حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم the troman shaw عرض ترومان..

الانــســـان اثــنـــاء عــرضـــه لـمــأســـاتــه

صباح محسن

مهمة المخرج بيتر واير لم تكن بالسهولة المتوقعة للكثيرين، خاصة النقاد منهم، اذ تكمن الصعوبة في تقديم عرض مزدوج، القصة المكتوبة للسينما، بطريقة السيناريو المكتوب بشكل استعراضي متداخل بطريقة التمثيل الضمني، او الاعلان عن فكرة ان الذي يجري هو مجرد تمثيل للاحداث وليس الاحداث ممثلة!

كما هو وارد في طروحات المسرح الملحمي عند بريشت، والاعلان للمتلقي ومن خلال تداخل الممثل مع الجمهور وفي حالة جلوسه معهم، ومن ثم القيام بأداء دوره، ليقوم باشعارهم بأنه يقدم وظيفة تمثيله لحدث، وهذا ما اشتغل عليه السيناريست اندرو نيكول، ليقدم اشتغالاته لما تؤول إليه أحداث الفيلم في مستوياته النصية، مع عدم نسيانه مجريات الاحداث بصريا، وكان المخرج بيتر واير قد حسم امر الاختيار فيما يتعلق بالممثلين وامكنة التصوير ومناخ الاحداث الذي يوحي بفترة الخمسينيات من خلال الازياء والمركبات وبعض التفاصيل الدقيقة والتي لها علاقة مباشرة بأحداث وتطورات الفيلم. ان استمالة الاحداث لفكرة العرض، لحركة ابطال الفيلم او البطل الرئيس، كانت كلها تشير الى ان هناك قبضة فنية عالية في ادارة الاحداث ومن ثم ربطها في الحدث والزمن الرئيسيين ضمن المتوالية المتسارعة للكشف عن مكنونات البطل والتسلل البطيء الى قناعاته من خلال الاشارات التي قدمتها له احدى المعجبات والمثابرات على متابعة حياته صوريا، وبداية دخوله منطقة الشك الذي بدأ من خلاله شعوره بعدم حقيقة كل ما يجري له. الثيمة التي اشتغل عليها المخرج، اعطت انطباعا اوليا بأن الذي يجري من احداث وتسلسل درامي محبوك انما هو استدراج للمتلقي ومحاولة ضمه الى جموع المشاهدين او المتابعين لقصة ترومان منذ كان جنينا داخل بطن امه الى حين وصوله سن الثلاثين. وليؤكد ذلك المخرج فقد اضاف المتعة وليدخلنا اللعبة والشد في تلك الثيمة والتي بنيت على نص مكتوب بإتقان. ان العرض المقدم هو ملهاة انسانية يغلفها حس الكوميديا السوداء متكئا من خلال ذلك على تطور الحدث المرافق لحياة ترومان والذي ظل طوال احداث الفيلم الحكاية الأولى له، وثم ربط كل التشكيلات الاخرى بدءا من متابعي حياة ترومان في المطاعم والمقاهي والشوارع وحتى الذي يجلس في الحمام يتابع تلك الاحداث من خلال شاشة تم ربطها بقاعدة تحكم تملك المئات من الكاميرات المزروعة في كل مكان في المدينة الافتراضية التي جرت عليها احداث حياة ترومان. كان المخرج متفهما لعملية التخطيط المتقن التي وردت في اوراق السيناريو، وهي مزيج من عرض لحياة انسان من نشأته حتى تمرده بإسلوب العرض المعلن والذي يوحي من تقديمه لنماذجه انما هو عمل وحدث قد تم الاتفاق عليه مسبقا، وحتى لا يضع المخرج المتلقي في حيرة مما يجري، تقرب كثيرا من مسألة ان الاحداث مبتدعة ولا تخلو من فنطازيا