حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الأحضان المكسورة..

الهروب بالنسيان.. والمرض بالحب.. والعلاج بالسينما!

كتب محمود عبد الشكور

وراء الطابع الحكواتي في أفلامه وخلف هذا التلاعب المدهش بالسرد مثل حكاء واسع الخيال يخشي أن تغفل عنه ولو للحظات يبرع المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمادوفا في تحليل العواطف الإنسانية المركبة هكذا فعل في أفلامه المعروفة السابقة وهكذا فعلها أيضا في فيلمه المهم الذي اشترك به في المهرجان الأخير الأحضان المكسورة أو Los abrozos Rotos شبكة واسعة من العلاقات والانقلابات العاطفية والنفسية وحدودته عامرة بالمفاجآت والمواقف غير المتوقعة ولكن مغزي ما شاهدناه متنوع ومتعدد بحسب الزاوية التي تراه منها يمكن أن تعتبر الفيلم حكاية حب وغرام وانتقام تستعصي علي النسيان ويمكن أن تراها دراسة نفسية لأشخاص يفشلون في الهروب من ذاكرتهم حتي ولو تغيرت أسماؤهم ويمكن أن تعتبر الحكاية بأكملها عن العلاج بالسينما وبصناعة الأفلام عن ذلك الخيال الذي يحقق ما لم يحققه الواقع.

كل العناصر الممتعة التي تميزت بها سينما ألمادوفار ستجدها في الأحضان المكسورة هو أولاً يقدم سينما الحواديت ويستخدم عناصر تقليدية شاهدناها مئات المرات ولكن بشكل غير تقليدي بالمرة لا ينقص سوي أن تسمع صوتا يقول كان يا ما كان ولكن ما أن تتورط في الاستماع والمشاهدة حتي تكتشف أن ما رأيته من قبل كأنك لم تره أبداً وهو ثانياً يمزج ببراعة بين الأنواع في الأحضان المكسورة يبدو الخط الرومانسي قويا وبارزاً لكن يصعب أن تصنف الفيلم كله علي أنه رومانسي لأن الخط النفسي أيضا واضح ويلعب دوراً كبيراً في تحريك الأحداث كما أن الحبكة بأكملها تشويقية تتضمن حادثة قتل باستخدام السيارة هناك مشاهد بأكملها كتبت بسخرية لاذعة وأخري كتبت بحس تراجيدي مؤثر وثالثة تشهد مفاجآت قد تجدها في فيلم ميلودرامي عتيق كأن يعرف شاب اسم ابيه الحقيقي بعد سنوات طويلة من الغموض خلطة غريبة مدهشة تكشف عن هضم بيدرو ألمادوفار للأنواع وإفرازه لعالم جديد فريد بألوان الحياة نفسها في مستوي آخر مهم، هناك حيل وألاعيب وانقلابات في السرد ولكنها ليست عمليات مجانية إنها ببساطة وسيلة للغوص في عالم العواطف الإنسانية الداخلية تشابك العلاقات وإخفاء الألغاز ثم كشفها يرتبط دائما بمحاولة لفهم الإنسان في كل حالاته الهروب والإقدام، الحيرة بين العاطفة والجسد التذبذب بين الحب والكراهية كلمات الحوار تدعمها نظرات العيون ولمسات الأيدي هناك سطور واضحة وهناك معان أعمق بين السطور وفي المستوي الرابع المهم هناك عناية مذهلة برسم النماذج النسائية هذا ما فعله بيدرو سابقا في أفلام مثل يا إلهي ماذا فعلت لاستحق كل هذا؟ وفي نساء علي شفا الانهيار العصبي وفي قيدني من أعلي قيدني من أسفل وفي كعوب عالية وفي تكلم معها وفي ما أعرفه عن أمي.. سينما ألمادوفار هي سينما المرأة بالمعني الواسع للمصطلح حيث هي محور الدراما وموطن الأسرار ومحركة الأحداث ونساؤه تمتعن بقوة هائلة ولكنهن مريضات بالحب عندما يعشقن يندفعن إلي آخر الشوط ويدفعن الثمن دون أدني إحساس بالندم وفي الأحضان المكسورة امرأتان رائعتان تجسدهما ممثلتان أكثر روعة هما بينلوبي كروز الشابة الجميلة وانخلينا مولينا المخضرمة التي تمتلك سر الحياة بأكملها.

