حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«حكايات من غوانتانامو»:

سجين وسجّان وجهاً لوجه

محمد موسى

تزامن عرض برنامج «حكايات من غوانتانامو» على قناة «بي بي سي الثانية» الأسبوع الماضي مع شيوع أخبار تناقلتها وسائل الإعلام عن التحاق مجموعة من السجناء السابقين في ذلك السجن الأميركي بمعسكرات القاعدة في اليمن. ولا شك في أن من شأن تلك الأخبار وسواها، ان تزيد التباس اي متابعة منصفة لمصائر السجناء السابقين الذين أطلقوا من السجن الأكثر إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.

لا تهتم الحلقات البريطانية القصيرة التي عرضت ضمن برنامج «أخبار الليل» بالسجناء الذين عادوا الى أفغانستان للقتال مجدداً مع طالبان أو القاعدة، أو أخيراً في اليمن. فهؤلاء من الصعب الوصول إليهم ومحاورتهم. كما انهم ليسوا على قائمة الأولويات للتلفزيون البريطاني الذي فضّل ان يقدم قصصاً مؤثرة عن سجناء سابقين، قضوا سنوات من حياتهم في سجن غوانتانامو، لأنهم كانوا في المكان أو الزمان الخطأ. من هنا تطل قصة السجين البريطاني المسلم الذي كان يقضي إجازة عادية في بلاد أهله في باكستان، وعندما عبر الحدود الى افغانستان مع صديق له، كانت القوات الأميركية بدأت حربها ضد طالبان. وفي هذه الحرب قبضت السلطات الأفغانية على عشرات الأجانب، وسلمتهم الى القوات الأميركية التي نقلتهم الى إحدى القواعد الأميركية في كوبا، والتي عرفت في ما بعد بسجن غوانتانامو، ليقضوا سنوات من دون محاكمات علنية، وهو الأمر الذي أثار لفترة طويلة، غضب عدد من الدول والمنظمات الإنسانية الدولية.

يجمع البرنامج البريطاني، اثنين من السجناء السابقين في غوانتانامو مع سَجّانهما الأميركي الذي ترك الخدمة العسكرية قبل سنوات، ليبدأ بعدها بنشاط إنساني للتعريف بما جرى في ذاك السجن من تجاوزات. لا يحمل اللقاء الذي كان يخشاه الثلاثة الغضب المتوقع.

فالجميع بدا سعيداً بأن الكابوس قد مر، وشدد السجينان السابقان البريطانيان المسلمان على موقف الشاب الأميركي الإنساني الذي حاول جاهداً تسليط الضوء على ارتكابات ضد الإنسانية، لم يكن هو مسببها، إنما كان ينفذ الأوامر فحسب.

في الحلقة الثالثة من الحكايات، يزور فريق البرنامج جزيرة «باوليي» الصغيرة التي استقبلت 6 صينين مسلمين، قضوا سنوات أيضاً في سجن غوانتانامو، بعدما قبضت عليهم القـوات الأميــركية في أفــغانســتان التي هربوا اليــها من «تعـسف نظام بلدهم»، كما أجمعوا في مقابلات منفصلة.

بدا السجناء الستة مشوشين. فبعد سنوات من السجن، ها هم في إحدى أصغر دول العالم وأكثرها جـــمالاً، لكنهم وصلوا هناك، لأن دولاً عدة رفضت استقبالهم، وهم غير واعـــين بعد، بأن سكان الجزيرة، كما كشفت الحلقة التلفزيونية البريطانية، يشعرون بخوف شديد من وجودهم، وبأن حياتهم المقبلة، لن تكون فقط نزهات بحرية على شواطئ شديدة الجمال!

