حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بالألوان الطبيعة..وأسئلة التحرر

القاهرة ـ من محمد الحمامصي

أسامة فوزي يعتمد على المونولوج الدرامي بحثاً عن نور في الظلام الذي يغشى الحياة نتيجة التسلط.

يسير المخرج أسامة فوزي في فيلم "بالألوان الطبيعية" على نفس النهج الذي سلكه في فيلمه "بحب السيما" في طرحه لأسئلة جوهرية مهمة في علاقة الدين بالفن، الدين بالإنسان في زمن تصاعد المد الديني، هذه الأسئلة التي تدفع الإنسان في مجتمعاتنا الإسلامية إلى أن يعيش أحيانا كثيرة بين شقي رحى؛ رحى الحرام والحلال، للتحول حياته كلها إلى جحيم خاصة ذلك الإنسان الذي ينشأ ويربي في مجتمع محافظ.

في فيلمه "بحب السيما" بدأ أسامة فوزي بالمسيحية، وثنى في فيلمه "بالألوان الطبيعية" بالإسلام، وهو في كلا الفيلمين، لم يهاجم العقيدة، ولكنه هاجم أزماتها، وطرح عذاب الأسئلة داخل الضمير الإنساني المتأزم جراء تصاعد التشدد والتزمت الديني، هذا التصاعد الذي طارد كل شيء وأي شيء بسلاح التحريم والانغلاق الفكري، حتى لم يبق للإنسان بارق نور تصحب خطواته للعيش على هذه الأرض.

أكثر من مشهد في فيلم "بالألوان الطبيعية" وكذا في فيلم "بحب السيما" يعتمد على المونولوج الدرامي، يناجي فيها الأبطال الله/الرب تارة، وأنفسهم تارة أخرى، بحثاً عن قبس من نور في هذا الظلام الذي يغشى الحياة نتيجة هذا التسلط الذي يطاردهم أينما توجهوا، السينما حرام والفن التشكيلي حرام والنحت حرام والمسرح حرام.

وينطلق الفيلم من رؤية الانفصام التي يعاني منها المجتمع المصري، كاشفا أن ذلك الانفصام يطال كل شرائح المجتمع دون استثناء شريحة أو تمييز شريحة على أخرى، البعض يطلبون التحرر ويخافونه، ليس نتيجة لتصاعد المد الإسلامي المتشدد من حولهم فقط، ولكن نتيجة ما تربوا عليه وترسخ في ضمائرهم من أفكار متشددة، والبعض ضرب الفساد رؤيتهم فلم يعودوا صادقين مع أنفسهم ومع فنهم ومع الآخرين، والبعض استسلموا للنقاب فتحجرت عقولهم ليصبح كل شيء فسق وحرام وغير ذلك من النعوت التي يطلقها أصحاب الذقون الطويلة على العاملين بالفنون.

لقد أشفقت كثيراً على بطل الفيلم هو يطعن في قلبه حين خذلته حبيبته التي ربطته بها علاقة جنسية حميمة لتتحجب ثم لتتنقب، وكان حواره معها حين تنقبت قاسياً، رفضت أن تسلم عليه أو تستقبله لمجرد الحديث في بيتها، فهذا حرام في ظل عدم وجود "محرم"، ونصحته ألا يكمل دراسة الفنون، فالتصوير والرسم والمسرح والنحت و..و..حرام فسق، والمال الذي يأتي من ورائه حرام، ودعت له بالصلاح والهداية، وألا يحاول رؤيتها بعد ذلك لأنها ستنقل لكلية أخرى، أيضا مشهده وهو يناجي ربه في حيرة من أمره، حيرة من يتعذب، هذه الحيرة التي لا تنتهي بانتهاء الفيلم.

