حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن مشكلة الدراما الشامية في التقليد ومحاولة الاستفادة من نجاحات «باب الحارة»

فاديا خطاب: الشللية موجودة منذ سنوات طويلة ولكنها أصبحت علنية حاليا

هشام عدرة

انطلقت تجربتها الفنية قبل نحو ربع قرن من خلال تجسيدها للعديد من الشخصيات التاريخية والمعاصرة في أعمال درامية متنوعة، حيث كانت موجودة في الأعمال التلفزيونية السورية منذ بدء مشوار هذه الأعمال بداية ثمانينات القرن العشرين الماضي، حيث شاركت في مسلسلات كثيرة ومنها حصاد السنين والأجنحة والخشخاش وحتى الأعمال الشامية ومنها حمام القيشاني والأعمال الجديدة ومنها تجسيدها شخصية الأم المنكوبة بأولادها المصابين بالإيدز وزوجها الذي تزوج عليها في مسلسل الخط الأحمر وفي مسلسلات اجتماعية أخرى جديدة مثل شركاء يتقاسمون الخراب وصور عائلية وغيرها. إنها الفنانة السورية فاديا خطاب، التي يتابعها مشاهدو الفضائيات حاليا في مسلسل جديد يحمل عنوان «على موج البحر»، حيث تجسد فيه شخصية سيدة منزل (أم يوسف) ويتوفى زوجها ليترك لها أولادا شبابا وصبايا وتتحمل مشكلاتهم وتعالجها خاصة وأن لديهم مشكلات أكثر من الأطفال فتتحمل المسؤولية بعد والدهم بجدارة، كما تابعها الجمهور في عدد من الأفلام التلفزيونية التي صورت مؤخرا وتقرأ حاليا عددا من النصوص التلفزيونية للموسم الدرامي القادم. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط» من دمشق تتحدث عن الكثير من القضايا الفنية، فإلى نص الحوار:

·         يلاحظ أنك مقلة في السنوات الأخيرة في حضورك بالأعمال السورية ما هي الأسباب؟

ـ منذ انطلاقتي مع التمثيل اعتمدت مبدأ الاختيار الدقيق وليس الكم فليس ضروري أن أتواجد بشكل دائم على الشاشة إذا لم أقدم عملا مهما وأنا انتقائية بشكل كبير في اختيار الدور.

·         ما هي خطوط فاديا خطاب التي تضعها أمام قبول أو رفض أي عمل تلفزيوني.

ـ ليس الموضوع خطوطا هنا، بل هناك عمل أتقبله نفسيا أو لا أتقبله فالمهم هنا أن يكون على مستوى عال بالجودة والتقنية نصا وإخراجا وإنتاجا وزملاء ممثلين وحتى الدور الذي سألعبه يجب أن يكون فيه الكثير من الصفات رفيعة المستوى ولا أقصد أن يقدم لي دور شخصية بورجوازية مثلا بل أن يكون رفيع المستوى من حيث الفكرة والمادة التي يطرحها، فالشخصية التي سأجسدها إذا لم تكن تهم الناس والمجتمع فأنا لست معه وأنا على أي حال موجودة إن ظهرت بشكل كثيف أو قليل على شاشة التلفزيون والحمد لله، فالله عز وجل أعطاني المكانة التي أستحقها والاسم الذي أعتز به واستطعت أن أحيك ولو قطعة نسيج براقة ضمن نسيج كبير وهو الفن على ساحة الوسط الفني، ولكن يبقى الاختيار والانتقاء هو الأهم عندي وبرأيي أنه كلما تقدم الفنان بالعمر فعليه أن يقدم أجود ما عنده وأجود ما كتب وقرأ.

·         هل موقفك هذا لأنك مرتاحة ماديا بعكس بعض الفنانات والفنانين السوريين من أبناء جيلك الفني؟

ـ لا ليس لأنني مرتاحة ماديا صرت أبحث في الانتقاء بل هذا موقفي منذ أعمالي الأولى وقبل أن أصل لمرحة الراحة المادية، ولو لم أفعل ذلك فلن أكون فاديا خطاب. ويعرفني الوسط الفني السوري أنني من أكثر الفنانات السوريات حرصا على انتقاء الدور وبعض المخرجين والمنتجين كانوا يقولون لي في البدايات، إنه عليك أن تقبلي بأي دور حتى تصبحين معروفة وتنتشرين في الساحة الفنية وكان ردي أنه أن أكون في عمل واحد هام يكفي أن أنتشر فنيا وأصبح معروفة وهذا فعلا ما حصل وتمكنت من تكوين شخصيتي الفنية.

