حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج التونسي شوقي الماجري:

الأفلام عن فلسطين والعراق لا تلقي ترحيباً في البلاد العربية

كتب نسرين الزيات

بينما ينشغل الكثيرون بمناهضة فكرة الإنشاءات الهندسية علي الحدود المصرية مع غزة، والحديث المتواصل عن الانفاق التي تربط بينهما والحصار الذي لايزال مستمراً، يكون المخرج التونسي "شوقي الماجري" في أوج استعداداته للبدء في تصوير فيلمه الروائي الطويل الاول "مملكة النمل" خلال الفترة القليلة المقبلة.

وربما يأتي مشروع فيلم "مملكة النمل" لـ"شوقي الماجري" ليكمل صورة سينمائية جديدة ومختلفة للقضية الفلسطينية، لكن بطريقته التي يمزج فيها الحب والحياة بالموت، مثلما اعتدناه في أعماله السابقة والتي لا يراها إلا محاولة لمعرفة أناس لا نعرف عنهم الكثير مثلما فعل في اعماله الدرامية السابقة مثل "الاجتياح" و"هدوء نسبي"..  في حواره معنا، تحدث "الماجري" عن فيلم "مملكة النمل" قائلا: الفيلم قمت بكتابته بمشاركة الكاتب الفلسطيني "خالد الطريفي"، وتدور احداثه خلال العشرة اعوام الماضية، التي كان فيها "ياسر عرفات" رئيسا لفلسطين، وهي الفترة التي شهدت مرات عديدة اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رام الله، وهو ما يضطر الأهالي الي الاختباء في الانفاق..

·         إذن الفيلم لا يتعرض للانشاءات الهندسية المصرية علي الحدود؟

- الفيلم لا يتعرض لهذه الانشاءات، نحكي عن الحصار في غزة، ونحكي ايضا عن مفهوم الدفن والوجود تحت الارض، واتحدث فيه عن مفهوم التراب.

·         تعني أن الفيلم يجسد حالة الالم التي تعيشها المنطقة العربية الآن..؟

إلي حد ما..فهو فيلم عن الحياة، هو مؤلم وساحر، لاننا عندما ندفن ونعود للحياة مرة الاخري، وهنا تتلخص فكرة العلاقة الحميمية بيننا كبشر وبين الارض..

·         ومن الجهة المنتجة...؟

ـ الفيم سيكون انتاجاً مشتركاً بين مصر وسوريا وتونس، وتم رصد ميزانية تقدر بحوالي مليون دولار، ومن المنتظر بدء تصويره بداية الشهر المقبل، حيث يقوم ببطولته عابد فهد وصبا مبارك..

·     مشروع فيلم مثل "مملكة النمل" قد يجذب جهات انتاج مختلفة في اوروبا والعالم.. لماذا لم يتم انتاجه مع بلدان في اوروبا مثل الكثير من الافلام التي تتحدث عن فلسطين..؟

- اردت ان يكون فيلما عربيا مائة في المائة، اضافة الي اني لي توجه عربي خالص، واعتقد اننا كعرب لدينا القدرة علي عمل تجارب سينمائية ناجحة دون اللجوء الي الانتاج الغربي، الا اذا كنا في حاجة الي توزيع الفيلم هناك..ففيلم مملكة النمل هو فيلم عربي بالاساس..

·         هناك أفلام تعرضت للقضية الفلسطينية بطرق عدة...وانت تقدم فيلما يتعرض ايضا لتلك القضية..ما الجديد الذي تقدمه..؟

- (يقاطعني)..لاتوجد افلام كثيرة تحدثت عن القضية الفلسطينية، فالحديث في موضوعات عن فلسطين او العراق تصيب الكثير بالخوف والرهبة، وفي الغالب يفضلون منها الاعمال التي تطرقت لتلك القضايا اعتقد انها لاتكفي طالما هذه القضايا حية ومستمرة، وما قيل عن القضية الفلسطينية قليل جدا.. واعتقد انه امامنا الكثير لنحكيه عن القضية الفلسطينية بلغة فنية وسينمائية عالية..  

·         ذكرت ان هناك من يخشي الحديث عن الاعمال التي تتحدث عن القضية الفلسطينية.. كيف؟

- نعم، ليس هناك ترحيب كبير بهذا النوع من الاعمال الفنية في البلاد العربية، فالمنتجون والمحطات التليفزيونية لديهم تخوف دائم من تلك الاعمال، فمثلا مسلسل "الاجتياح" عرض في محطة عربية واحدة فقط، لكن عقب حصوله علي جائزة الايمي عرض فيما بعد في العديد من المحطات التليفزيونية العربية..