يمكن أن ألخص لك القصة في سطور قليلة علي النحو التالي ماتيو سيناريست ومخرج سينمائي يقوم بتصوير فيلم جديد عنوانه فتيات وحقائب تتقدم إليه للاختبار شابة رائعة الحسن هي لينا أو ماجدلينا المتزوجة من المليونير ورجل الأعمال ارنستو الذي يوافق علي أن يكون المنتج حبا لها ولكن لينا مثل نساء ألمادوفار تندفع في علاقة مع ماتيو بعد أن أحبته ويتابع المليونير العلاقة بغضب يتحول إلي كراهية وانتقام ويكلف ابنه الشاذ ارنستو الصغير بمطاردة العشيقين وتصويرهما في كل مكان في حين تتابع جوديت الصديقة السابقة لـماتيو ومديرة أعماله العلاقة بغيرة شديدة خاصة أنها أنجبت من ماتيو دون علمه ابنها الوحيد ديجو تتجد الأحداث إلي صدام متوقع بحادث سيارة مدبر تصدم العشيقين فتموت لينا ويفقد ماتيو بصره، يقرر أن ينسي كل شيء ويغير اسمه إلي هاري كين وبعد 14 عاما علي الحادث يموت المليونير ارنستو ويتم كشف كل الأسرار من خلال ارنستو الصغير ودييجو الشاب وجوديت التي مازالت تعمل كمديرة أعمال لـماتيو، ولا يبقي أمام الأخير بعد أن استعاد ماضيه واسمه سوي أن يقدم فيلمه مع لينا كما أراد هو لا كما أراد الآخرون.

هذه الخطوط العامة للقصة التي تبدو عادية، ولكن انظر كيف سردها بيدرو كاتب السيناريو علي الشاشة، اللقطة الأولي غامضة تظهر فيها لينا وهي في اختبار أمام الكاميرا، ثم يقدم ماتيو نفسه باسمه الجديد وبهيئته في عام 2008 كشخص كفيف لم يعد يخرج الأفلام ولكنه يكتفي بكتابتها ويحاول أن يستمتع بعلاقات عابرة، ثم تظهر جوديت وابنها دييجو الشاب، ومع معرفة نبأ وفاة ارنستو نعود في فلاشات لبداية علاقته بسكرتيرته لينا، ومع أزمة صحية لـدييجو وظهور ارنستو الصغير كمخرج يطلب مساعدة ماتيو، يتم سرد علاقة ماتيو مع لينا وتطورها إلي حادث السيارة، وفي الجزء الآخر تحتفل جوديت مع دييجو بعيد ميلاد ماتيو وتفجر مفاجأتين: الأولي موافقتها بدافع الغيرة علي التواطؤ مع أرنستو لافساد الفيلم الذي صوره ماتيو، والثانية أنها انجبت دييجو من ماتيو بعد علاقة قديمة، ويبقي لـماتيو أن يحاول انجاز فيلمه ليستعيد فنه وحبه معًا.

هذا ما قصدته بالحديث عن الجانب الحكواتي في سينما هذا المخرج الكبير، هنا حكاء محترف يعيد تشكيل الزمان والمكان ويحرك شخوصه ويصنع مواقفه بجاذبية شديدة تأسرك من اللقطة الأولي وحتي المشهد الأخير، ثم تسعفه خبرته وعينه العاشقة لأنواع الأفلام المختلفة فيختار لكل جزء ما يناسبه من الأنواع، وفي هذه العملية المعقدة لا ينسي أمرين: الصورة السينمائية بكل مكوناتها، وتحليل النفوس والمشاعر ولذلك يستحق رسم الشخصيات في أفلامه دراسة خاصة، ومن عجب أن أفلامه هي أفلام أحداث درامية عاصفة بنفس القدر الذي يمكن أن تعتبرها أفلام شخصيات، في الأحضان المكسورة مشاهد لا تنسي مثل دفع ارنستو لعشيقته لينا لتسقط علي السلم، ثم حمله لها لتنقل إلي المستشفي، ومشهد دخول لينا إلي حجرة يشاهد فيها أرنستو فيلما صور لعشيقته بدون صورة، وتقوم هي بالصوت من خلفه بتكرار ما لا يمكن سماعه من الفيلم، وفي مشهد آخر رائع يتحسس ماتيو الكفيف بيديه فيلما مصورًا لآخر قبلة مع لينا قبل مصرعه، في هذه النماذج تفسير لمعني ما ذكرته من تفكير المادوفار في هذا المزيج المعقد بين السرد المشوق والصورة المؤثرة ورسم الشخصيات بكل أبعادها وخاصة عواطفها المتقلبة ونفوسها المعقدة.

