حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

احمد رمزي والسقا علي شاطئ الذكريات

أسـامة صـفار

في الساحل الشمالي بالإسكندرية كان الموعد وهناك جاء اللقاء .. ليس فقط بين نجم شاب وممثل ونجم كبير ولكن بين زمنين لكل منهما سماته..بين حالتين تتوافر بينهما التشابهات بقدر ما يتجلي الاختلاف.. يبدو فارق العمر بينهما للجمهور قليلا جدا فأحمد رمزي مازال لدي الكثيرين هو ذلك الفتي الشقي المحبوب الذي يقلده الشباب في كل شيء وتطارده المعجبات ومازال حاضرا بأفلامه علي شاشة التليفزيون وأحمد السقا يؤكد حضوره كل يوم بفيلم جديد وتألق أكثر وبينهما أيضا أكثر من أربعين عاما في العمر.

وبينما أورث رمزي وجيله السينما المصرية للأجيال التالية ناجحة ومنتشرة بفضل فنهم وإبداعهم جاء الدور علي أحمد السقا ليقدم الأستاذ في برنامج ويسأله عن تجربة فنية ثرية وتجربة إنسانية أكثر ثراء .. في برنامج "الجذور " والذي سجله رمزي والسقا في الساحل الشمالي حيث يقيم النجم العجوز أغلب أيام العام يحكي "الفتي الشقي " ذكرياته ويعلم نجم اليوم دروس الزمن ويلتقيان في إحدي اللحظات النادرة من عمر الزمن.. أسبوعان قضاهما السقا في الساحل الشمالي يتأمل تجربته الناجحة البسيطة التي عرف منذ بدايتها ماذا يريد ويقارنها بتجربة النجم الكبير أحمد رمزي الذي أعاد اكتشاف نفسه أكثر من مرة حتي أصبح نجما ثم اعتزل ليكتشف رجل الأعمال في نفسه لتعيده حرب الخليج إلي الفن مرة أخري .. ويقارن السقا بين عالمين شهد كل منهما تقلبات الزمن وتفاعل معها علي طريقته
برنامج الجذور الذي ينتجه كل من أسامة رشاد ونبيل عبد النعيم
  والذي يخرجه أيضا، قدم العام الماضي تجربة النجم العالمي عمر الشريف ويتبعها برفيق المشوار وصديق العمر أحمد رمزي لكن أحمد السقا هو من يواجه رمزي ويطلب منه كشف حساب عن العمر الجميل وكأنه رمزي المولود في أيامنا الحلوة الجديدة.

كانت البداية من المنتج أسامة رشاد الذي تربطه صداقة بالفنان الشاب أحمد السقا والذي يعتبره الكثيرون الأكثر شبها برمزي ووجد رشاد أن لقاء النجمين سوف يصنع قمة جديدة وعرض الأمر علي أحمد السقا الذي لم يتعامل مع الأمر علي أنه عمل تليفزيوني ولكنه بذكاء معروف عنه لمح فكرة رشاد وأراد أن يحقق إحدي أمنياته في لقاء رمزي وقد كان.

 وانطلق إلي الساحل الشمالي في الموعد المحدد وبأدبه ولياقته المعروفة خطف قلب الفنان العجوز الذي رأي فيه رمزي الصغير فلم يتوقف عند حدود التسجيل ولا التصوير ولكنه اصطحبه في كل ركن من بيته ليحكي ذكرياته واستخرج كنوز الألبومات القديمة ليعلق علي كل صورة منذ لقائه الأول بالمخرج الشاب يوسف شاهين وصداقة أيام المدرسة مع عمر الشريف وحتي فيلم الأبطال مع فريد شوقي، وبصبر الابن وإعجاب التلميذ استمع الوريث بسعادة لواحد من نجوم الزمن الجميل وحين جاء الموعد المحدد للرحيل اتفق الصديقان علي زيارات متبادلة يستعيد معها الفنان العجوز أيام الشباب ويستمتع السقا فيها بخبرة السنين وحكمتها .. وهنا بعض حكايات النجم الكبير عن تجربته الفنية والإنسانية وبعض ما لم يحكه السقا عن تجربته بعد.