إن الأسئلة التي حملها الفيلم لم يطرحه بطله وحده، بل طرحها مجمل أبطال الفيلم، لأنها أسئلة لم توجه فقط إلى الدين في علاقته بالإنسان، بل توجهت إلى هذا النظام الذي يحرس الفساد حتى داخل العملية التعليمية ويحله ويسرق روح الفن في أبنائه، وإلى الشيوخ المودرن الذين يملأون الفضائيات ويطاردون الشباب والكبار بفتاوى التحريم والتشدد، فصورة هذا الشيخ المودرن يطارد بطل الفيلم طوال الوقت لكي يذكره بالحرام والحلال.

لقد جاء الأداء التمثيلي لأبطال الفيلم الشباب خاصة متميزاً، أهم ما يميزه أنه خلا من الانفعالات الفجة غير المبررة، لقد كان مشهد فتاة الليل وهي تدخل على البطل وأصدقائه الأتيليه وتستعد لتخلع ملابسها فتبدأ بنزع حذائها ثم شرابها وحين تبدأ في خلع شراب قدمها اليسرى يستوقفها البطل ليرسمها وهي في حالتها هذا، تدمع عيناها حين ترى للوحتها وتخرج مسرعة وترفض أن تتقاضى أجرا فيمنحها البطل اللوحة هدية، في هذا المشهد استطاع الممثلان كريم قاسم ومنى هلا أن يقدما مشهداً رائعاً لصدقية الفن وتأثيره.

وكذا مشهد الممثلين الشابين رامز لينر وفرح يوسف عقب ممارستهما للجنس يتحدث رامز إلى فرح وكأنه يخاطب نفسه، لا يرى لحياته معنى أو قيمة، يحب البنات، النسوان، لكن لا يذوق طعم الحب، يعيش عالة على الفن، يصنع مشاريع الآخرين الفنية، مجرد صنايعي يعرف كيف يوزع الألوان والتيمات، لكنه يصنع فنا يحمل روحه، الدنيا ضباب لا يرى بسببه شيئا، ويكتمل الأمر حين تواجهه فرح بأنه حتى في ممارسة الجنس بلا روح بلا إحساس، الحوار طويل لكنه ممتع كونه يكشف عن ذلك الفراغ المرعب الذي يملأ هؤلاء الشباب رغم امتلاكهم قوى عبقرية هي قوى الفن.

ولعبت الكاميرا أيضا دوراً رائعاً في تخليق هذا الجو الفني المملوء بالتساؤلات، المملوء بالشكوك والمخاوف والتوق إلى التحرر، والأهم من ذلك أنها استطاعت أن تحرر مشاهد الجنس من الإسفاف حيث جاءت بفضل التصوير جزء من النسيج، ويصعب القول إنها جاءت بهدف تجاري أو ما شابه ذلك.

وكتب السيناريست هاني فوزي بحرفية عالية، ولكنه كان قادراً على تقديم سيناريو أقوى من ذلك وأكثر إحكاما وإدانة، ربما حساسية مواجهة العقلية الدينية في الجانب الإسلامي، ربما خوفه من السقوط في كلمة أو أكثر تعرضه لمواجهة صعبة مع التيار الإسلامي المتشدد، وذلك بعكس ما حدث في فيلمه أيضا "بحب السينما"، لكن على أية حال الفيلم يستحق التحية.

ميدل إيست أنلاين في

25/01/2010

 

دقة الإخراج والتصوير مصدر الجدل

منى زكي: تل أبيب ليست 'تل أبيب'

القاهرة ـ من محمد الحمامصي  

نجمة السينما المصرية تكشف أن مشاهد فيلمها الأخير صورت في سوريا وجنوب افريقيا لا في اسرائيل.

أكدت الفنانة منى زكي أن مشاهد فيلمها الأخير أولاد العم الذي أثار ردود فعل متناقضة من حيث القبول والرفض، أن المشاهد الخارجية للفيلم تمت في سوريا وليس في إسرائيل كما ادعى البعض.