بصرية وطروحات فكرية قد تحيل المتلقي الى البحث عن اشارات ودلالات تفضح المرامي التي ينشدها الفيلم، خاصة حين يكون الانسان اقرب الى فأر تجارب، ومتسودع لتدوين ماتراه المؤسسة المسؤولة عن نشأته وتنميته وحتى انفاسه، وماهو مناسب لها لتمرير ماتوّد تمريره لتحصين طروحاتها بإطار انساني حتى تتمكن من الاستيلاء على الاخر ومحاولة صنع نموذج مسخ لتداوله كأي سلعة في الاسواق العادية. الاختيار الرائع لمكان التصوير، كان هدفا جماليا ناقدا، اذ كانت المدينة المفترضة والتي يطلق عليها اسم سيهافين، مدينة توحي بالعزلة والانطواء تنتهي عند تخوم البحر وتنتهي من جانبها الاخر بالغابة، نظيفة وهادئة جدا، لايبدو عليها وانت تراها من مكان عال بأنها مأهولة، تعطي انطباعا بأنها مدينة فاضلة تم تعميمها وفق هذا المبدأ، الاشخاص فيها يتحركون بالاشارة والتوجيه وكأنهم خلقوا ليكونوا الصورة المتطابقة لترومان او يشكلون جزءاً مهما من وجوده البصري، وليتأكد بأنه وسط مجتمع تم تقنينه ليكون مكملا لكل تحركاته. مدينة تحركها حياة ترومان، من خلال كاميرات مزروعة في كل مكان تفتقر للروح، ليس فيها معالم توحي بأنها بشرية، هي مدينة ملفقة اقترحها مبتكرها لتكون حدثا اعلاميا يستمتع به الجمهور على مدار مساحاتها التي تغطي نصف الكرة الارضية، والذين يسكنونها مجرد ممثلين يؤدون ادوارا ممسوخة وتقليدية ليكونوا جزءاً من الصورة العامة لترومان. التقاطعات، المساحات، اشارات الضوء المصنعة للمرور، الحدائق ، البيوت، الشوارع الصغيرة والمتقطعة، حالات الدخول والخروج، المكتبة التي تبتاع ترومان صحيفته ومجلته، الكلب الذي يشاكسه وهو صاحبه المسن، البحر، والزورق الذي يحاول من خلاله الهروب، واصطناع العاصفة، واصطدامه بجدار مرسوم بعناية يمثل المدى البعيد لحلم ترومان يظهر فيما بعد وهو يتحسسه بكفه مجرد ديكور لسماء مفتوحة لكنها مرسومة بعناية، الامن سلم على شكل هرم يتسلقه بحذر لينتهي بباب مظلم على الخارج وكأنه يوحي بنهاية سوداء مبتورة لا تفضي الى شيء. ان صناعة الحياة وفق معايير بشرية، لا تخلو من صفة الاحتكار والاستغلال هي محاولة بشعة لطمس معالم الانسان من حيث نشأته الحرة والتي لاتحتاج الى مكملات لتبدو اكثر حيوية، وولوج هذا الامر بات من الصعوبة ان يرتهن الانسان او يخضع لفلتر المؤسسة او المنظمة او اي كائن احتكاري، لان انكسار الانسان في بدايته او نهايته انما هو الغاء كامل للجنس البشري، ومحاولة خلق نموذج هجين لا يقوى على مواجهة الحياة بمفرده، على هذا اشتغل كاتب السيناريو والمخرج، لفك تلك الشيفرات الخاصة بتطور حياة ترومان من خلال الوقائع التي مر بها حتى محاولة خلاصه المدججة بالحذر وعدم التصديق باسلوب اعلاني عن عدم قدرته لتجاوز تلك المحنة اي محنة الخلاص. ان متابعة نشأة جنين من داخل امه صوريا، حتى ولادته قبل اسبوعين من موعده، الى ان يصل فتى يافعا والظروف التي تمر عليه ومحاولة غسل دماغه واحالته