تنحاز الحلقات، بمجملها، الى ضيوفها من السجناء السابقين، ولا تشكك في قصصهم، فهم في النهاية أبرياء، كما جاء في قرارات المحاكم الأميركية الخاصة التي أطلقتهم. ولا شك في أن قرار سجنهم ومدة بقائهم في السجن، يستحقان وقفات إعلامية مقبلة، لتكمل ما بدأته «بي بي سي» بحلقاتها القصيرة المؤثرة هذه.

الحياة اللندنية في

22/01/2010

 

كتاب - الأفيش الذهبي للسينما المصرية

القاهرة - أحمد ياسين

«ثمرة عشق طاغ للسينما عموماً وللسينما المصرية في شكل خاص، فصاحبه لا يدخر جهداً أو وقتاً أو مالاً في سبيل جمع كل ما تصل إليه يداه مما يتعلق بالسينما من أفلام وصور ومواد دعائية وكتابات صحافية. وهو إذ يقدم لنا في هذا الكتاب سياحة بين المئات من «أفيشات» الأفلام المصرية عبر سنوات تزيد عن الثمانين عاماً، لا يبغي من ورائها تاريخاً أو تنظيراً أو تحليلاً، إنما يضع ثمرة حبه هذه بين يدي عشاق السينما المصرية، ليشاركوه متعة استرجاع أجزاء من هذا التاريخ الثري لسينما عملاقة شاركت في تشكيل وعي ومزاج الملايين في مصر والعالم العربي». هذا ما كتبه المخرج الدكتور سمير سيف أحد أبرز مبدعي السينما المصرية المهتمين بالدراسات الأكاديمية عن السينما، كمقدمة لكتاب «الأفيش الذهبي في السينما المصرية» الذي صدر أخيراً للناقد سامح فتحي، وهو عبارة عن رحلة في تاريخ السينما المصرية، تكشف ملامح صناعة الفن السابع في مصر منذ عام 1933 وحتى بداية العام2000، ويوضح الكتاب عبر أفيشات الأفلام، أهم المراحل السينمائية خلال هذة الفترة عاكساً كل الرموز السينمائية التي شكلت وجدان السينما المصرية. ووجدان جمهورها بالتالي.

يكتسب الكتاب أهميته من كونه محاولة لإثراء القارئ بإعطائه نوعية نادرة من الثقافة السينمائية، خصوصاً في ظل ندرة في الإصدارات السينمائية التي تهتم بالأفيش سواء بالشرح والتحليل أو بالاستعراض والتقديم والعرض لذلك الفن المكمل لفن السينما المصرية. وعلى رغم أهمية الأفيش للفيلم السينمائي إلا أنه لم يأخذ حقه من الاهتمام والبحث والدراسة، علماً بأنه التهيئة الأولى للفيلم التي تشجع الجمهور على دخول صالة العرض للمشاهدة، أو تنفره من ذلك العمل الذي لا يعبر أفيشه عن تيمة فنية تجذبه. والأفيش من هذا المنطلق يلعب دوراً مهماًً في الصناعة السينمائية من جهة، وفي فنيات العمل من جهة أخرى .

اجتهد فتحي في تجميع قدر كبير من أهم أفيشات السينما المصرية عبر تاريخها الطويل، بادئاً من أفيش فيلم «الوردة البيضاء» لمحمد عبدالوهاب ودولت أبيض وإخراج محمد كريم، (وكان أول فيلم يمثله عبد الوهاب وثاني الأفلام المصرية الغنائية بعد «أنشودة الأمل» وعرض عام 1933)، ومنتهياً بأفيش فيلم «الآخر» لنبيلة عبيد وهاني سلامة وحنان ترك وإخراج يوسف شاهين عام 1999. وعبر هذه الرحلة الزمنية الطويلة لم يغفل مؤلف الكتاب بعضاً من أهم أفيشات الأفلام التي تعيش في ذاكرة المواطن المصري، وتكاد تشكل وجدانه السينمائي، وميوله الفنية في مجال مشاهدة الأفلام، مثل أفيشات أفلام «نشيد الأمل» لأم كلثوم وزكي طليمات وإخراج أحمد بدرخان عام 1937 و«أمير الانتقام « لأنور وجدي وفريد شوقي 1950 و«معلهش يا زهر» لشادية وكارم محمود عام 1950 و«زينب» 1952 و«بنت الأكابر» 1953 و«الآنسة حنفي» 1954 و«4 بنات وضابط» 1954 و«بنات اليوم» 1957 و«أنت حبيبي» 1957 و«وداع في الفجر» 1957 و«الأخ الكبير» 1958 و«بين الأطلال» لعماد حمدي وفاتن حمامة 1959 و«الرباط المقدس» 1960 وصولاً الى «الزوجة الثانية» لسعاد حسني وشكري سرحان 1967 و«قنديل أم هاشم» لسميرة أحمد وشكري سرحان والى «جمال عبد الناصر» لخالد الصاوي وهشام سليم وعبلة كامل وإخراج أنور القوادري 1996.