·     كيف تنظرين لواقع دراما البيئة الشامية وهل عرض عليك المشاركة فيها بعد مشاركتك قبل سنوات في أجزاء مسلسل حمام القيشاني؟

ـ شاركت في عدد من الأعمال البيئية ومنها حمام القيشاني وأبو كامل وتمر حنة والخشخاش وهي من البيئة الشعبية الشامية ولكن كانت تصور في استوديوهات في حين خرجت الأعمال الشامية إلى الحارة والبيوت التقليدية، ولكن هناك بعض العمال الشامية مثل ليالي الصالحية والخوالي لم تأخذ شهرة باب الحارة ولا أدري أسباب ذلك وأعتبر مسلسل باب الحارة ظاهرة بكل معنى كلمة وراءها مخرج متميز وهو بسام الملا، وأنا أحب هذه الأعمال التراثية لأنها تهم مجتمعاتنا وتعرفنا على حياة أجدادنا ويهمني أن أكون أنا موجودة في مثل هذه الأعمال ولكن عندما انطلق مسلسل باب الحارة لم يعرض العمل فيه منذ جزئه الأول ولذلك صار له مجموعته الخاصة ولم يعد لي دور في ذلك وكذلك الحال في مسلسل بيت جدي. وأنا لن أطلب من أحد أن أشارك في هذه الأعمال، وإذا لم يعرض علي دور مهم فيها ومثلما أريده أنا شخصيا فلن أشارك في هذه الأعمال. والمشكلة في هذه الأعمال تكرار الممثل نفسه في معظم هذه المسلسلات حتى صار المتفرج وعندما يقلب قنوات تلفزيونه على هذه الأعمال يشعر وكأنه يشاهد باب الحارة مكررا فيها جميعا، وهذا يسئ لهذا النوع من الدراما ويضعها في دائرة الخطر من الانقراض، وأسأل هنا - وليس من أجلي - هل يا ترى لا يوجد سوى هذه الأسماء الفنية قادرة على تنفيذ وتجسيد شخصيات البيئة الشامية؟!. هناك الكثير من الممثلين الجديرين بالعمل في هذه الدراما وجالسين من دون عمل، فالأولى أن نشركهم فيها وحتى المتلقي لا يمل ويصبح لديه عمى ألوان، فأنا كفنانة أحيانا لا أميز عملا شاميا عن آخر عندما أقلب في القنوات التي تعرض هذه الأعمال باستثناء بسام الملا، لأنني أعرف مدرسته وكيف يخرج هذه المسلسلات. وعندما تألق مسلسل باب الحارة بدأ البعض يقلده ويحاول قطف نجاح بسام الملا وخطف الأضواء من هذا العمل ولكنهم وقعوا في مطب التكرار وكان عليهم أن يقدموا عملا يتميزون هم فيه ويخصهم وتظهر بصماتهم عليه، فالمنافسة الشريفة جيدة ومشروعة.

·         هل يعني ذلك أن مشكلة الشللية تلقي بظلالها حتى على أعمال البيئة الشامية؟

ـ الشللية موجودة منذ سنوات طويلة، ولكن كانت في السابق مخفية، أما حاليا فأصبحت علنية، ويبدو أنه مع تقدم العصر أصبح كل شيء يحصل على المكشوف؟! ولا يوجد أحد يحاسب، والشللية ليست موجودة فقط في الفن بل في كل مكان، وأنا لا أعتب على من يمارس الشللية بشكلها المنطقي، حيث هناك مخرجين يتاحون بالعمل مع ممثلين معينين وفعلا هؤلاء يريحون المخرجين فلماذا لا يعمل معهم دائما ويبقى الفن ساحة كبيرة وليعمل بها كل الممثلين حتى لا يظلم أحد منهم، وتبقى الشللية موجودة وأنا لست ضدها ولم أتأثر بها، لأن الفنان لا بد أن يأخذ حقه في يوم من الأيام، فالفنان الجيد سيطلبه معظم المخرجين وإذا كنت جديرة بدور ما فبالتأكيد سيعرض علي تمثيله مهما كانت الشللية موجودة.

·         ما رأيك بالدراما الخليجية التي صارت موجودة بقوة وتنافس الدراما السورية والمصرية؟

ـ التنافس الشريف جميل وظاهرة صحيحة وصحية وشيء جيد أن تكون في الخليج صناعة فنية يظهرون من خلالها وبرأيي أن كل دراما تبيع منتوجها والأفضل هو الأبقى وأنا أتابع الدراما الخليجية وأقول بصدق إن فيها شيئا جميلا، وتطرح فيها مواضيع ومواقع جميلة وهناك إخراج جيد وهي تتطور باستمرار وأنا أعشق اللهجة الخليجية وأحب سماع أصواتهم وغنائهم وخاصة المطربة أحلام، ومحمد عبدو، وراشد الماجد، ومحمد المازم، الذي توقف للأسف عن الغناء، وأحب البيئة الخليجية جدا ولديهم تعابير جميلة، لكن لي ملاحظة صغيرة وهي أن لا تكثر الممثلات الشابات في هذه الأعمال من الماكياج ومواد التجميل وليس بالضرورة أن الإكثار من هذه الأشياء تعطي الممثلات شكلا جميلا فالإناء ينضح بما فيه. والمبالغة تضر ولا تنفع، وكما يقال الزائد أخو الناقص، وأنا لست ضد التجميل إذا كان بهدف إخفاء عيبا معينا لسبب حادث أو غيره، وأنا ضد تغيير الشكل الذي وهبنا إياه الله عز وجل. وأتمنى التوفيق للقائمين على الدراما الخليجية وأرفع لكل ناجح القبعة.