وقالت "ستجد بعض الأماكن التي صورنا بها شبه رام الله والضفة، أما المشاهد الخاصة بتل أبيب فتم تصويرها في جنوب أفريقيا وللعلم بعض الذين شاهدوا الفيلم كما علمت علقوا وقالوا إن تل أبيب التي شاهدوها بالفيلم هي نفسها إسرائيل، ويمكن بخلاف المخرج القدير شريف عرفه كان هناك نجوم متمكنون من الفنيين خلف الكاميرا كان لهم دور في إخراج صورة الفيلم بهذه الدقة".

ورأت منى أن أصعب ما في الفيلم ويمثل 75% من ظهورها هو الحفاظ على صدمتها في زوجها الذي كانت تحبه وكان يمثل كل حياتها، صدمة تطورت مراحلها، صدمة اكتشاف جاسوسيته "أنا شخصية تعاني من اليتم ولا أحد لها، تعيش في حال متوسط وليست قوية ثم تكتشف أن زوجها شخص آخر ليس منها، هذه الأحاسيس كانت جوهر دوري، لذلك كنت طول التصوير أعيش حالة خاصة جداً خشيت أحياناً أن تؤثر في طبيعي، في لحظات كثيرة كنت أعاني من كراهية تكاد تكون حقيقية لشخصية شريف منير، كنت أكرهه بجد".

وأضافت "إن ما دفعني أساساً لقبول الدور كان شعوري أن فكرته مبتكرة ودوري فيه مختلف، سيدة تم وضعها ففي صراع مركب نفسياً واجتماعياً وسياسياً، تعيش مع زوجها سبع سنوات ثم تنجب منه لتكتشف أنه شخص آخر، من هنا ينشأ الصراع الزوج والأهل والدين والبلد والحرام، مشاعر معقدة ومتناقضة".

وأكدت منى صحة سفرها لأميركا للحصول على كورسات في التمثيل وقالت "لا أرى وراء ذلك تصرفاً غريباً، أنا طول الوقت غير راضية عن نفسي وأسعى للأحسن من خلال تطوير أدائي ويمكن أهم المكاسب التي عادت علىّ من خلال الدورات التدريبية التمثيلية في مصر وأميركا وأوروبا أن محدش يحس أني بأمثل وللعلم هذا شيء جيد وخطوة مفيدة ومهمة لأي فنان يسعى لتطوير أدواته الفنية".

وقدمت منى زكي خلال العام 2009 بخلاف "أولاد العم" فيلم "احكي يا شهرزاد" الذي أثار جدلا نتيجة موضوعه حول ما تعانيه المرأة في ظل التقاليد والعادات والمفاهيم الذكورية في المجتمعات الإسلامية وكذا ظهورها في مشاهد ساخنة وهي التي لم تقدم مثل هذه المشاهد من قبل.

وتستأنف منى تصوير مشاهدها الأخيرة من فيلمها الجديد "أسوار القمر" تأليف محمد حفظي وتامر حبيب، ويخرجه طارق العريان، وتؤدي فيه دور كفيفة تتعرض لحالة إنسانية لا تخلو من أجواء التشويق والإثارة، ويشاركها البطولة فيه كل من عمر سعد وآسر ياسين.

ميدل إيست أنلاين في

25/01/2010

 

فيلم "لا تنظر الى الوراء":

وجوه تخفي وجوها أخرى 

الرباط: لن تكون مشاهدة فيلم "لا تنظر الى الوراء" "أولا تنظري الى الوراء مادامت شخصيات الفيلم نسائية"، للمخرجة مارينا دي فان، متعة سهلة لعشاق السينما الذين سيكون عليهم استنفار كل طاقتهم الذهنية والنفسية للتفاعل مع أحداث قصة غير اعتيادية أبدا.

الفيلم الذي تعلب بطولته الممثلتان الفاتنتان، الفرنسية صوفيا مارسو والايطالية مونيكا بيلوتشي، يعد بحق مغامرة جديرة بالانتباه في مجال الكتابة السينمائية، بمحاولته رسم ملامح بصرية على الشاشة لحالة نفسية مركبة، وصياغة قصة تطرح إشكالا حتى على مستوى تجنيس العمل الفني، إذ تلامس الفنتازيا دون أن تفقد صلتها بالواقع النفسي للذات الانسانية.