وحرص سامح فتحي على ترتيب الأفيشات زمنياً من الأقدم إلى الأحدث، مع محاولة أن يتضمن الكتاب أفيشاً واحداً على الأقل لكل من ساهم بدور فعال في تنمية الفن السينمائي من ممثلين ومخرجين وفنيين عبر تاريخ السينما المصرية. وبدا اهتمام المؤلف بطريقة عرض الأفيش في كتابه اهتماماً واضحاً، حيث جعل الكتاب من القطع الكبير، ليكون أقرب من طبيعة الأفيش الحقيقية، مع الاهتمام بأن يكون الورق من النوع المصقول، ليعكس جمال الأفيش وتفاصيله، وهو ما ظهر في أسلوب فصل الألوان وطباعة الكتاب الذي خرج في صورة جميلة، تجعل من الاحتفاظ بنسخة من الكتاب ضرورة ملحة لكل عشاق السينما ومحبي الأفلام.

الحياة اللندنية في

22/01/2010

 

أفلام جديدة 

} «الملكة وأنا»

إخراج: ناهد سلفستاني - حضور امبراطورة ايران فرح ديبا

> تقول مخرجة هذا الفيلم، وهي سينمائية إيرانية تعيش في المنفى منذ زمن بعيد. انها منذ صباها كانت تحلم بأن تلتقي يوماً بآخر امبراطورة ايرانية: فرح ديبا، أرملة شاه ايران الراحل محمد رضا شاه. وهي كانت تحلم باللقاء على رغم انها، كيسارية ديموقراطية، كانت تعارض نظام الشاه وسجنت وعذبت جراء ذلك في عهده. غير ان ذلك لم يمنعها يوماً من الإعجاب بتلك السيدة. والآن بعد كل ما حدث، تحقق اللقاء... لكنه لم يكن مختصراً، بل نجم عنه هذا الفيلم، الذي «يصالح» بين ذهنية معارضة سابقة أدركت الآن أين الخطأ، وذهنية امبراطورة سابقة أدركت بدورها أين الخطايا. ومن نقطة اللقاء هذه ولد الحوار، الذي يتقاطع مع «بورتريه» مزاوجة: واحدة للسينمائية وأخرى للملكة... الحوار الذي يقول الكثير عن التاريخ، المنسي كثيراً الآن، للحضور الفاعل للمرأة الإيرانية في سياسة هذا البلد كما في نضالاته وفنونه.

