حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما الإماراتية بدأت الطريق

طارق الشناوي

«دبي» هذه المدينة الصغيرة حجماً هي مدينة المائة لغة.. صحيح أن الكل فيها يتحدث الإنجليزية علي طريقته وكما قال لي الفنان الفلسطيني الشهير «محمد بكري» إن هناك لهجات إنجليزية فلسطينية وأخري إنجليزية مصرية وثالثة تونسية ورابعة هندية وصينية وكشميرية إلا أنك أثناء سيرك في الشارع أو تجوالك بأحد المولات أو ذهابك إلي دار العرض سوف تلتقط أذنك كل تلك اللغات ناهيك عن عدد لا يحصي من اللهجات ورغم ذلك فإن هناك قدراً ملحوظاً جداً في التسامح بين كل هذه اللهجات والتي في النهاية تعكس أيضاً تسامحاً في الثقافات.. ربما تلحظ شيئاً من هذا في الفيلم الروائي الطويل «دار الحي» للمخرج «علي مصطفي» الفيلم ليس هو الأول في مسار السينما الإماراتية في مجال الفيلم الروائي الطويل ولكن من الواضح أن كل ما سبق «دار الحي» اعتبر بمثابة إرهاصات لصناعة فيلم إماراتي طويل ولأول مرة يفتتح قسماً مهماًَ بالمهرجان وعنوانه «ليالي عربية» بفيلم إماراتي وهو أحد الأقسام الرئيسية بمهرجان «دبي».. يطرح الفيلم كل الشخصيات التي تتعامل داخل الإمارات مع الأمريكي والأوروبي والهندي والصيني والكشميري ولا ينسي الفروق الثقافية بين ما كان يعرف فيما مضي بأوروبا الشرقية وأوروبا الغربية.. مع إلقاء الضوء بالطبع علي المدينة بكل أطيافها.

لأول مرة تختلف الصورة النمطية التي يراها أي زائر للوهلة الأولي حيث نعتقد أن «دبي» هي مدينة الأبراج العالية والبنايات الضخمة اللامعة وكأنها المدينة التي أحالت الأحلام المستحيلة إلي واقع ونكتشف بجوار هذه الأحلام الأسطورية كيف يعيش المغترب الهندي مثلاً والذي نراه وهو في منزل متواضع مع أفراد الحي المتعاونين معه الذين يعتبرونه المعبر عنهم.. يريد أن يعيش حياة كريمة يحلم بضربة الحظ التي تحيله من مجرد سائق عربة إلي نجم هندي شهير فهو لديه الحضور والوسامة ولكن الأقدار تحول دون تحقيق ذلك حيث يجد نفسه في لمحة قدرية وقد أصيب في وجهه رأسماله في تحقيق حلمه بالثراء.. الوجه الآخر لتلك المدينة نراه أيضاً في العلاقات بين أفراد المجتمع الإماراتيين والأجانب بل العلاقة العاطفية بين الأجانب بعضهم البعض بين نظرة تعتقد أن القوة هي التي تسيطر وتسود وأخري تري أنها المبادئ.. حتي العلاقات الموازية بين الأجانب والتي نري فيها اختلاف المشاعر وتباينها وتأتي اللقطة الأخيرة لنري أبراج المباني الضخمة والبيوت الصغيرة التي تطل أيضاً علي الكادر في تساؤل حول الجدوي من كل ذلك.. فيلم استطاع مخرجه «علي مصطفي» أن يمنحه نبضاً سينمائياً بلغة عصرية.. بجرأة اجتماعية لم تألفها كثيراً السينما الإماراتية ثم بلغة سينمائية لمخرج يمتلك مفرداته الإبداعية وأنتظر منه الكثير ويبدأ من بعده المسار الحقيقي للسينما الروائية الإماراتية الطويلة!!