حكاية رمزي

ولد رمزي محمود بيومي في 23 مارس 1930 من أب مصري كان يعمل طبيبا وأم اسكتلندية ،له شقيق واحد يكبره بعشر سنوات هاجر إلي بريطانيا ليدرس الطب هناك حيث كان نابغا في دراسته وقد استقر بها  أما رمزي فلم يكن يملك نفس نبوغ شقيقه علي الرغم من إصرار والده علي إلحاقه بكلية الطب هو الآخر . ولكن رمزي لم يكن متحمسا لها ولكنه اضطر للإذعان لوالده بدخوله كلية الطب ولم يمكث فيها سوي عامين فقط ليتركها بعد ذلك وانتقل إلي دراسة التجارة في كلية فيكتوريا والتي التقي فيها بصديق عمره الذي أصبح وجها سينمائيا عالميا فيما بعد وهو الفنان عمر الشريف .

يقول أحمد رمزي عن تلك المرحلة:

"لم أكن أحب الطب وفشلت في إقناع والدي برغبتي وأصر علي إلحاقي بكلية الطب وكما قلت درست فيها عامين كاملين ثم صممت علي تركها ،وبصعوبة رضخ أبي لرغبتي بعد معاناة ومشاكل عديدة والتحقت بكلية (فيكتوريا) وكنت سعيداً جداً بدراستي فيها وتحقيقي أحلامي".

وكانت علاقة أحمد رمزي بالسينما لا تتعدي مشاهدته للأفلام والتردد علي دور العرض لمشاهدتها بين الحين والآخر . إلا أنه أثناء وجوده بكلية فيكتوريا كان يحب متابعة حضور بروفات المسرحيات المدرسية وتقليد أبطالها من باب التهريج . وفي إحدي المرات كانت المسرحية التي تتدرب عليها فرقة التمثيل المدرسية هي ( الرجل والسلاح ) للكاتب الانجليزي  برنارد شو ، وقد حفظ المسرحية من كثرة مشاهدتها وفي اليوم الرئيسي للعرض تغيبت الممثلة التي كانت تقدم شخصية الخادمة فجن جنون المخرج الذي كان إنجليزيا فعرض عليه أحد زملاء رمزي أن يستعين برمزي ليقدم دور الخادمة . ورغم غرابة الفكرة إلا أن المخرج اضطر إلي الموافقة علي أن يقوم رمزي بتمثيل دور الخادمة في المسرحية لإنقاذ الموقف . وقد حقق رمزي في هذا الدور استحسانا كبيرا لدي الجمهور كما أعجب به المخرج الإنجليزي والذي تنبأ له بمستقبل كبير في عالم الفن .

وعلي الرغم من تلك البداية الغريبة والمتواضعة لأحمد رمزي في عالم التمثيل . إلا أن علاقته بالفن توثقت بعد أن اكتشف أنه يملك موهبة في التمثيل بالإضافة إلي عدم حبه للدراسة .

وفي عام 1954 وأثناء وجوده بمحل جروبي بوسط القاهرة مع صديقه عمر الشريف التقي الاثنان بصديق لهما كان بصحبة المخرج الشاب في ذلك الوقت  يوسف شاهين . ليجلس الأربعة علي طاولة واحدة يتبادلون أطراف الحديث في كل شيء إلا أن عين يوسف شاهين السينمائية كانت تفحص الاثنين ليسألهما بين الحين والآخر سؤالا ليسعي من خلاله لاكتشاف كل منهما بعد أن لفت نظره تمتعهما بالوسامة التي كانت وقتها أحد أهم شروط الالتحاق بعالم السينما . وقد حدثهما شاهين في تلك الجلسة عن فيلمه الجديد الذي يزمع إخراجه وهو ( صراع في الوادي ) . وفي تلك اللحظة تمني رمزي أن يكون هو البطل الذي يبحث عنه شاهين وانتظر ذلك الحلم لعدة أيام . إلا أن المفاجأة غير المتوقعة له قد حدثت عندما علم أن شاهين اختار صديقه عمر الشريف ليقوم بدور البطولة لفيلمه . وقد شعر رمزي وقتها بفرحة ومرارة في نفس الوقت . فرحته لصديق عمره ومرارته لضياع الفرصة منه وسرعان مابارك لصديقه وهو يحبس دموعه في عينيه لكن رمزي لم ييأس وقد طلب من المخرج يوسف شاهين السماح له بمرافقتهم أثناء تصوير الفيلم ليعرف كل كبيرة وصغيرة في تكنيك العمل السينمائي وهو ماتم بالفعل حيث تعرف رمزي علي كل العاملين بالفيلم الذين منحوه كل أسرار المهنة ومايحدث خلف التصوير .

