حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كتاب - أسئلة حول متغيرات تنغّص الأحلام الوردية

القاهرة - محمد عويس

هل يصبح تعبير «الأفلام الناطقة بالعربية» تعبيراً أشمل وأكثر دقة من «السينما العربية» خصوصاً أننا لسنا أمام صناعة سينما عربية شاملة تمتلك آلياتها الخاصة وطرق توزيعها وتمويلها، وتشترك أفلامها معاً في سمات محددة، وتتبع أساليب متقاربة على نحو ما يحدث في أوروبا مثلاً ويجعل بالتالي استخدام مصطلح «السينما الأوروبية» أمراً واقعياً ومقبولاً؟

تساؤل يطرحه الناقد أمير العمري في كتابه «اتجاهات في السينما العربية»، (دار العين للطباعة والنشر 255صفحة، القاهرة)، والذي يحتوي على مجموعة من الكتابات والمقالات النقدية لعدد من الأفلام العربية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة لعدد من المخرجين المرموقين مثل: يوسف شاهين، رشاد بوشارب، يسري نصر الله، عبداللطيف عبدالحميد، أحمدالمعنوني.

يشير العمري إلى أن تعبير «السينما العربية» قد ازداد غربة واغتراباً عن ذي قبل، بعد أن تباعدت الوسائل والطرق والأساليب الفنية التي يتبناها السينمائيون، بل وتباعد أيضاً البحث المضني في القضايا والمشاكل المشتركة، واتجه السينمائيون وجهات متعارضة بل متناقضة أحياناً، سواء في ما يطرحونه من مواضيع، أو في طريقة وأسلوب الطرح.

ويرى العمري أنه ليس من الممكن على سبيل المثال، اعتبار التجارب التي يصنعها سينمائيون لبنانيون يعيشون في أوروبا ولا يتمكنون من تصوير أفلامهم عادة إلا بدعم أوروبي، تجارب تندرج في إطار تلك «السينما العربية» التي كان جيلنا يحلم بتحققها في أوائل السبعينات.

وألا تختلف الأفلام التي يصنعها سينمائيون من بلدان المغرب العربي: الجزائر وتونس والمغرب، اختلافاً كبيراً عن الأفلام التي تصنع في سورية ومصر في المشرق، أساساً بحكم اعتمادها على التمويل الغربي، والفرنسي بوجه خاص الذي يتيح لها هامشاً أكبر لتجريب واقتحام مناطق أكثر رحابة في الشكل وفي المضمون؟ أليست سينما المغرب العربي سينما ذات طابع وربما أيضا هوية قد تختلف جوهرياً مع سينما المشرق العربي؟

ويرى الكاتب أنه عندما نستخدم تعبير «السينما العربية» فإننا نستخدمه على سبيل المجاز والإيجاز، ونستخدم كلمة «اتجاهات» للتأكيد على تباين الرؤية والأساليب في تلك الأفلام التي تنتج في المشرق والمغرب العربيين بل وفي أوروبا. وأي فيلم يصنعه سينمائي عربي أو غير عربي ويرتبط في موضوعه بعالمنا ودنيانا التي مازالت تائهة، تبحث عن نفسها وسط الدنيا الأكبر والأكثر اتساعاً، التي جعلتها وسائل الاتصال الحديثة بالفعل «قرية عالمية» كما حسب نبوءة ج ورج ماكلوهان، يمكن أن يكون فيلماً عربياً».

الحياة اللندنية في

15/01/2010

 

8 أفلام إيرانية في مهرجان بيروتي

للمرة الثالثة يقام في بيروت «مهرجان السينما الإيرانية»، الذي بدأ عروضه الأربعاء الماضي ليختمها غداً السبت» بمعدل فيلمين يومياً طوال أربعة أيام مع فيلم للافتتاح. منذ البداية كان واضحاً بالنسبة الى محبي الأفلام الإيرانية ومتابعي شؤونها وشؤون صانعيها ان عليهم ألا يتوقعوا من برنامج، له صفته الرسمية بعد كل شيء، أن يقدم لهم جديد كياروستامي أو ماخمالباف (محسن وسميرة وهنا)، أو حتى أفلام مجيد مجيدي أو قبادي أو جعفر بناهي... ناهيك عن سينما رخشان بين اعتماد أو تهمينة ميلاني وصولاً الى فيلم فرهادي الذي دار حتى الآن حول العالم بكل نجاح «عن ايللي»... فهذه الأفلام وما يماثلها بالكاد تعرض في إيران. وما يصعب عرضه في ايران يصعب مشاهدته في مهرجان يمت بصلة قوية الى ايران الرسمية. ومن هنا اكتفى الحضور، وهم كثر كالعادة - فللسينما الإيرانية مكانتها مهما كان من شأن ما تعرض من أفلام - اكتفوا، ويكتفون اليوم وغداً، بعدد من الشرائط المرضي عنها لمخرجين مرضي عنهم، ليسوا من النوع الذي يمكن ان يوقع عرائض لمصلحة المتظاهرين المقموعين. كل هذا منطقي ومشروع ضمن إطار الظروف التي يقام فيها هذا المهرجان البيروتي.