الى مايشبه الآلة تتحرك بأوامر، امر ليس بالغريب على طروحات المؤسسات والمجتمعات الرأسمالية التي تحاول ان تخضع الانسان لمتوالية تفكيرها وعدم السماح له بأن يتمرد او يتجاوز تلك الحدود المرسومة له وفق برامج ونظريات اعدت سلفا له. ان اليقين الكامن في لا وعي الانسان هو الشرارة الاولى لمرحلة الرفض، وعدم القبول بواقع مصطنع وملفق وافتراضي. نجح المخرج في التعامل مع مساحة المكان بصريا، اذ حرك كاميراته بفطنة ودقة، حيث استوعب مدينة كاملة تتحدث عن رجل من خلال مراقبة بالتلفزيون او عبر شاشات مخصصة لهذا الغرض. وقد ابدع كثيرا في المشاهد التي توحي بوجود كاميرات مزروعة قرب مقود السيارة، وداخل المركب وسط البحر، وداخل غرف النوم وفي البار والمقهى والساحات العامة والشوارع الصغيرة وغير المتقطعة، كل ذلك قد تم تنفيذه بحرفية عالية وتقنية سينمائية مبهرة في اختيار الديكورات واستبدالها للتأكيد على ان المكان هو بطبيعته صمم ليكون حدثا دراميا اعلاميا واعلانيا وباستمرار من الاجواق المكملة للاحداث الى السيارات وحتى حلمه في السفر الى مدينة فيجي. نجح المخرج بالتعامل مع نجوم كبار من امثال ادهاريس بدور كرسوف مبتكر برنامج عرض ترومان التلفزيوني والذي تبث من خلاله المتعة والارباح المالية في زج موقع للتصوير مرتبط بكل كاميرات المدينة وعبر القمر الاصطناعي، وقد نجح ادهاريس في اداء دور الاحتكاري المجرد من الانسانية، خاصة في المشهد الذي يقف فيه امام شاشة عملاقة وهي تظهر ترومان وهو نائم وبشكل (كلوز) على وجهه فقط. ويقوم كرسوف بوضع يده على وجهه وليداعب انف ترومان بإصبعه وكأنه حصان حتى يوحي بترويضه!. كان الاعتماد كليا على النجم جيم كاري في ادارة اغلب مشاهد الفيلم حيث اخذ حصة الاسد وقد استغل المخرج ذلك خاصة وان جيم كيري معروف بتحكمه بحركات وجهه وسهولة تحريك جسده في كل الاتجاهات بشكل سلس ومقنع. وكانت لورا لينني متميزة بأداء دورها لتقنع المتلقي بتعددية ادائها خاصة وانها تعلم الحكاية وان مجرد وجودها هو لاكمال المشهد وقد نجحت في اداء دور الزوجة العالمة بظروف زوجها.وقد تألقت النجمة ناتاشا مسيلهون في اداء دور المعجبة والحريصة انسانيا على حياة ترومان من خلال محاولة الاعلان له عن كونه مجرد لعبة وان كل ما موجود هو كذب ومصطنع.كان الكادر المكمل لاحداث الفيلم من الكومبارس رائعا ومقنعا في تحركاته واندماجه بالاحداث. فيلم ذكي، وهو صرخة معلنة باتجاه كل من يحاول ان يصنع من الانسان لعبة للترفيه ورقم يعاد وضعه حسب مايراه القائمون عن تلك الالعاب، جريء في طرحه بشكل جمالي خالص، تناول للاحداث باسترخاء ومودة، ابتعد عن كل انفعال او شعارات قد تفسد الهدف الرئيسي لثيمة الفيلم لان ايصال فكرة بشعة ليس بالضرورة ان يكون الطرح منفعلا بل بإضافة لمسة بصرية جمالية لاستكشاف مايضمره الفيلم من ابعاد تصب بالنتيجة لفائدة المتلقي ومحاولة استفزازه لبرامج قد يكون هو هدفها المقبل.

