حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد

عمرو عبد الجليل ... عندما تتحول اللزمة الي أزمة

طارق الشناوي

في لحظة ما تشعر أن طاقة السماء قد انفتحت لفنان ويعبر  إلي المكان الصحيح سواء بإرادته أم بإرادة المخرج.. مهما كان رأينا في فيلم »كلمني شكرا« إخراج خالد يوسف فلا شك انه كان الباب الذي انطلق منه »عمرو عبدالجليل« إلي الشهرة العريضة حيث يتحمل في هذا الفيلم مسئولية الجذب الجماهيرأمام شباك التذاكر.. عمرو عمره الفني اكثر من عشرين عاما بدأها تحت الاضواء عندما قدمه »يوسف شاهين« بطلا في »إسكندرية كمان وكان« بعدها لم يعرف البطولة.. بل ان مكتشفه »يوسف شاهين« لم يكمل معه الطريق منحه  دورا هامشيا في الفيلم الثاني »المهاجر« بينما كان البطل هو خالد النبوي.. عمرو أدرك القانون وهو أن يوسف شاهين  عندما يقدم للوسط الفني بطلا فليس بالضرورة ان يصبح بطلا في الأفلام خارج دائرة يوسف شاهين، وهو أيضا امتلك مرونة ليكتشف ان عليه ألا يتمسك بمكانة صنعها له يوسف شاهين.. واصل عمرو عبدالجليل الرحلة ولم يتوقف باكيا أو متحسرا علي البطولة التي خدعته والسينما التي ادارت ظهرها له كنت أراه في افلام ومسلسلات بلا اي حضور خاص ولم أتصور ان عمرو يوما ما ستتفجر طاقته الكامنة حتي رأيته في »هي فوضي« ليوسف شاهين وخالد يوسف كان هذه المرة ممثلا كنت أتابعه قبل ذلك مؤديا لا ترفضه ولكنك ايضا لا تنفعل به ولا يشعرك بأنه يقدم شيئاً خاصا تنساه وكأنه لم يكن حاضرا وبعد نهاية الفيلم لا يتبقي في الذاكرة لا اسمه ولا دوره.. تمثيل - عام - ليس به اي ملامح تحمل اي نبض الا انه مع »هي فوضي« حمل هذا النبض وتقدم خطوة تالية وأكثر وضوحا قطع بها مسافة اكبر مع »خالد يوسف« في حين ميسرة، ثم واصل الطريق مع خالد يوسف أيضا الي »دكان شحاتة« ثم كانت المسئولية الاكبر تلك التي يتحملها الان أمام شباك التذاكر في فيلمه »كلمني شكرا«.. من الواضح ان عمرو عبدالجليل. لا يكتفي فقط باداء الدور ولكنه يضيف إليه ملامح شكلية ولفظية هكذا تستطيع ان تدرك ذلك من خلال الايفيهات التي يقدمها في الفيلم فهي انتاج مشترك بين كاتب القصة »عمرو سعد« والمخرج خالد يوسف اضاف لها عمرو عبدالجليل الكثير.. لا ينبغي ان تحضر الكواليس حتي تدرك ان »عمرو عبدالجليل« صنع بنفسه كل هذه الايفيهات لا يمكن سوي ان تشعرك الشخصية التي يؤديها بأنه هو الذي صنعها هذه النوعيات التي يلعب فيها الممثل دور البطولة انها تحتاج الي قدر كبير من التجدد قبل ان تفقد شرعيتها.. الناس تضع الفنان في إطار ما اذا خرج عنه لا يتخيلونه بسهولة بعيدا عنه واذا أمعن فيه يشعرون بالتكرار تتحول اللزمة الي أزمة يظل محاصرا بين متفرج يريده ويقول له أعد ومتفرج يطالبه بالتحرر من هذه الشخصية ويقول له كفاية.. الشخصيات الدرامية التي يضيف إليها الممثل الكثير من مخزونه الشخصي، دائما تشكل هذا المأزق شيء من هذا ربما نجده مثلا مع محمد سعد في اللمبي فهو صاحب هذه الشخصية عندما قدمت لأول