الدستور المصرية في

20/12/2009

 

ليتهم يعرفون الدرس

طارق الشناوي 

أعاد عدد من نجومنا الجوائز التي حصلوا عليها من المهرجانات الجزائرية السينمائية إلي سفارة الجزائر بالقاهرة، وذلك في لحظة هيستيرية انتابت يسرا وأحمد السقا وشريف منير، حيث اعتقد الثلاثة أن هذا هو أبلغ رد علي ما حدث من مشادات في «أم درمان»، وكان المتوقع أن آخر المكرمين الجزائريين بمهرجان القاهرة الدولي السينمائي المخرج أحمد راشدي، سوف يعيد هو الآخر التكريم الذي حصل عليه إلي سفارة مصر بالجزائر لكن المخرج الكبير لم يفعلها، وطالبته بعض الصحف الجزائرية بذلك، إلا أنه قال هذا تكريم من مصر ولن أشارك في تلك المعارك الوهمية.

التقيت أحمد راشدي في مهرجان «دبي»، حيث تم اختياره رئيساً للجنة التحكيم، قال لي مصر لها مكانة في قلبي وعندما تكرمني عن إنجازاتي فلا يعقل أن «أرد علي التكريم بإهانة التكريم، والبلد الذي منحني تلك الشهادة له في قلب كل جزائري مساحة من الحب.. انتهت كلمات أحمد راشدي ويبقي أن أقول كم تمنيت أن يعرف هؤلاء الفنانون الغاضبون أنهم لعبوا في تلك الأزمة دورا لا يليق بهم، وصار عليهم الآن أن يصلحوا ما أفسدوه، حيث لم يدركوا الفارق بين الفنان ورجل السياسة في لحظة اعتقدوا فيها أن الدولة كنظام سياسي من الممكن استراتيجياً أن تتبني هذا الاتجاه العشوائي وهو مقاطعة كل ما هو جزائري، ثم اكتشفوا أن الهجمة الإعلامية الشرسة والتي استخدم فيها أردأ النعوت والألفاظ عبرت عن انفلات لحظي تورط فيه كبار المسئولين في ماسبيرو، حيث لم يدرك أي منهم أن هذا لا يعبر عن رأي النظام والدولة، ربما في البداية لم تسارع بإيقاف هذا العبث الإعلامي، إلا أن ذلك لا يعني أن استمراره هو الاختيار الأمثل.

ستظل الأسباب غير المعلنة في غضبة النجوم المصريين هي الجديرة بأن نتوقف عندها فلن يذكر أحد منهم في رهانهم علي الدولة أن الذي يدفعهم إلي التدني ليس فقط وجهة نظرها ولكن ما يعتقدون أنها مؤشرات لتلك الرؤية، ولهذا يزايدون في توصيل رسائل للسلطة تؤكد أنهم علي الخط، ولا أجد أي تفسير آخر لتلك الوجوه الغاضبة التي رأيناها في كل أجهزة الإعلام لنجوم اعتقدوا أن مصر سوف تدخل معركة عسكرية وشيكة وأن عليهم تأكيد الولاء في تلك اللحظة المصيرية.

هل يتعلم نجومنا الكبار الدرس ولا يخلطون ما بين الفن وأشياء أخري؟ هل يدركون أن وقفتهم الاحتجاجية تحت سفح الهرم تحولت إلي نكتة؟.. هل يعرفون أن البعض ممن وقف معهم الآن يتنكر لكل ذلك، وأحد هؤلاء النجوم الغاضبين أخذ يعدد معي مواقف الجزائريين، بل أشاد بالمخرج أحمد راشدي، وكيف أنه كثيراً ما دافع عن السينما المصرية في المهرجانات السينمائية التي كان يشارك فيها.

ليتهم يعرفون الدرس ويسألون لماذا لم يستجب أحمد راشدي للضغوط وقرر أن يحتفظ بجائزة تكريم مهرجان القاهرة الدولي السينمائي .. قائلاً للجميع إنها جائزة من مصر.. ليتهم؟!

بكل ما أوتيت بعنف وغضب للسفارة الجزائرية بالقاهرة ليتهم يعرفون الدرس وسألون لماذا لم يستجب أحمد راشدي للضغوط وقرر أن يحتفظ بجائزة تكريم مهرجان القاهرة الدولي السينمائي قائلاً للجميع إنها جائزة من مصر.. ليتهم!

الدستور المصرية في

19/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)