حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شهدت مشاركة 7 مخرجين جدد

في السينما المصرية 2009..القبلات تثير غضب مجلس الشعب!

طارق الشناوي

بدأ الموسم السينمائي في مصر بفيلم «بدون رقابة» إخراج هاني فوزي وانتهى بعرض فيلم «بالألوان الطبيعية» لشقيقه الأصغر المخرج أسامة فوزي وبينهما 37 فيلما.. كان الفيلم الأول معروضا للكبار فقط لأنه يحتوي على مشاهد شذوذ بين بطلة الفيلم «علا غانم» وعدد من صديقاتها في الجامعة بالإضافة إلى العري والجنس. ولهذا فلقد أثار غضب أعضاء مجلس الشعب وتساءلوا كيف وافقت الرقابة المصرية على كل هذا العري، وقُدم استجواب لفاروق حسني وزير الثقافة. هذه المرة مع أسامة فوزي وفيلمه «بالألوان الطبيعية» الغضب أكبر لأن الفيلم يدخل في عراك مباشر مع القوى الاجتماعية والدينية في مصر، حيث إن كاتب الفيلم هاني فوزي (وهو غير شقيق المخرج هاني فوزي) كان طالبا قبل أكثر من ربع قرن في كلية الفنون الجميلة ويعلم الكثير من التفاصيل خاصة فيما يتعلق بصراع الأساتذة والطلبة وما يجري في كواليس الكلية، بالإضافة إلى أن داخل الكلية تيارا قويا يحرم الفن ويعتبر أن الرسم حرام.

وهكذا واجه الفيلم كل هذه الممنوعات داخل سور كلية الفنون الجميلة، وقفز على سور الممنوعات ليصطدم بقطاع عريض من المجتمع يرسل الآن على «الفيس بوك» عبارات ضد الفيلم باعتباره يصدم أفكاره ومشاعره.

