حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عصر مردوك

ابراهيم العريس 

لسنا ندري ما اذا كان الخبر، المعلن رسمياً الآن، مفرحاً أم مثيراً للغضب، أو للحزن على الأقل... لكنه، في الأحوال كافة، خبر يمكن التوقف عنده... ولا شك في ان سجالات كثيرة ستدور في صدده، وحبراً كثيراً سيسيل من حوله. والخبر، في حقيقة الأمر، خبران في واحد: فمن ناحية أعلن في شكل واضح ان قناة روتانا، وتوابعها، ستدخل في ما يشبه الشراكة مع استوديوات ديزني والقنوات التلفزيونية المتحدرة منها، ومن ناحية ثانية بات مؤكداً، من دون لبس أو مواربة، أن هذه الشراكة نفسها ترتبط مع قنوات «فوكس» بالتالي مع امبراطور الإعلام مردوك. ومن كل هذا الخليط، واضح ان ما يهمنا هنا، وما يمكن التوقف عنده، هو هذا الجانب الأخير: السيد مردوك. ذلك ان دخوله على خط الإعلام العربي، من خلال روتانا، على هذه الشاكلة، وبفصاحة تفوق كل الأخبار والهمسات السابقة، يجعلنا نفترض ان جزءاً اساسياً وناجحاً الى حد ما، من الإعلام العربي دخل، رسمياً، عصر مردوك. ذلك ان اي شراكة مع هذا الشخص/ المؤسسة، لا تعني ابداً ان شركاءه هم الذين يستوعبونه ويضمونه إليهم، بل تعني، في كل بساطة، انه هو الذي يستوعب وهو الذي يضم. وأي كلام غير هذا سيكون ساذجاً وخارج النقاش.

يقيناً ان من الصعب، وسط الأزمات المالية والإعلامية والإعلانية الخانقة، لوم مؤسسة تسعى للحفاظ على نفسها وهي اصلاً تعيش وسط عواصف متشابكة، مثل «روتانا»، إن هي سعت الى إنقاذ نفسها بطريقة أو بأخرى، غير ان للأمر وجهاً آخر، لا شك يعرف الكثر، وهو ان السيد مردوك وإعلامه، من «فوكس» الى «الديلي تلغراف» - التي لسنا نعرف تماماً ما اذا كانت مملوكة له، أو انه تخلص منها إذ ازدادت خسائرها كما يفعل عادة وهو الخبير في الأسواق والأموال والعواصف -، مرتبطان ولو بأشكال مواربة، بالإعلام المسمى عندنا «صهيونياً»، أي الإعلام المدافع في كل حين عن اليمين الحاكم في اسرائيل، يبرر لها افعالها كلها، بما في ذلك جرائمها. ونعرف في هذا الصدد ان «فوكس» وغيرها كانت من اشد المبررين للحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد غزة. بل نقول ان إعلام «فوكس» ومردوك، لا يفرق حتى بين متطرفين فلسطينيين «يفتعلون المشاكل»، وبين فلسطينيين معتدلين يحاولون الإبقاء - قدر المستطاع - على صورة للفلسطيني تضمن له احترام العالم وتأييده.

والسؤال الآن: حتى إذا كانت الشراكة العربية المعلنة، رسمياً، مع مردوك و«فوكس» ستحضر في المجالات الفنية والترفيهية، أفلن يكون هذا بداية مؤكدة لخطوات لاحقة، تساهم أكثر وأكثر في إدخال الإعلام العربي «عصر مردوك» في شكل اكثر خبثاً ووضوحاً... حتى في السياسة؟

الحياة اللندنية في

18/12/2009

 

«لاعبا الشطرنج» لساتياجيت راي:

القصر يلهو والانكليز يزحفون 

هو حدث من الندرة بحيث يستحق التوقف عنده. إذ ليس من المألوف عادة، أن تعرض احدى الشاشات الصغيرة المنتشرة في كل أنحاء العالم والتي بات بثها يصل الى كل مكان وأي مكان، فيلماً فنياً من النوع الصعب، ويعتبر من كلاسيكيات السينما الحقيقية مثل ذاك الذي تعرضه قناة «سيتي سينما كلاسيك» الفرنسية، والذي يحمل توقيع أحد عمالقة الفن السابع في تاريخ هذا الفن: الفيلم هو «لاعبا الشطرنج» من اخراج السينمائي الهندي الراحل ساتياجيت راي. بل إن المحطة التي تعرضه تعرفه في بياناتها بأنه «حكاية فلسفية» ما يزيد من الدهشة أمام عرضه. هذا الفيلم حققه راي في عام 1977، ليكون واحداً من أول أفلامه بالألوان، وليكون أيضاً، في مناخه، إن لم يكن في موضوعه، فيلماً ضخماً... لكنه أتى أيضاً فيلماً سياسياً بامتياز وأمثولة، في فن الحكم وانهيار الدول، جديرة بأن يشاهدها كل حاكم عربي. أما الموضوع فبسيط للغاية: انه عن سيدين من سادة ولاية مسلمة في الهند يمضيان وقتهما وهما يلعبان الشطرنج ويتحمسان في اللعب، الى درجة تعميهما عما يدور في العالم من حولهما. وما يدور في العالم - في حقيقة الأمر - انما هو انهيار عالميهما: داخلياً من خلال فتن وخيانات وصعوبات عائلية، ومن الخارج من خلال القوات الزاحفة تحت إمرة شركة الهند الشرقية الانكليزية. انه الزحف الذي سيسقط الولاية كلها في أيدي الاستعمار الانكليزي، ليصبح السياسيان، مجرد دمى في يدي لندن وضباطها. كل هذا ولعبة الشطرنج مستمرة الى ما لا نهاية.

زمن أحداث الفيلم هو طبعاً القرن قبل الفائت، يوم كان الحكام مطلقين والجشع الانكليزي لا يحد... ومناورات القصور ومؤامراتها، أموراً رائجة. وعلى هذه الخلفية إذاً، حقق راي هذا الفيلم الذي تشارك في بطولته سانجيف خان وأمجد خان، وشهد بدايات شعبانة عزمي، وحضوراً لافتاً للممثل والمخرج (لاحقاً) ريتشارد انتبورو. ولقد أمن كل هذا لسانياجيت راي وفيلمه نجاحاً مدهشاً، نقدياً وخارج الهند على الأقل، لكنه - طبعاً - لم يؤمن له، مثلاً، امكانية أن يعرض على قنوات مثل «زي أفلام»...

الحياة اللندنية في

18/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)