حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أكاديمية وممثلة ورثت الفن عن عائلتها

سهى سالم: "هدوء نسبي" زيَّف الحقيقة

بغداد - زيدان الربيعي

سهى سالم . . ممثلة عراقية بارزة جداً على مستوى الدراما التلفزيونية وكذلك على مستوى المسرح العراقي، حيث ورثت هذين المجالين من عائلتها الفنية التي يقودها الممثل العراقي الكبير طه سالم . ثم لم تكتف بهذا بل صقلت موهبتها وإرثها الفني من خلال العلم في هذا المجال . إذ هي الآن طالبة دكتوراه في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد . وترى سهى سالم التي شاركت في أكثر من عمل مؤخرا في التلفزيون والمسرح أن هذين المجالين بدآ يستعيدان ماضيهما الجميل رغم صعوبة المرحلة ولاسيما ما يتعلق بعالم المسرح . “الخليج” التقتها في أكاديمية الفنون الجميلة وسجلت معها الحوار الآتي:

·         ما جديدك؟

آخر ما عرض لي هو مسلسل “الدهانة” الذي كتبه الكاتب العراقي حامد المالكي وتولى مهمة إخراجه علي أبو سيف وتم عرضه على شاشة قناة البغدادية الفضائية . وكذلك مسلسل “الثانية بعد الظهر” للمخرج حسن حسني الذي عرض من على شاشة قناة الشرقية الفضائية .وكان هذان العملان قد عرضا في دورة شهر رمضان الأخير وقد حظيا بمتابعة كبيرة من قبل المشاهدين في العراق وخارجه .

·         كيف ترين الدراما العراقية في الوقت الراهن؟ وهل باتت بوضع أفضل من السنوات الأولى للاحتلال؟

الدراما العراقية هي جزء من الوضع العام في البلد وما يحدث في البلد سلبا أم إيجابا ينعكس عليها بكل تأكيد . لكن الدراما العراقية في الوقت الراهن بدأت تكون في وضع أفضل من السنوات الأولى للاحتلال، لأن المواضيع التي تناولتها مؤخرا كانت جيدة بما فيها تلك التي تتناول حالة الحرب حيث تم تعزيزها بقصة رومانسية أو موضوع اجتماعي معين أو شيء من هذا القبيل . لذلك أتمنى أن يعم الأمن والخير بلاد الرافدين حتى تستعيد الدراما العراقية ألقها . لكن علينا أن نقرأ الواقع بحيادية ونظرة واقعية حيث لا يمكننا أن نقول إن الدراما العراقية ستكون كما كانت قبل الاحتلال، لأن كل وقت له وضعه الخاص، لكن علينا أن نتواصل مع بقية الفضائيات العراقية التي تقوم بإنتاج أعمال على مستوى عال حتى نتمكن من السير بموازاة ما ينتج عربيا في هذا المجال .

·         هل نجحت الفضائيات العراقية في إيصال أعمال الفنان العراقي الى المشاهد العربي؟

أكيد أن الفضائيات العراقية وتحديدا تلك المعنية بإنتاج الأعمال الدرامية المهمة قد نجحت في هذا المجال وتحديدا في موضوع الحرب، لأنها كانت في بعض الأعمال عبارة عن شيء مهم جدا في ترجمة معنى الحرب بالنسبة للمواطن العراقي، لأن المواطن العراقي للأسف الشديد يعاني من نظرة غير مقبولة من قبل العديد من البلدان الأخرى وهذه النظرة مغايرة جداً للواقع العراقي الذي عاشه العراقيون وهم الذين اكتووا بنيران هذه المعاناة وليس الذين ينظرون إلى المشهد العراقي من خلال ما تبثه القنوات الفضائية . لذلك حاول العديد من الأعمال الدرامية نقل صورة الواقع العراقي إلى المشاهد العربي ومن هذه الأعمال مسلسل “فوبيا بغداد” الذي كتبه حامد المالكي وأخرجه حسن حسني لقناة “الشرقية” الفضائية . حيث طرح هذا المسلسل قضية مهمة جداً عن موضوع الحرب وكيف يمكن أن يقتل العالم العراقي وسط تجربة رومانسية واجتماعية حاول من خلالها المؤلف طرح فكرة مهمة جداً، لذلك تمت ترجمة هذا العمل إلى اللغة الايطالية وشارك في أكثر من مهرجان خارجي، وهذا دليل أكيد على وصول الفنان العراقي حتى أبعد من المشاهد العربي .