·     هناك الكثير من المخرجين والسينمائيين يجدون في الحديث عن القضية الفلسطينية مادة ثرية لكي يحصلوا بسهولة علي دعم من جهات انتاجية داعمة خارج المنطقة العربية وهو ما يضمن مشاركته في كبري مهرجانات السينما في العالم..ما تعليقك..؟

- اري أن أي مشروع فني وسينمائي هو اقتراح جمالي وفلسفي، والنوايا التجارية لاتعنيني..انا احكي عن احترام الذات والاخر..

·      في رمضان الماضي عرض لك عمل تليفزيوني مميز جدا هو "هدوء نسبي" والذي تطرق الي الوضع في العراق..كيف تري ذلك، خاصة ان نسبة مشاهدته لم تكن عالية..؟

 - "هدوء نسبي" هو بالفعل مختلف عن كافة الاعمال التليفزيونية التي سبق وقدمتها من قبل، وكان هذا عن قصد، فبعد مسلسل "اسمهان" توقع الكثيرون تقديم مسلسل سيرة ذاتية عن شخصية معروفة، لكني شعرت اني في حاجة الي الولوج في فضاء مختلف وبطاقة اخري جديدة..وكانت لدي رغبة في الحديث عن العراق وعن الانسان، واختزلنا هذا في مشاعر الحب في زمن الحرب، والذي بات امرا غير عادي بالنسبة للعلاقات الانسانية..فالحرب اراها تجربة قاسية..

·         ولكن البعض وصف مسلسل "هدوء نسبي" علي انه عمل نخبوي.. مارأيك..؟

-لا أعرف إذا كان عمل نخبوي ام لا، وأنا لست مع تلك التسمية.. وأعتقد انه عمل شعبي وليس شعبويا، فمثلا نسبة مشاهدته في العراق كانت عالية جدا، علي عكس الكثير من البلدان العربية الاخري.. وهذا شيء غير مزعج بالنسبة لي، خاصة وانه ليس مطلوبا لأي عمل فني ان يكون شعبيا، المهم هو ان يعيش..

·         أعرف ان "هدوء نسبي" هو اول تعاون فني يجمعك بالروائي السوري "خالد خليفة" ..كيف تري تلك التجربة..؟

- كنت ابحث عن عمل مختلف، وتحدثنا مع خالد خليفة عن فكرة تقديم عمل عن العراق، ومن ثم بدأنا الكتابة من خلال ورشة عمل جمعتنا سويا..

·     الموضوع الذي طرحته في مسلسل "هدوء نسبي" يكاد يكون ثقيلا وصعبا علي المشاهد العادي تلقيه.. ولماذا لم تقدمه سينما، ام كان هذا اختيارك ..؟

 - نعم، وموضوع العراق لم ينته بعد، ولدي مشروع سينمائي عن العراق، وهدوء نسبي كان من المهم تقديمه في التليفزيون، لانه يدخل كل بيت، وموضوع المسلسل حقل ملغم وباب لم يطرق ابدا، فأنا احب طرق الابواب غير المفتوحة، ولذا اعتبرته مشروع مهما ولابد ان نبدأ به ونسير في حقل صعب..

·     في رمضان الماضي عرض مسلسل "قلبي دليلي" عن حياة الراحلة ليلي مراد، وللأسف الشديد حدثت مقارنة بين مسلسل اسمهان ومسلسل ليلي مراد..لماذا لم تقدم العمل الاخير عن ليلي مراد..؟

- قرأت الكثير من المقالات والمقارنات بين العملين، وانا لم تكن لدي رغبة في تكرار تجربة مسلسل "اسمهان"، لأني لا أؤمن باستنساخ الاشياء، واعتبر ان "اسمهان" عمل ساحر ومهم، ولذلك كنت علي يقين اني لن استطيع تكرار هذا السحر في مسلسل آخر بعد اسمهان..

·         في رأيك هل مسلسل "قلبي دليلي" ظلم..؟

- بالتأكيد... لأنه حرم نفسه من رؤية اخري مختلفة وحسب رأيي يجب ان يكون لكل مخرج رؤيته الخاصة في تقديم عمله الفني، وتقديم عمل خاص به يهرب به من التقليد..

روز اليوسف اليومية في

19/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)