريده.

  - ديغول. اسمك كم خدمك في يومياتك الفرنسية؟
خدم نعم.لكن اسم ديغول في فرنسا هو اسم العائلة وليس الاسم الأول كما هي الحال معي لذا يفاجأ الجميع بذلك. لكن عموما الاسم محترم.

·         ألم تفكر في تصوير فيلم لبناني بالكامل؟

بلى. وعندي نص جاهز وملائم للواقع الذي يعيشه لبنان.

·         وهل أنت مهتم بأمر التمثيل كونك ظهرت في فيلم "شو صار"؟

لا، لست مهتما كثيرا. لكن حين يقتضي الأمر فانني أستطيع ذلك؟

·         وبماذا تختتم الحوار؟

بالشكر الجزيل.

إيلاف في

05/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)