وبالفعل بدأ رمزي مشوار السينما مع المخرج حلمي حليم الذي قد شاهده مع صديقه عمر الشريف في أحد نوادي البلياردو ولفت نظره البنيان القوي الذي يتمتع به رمزي وأسلوب حديثه الشيق وخفة ظله . وبناء علي تلك الصفات قام المخرج حلمي حليم بترشيح رمزي للاشتراك في فيلم   ( أيامنا الحلوة ) مع صديقه عمر الشريف وسيدة الشاشة العربية  فاتن حمامة والمطرب المتألق  عبد الحليم حافظ . وهو الفيلم الوحيد الذي ظهر فيه رمزي باسمه الحقيقي . وقد حقق الفيلم وقت عرضه نجاحا كبيرا ليلفت رمزي إليه الأنظار بشدة وأثبت أنه يملك موهبة كبيرة بالإضافة إلي تلقائيته ووسامته والتي جعلته فتي أحلام الكثير من الفتيات وقتها . كما بات رمزي أحد مصادر الموضة للشباب حيث كانوا يقلدونه في تسريحة شعره وطريقة ارتدائه لملابسه حتي فتحة قميصه التي باتت مثار التعليقات إلي الحد الذي أطلق عليه المنتجون لقب ( الولد الشقي ) الذي بات هذا اللقب يسبق اسمه علي أفيشات أفلامه .

وكان لأول يوم تصوير قصة مثيرة فقد كنت قد قضيت يومين قبل ذلك أضع الماكياج وأنتظر في (البلاتوه) ثماني ساعات ثم أعود إلي البيت دون أن أفعل شيئاً ، وفي اليوم الثالث خرج الجميع من البلاتوه بعد أن أدوا أدوارهم وبقيت أنا وزينات صدقي وعرفت (زينات) أن هذه هي المرة الأولي التي أقف فيها أمام الكاميرا فراحت تطمئنني وتشرح لي المواقف وكيف تؤدي بصورة طبيعية لأن المتفرج يحب الطبيعة في كل شيء ، وكان درس عدم التكلف هو سر نجاحي فإذا كنت أذكر لحلمي حليم فضل أنه أعطاني أول فرصة فإنني لا أنسي للفنانة العظيمة زينات صدقي رحمها الله أنها صاحبة فضل عليّ في أول يوم وقفت فيه أمام الكاميرا.

وقد قدمت أكثر من مائة فيلم خلال عشرين عاما فقط واعتزلت بعد فيلم "الأبطال " مع فريد شوقي وكل أعمالي أعتز بها ولست نادماً علي أي عمل سوي أعمال قليلة قدمتها بهدف المجاملة ، إلا أنني حتي اليوم ما زلت أعشق مشاهدة أجمل أفلامي مثل (صراع في الميناء) مع فاتن حمامة وعمر الشريف وكذلك فيلم (لن أعترف) مع فاتن وأحمد مظهر و(أيام وليالي) مع عبد الحليم و(الأخ الكبير) مع فريد شوقي وهند رستم و(الأشقياء الثلاثة) مع سعاد حسني وشكري سرحان وسواها من الأفلام الجميلة الشهيرة"

اعتزال

واعتزل أحمد رمزي و تفرغ  لمشروع تجاري ضخم اعتمد علي بناء السفن وبيعها وهو المشروع الذي استمر يعمل به طيلة مرحلة الثمانينات وحتي بداية التسعينات حين اندلعت حرب الخليج وتأثرت تجارة رمزي إلي الحد الذي بات فيه مديونا للبنوك بمبالغ ضخمة تم بمقتضاها الحجز علي ممتلكاته حتي شقة زوجته التي كان يقيم فيها في حي الزمالك وسيارته الجاجوار الحمراء المفضلة لديه وقد ساءت الأمور علي الرغم من محاولاته لسداد تلك الديون إلا أن الفوائد المركبة علي أصول الديون كانت كبيرة .

وإزاء هذه الأزمة وأمام حنينه للقاء جمهوره اضطر رمزي إلي العودة إلي التمثيل مرة أخري من خلال عدة أعمال بدأها بفيلم ( قط الصحراء ) مع الفنانة  نيللي ويوسف منصور ، ثم فيلم  (الوردة الحمراء ) مع الفنانة يسرا ومصطفي فهمي ، ثم جاء اشتراكه مع سيدة الشاشة العربية مرة ثانية في مسلسلها الناجح ( وجه القمر ) ليغيب فترة أخري ويقضي معظم أوقاته مع أصدقائه وأحفاده وممارسة هواياته .

