حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زيارة كريمة من فنان ينتمى لزمن الفن الجميل

عمر ذو الفقار: الجيل الحالى أشطر ولكن لايزال الأبيض والأسود مسيطرا

محمد جمال

القاعدة أن أبحث عن المصدر، وخاصة إذا كان فنانا بحجم وتاريخ النجم عمر ذو الفقار، الذى عرفناه فى دور شقيق النجمة ماجدة فى فيلم "المراهقات"، كما عرفناه فى دور "الإمام البدر" فى فيلم "ثورة اليمن" أمام صلاح منصور وعماد حمدي، غير أنه للأسف لم يستمر وانسحب بهدوء من الوسط السينمائى مختفيا بعيدا عن الأضواء. 

البداية كانت هاتفا شخصيا للسؤال بعد أن توطدت بيننا العلاقة فى أعقاب حوار طويل أجريته معه منذ سنوات ثم تابعناه على المستوى الشخصى سؤالا واهتماما ومتابعة وهكذا، وحين سألنى عن الصحة رويت له ما حدث لى من قصة جلطة المخ وتوابعها، انزعج الرجل بشدة وطلب أن يزورني، ورغم سعادتى الشديدة بذلك إلا أننى اعتبرتها مجاملة رقيقة من فنان من الزمن الجميل، ولم أتوقع أن ينفذ الرجل وعده وسط مشاغل الحياة ولهاثها، غير أننى فوجئت بتفضله بالزيارة الكريمة، تسبقها ضحكته الشبابية المجلجلة وهو يمازحني: "إيه ده.. أنت عايش الدور ليه.. أنا من مواليد 38 ولا أعترف بالاستسلام للمرض ولا أحب التشاؤم ولا النظر للوراء"! 

جاءنى بالفعل وجدته أمامى وجها لوجه، بمنتهى الحيوية والشباب والمرح وراح يسترسل فى الكلام: شوف أنا لا أعترف بالمرض ولا أحب الاستسلام له لأن ممكن تغلب المرض أو تدعه يهزمك.. أنت من يقرر. 

لفت نظره وجود "إبراهيم" وفى يديه كاميرا، فضحك قائلا: أكيد المصور اللى عندك "تمرجي". 

فقلت له: لا.. ده الريجيسير إبراهيم. 

وضحك وقال: اشمعنى ريجيسير؟ 

قلت له مازحا، ومستعيرا بعضا من روحه المرحة: هو فى الأساس سواق "توك توك"، وفى نفس الوقت يحب الصحافة. 

قال ضاحكا: أكيد ده من بتوع: "أين ترعرعت سيدتي" مش كده؟ 

سألته : هل من الممكن أن نراك مرة أخرى على الشاشة؟ 

قال: ممكن وتلقيت عروضا كثيرة، لكن كل شيء مرتبط بالدور أو الشخصية أو بالتحديد الورق الذى سأشارك فيه، لأن عودة ممثل بعد سنوات طويلة من الغياب تعنى ضرورة أن أقدم جديدا. 

سألته: باعتبارك ابن الطبقة الارستقراطية هل تعتقد أن شخصية الباشا فى الدراما اقتربت من الواقع الذى عشته أنت؟ 

قال: إطلاقا.. باشاوات زمان من كبار رجال الأعمال لم يحتكروا سلعة، بالعكس طلعت باشا حرب حافظ على السينما وأرسل جيلا من النابغين إلى ألمانيا وباريس لدراسة الفن السينمائي، وأنا اقتربت من هذه الشخصية الاقتصادية لفترة، بحكم أن والدى سمير بك ذو الفقار كان رئيسا لشركة استوديو مصر التى كان مؤسسها طلعت باشا حرب، ولن أنسى ذكر فرغلى باشا وعبود باشا، ولن أنسى ذكر أعظم باشا وطنى وهو محمد فريد الذى أنفق كل ماله وثروته فى قضية بلاده، وكان رفيق الكفاح مصطفى بك كامل، وكذلك الشاعر ووزير الحربية سامى باشا البارودى وكان رفيق كفاح أحمد عرابى باشا وخسر ثروته بسبب مصادرة العسكر والإنجليز لممتلكاته.. هذه هى نوعية باشاوات ورجال أعمال زمان.. وإن كان هناك عملاء وخونة فهذا شيء آخر. 

سألته: أنت عشت زمن الفن الجميل ما المقارنة بينه والجيل الفنى الحالي؟ 

قال: الجيل الحالى أكثر ذكاء وشطارة، والسينما تطورت تقنيا، ولكن مادام أن الجمهور لايزال يفضل "الأبيض والأسود" سيظل الانحياز للماضى مستمرا، وهذا ليس مطلوبا، ولكن فى النهاية لكل مجتمع ظروفه، والجيل الفنى الحالى يجتهد وفقا لمناخ المجتمع سياسيا وثقافيا واجتماعيا. 

انتهى اللقاء ولم يفته قبل ان ينصرف أن يوجه لى المزيد من النصائح حول الصحة والاهتمام بها والابتعاد عن التشاؤم والنظر للحياة نظرة أجمل.. مؤكدا: كن جميلا ترى الوجود جميلا. 