كان على فاتنتي السينما العالمية أن تستعينا بقدرات باطنية تعبيرية لا صلة لها بالجمال الخارجي الذي يستسهله كثير من المخرجين في استجداء الانبهار بشخصية تؤديها إحداهما. صوفيا ومونيكا تلعبان نفس الشخصية، وفي نفس الوقت. "جان" روائية فرنسية، تعيش سعيدة مع زوجها وابنيها، قبل أن تستبد بها وساوس وهلوسات تضعها على حافة الجنون، امرأة تشعر بحالة تشظي، في مطاردة مستحيلة لذاكرة طفولتها التي تنفلت منها، بهدف الوصول الى راحة التحرر الداخلي التي تتحقق حين يتصالح الكائن مع هويته.

تبدأ حالة الانحراف المرضي على شكل "مسخ" تطال التفاعل البصري لجان مع من حولها، ترى زوجها في شكل مغاير لحقيقته، وكذلك وجه والدتها، ثم ترى وجهها وقد انشطر الى نصفين "أحدهما لصوفيا مارسو وثانيهما لمونيكا بيلوتشي".

تبدأ رحلة السفر العلاجية بعد أن تعثر في بيت والدتها على صورة لها وهي صغيرة الى جانب طفلة ثانية لن تكون سوى ذكرى المرأة التي تسكن ذاتها وجسدها الى أن تتحول أمام المرآة الى نسخة لها، وهي قصة ستكشف أسرارها بعد العثور على أسرة هذه المرأة التي توفيت صغيرة لكنها انبعثت كبيرة في روح "جان".

ملخص رسالة الفيلم كالآتي: كل وجه يخفي وجها آخر - أو وجوها عدة- في طريقه الشاق والدائم نحو الهوية. مشاهد الفيلم لن يكون عنصرا خارجيا عن الأحداث، بل سينخرط حتما في مساءلة "وجهه" الخاص واستحضار ذاكرته والمنعطفات الكبرى لعلاقته مع ذاته ومع العالم.

فيلم "لا تلتفت الى الوراء" يمضي في صميم الخط الذي رسمته المخرجة مارينا دي فان في فيلمها السابق "داخل جلدي" الذي اشتغلت فيه أيضا على مفهوم الهوية ونرجسية الكائن من خلال سيدة شابة تنتهي الى التهام ذاتها.

وإن كان اختيار الفيلم للعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" في دورة 2009 اعترافا بقيمته الابداعية، فإن العمل لم ينل أكثر من ذلك وخرج خالي الوفاض من قائمة المتوجين، مما جعل البعض يقول إن المهرجان لا يعطي الفرصة لتقدير المحاولات التي تراهن على الاختلاف في الرؤية والكتابة السينمائية.

وبينما قوبل الفيلم من قبل بعض النقاد بانتقاص جارح من قيمته على خلفية الاخفاق في استخدام المؤثرات الخاصة وخصوصا في الجانب التشكيلي للوجوه المتخيلة التي صنعت أحد جوانب الرعب الداخلي الذي يبثه الفيلم، فإن مناصري الفيلم ذكروا بالفتور، بل السخرية، التي استقبل بها بعض أعمال العملاق ألفريد هيتشكوك.

وربما كانت أحد أهم نجاحات المخرجة إدارتها الناجحة لصيرورة التزاوج في الأداء بين النجمتين صوفيا مارسو ومونيكا بيلوتشي لدى اشتغالهما على نفس الشخصية، وهو مكمن الصعوبة الرئيسة في العمل، خصوصا في ظل اختلاف التجربة والمنهج التمثيلي لكل من النجمتين. "سي آن آن"

ميدل إيست أنلاين في

27/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)