وفي عام 2006  يعود رمزي مرة جديدة ليقف أمام صديق عمره الفنان عمر الشريف ليجسد دورا صغيرا في مسلسل ( حنين وحنان ) والذي عرض علي شاشات الفضائيات العربية في شهر رمضان . ورغم قصر مساحة دوره إلا أنه منح المشاهد الفرصة للقائه وتذكر أعماله بعد أن تركت السنون أثرها عليه .

واشتهر رمزي بملامح المغامرين التي تقترب في بعض الأحيان من حد التهور، ووسامته الجميلة ، وموهبته التي تقفز آثارها من قسمات وجهه . فقد عشق الفن قبل أن يعرف بإمكانياته الفنية . وارتضي بأن يبدأ طريقه من الصفر وأن يعمل كعامل في الاستديوهات وهو ابن الأكابر الذي كان والده يسعي ليورثه مهنة الطب

وكان الزواج الأول لرمزي من السيدة عطية الله الدرمللي أنجب منها ابنته الأولي (باكينام) ولكن سرعان ما دبت الخلافات التي أدت إلي الانفصال في نهاية المطاف  وتزوج من نجوي فؤاد وانفصل عنها بعد 20يوماً فقط أما آخر زيجاته فهي السيدة اليونانية (نيكولا) التي تعرف عليها عند حضورها مع والدها الذي مارس مهنة المحاماة لفترة في مصر وكذلك والدتها السيدة تريزا ألبرت دالذا ، وحدث تقارب شديد واتفاق كامل في وجهات النظر وأثمر الزواج عن ابنته(نائلة) التي تعمل حالياً محامية في لندن ولديها طفلان وقد أطلقت علي ابنها الأصغر نفس اسمه، وبعد مرور عامين علي إنجاب ( نائلة) أنجب ابنه الثاني (نواف) وهو مريض منذ عدة أعوام

فتي الأكشن

ولد أحمد السقا في1 مارس 1973وهو من عائلة فنية حيث إن والده هو المخرج صلاح السقا و جده عبده السروجي المغني. وقد درس في معهد الفنون المسرحية وهو متزوج ولديه ياسين ونادية وحمزة وكان والده الفنان والمخرج محمد صلاح الدين السقا مديرا لمسرح العرائس ، وأخرج مسرحيات منها " الليلة الكبيرة - حمار شهاب الدين -- صحصح لما تنجح ". وله تأثير كبير علي أحمد السقا كفنان وكإنسان وكما يظهر حب السقا الشديد وارتباطه بوالده كما يردد السقا دائما أنه يحترم العرائس وأنه تعلم الكثير منه.

شارك أحمد السقا في بداية مشواره الفني  بادوار صغيرة في مسرحية "خدلك قالب" التي كانت تعرض في مسرح الشباب بالقطاع العام ومسرحية "غلط في غلط" ومسرحية "النهاردة آخر جنان" مع نجم الكوميديا محمد رضا ، ومسرحية فيما يبدو سرقوا عبدو واكتشفه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وقدمه للمخرج محمد فاضل وأشركه في مسلسل النوة عندما شاهده في مسرحية خدلك قالب وشارك السقا في بطولة عدة مسرحيات بعد ذلك هي عفروتو وألاباندا وكده أوكيه و له أدوار صغيرة في عدة أفلام هي " ليلة ساخنة" مع النجم نور الشريف  "أيام السادات" مع النجم الراحل أحمد زكي وأيضا دور في مسلسل المتوحشة مع النجمة آثار الحكيم وبطولة سهرة »جواز علي ورق سوليفان« ودور في المسلسل الشهير هوانم جاردن سيتي مع كوكبة من ألمع النجوم والمشاهير.

ودور في مسلسل ألف ليلة وليلة كان دور جن اسمه بحبوك ودور في فيلم هارمونيكا وضيف شرف في مسلسل لقاء علي الهواء مع النجمة يسرا ودور وضيف شرف في فيلم رشة جريئة وتكلم بصوته في بداية فيلم سنة أولي نصب وضيف شرف في فيلم حمادة يلعب وهوعاشق للخيل ويحبه كثيرا ويهتم به كثيرا ويحب كرة القدم وفي بعض الأوقات الغناء وأيضا السفر والرماية والجري علي الشاطئ.
أحمد السقا تزوج عام
1999 من مها ابنة الماكيير الكبير محمد الصغير وأنجب منها ياسين ونادية وحمزة.

آخر ساعة المصرية في

29/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)