وبسبب هذا الثراء والعمق رغم المظهر الحواديتي البسيط يمكن أن تعتبر أن الأحضان المكسورة في إحدي قراءاته دراسة نفسية عن عدة شخصيات تمارس الهروب والتنكر حتي تنكشف الأسرار، ماتيو غير اسمه إلي هاري كين ليهرب من ذكرياته المؤلمة، ولينا كانت تحترف الدعارة تحت اسم سيفرين، وأرنستو الابن الشاذ للمليونير المتوفي عاد تحت اسم راي إكس لكي يتعرف علي ماتيو بعد 14 عامًا من الغياب، وحتي جوديت - وهي مفتاح الفيلم كله - حاولت الهروب والتنكر لمشاعرها تجاه ماتيو فلم تفلح، ولم يعد هناك مفر من الاعتراف، لوحة درامية مذهلة أقوي بكثير من الفيلم الذي صورته لينا من اخراج ماتيو، ولكن هذا الفيلم نفسه سيكون وسيلة للحب، ووسيلته للعلاج والشفاء من آلام الماضي، وسنراه في المشهد الأخير وهو يؤكد أن الأفلام لابد أن يكون لها نهاية حتي لو تم ذلك بطريقة عمياء.

الممثلون أهم ما يمتلكه المادوفار في أفلامه، ومعه يقدم المشخصاتية الموهوبون أعظم أدوارهم ويفوزون بأكبر الجوائز، والاحضان المكسورة ليس استثناء من هذه القاعدة خاصة بينلوبي بسحرها الأخاذ، وأنخلينا مولينا بنظراتها المعبرة وبصمتها الذي يكاد يصرخ بحبها المكتوم، الحقيقة أن رسم ملامح الشخصيات بوضوح علي الورق يجعل الممثل يقطع منتصف الطريق لكي يبدع ويؤثر بحدوتة ليست ككل الحواديت في فيلم لا ينسي عن الماضي والذكريات التي لا تموت، وعن الحب الذي لا يضيع، وعن السينما التي تشفي صناعها من جراح الواقع المؤلم!

روز اليوسف اليومية في

06/01/2010

 

رسايل بحر داود عبد السيد

تب نسرين الزيات 

في سينما داود عبد السيد شيء ما، يشبه الاغواء ... يلخص العالم بأكمله في لوحة سينمائية.. يلملم في افلامه رائحة مصر، حواريها وأصوات سكانها وأهاليها.. هو واحد ممن ينتمون لجماعة السينما الجديدة - التي ظهرت عقب هزيمة 1967 - والتي تضم مخرجين مثل خيري بشارة وعلي بدرخان، والذين ساهموا إلي حد كبير في خلق شكل جديد ومختلف للسينما، سميت فيما بعد بالواقعية الجديدة في السينما.

داود عبد السيد واحد من هؤلاء، لكنه أشدهم ندرة في عدد الأفلام التي انجزها طوال فترة عمله في السينما منذ السبعينيات وعقب تخرجه في معهد السينماعام 1967 بدأها بعد قليل من الأفلام التسجيلية - ثم أفلام روائية طويلة آخرها فيلم رسايل بحر والذي يعود به عبد السيد إلي السينما بعد غياب سنوات، منذ اخر افلامه مواطن ومخبر وحرامي عام 2001، ففيلم رسايل بحر كان مشروعه السينمائي الذي قام بكتابته منذ سنوات، ولاقي الكثير من سوء الحظ، بدءا من وفاة أحمد زكي - المرشح الأول للقيام ببطولته، ثم فشله في العثور علي جهة تتولي انتاج الفيلم، لكن لم يشأ أن يبدأ عام 2010 إلا بخروج مشروعه السينمائي رسايل بحر إلي النور، فالفيلم سبق أن حصل علي منحة دعم من وزارة الثقافة في 2007، والتي بدورها ساهمت في خروج افلام مثل عصافير النيل للمخرج مجدي أحمد علي وهورجادا سحر العشق للمخرج رأفت الميهي.. وبالتالي فإن المخرج داود عبد السيد يمنحنا رؤية جديدة للحياة والعالم من خلال فيلمه رسايل بحر، والمتوقع أن يكون بداية لعودة سينما الواقع، أو السينما الجديدة مرة أخري، والتي يراها - عبد السيد - نتاجا للسينما القديمة، والتي تحمل جزءًا كبيرا من ذاتية المزج لذلك فإن أغلب افلامه القليلة قام بكتابتها ربما لإدراكه واقتناعه بكونه الشخص الوحيد الذي يستطيع التعبير عن افكاره، لأنه يحب الكتابة في حد ذاتها ويحب أن يخرج افلامه.