} «حكايات عصر الذهب»

إخراج: كريستيان مونجو» 101 وريكانو وهـ. هوفر... وآخرون

> «الماضي لا يمضي أبداً»... هذا القول الذي يؤكد به السياسيون، اكثر من أي قوم آخرين فكرة تواصل التاريخ وحضور الماضي في الحاضر، يكاد ينطبق في هذه الأيام على بعض التواريخ الراهنة. فإذا كان كثر من الناس، مثلاً، يرون أن الأنظمة الشيوعية، في أوروبا الشرقية، دفنت وتكاد ذكرياتها تدفن معها، فإن السينما لا ترى هذا الرأي... لا سيما السينما الرومانية، التي لا تفتأ فيلماً بعد فيلم وموسماً بعد موسم، تستعيد تلك الذكريات، وربما كنوع من الترياق ضد أية إمكانية للحنين الشعبي الى ذلك الماضي. ومن الأمثلة الأكثر دلالة على ما تقول، هذا الفيلم ذو المخرجين الخمسة والذي يقدم خمس حكايات قصيرة عما كان يحدث في هذا البلد أيام الديكتاتور تشاوشسكو. والحقيقة ان كل واحدة من هذه الحكايات، المستندة الى واقع حدث حقاً، تكفي وحدها لوأد أي حنين قد يخامر رومانيا إزاء عهد كانت نهايته نقطة انعطافية في التاريخ.

} «انفكتوس»

إخراج: كلينت إيستوود - تمثيل: مورغان فريمان، مات ديمون

> في هذا الفيلم الذي ظهر بشكل مفاجئ ومن دون مقدمات، ها هو إيستوود يخبط من جديد، ويسجل نقطة مضيئة أخرى في تاريخه الفني الذي بات مدهشاً الى حد كبير: تاريخ يتصاعد من أقصى درجات اليمين والعنف والفاشية - في الأدوار أكثر مما في الحياة طبعاً - الى أعلى ذرى الإنسانية واللاعنصرية. وهكذا، بعد تصوير فصول من الحرب العالمية الثانية من منظور قلق يحاول أن يجد وجوه الحقيقة كافة، بعيداً عن سائد التاريخ الرسمي. وبعد فيلم عن مخادعة الشرطة («التبادل») ثم عمل رائع عن تحوّل كهل متقاعد من متطرف يميني يكره «الآسيويين الذين يغزون أميركا»، الى مدافع عن الملونين في مواجهة كل ضروب العنصرية، ها هو إيستوود يقدم في هذا الفيلم الجديد، بورتريه رائعة وإنسانية لنيلسون مانديلا، من خلال مباراة في «الرغبي» مربكة ومحيرة للزعيم الجنوب أفريقي في أول مجابهة له، كرئيس - عام 1995 - مع ذكريات التمييز العنصري.

} «تسار»

إخراج: بافيل لونغين - تمثيل: بيوتر مأمونوف

> ليس من السهل على مخرج، مهما كان حجمه وإنجازاته، ان يتنطح في أيامنا هذه لمقارعة واحد من أكبر كلاسيكيي السينما العالمية في عقر داره، أي في تحقيق فيلم سبق للكلاسيكي ان حققه مبدعاً. لكن لونغين قبل هذا التحدي وحقق فيلمه الجديد «تسار» (القيصر) عن ذلك القيصر المرعب والكبير الذي كانه «ايفان الرهيب»، بعد نحو سبعين عقداً من تحقيق ايزنشتاين فيلميه الأخيرين عنه، أي عن ايفان. والإنصاف يقول لنا ان لونغين نجح في رهانه... وعلى الأقل على الصعيد الأيديولوجي، حيث في مقابل الالتباس الذي تمخض عنه فيلم ايزنشتاين الذي بدا للبعض مجرد تمجيد لستالين، فيما بدا للبعض الآخر فيلماً أيديولوجياً يتراوح بين إسقاط تمجيدي وآخر تنديدي على ستالين، جاء فيلم لونغين حاسماً وواضحاً في تصويره، على الأقل، فصلاً من سيرة إيفان يتعلق بتعيينه ذات يوم البطريرك بيتر، صديقه، رئيساً للكنيسة، فإذا بهذا، أمام الله والواجب، ينقلب عليه مندداً بممارساته الديكتاتورية، ما يحول الصداقة بين الرجلين الى صراع عنيف يكاد يقول أموراً كثيرة حول السياسة والدين.

الحياة اللندنية في

22/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)