مرة في فيلم الناظر إخراج شريف عرفه، مافعله شريف عرفه انه سمح له بان يتواجد بتلك الملامح في الدور رغم ان البطل المحوري هو »علاء ولي الدين« ولكن شريف عرفة حافظ علي لمحات محمد سعد« وحقق سعد بعدها ارقاما ضخمة في شباك التذاكر في افلام مثل »اللمبي« »اللي بالي بالك«، »بوحة« و»عوكل« ثم بدأت رحلة الهبوط الرقمي ووصلت للذورة في بوشكاش، لان محمد سعد ظل هو سابقا الشخصية فانت تراه ويخفت حضور الشخصية الدرامية.. طوال تاريخنا الفني شخصيات اخري وصلت للنجومية مثل نادية الجندي منذ ان اطلقها حسن الامام كنجمة في »بمبة كشر« حققت نجاحا غير مسبوق  علي الشاشة كانت نجمة الشباك الاولي احتفظت نادية الجندي بنفس ملامح الشخصية القوية التي تبدأ من الصفر ضعيفة مهانة ثم تنتقم.. الناس نفسها كانت تبدو سعيدة بها وكأنها تريديها ان تنتقم له من كل احباطاته الشخصية فتصبح الصفعات التي توجهها نادية لمن ظلموها في الفيلم هي صفعات الجمهور لمن ظلموه في الحياة.. حاولت نادية ان تخرج من الشخصية ولم تفلح في الخروج وربما لهذا لم تعد علي الخريطة السينمائية ولكنها عاشت ٥٢ عاما وهي تحقق أعلي الايرادات ولم يكن يتفوق عليها سوي عادل امام وكالعادة تدخل لدنيا الايرادات الضخمة بارادة الجمهور وتخرج منها إرادة الجماهير مثلما حدث لها في »بونو بونو« اخر افلامها قبل ٨ سنوات الذي لم يحقق اي نجاح تجاري وتوقفت شركات الانتاج عن ترشيحها في مشروعات سينمائية اخري.. لان هناك دائما مرحلة التشبع والهبوط التدريجي وهي نفس المرحلة التي عاشها مثلا اسماعيل يسن، الذي كان المنتجون يقفون علي باب بيته مساء، رغم انهم  مثلا كانوا في الصباح الباكر قد اجتمعوا من خلال غرفة صناعة السينما وقرروا مقاطعة افلامه لأنه لا يلتزم بمواعيد التصوير إلا أنه كان الفرخة التي تبيض ذهبا.. فتح اسماعيل يسن بأفلامه أبواب رزق لعشرات من شركات الانتاج وانقذها من الافلاس وكان المنتجون والمخرجون لا يريدون شيئا من اسماعيل يسن، سوي ان يقدم لهم ما تعودوا ان يشاهدوا نفس اللزمات وعاشت زمنا ثم تقرأ علي صفحات الجرائد في نهاية الستينيات ان اسماعيل يسن، يستجدي وزير الثقافة لكي يجد له عملا في السينما وذلك عندما كانت الدولة تنتج افلاما من خلال مؤسسة السينما ولا احد يعرض عليه ادوارا لا القطاع الخاص ولا العام لان الجماهير ملت من عرض نفس البضاعة.. أغلب فناني الكوميديا عرفناهم بلزمات خاصة مهما كان سقف نجاحهم مثل سيد زيان ، ويونس شلبي، سيف الله مختار، وحيد سيف، وغيرهم فانهم يعانون الخفوت بعد ذلك ولكن الفنان الذي يعيش هو الذي يهرب من تلك اللزمة مثل الكوميديان حسن حسني، الذي كان من الذكاء بأن أفلت من قيد الأداء الواحد واللزمة الدائمة.. عمرو عبدالجليل، انطلق من حين ميسرة إلي دكان شحاته الي كلمني شكرا. هو بالطبع عرف البطولة في مرحلة متأخرة من عمره بعد ان شارف علي الخمسين وعليه إذا أراد الاستمرار بان يقول لتلك الشخصيات التي تكررت لزماتها وداعا و»كفاية« وشكرا..

