حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

التفاصيل الكاملة لأفلام نصف العام !

كتب طارق مصطفي

خلال الأيام القليلة القادمة يبدأ موسم سينمائى جديد مع بدايات إجازات نصف العام الدراسى.. وكما يبدو واضحا فإن الموسم لن يشهد نفس الحضور القوى الذى شهده خلال الأعوام الماضية، حيث مازالت أفلام عيد الأضحى تحتل أفيشات دور العرض مثل «ولاد العم» و«أمير البحار»..بينما تنحصر الأفلام الجديدة فى عملين فقط كل منهما يكتسب أهمية لسبب مختلف عن الآخر.. هذه الأعمال هى «كلمنى شكرا» لمخرجه خالد يوسف فى أول بطولة مطلقة لـ«عمرو عبد الجليل».. و«أحاسيس» الذى يخرجه «هانى جرجس فوزى» بعد أن قرر أن يجلس على مقعد المخرج وألا يكتفى بالإنتاج.

أهمية الفيلم الأول تأتى من كون مخرجه واحدا من أهم صناع السينما الآن سواء اتفقنا أو اختلفنا مع طبيعة المنتج السينمائى الذى يقدمه..خاصة أنه يؤكد طوال الوقت على فكرة أنه مخرج سياسى بالدرجة الأولى .. أما أهمية الفيلم الآخر فتأتى من تلك الضجة التى صاحبته منذ الإعلان عنه والتى تعاملت معه على أنه أجرأ وأول فيلم مصرى يتناول العلاقات الجنسية بين الأزواج.

«روزاليوسف» حصلت على تفاصيل حصرية لها علاقة بقصة الفيلمين وبتقرير الرقابة عن الفيلمين بعد مشاهدتهما خلال الأيام الماضية.

كلمنى .. شكرا

على غير العادة يعود خالد يوسف إلى «الكوميديا السوداء» ليعبر عن آرائه وأفكاره، وهو الأمر الذى يبدو جديدا على خالد.. إلا أن «الجدة» لا تنسحب على مضمون الفيلم نفسه الذى يقتحم به خالد يوسف للمرة الثالثة تقريبا منطقة العشوائيات.

الفيلم يقدم قضايا اجتماعية لعالم عشوائى افتراضى من خلال شخصية «إبراهيم توشكا» أو «عمرو عبد الجليل» الذى يعمل فى كل المهن بما فيها التمثيل ويسعى للحصول على الرزق بكل طريقة ممكنة ..يتعرض لمضايقات أحيانا وللنصب أحيانا أخرى.

بمرور الوقت يصبح عالم الاتصالات هو الحل السحرى لمشكلاته، ومن هنا جاءت تسمية الفيلم ..حيث يقوم «توشكا» بسرقة الموبايلات والاتجار فى كروت الشحن .. ليتطور الأمر إلى استغلال أرقام الموبايلات التى يقوم بسرقتها فى تأجيرها للزبائن بأسعار مضاعفة للدقيقة، بينما يدفع تكلفتها الحقيقية صاحب الموبايل المسروق.

«توشكا» لا يكتفى بهذا، بل يعمل أيضا على تركيب وصلات الدش المسروقة للجيران والأهالى فى المنطقة.

امرأة لعوب

«توشكا» على علاقة بامرأة مطلقة هى «غادة عبد الرازق».. تلك العلاقة سبق وإن أسفرت فى الماضى عن طفل لم يحمل اسمه وإنما اسم شخص آخر .. يسعى «توشكا» بكل السبل إلى الحصول على ابنه ليحصل عليه فى النهاية.

الفيلم يكشف مجموعة من التنويعات فى سلوكيات هذا المجتمع العشوائى، حيث تجد الفتاة التى تبيع جسدها أمام الإنترنت.. وتجد صاحب المخبز الذى يبيع الدقيق قبل وضعه للخبز مدعيا أن ذلك يتيح له فرصة الكسب.

أحداث الفيلم لا تتوقف هنا لأنه مازال هناك البلطجى «ماجد المصرى» الذى يخرج من السجن فى المشاهد الأخيرة من الفيلم محاولا الانتقام من طليقته «غادة» التى تطلقت منه أثناء وجوده بالسجن.

انتقام البلطجى من طليقته يشمل اختطاف ابنها .. ويصبح لا مفر أمام «توشكا» سوى إنقاذ ابنه، حيث تتم عملية الإنقاذ التى تنتهى بالفشل فى إطار كوميدى ساخر .. لتصبح النهاية هى موافقة البلطجى على منح الابن لأبيه الحقيقى بينما يكتفى بأسر طليقته.

لم تكن للرقابة على المصنفات الفنية ملاحظات على الفيلم ما عدا ملاحظة واحدة على جملة حوار يقول فيها توشكا لفتاته: «أنا قلبى فى نصى التحتانى .. وقلبى خلاص وقف»! أيضا كانت للرقابة تحفظات على مستوى اللغة فى الفيلم والتى حفلت بقدر لا بأس به من الإيحاءات والألفاظ التى بدت فجة أحيانا.

أحاسيس

أما أحاسيس فعلى غير المتوقع لم يثر أى معارك رقابية، بل على العكس اعتبرته الرقابة فيلما معقولا فنيا وبه مستوى عالٍ من التمثيل.

«أحاسيس» الذى يخوض به جرجس فوزى تجربة الإخراج للمرة الثانية هو فيلم اجتماعى نفسى يتناول مشاكل، خاصة فى علاقة الرجل بالمرأة والتى منها شذوذ الرجل فى ممارساته الجنسية مع زوجته.

الفيلم ذو طابع رومانسى، حيث يتتبع رحلة إنسانة «علا غانم» فى البحث عن حبها الأول الذى افتقدته مع زوجها الواقعى وأبو أبنائها إلا أن القدر فى النهاية يحسم المسألة بموت الحبيب الأول «باسم سمرة» لينتهى الفيلم بشكل ميلودرامى ومأساوى، فى الوقت الذى يلعب فيه «إدوارد» دور الزوج المحاصر نفسيا بحب زوجته وحنينها لحبها ورجلها الأول.

أيضا يتناول الفيلم مجموعة من المشاعر والأحاسسيس المتناقضة التى تفترش سرير الزوجية وما يحيط بها من تفاعلات اجتماعية، حيث تجد «أحمد عزمى» الذى يجبر زوجته على ممارسات جنسية شاذة وغير سوية وما إلى ذلك من مشاكل ساخنة.

الرقابة لم تحذف أى مشهد .. واكتفت بحذف لقطتين بالتحديد بهما درجة كبيرة من التعرى .. وبحضور المخرج نفسه الذى لم يعترض.

كما اكتفت أيضا بتصنيفه فيلما للكبار فقط .. أيضا منعت الرقابة مجموعة من الصور المثيرة من داخل الفيلم والتى أراد جرجس فوزى تعليقها داخل دور العرض كبوسترات لأنها تظهر من أجساد بطلات الفيلم أكثر مما تخفى، الأمر الذى جعل الرقابة تتخوف من قدرة هذه الصور على استفزاز الجمهور العادى.

مجلة روز اليوسف في

16/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)