·         هل عرض عليك العمل في الدراما المصرية؟

ـ عرض قبل عشر سنوات، ولكن اعتذرت لأنني أعتقد أنه علي أن أتواجد في الدراما السورية، وأن ينجح العمل هنا قبل أن ينجح العمل الذي سأشارك فيه في مصر، وحاليا لم يعرض علي أحد المشاركة مع أن لي أصدقاء مخرجين ومنتجين مصريين، ولكن يعرفون موقفي في هذا المجال، ولذلك لم يعرضوا علي، ومرة عرض علي قبل خمس سنوات الصديق الكاتب السيناريست المصري أسامة أنور عكاشة، العمل في مسلسل له، ولكني اعتذرت وطوي الموضوع حيث كان لدي أعمال كثيرة في سورية وأنا لست ضد المشاركة وتجربة الفنانين السوريين حاليا مع الدراما المصرية جيدة، وقدموا أشياء جميلة وأشجعهم وأفتخر بهم.

·         هل تشاهدين الدراما المدبلجة؟

ـ لا أشاهدها كثيرا لأنني اعتبرها مضيعة للوقت، ولكن في كل دول العالم الدبلجة موجودة، وقبل فترة كنت في فرنسا وشاهدت أن كل الأفلام والمسلسلات والبرامج الأجنبية هناك مدبلجة للفرنسية، فلماذا نحن لا نتقبلها ولماذا لا يدبلجون في أميركا وفرنسا وتركيا أعمالنا العربية للغاتهم كما نفعل نحن العرب؟ أما لماذا كل هذه الجماهيرية التي حققتها هذه الأعمال فبرأيي لأن الناس هنا يبحثون عن التفاصيل ويبتعدون عن المضمون، أتساءل ماذا استفدنا من مسلسل مهند ونور مثلا وأن زوجا يحب زوجته بهذه الطريقة كل العمر، هذا أمر لا يصدق لأن الحب قابل للتبدل مع العمر والظروف وتبقى هذه الأعمال طفرة وموجة وموضة والإنتاج التركي برأيي جعبة خاوية وهي ليست دراما بل فيلم وثائقي يرينا ماذا يحصل مع هؤلاء الأشخاص طيلة يوم كامل.

·         هناك من يقول، إن الفنان السوري النجم مظلوم إذا ما قورن بالنجم المصري ما رأيك بذلك؟

ـ مصر أم الفنون، وأحيي القائمين على الدراما هناك، وهم يعرفون كيف يظهرون نجومهم والتركيز عليهم وجعلهم دائما في دائرة الضوء، ولعبة صناعة النجم قضية كبيرة، والمصريون يعرفونها منذ زمن بعيد، حيث هناك للنجم لبيس وكوافير خاص به ومدير أعمال وله استراحة لوحده في المكان الذي يصور فيه المسلسل كما هو الحال في الغرب، بينما نحن لا يوجد عندنا مثل هذه الأمور. وحاليا فقط صار يوضع الممثل في دائرة الضوء ويمكن أن تتحقق لنا بعض هذه الأمور بعد سنوات كما في مصر.

·         هل لديك أحد من أولادك يعمل بالفن أيضا؟

ـ لدي بنت وحيدة فقط، ولم ترغب بالعمل في الفن بل اختارت أن تكون مذيعة تلفزيونية، وإذا رغبت فلا مانع لدي أن تعمل بالفن ولن أمنعها لأنني كنت منعت نفسي عن العمل في التمثيل.

·         هل لديك مشروع فني خاص؟

ـ نعم فأنا أعمل على مشروع إنتاجي سيظهر قريبا في العام المقبل 2010، حيث أختار حاليا مجموعة العمل التي ستكون معي وسأكون لجانب زملائي الممثلين وخاصة المظلومين منهم ماديا ومعنويا وليس لجانب رأس المال، وسأقدم إن شاء الله أعمالا لم تقدم من قبل ولم تطرح في الدراما السورية، فأنا أحب التجديد في الدراما وبحيث تبنى شركة الإنتاج لدي على أساس راق مستوى عال.

الشرق الأوسط في

25/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)