يختزن داود عبد السيد طاقته وموهبته السينمائية في أفلام يختزل فيها ملامح أناس كثيرة نعرفها أو لا نعرفها - أيضا - مثل الشيخ حسني في فيلم الكيت كات والمأخوذ عن رواية مالك الحزين للكاتب إبراهيم اصلان، وفيلم مواطن ومخبر وحرامي والذي نسج فيه حكايات لثلاث شخصيات لخصت حال مصر في المخبر صلاح عبد الله والمواطن خالد أبو النجا والحرامي شعبان عبد الرحيم.

ربما يبشر عام 2010 بعودة دائمة لمخرج يحمل طابعا مختلفا لسينما جادة، تمثل مرآة للمجتمع المصري الذي يمر بالكثير من التغييرات والتحولات.

روز اليوسف اليومية في

06/01/2010

 

معركة فيلم المشير عرض مستمر

كتب غادة طلعت 

عبرت الفنانة المعتزلة برلنتي عبد الحميد عن استيائها الشديد من الجهة المنتجة لفيلم المشير والرئيس ورفض ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما اطلاعها علي السيناريو الذي يتناول حياة زوجها المشير عبد الحكيم عامر وعلاقته بالرئيس جمال عبد الناصر، حيث أكدت قائلة: ان ممدوح الليثي لن يقدم فيلمًا حقيقيا ومن المؤكد سيكون فيلمًا فاشلاً لأنه لا يعرف شيئًا عن المشير عبد الحكيم عامر ولا جمال عبد الناصر وبالتالي لا يوجد ما يأتي به في الأحداث الدرامية. وأشارت برلنتي إلي أن ممدوح الليثي سيقوم باستغلال اسم عبد الحكيم عامر في الترويج لفيلمه.. مضيفة أن الليثي الذي قام بكتابة سيناريو الفيلم لم يتبع الأصول. ويعرض عليها السيناريو باعتبارها الأقرب للمشير .

برلنتي عبد الحميد تري أن المخرج خالد يوسف لا يصلح لإخراج الفيلم ووصفته بأنه سطحي كما أنه لم يتصل بها وهو ما اضطرها وابنها عمر عبد الحكيم إلي عدم الحديث معه وتركه يرتكب الخطأ لأن هؤلاء يجرون وراء الأعمال الرخيصة ويكفي أنهم يعتمدون علي الفهلوة بعد افلامهم في الكتابة.

وفيما يتعلق بترشيح ليلي علوي لتجسيد شخصيتها في الفيلم قالت: ترشيح فاشل وغير مناسب لأن ليلي علوي بدينة جدا ولا تشبهني لا في الشكل ولا في العقل فأنا كنت رشيقة .

أما عمرو عبد الحكيم عامر نجل المشير عبد الحكيم عامر أكد أنه سوف يقوم باتخاذ الاجراءات القانونية لوقف هذه المهزلة بعد حصوله علي نسخة من السيناريو المشوه.. ومن بين تلك المشاهد المشير وهو ممسك بمسدس يطلقه علي رأسه وفجأة ينقض عليه الناس ويمنعونه وهذا افتراء علي والدي وهناك مشهد آخر يفسح مساحه واسعة لمسئول يهودي يتحدث عن النصر الاسرائيلي وكيف استطاع الجيش الاسرائيلي أن يجعل الجيش والجنود المصريين يجرون كالحيوانات أمامهم وهذا يتضمن استهانة واساءة بالغة.

روز اليوسف اليومية في

06/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)