لم يكن العام الماضي في السينما المصرية فقط هو عام القبلات السينمائية، ولكنه قدم 7 مخرجين جدد برغم ضآلة عدد الأفلام نسبيا بالمقارنة بالعام الماضي.. حيث وصل الرقم إلى 49 فيلما في 2008 وكان من المنتظر أن يتجاوز العدد هذا العام، أو على أقل تقدير يحتفظ بما وصل إليه، ولكن يبدو أن الأزمة المالية والتي أدت مثلا بشركة مثل «غود نيوز» أنتجت في 2009 فيلمين كبيرين في الميزانية الإنتاجية «إبراهيم الأبيض» و«بوبوس» إلى أن تتراجع هذا العام، ولا يوجد على أجندة الشركة أفلام جديدة.. أما الشركات الأخرى فلقد كانت تعتمد في قسط كبير منها على القنوات الفضائية في التمويل كإنتاج مشترك، وتراجعت عن إنتاج الأفلام الجديدة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.. عدد من المخرجين الجدد دفعت بهم السينما هذا العام وصلوا إلى 7 مخرجين. محمود كامل أخرج بمفرده ثلاثة أفلام «ميكانو»، «أدرينالين»، «عزبة آدم» أفضلها الأول، وهو أكثر المخرجين تواجدا على الساحة، «أحمد البدري» أخرج ثلاثة أفلام أيضا «عمر وسلمى» الجزء الثاني «د. سليكون» والثالث «البيه رومانسي». الفيلم الأول حقق إيرادات ضخمة بسبب نجمه تامر حسني، أما الثاني فلم ينجح على الإطلاق، والثالث لم يستطع التأكيد على نجومية بطله محمد عادل إمام، ولكنه على الأقل أتصور أنه سوف يمنحه إمكانية الرهان عليه مجددا مرة أخرى بعيدا عن سطوة وهيمنة والده. محمد شارك في فيلمين تحت المظلة الجماهيرية لوالده وهما «يعقوبيان» و«حسن ومرقص».. وكان في الفيلم الثاني تحديدا يبدو الأب وهو يمهد لابنه الإيفيه الكوميدي ويضحي بنفسه في أكثر من موقف من أجل أن يفجر ابنه الضحك إلا أنه بعيدا عن أبيه كان يبدو تائها!! في لمحات 2009 نجد أيضا أن «عادل إمام» تعثر كثيرا فيلمه «بوبوس» حقق بالأرقام تراجعا عما تعود عليه عادل، ولا يزال عادل حتى الآن لم يستقر بعد على الشركة التي تنتج له فيلمه 2010 بعد توقف «غود نيوز» وتردد الشركة العربية، خاصة أن عادل صار الآن يتقاضى أعلى أجر (15 مليون جنيه مصري) وهو ما يتجاوز مليونين ونصف مليون دولار!! منح هذا العام تواجدا للسينما المستقلة الذي يتم تصويرها بكاميرا «الديجيتال» وهو ما قدمه إبراهيم بطوط في فيلمه «عين شمس»، الفيلم بلا نجوم شباك ولاقى صعوبات في الاعتراف به كفيلم مصري لأن المخرج صوره قبل أن يحصل على موافقة بالسيناريو من الجهات الرقابية، ثم عرضه بدعاية محدودة وباعتباره فيلما مغربيا شارك في العديد من المهرجانات، وبعد أن حصل على العديد من الجوائز صار معترفا به كفيلم مصري، إلا أنه لم يحقق النجاح التجاري المرتقب.. شهد العام أيضا لأول مرة تلك الدموية المفرطة والتي شاهدناها في فيلم «إبراهيم الأبيض» إخراج مروان حامد والوحيد الذي انتصر في هذه التجربة محمود عبد العزيز، رغم أن الفيلم بطولة أحمد السقا، إلا أن محمود عبد العزيز قدم دورا لا ينسى «عبد الملك زرزور» صعد به ليصبح هو أفضل نجم هذا العام. فيلم «الفرح» لسامح عبد العزيز وأحمد عبد الله تجري أحداثه خلال 24 ساعة فقط وهو واحد من الأفلام المهمة في العام لولا أن المخرج سامح عبد العزيز خضع للقيم الأخلاقية وقدم نهايتين للفيلم؛ الأولى تحذر الأبطال من الخضوع لسطوة المال، والثانية تؤكد أن الأخلاق الحميدة هي التي تؤدي للنجاة من المهالك!! ليلى علوي لا تزال بعيدة عن السينما هذا الموسم وكانت قد اعتذرت عن فيلم «واحد صفر» بسبب خلاف حول الأجر ولعبت الدور إلهام شاهين، وحقق لها نجاحا لافتا.. كما أن إلهام لم تستسلم لقانون السينما والذي لا يمنح لهذا الجيل دور البطولة حيث أنتجت لنفسها فيلم «خلطة فوزية»، وحصلت على أكثر من جائزة عن هذا الفيلم أولها من مهرجان «أبوظبي» في الدورة الثانية التي عقدت عام 2008 ولكن يظل أن الدور الأهم هو «واحد صفر» لكاملة أبو ذكري، والحقيقة هي أن نيللي كريم قدمت واحدا من أهم أدوارها طوال مشوارها أيضا في هذا الفيلم.. يسرا تقاسمت البطولة والأفيش مع عادل إمام إلا أن «بوبوس» شهد تراجعا جماهيريا، صحيح أن يسرا وحتى الآن تدافع عن الفيلم وتعتبره واحدا من أفضل ما قدمت، إلا أن هذا لم يغير من الأمر شيئا لأن الإيرادات تقول عكس كل ذلك.. هذا العام هو عام منى زكي؛ فيلمان بطولة «احكي يا شهرزاد» هي البطلة وهي الاسم الأول على الأفيش مع الكاتب وحيد حامد والمخرج يسري نصر الله.. الفيلم الثاني بطولة مشتركة مع كريم عبد العزيز وشريف منير «أولاد العم» لشريف عرفة.. من هذا الجيل «نور» قدمت دورا رئيسيا لافتا في «ميكانو».. هند صبري لم تحقق النجاح في «إبراهيم الأبيض».. كانت هناك محاولة للرهان على نجومية هيفاء وهبي في «دكان شحاتة» ولكن لم تستطع الصمود ولا النجاح.. أسند المخرج خالد يوسف لها البطولة ولم تنجح المحاولة رغم أن خالد يوسف حاول توجيهها ورغم ذلك فإن هيفاء لن تبتعد عن السينما، لديها أكثر من ترشيح في 2010.. بشرى كانت هي الاسم الأول الذي تصدر الأفيش في «المشتبه» إخراج «محمد حمدي»، ولكن الفيلم فشل تجاريا وهو ما تكرر مع «نورا رحال» بطلة فيلم «مجنون أميرة» إخراج «إيناس الدغيدي» ولكنه أيضا فشل في تحقيق ذلك.. دنيا سمير غانم تألقت في «الفرح» و«طير انت» وقفزت خطوات للأمام!! شهد العام لأحمد عز في «بدل فاقد» أول إخراج لأحمد علاء، وهاني سلامة «السفاح» إخراج سعد هنداوي.. إلا أن النجاح الطاغي كان من نصيب كريم عبد العزيز على مستوى شباك التذاكر في «أولاد العم».. بينما في الكوميديا استطاع «هنيدي» الصمود للعام الثاني على التوالي مع فيلمه «أمير البحار» لوائل إحسان برغم ضعف المستوى الفني للفيلم.. أحمد حلمي في مقدمة الإيرادات بفيلمه «ألف مبروك» إخراج «أحمد جلال» ثم «أحمد مكي» مع «طير انت» إخراج أحمد الجندي الذي أكد جدارته باحتلال المركز الثاني في مجال الكوميديا ولديه جمهور ينتظره.. بينما فشلت المحاولات للدفع بنجوم كوميديا جدد مثل مصطفى هريدي في «مجنون أميرة» لإيناس الدغيدي.. لم يتحقق خالد سرحان، حقق الفشل في «الديكتاتور» لإيهاب لمعي.. وتكرر الأمر مع رامز جلال في «حد سامع حاجة» فلم يستطع تحقيق إيرادات.. هل تستطيع سينما 2010 أن تتجاوز وتنتصر على ما واجهها من عقبات في سينما 2009 أم أن الأزمة لا تزال مستمرة.. دعونا ننتظر؟!

t.elshinnawi@asharqalawsat.com

الشرق الأوسط في

08/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)