العربي المصرية في

05/01/2010

 

 

فى ظل الاستسهال والمغالاة فى أجور النجوم

مستقبل غامض ينتظر الدراما المصرية فى 2010 

انصرف عام 2009 تاركا عددا كبيرا من الأعمال الدرامية التليفزيونية، قد يصل إلى ما يقرب من 100 عمل، ما بين مسلسلات عادية، وما يطلق عليه خطأ "ست كوم" حيث لا علاقة لما قدم بالست كوم، وكان من المفترض أن هذا الكم الكبير تنوع فى موضوعاته وصناعه ومن شاركوا فيه، وإذا حاولنا عمل كشف حساب لهذه الأعمال بالورقة والقلم، فقد تبدو الصورة شديدة القتامه، فى ظل ما يبدو على السطح مما شاهدناه خلال هذا العام، خاصة بعد أن أصبح منطق الربح هو السائد، بعكس ما كان يحدث من قبل حيث كانت الدولة تحرص على الكيف قبل الكم، إلى أن تدخلت الإعلانات فى الدراما وأصبح الهدف الرئيسى من إنتاج الدراما هو الترويج السلعي، لأن شركات الإنتاج لم يعد يهمها الموضوع، وأصبح الأهم هو استقطاب نجم بعينه وصناعة مسلسل على مقاسه!! 

هذا يقودنا أيضا إلى مشكلة أخرى غاية فى الأهمية، وهى مشكلة المغالاة فى أجور النجوم، حيث تقوم الشركات بدفع ما يطلبه النجم الذى تختاره، مهما كان أجره، وغالبا نجد أن أجره يلتهم أكثر من نصف ميزانية العمل يقومون بـ ما يجعل القائمين على العمل "تدبير أمورهم" بما تبقى من الميزانية، حتى لو كان ذلك على حساب العمل، ما جعل تكلفة إنتاج الأعمال الدرامية أضعاف التكلفة فيما قبل! 

كل هذا ربما يجعل الأمور أكثر تعقيدا، بل ويجعل البعض يرى أن مستقبل الدراما المصرية، ليس فقط فى 2010، قد يكون غامضا، ولكن خلال السنوات القليلة المقبلة، وفى ظل تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية عربيا وعالميا. 

الكاتب يسرى الجندى يشير إلى أن هناك قصوراً فى آلية الإنتاج الدرامى أوجدتها سطوة الإعلانات ما جعل القيمة تتراجع، بينما طفت على السطح نظرية الربح السريع من اقصر الطرق. 

ويضيف الجندي: هناك من يظن أن الجودة تتعارض مع الربح وهذا توهم خاطئ لأن الجودة تضمن أن الدراما تُخضع الإعلان ولا تخضع له وهنا يضطر الإعلان أن يخضع للجودة. 

ويؤكد الجندى أن هناك صعوبة فى النهوض بالدراما فى مصر مادامت الوكالات الإعلانية تتدخل بهذا الشكل الصارخ، ليس فقط فى اختيار النجم، بل حتى الموضوعات أحيانا، وهذا ما تسبب فى مشكلة حقيقية للدراما المصرية ظهرت بوضوح فى رمضان الماضى بعد الفشل الكبير فى تسويقها خارجيا، ولولا بعض القنوات المصرية الخاصة لكانت هناك كارثة، وربما لهذا السبب تجد أن المبدعين الحقيقيين تراجع إنتاجهم، لأنهم لن يخضعوا لهذا الانهيار. 

ويؤيد هذه النظرية الكاتب مجدى صابر، مؤكدا أن شركات الإعلانات تتحكم بالفعل فى المسلسلات التليفزيونية وتفرض بعض الأسماء على شركات الإنتاج، كما يطالب بالاعتماد على مجموعة الأسماء التى لا تتقاضى مبالغ كبيرة وإعادة اكتشافهم بدلا من اللجوء للنجوم الكبار الذين يتقاضون أرقاما فلكية تؤثر سلبا على الشكل النهائى للعمل لأن أجورهم تأتى على حساب عناصر أخرى فى الإنتاج. 

ومن جانبه ألقى طارق نور ـ صاحب أضخم وكالة إعلانية ـ بالكرة فى ملعب النجوم مؤكدا أن شركات الإعلانات عنصر مهم فى الإنتاج الدرامى مؤكدا أن المعلن يبحث عن العمل الجيد الذى يجذب الناس ولا يمكن أن يكون هناك مسلسل ضعيف يحظى باهتمام شركات الإعلانات، وأمر طبيعى أن تعتمد شركات الإعلانات على أسماء بعينها مثل الفخرانى أو نور الشريف أو يسرا وغيرهم، وهنا مسئولية تقديم أعمال جيدة تقع على عاتقهم لأن الجمهور منحهم ثقته ودعم مسلسلاتهم وشركات الإنتاج وفرت لهم كل الإمكانات وبالتالى عليهم التدقيق فى اختياراتهم الفنية. 

وتشير الفنانة صابرين إلى أن الدراما المصرية مستواها متذبذب فى الفترة الماضية، وهذا يرجع إلى أن المسلسلات التليفزيونية ليست جميعها فى مستوى واحد، رغم التطور التكنولوجى الهائل، إلا أننا لم نستفد به فى الصورة أو تكنيك الإخراج، لذا فهناك قصور كبير فى العديد من الأعمال، وربما نلحظ ذلك بشدة فى دراما السيرة الذاتية. 

وتنظر الفنانة إلهام شاهين إلى نصف الكوب الممتلئ، مؤكدة أنه من أهم الظواهر الايجابية التى حدثت فى الإنتاج الدرامي، ليس فقط خلال عام 2009، بل خلال السنوات الخمس الأخيرة، ظهور كفاءات جديدة فى التأليف والإخراج والتمثيل، بدأت تخطو خطوات جيدة، وسيكون لها مستقبل واعد. 

ويرى الفنان حسين فهمى أن الأزمة الاقتصادية العالمية القت بظلالها على على كل شيء، بما فى ذلك الدراما، وأعتقد أن التراجع فى مستوى الدراما بسبب عدم التنسيق والدخول فى صراع محموم حول إنتاج أكبر عدد من المسلسلات، مما يفقدها مصداقيتها، فضلا عن حصرها فى وقت ضيق جدا، سواء لصنعها أو لعرضها. 

العربي المصرية في

05/01/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)