أخبار النجوم المصرية في

04/02/2010

 

ام كلثوم ملكه الكوميديا الراقية....

كبسه السواحل علي كيف الست

موفق بيومي 

تمر اليوم خمسة وثلاثون عاماً علي انتقال السيدة أم كلثوم إلي جوار ربها بعد حياة إمتدت لأكثر من ثلاثة أرباع القرن قضت معظمها في الغناء الذي لم يكن الحقل الوحيد الذي زرعت فيه بذور تميزها وعبقريتها وتركت في جنباته بصماتها المتفردة بل ان هذا التميز قد أمتد ليطول العديد من المجالات الاخري لعل من أكثرها خفاء لدي الأجيال الحديثة:

عالم الكوميديا والنكت!

بعد مرحلة »كتاب القرية« الذي اجادت من خلاله القراءة والكتابة، لم تتلق أم كلثوم أي قسط من التعليم الرسمي ولكنها وبإرادتها الفولاذية المصحوبة بميل فطري نحو إكتساب المعرفة، علمت نفسها ونجحت في ان تصبح واحدة من مشاهير المثقفين وأصحاب الثقافات الواسعة، ساعدها علي ذلك اذنها الموسيقية وحفظها لجانب غير قليل من القرآن الكريم مما وسع مداركها وفتح أمامها أفاقاً أرحب وقد ساهمت هذه الثقافة في تنمية الجانب الفكاهي بشخصية أم كلثوم إذ كانت تستغل ثروتها اللغوية والشعرية في تركيب »قفشات« ومواقف كوميدية مميزة بالإضافة إلي استغلالها لاي موقف أو حديث عام لتجعل منه »نكتة« تشهد لها بأنها مثلما كانت سيدة الغناء فقد كانت ايضاً.. ملكة للكوميديا.

>>>

حدث أن توجهت أم كلثوم ومعها بعض أصدقائها لزيارة أحد الوزراء في العهد الملكي ووجدت في منزل الوزير ضيوفاً تعرفهم فتولت مهمة تعريف كل مجموعة بالاخري وكان أحد ضيوف الوزير شبه نائم عند وصولهم وكان نائباً في البرلمان فما أن وصل الدور إليه في التعارف حتي قدمته قائلة وحضرته »النائم« المحترم فلان!

نبهها أحد أصدقائها مرة ان مطرباً كبيراً لم يكن علي وفاق معها في تلك الفترة، كلف أحد المؤلفين أن يضع له كلمات أغنية تتشابه مع إحدي اغنياتها القديمة فردت فوراً »ياسيدي  ولايهمك« ، توارد حرامية«!
في إحدي حفلاتها التي نظمتها إدارة
»خفر السواحل« عقب قيام الثورة وأثناء توجهها إلي مقر الحفل كان يصحبها في السيارة أحد الضباط الكبار وقبل وصولهما ببضعة مئات من الأمتار. فوجئت بحرس من المصلحة يصطف علي جانبي الطريق حاملاً أسلحته في شكل تشريفة ترحيباً بالست ومن المعروف ان خفر أو حرس السواحل- مشهور بالقبض علي تجار المخدرات وبضاعتهم التي يهربونها وقد لاحظ الضابط الكبير استغراب أم كلثوم من وجود هذا العدد الكبير من الجنود فداعبها قائلاً »ماتخافيش دي تشريفة مش كبسة«! فسارعت تقول.. انا مش خايفة.. بالعكس الإستقبال ده علي »كيفي«!
وفي إحدي حفلاتها أيضاً
تقدم بعض كبار الحاضرين اثناء الإستراحة بين أغنية واخري للسلام عليها وكانت تصاحفهم وهي واقفة وعندما جاء الدور علي الصحفي القديم الكبير صالح البهنساوي وكان قصير القامة بشكل ملحوظ، داعبته قائلة »اظن انت الواحد يسلم عليك وهوه قاعد«

>>>

اما عن نوادرها مع المطربين والموسيقيين فهي لاتحصي نستعرض بعضها بادئين بأحد أفراد فرقتها الذي كان مشهوراً بعدم احترامه للنظام والنظافة واثناء إحدي البروفات قام بفرح شديد انه انتقل للسكن في حي المنيل فسأله أحد زملائه وكان من سكان نفس الحي عن المكان بالضبط فقال »شارع مصطفي بك« نظيف »فعاد يسأله عن سر اختياره لهذا الشارع بالتحديد فتدخلت ثومة بسرعة مجيبة .. ماهي واضحة خالص من غير سؤال.. اختار شارع »نظيف« علشان يوسخه«.

وأثناء بروفة اخري كان أحد المطربين حاضراً وخلال تناول أعضاء الفرقة لبعض المشروبات قالت له الست »ماتغني لنا حاجة« فاعتذر قائلاً انه يعاني من متاعب في أحد ضروسه فأجابته »ياعم ولايهمك غني علي الناحية الثانية!«.

وأخيراً نختتم عرضنا لأم كلثوم الكوميدية بواقعة طريفة شاركها في بطولتها الموسيقار العبقري خفيف الظل سيد مكاوي وكانا قد ترددا سويا عدة مرات علي مبني الإذاعة والتليفزيون لتسجيل الأغنية الوحيدة التي جمعتهما وهي »يامسهرني« وقد حدث أثناء انتقالهما من استوديو إلي آخر بداخل أحد أروقة المبني ان توقفت أم كلثوم فجأة وكانت تأخذ بيد الشيخ سيد -الضرير- لتقوده ثم قالت له »معلهش ياشيخ سيد الكهربا قطعت ياريت ترد الجميل وتأخذ انت بإيدي توصلني لحسن مش شايفة حاجة!«.

أخبار النجوم المصرية في

04/02/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)