·         يقال انه عرض عليكِ المشاركة في المسلسل العربي “هدوء نسبي” الذي تناول ايضا موضوع الحرب في العراق؟

نعم هذا صحيح، حيث عرضت عليّ المشاركة في هذا العمل وقد تسلمت النص عن طريق الانترنت . لكن الشيء المؤسف جدا أنني  اكتشفت من خلال النص أن من كتب هذا العمل فهم الحرب في العراق بطريقة ثانية غير طريقة واقعها الحقيقي وقد تأثر بما تناولته الانترنت . لذلك قام المؤلف بترجمة الحرب المذكورة بطريقة مغايرة للواقع وهذا ما لمسته من خلال تصنيف أبطال المسلسل الذين تم اختيارهم من غير العراقيين، في حين تم إعطاء الشخصيات المهمشة إلى العراقيين . فضلا عن ذلك أن كتابة النص كانت تهشم شخصية الإنسان العراقي وتعطيها ضآلة رهيبة جدا وتجعلها متدنية إلى حد كبير جدا وهذا عكس الواقع تماما . في حين يعطي النص الشخصيات غير العراقية قيمة وشجاعة ونبلاً بينما محور القضية يمثل قضيتنا العراقية التي لا نزال نعيشها وقد ناقشت الموضوع مع الجهة التي أرسلت لي النص بشكل حاد وقلت لتلك الجهة إن هذا العمل لا يمكن أن ينجح لأنه يقدم أشياء مزيفة لما حدث للعراق بعد الاحتلال .

·         كيف يمكن إظهار الحقيقة للمشاهد العربي؟

علينا أن نقدم دراما بالنص والإخراج، تقدم الواقع العراقي الحقيقي ومن هم العراقيون الذين واجهوا هذه الحرب؟ وماذا فعلوا؟ ما هي الأسباب التي جعلت بغداد تقع بيد الاحتلال خلال ثلاثة أيام فقط . إذ توجد أسرار ما زالت غامضة لغاية الآن . لذلك لابد للمؤلفين والمخرجين العراقيين أن يتولوا إظهار الحقائق للمشاهد العربي من خلال أعمال حقيقية لا وجود فيها للتزييف أو تشويه الحقيقة من اجل شركة معينة تريد أن تحقق أهدافها السياسية والمادية على حساب التاريخ العراقي أو على حساب قيم وإنسانية الإنسان العراقي .

·         هل يمكن للدراما العراقية ان تنافس الدراما في مصر وسوريا؟

ولم لا . . فالممثل العراقي مبدع وكذلك الكاتب والمخرج وهذا ما تجسد في العديد من الأعمال التي أنتجت بعد الاحتلال . حيث كان المبدعون العراقيون في العناوين التي ذكرتها يقدمون أعمالا جيدة في ظروف معقدة وغاية في التعقيد وكان الهدف من هذه الأعمال هو توضيح الحقيقة للمشاهد العربي وتوجيه رسالة لكل العالم إن العراق مازال قويا بمبدعيه ولا يمكن لأية جهة أن تسهم بقتل روح المواطنة والإبداع عند أبناء دجلة والفرات .

·         هل تعتقدين أن المسرح العراقي بدأ يستعيد عافيته في السنتين الأخيرتين؟

عندما يفقد البلد معظم قاعات العرض المسرحي بسبب تداعيات الاحتلال فأين يقدم المسرحي العراقي عروضه؟ فعندما يتحدث البعض عن هبوط في مستوى المسرح العراقي فعليهم تحديد الأسباب التي دعت إلى حصول مثل هذا الهبوط .

الخليج الإماراتية في

14/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)