غير أن للمسألة جانباً آخر، إيجابياً في نهاية المطاف. فإذا كان في وسع متابعي السينما الإيرانية أن يشاهدوا الأعمال الكبيرة، للمخرجين الذين أشرنا اليهم أعلاه، في المهرجانات العالمية والعروض التلفزيونية وفي مناسبات مختلفة أخرى، ما يعطي هؤلاء المتابعين امتيازاً لا يتمتع به المتفرجون الإيرانيون أنفسهم في أكثر الأحيان، فإن الفرصة البيروتية تبدو سانحة لمشاهدة أفلام لا يعرف عنها العالم الخارجي أموراً كثيرة، حيث تعرف أن ما يعرض على الجمهور الإيراني العريض، ومنه الأفلام الثمانية المعروضة الآن في بيروت، يندر له أن يعرض في الخارج، ليس بأمر السلطات السينمائية - التي هي في نهاية الأمر سلطات سياسية - بل لأنها أفلام لا تهم الجمهور السينمائي الحقيقي. فهي أفلام امتثالية تقليدية، وربما أحياناً دينية وعاطفية، جماهيرية. وإذ نقول هذا تقتضي منا وقفة إنصاف ان نقول أخيراً إن معظم هذه الأفلام، وعلى رغم قساوتها مع منطق النظام، تظل أفضل من بعض أفضل ما يحقق في دول كثيرة أخرى.

أوليس في هذا أيضاً جزء من معجزة السينما؟

الحياة اللندنية في

15/01/2010

 

أجانب في مسلسلات عربية

ندى الأزهري 

يشكل وجود شخصية أجنبية في المسلسلات العربية مشكلة. ويحتار كتاب السيناريو في اللغة التي يجب أن تنطق بها الشخصيات. في السابق، كان مـعظـم الأجانب في الأعمال السينمائية أو التلـفـزيـونـيـة مـن «الخواجات» مواطني البلاد الـعربـيـة، وقد ألصقت بهؤلاء طـريـقة خـاصة في الـكـلام هي «اللـغـة الـعـربـيـة المكسرة» التي كان يتم التعبير عنـها بتـأنيـث المذكر وتذكير المؤنث كما بتحوير نطق بعض الأحرف كأن تصبح الحاء خاء.

في عصرنا هذا فـرض اختلاف نمط الحياة، كالإقامة في الخارج وكثرة الأسفار تواجد علاقـات من شـتى الأنـواع بيـن الطرفين الـعربي والغربي، وبات التواجد الأجنـبي أمراً شـبه عادي في الحياة. وانعكس هذا بالطبع على الدراما، وغدا من الضروري التأقـلم مع الأوضـاع الـجديدة.

ولكن يلاحظ أن ثمة ارتباكاً واضحاً في الأسلوب المتبع مع الشخصية الأجنبية، فبعضهم يدعها تتحدث اللغة العربية الفصيحة، وبخاصة إن كان المسلسل تاريخياً ويستدعي «الجدية». فيما يتركها آخرون تحكي بلغتها الأم الانكليزية أو الفرنسية ويضع الترجمة أسفل الشاشة. ويفضل فريق ثالث أن تتحدث بالعامية المكسرة كما كان يحصل سابقاً، فيما قلائل ينطّقونها العامية الصحيحة وبطلاقة أهل البلد، لكنهم يدخلون بين جملة وأخرى عبارة كاملة بالانكليزية ليؤكدوا أجنبية الشخصية. وهذا ما يحصل في المسلسل الذي يعرض حالياً على قناة دبي «قاتل بلا أجر» حيث الطبيب المصري (حسين فهمي) يعيش في أميركا (أو انكلترا) فيما زوجته الأميركية وحبيبته تتحدثان العربية بطلاقة مدهشة! قد يكون هذا خياراً مريحاً لولا هذه العبارات بالانكليزية التي تأتي في النهاية أو في وسط الكلام لإفهام من فاته أن يفهم أن هؤلاء ليسوا عرباً. ولا يتوقف الأمر عند هذا، فبعد تلفظ الممثل بهذه العبارة الانكليزية يعيد تفسيرها لمحدثه مباشرة باللغة العربية! فما المقصود من ذلك؟

لكن الأكثر إثارة للسخرية هو حين تتكلم الشخصية بلغتها «الأم»، وترتكب عدداً من الأخطاء النحوية واللفظية كما تتحدث بلهجة من لا يتحدث بلغته الأصلية. وهكذا كان الضابط الفرنسي الأشقر في «باب الحارة» ينطق الفرنسية بلكنة سورية واضحة، وبدت الممرضة الفرنسية في «كلام نسوان» المصري متلكئة في حديثها ومصطنعة في لهجتها. وكان هذا حال بقية الفرنسيين الذين ظهروا في المشاهد التي صورت في المستشفى الفرنسي.

قد يكون من الأفضل لمعالجة هذا الأمر أن يتكلم الأجنبي اللغة العربية الفصحى أو يترك ليعبر بلغته «الأم» شرط أن يتحدثها جيداً، وتكتب الترجمة أسفل الشاشة. ولعل الأنسب جعله يتحدث العامية كبقية الممثلين كما يحصل للشخصيات الأجنبية في الأفلام والأعمال الغربية.

ولكن، قد يكون هذا الارتباك اللغوي مؤشراً على مشكلة أكثر عمقاً تتعلق بأسلوب تمثل الذات وتمثل الآخر، فالعربي يرى نفسه كعربي ويرى الآخر كأجنبي، بالتالي يتعسر عليه جعله يتحدث بلغته كأهلها، فيما الأميركي مثلاً لا يتورع في أفلامه عن جعل حتى جول سيزار يتحدث بلهجة أهل تكساس!

الحياة اللندنية في

15/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)