المدى العراقية في

16/12/2009

 

فــي فيلمها (العلبة):

الشقـراء كاميـرون ديـاز تغـادر أدوار الإثـارة لتصبـح (فيلسوفة) 

كان دورها الاول في فيلم ( ماري بأي ثمن ) هو سبب انطلاقتها وتحولها الى تلك النجمة الشقراء المليئة بالحيوية والاثارة ، لكن كاميرون دياز قررت اخيرا الانعتاق من الادوار التي تعتمد على جمالها واثارتها فقدمت دورا مدهشا في فيلمها الاخير ( العلبة ) قد يكون افضل ادوارها على الاطلاق ...

لقد فاجأت دياز معجبيها بخروجها من اطار صورة الشقراء حادة الطباع لتدخل اطار صورة مختلفة تماما في فيلم المخرج ريتشاد كيلي الجديد الذي يحتوي على دراما مدهشة تدور احداثها في اجواء غريبة وهذيانية .. عملت كاميرون دياز(37 عاما ) كعارضة ازياء قبل ان تتحول الى نجمة سينمائية عبر أدوارها ( ماري بأي ثمن ) مع الاخوين فاريل عام 1998، و( حذائها ) مع المخرج كورتيز هانسون عام 2005، وفيلم ( جاك بوت )للمخرج توم فوكهان عام 2008 ،والتي قدمت فيها ادوارا خفيفة وكوميدية ،اضافة الى افلام اخرى قدمت فيها ادوارا متألقة وخارجة عن المألوف كما في ( جون مالكوفيتش ) مع المخرج سبايك جونز عام 1999 ، وفيلم الخيال العلمي ( سماء الفانيلا ) للمخرج كاميرون كرو عام 2001 ، والذي جسدت فيه دور خطيبة توم كروز المصابة بالعصاب .. تقول دياز انها لم تتحمس كثيرا لقبول الدور الجديد لتصورها بأن فيلم ( العلبة ) هو مجرد فيلم رعب ولن يقدم اية اضافة لرصيدها السينمائي لكن ارتباط اسم المخرج ريتشارد كيلي (34 عاما ) به دفعها لقراءة السيناريو اذ كانت تتلهف للعمل مع هذا المخرج الشاب العبقري والمتألق بشدة مؤخرا ...وتؤكد دياز ان السيناريو استهواها كثيرا ووجدت فيه فرصة لتقديم دور مختلف في فيلم مدهش تلونه الفلسفة والغرابة والمواقف المثيرة ..ففي ( العلبة ) ، تجسد دياز شخصية نورما لويز ) وهي زوجة وام شابة تعمل كاستاذة في مادة الفلسفة في مدينة صغيرة في ولاية فرجينيا عام 1976، ومتزوجة من عالم فضاء في وكالة الفضاء الاوربية ناسا ( الممثل جيمس مارسدين ).. ذات صباح ، يترك ساع للبريد علبة سوداء غريبة على عتبة باب منزل هذه العائلة وفي اعلى تلك العلبة يوجد زر احمر ..في اليوم التالي ،يعود ساعي البريد ليشرح لنورما بأنها اذا ضغطت على الزر فانها وزوجها سيربحان مليون دولار نقدا ثم يختفي فجأة كما ظهر ..وتقول كاميرون دياز ان شخصية نورما مقتبسة من شخصية والدة ريشارد كيلي وتحمل نفس عاهاتها فقد فقدت مثلها اربع من اصابعها كما انها تعرج قليلا ..وكانت دياز قد حصلت على تفاصيل قصة حياة والدة كيلي من خلال مكالمة هاتفية معها ، ثم سجلت صوتها لتقليد لهجتها ونبرة صوتها ..ولشدة استيلاء الشخصية على دياز ،اضفت عليها صرامة درامية جميلة .. يشير الفيلم الى حقيقة اننا نمتلك جميعا زرا مماثلا لزر العلبة فهو يمثل خياراتنا واذا ضغطنا على هذا الزر فلن يكون بامكاننا العودة الى الوراء فهو يضعنا بمواجهة تصرفاتنا وهو ماشد دياز لتجسيد دورنورما التي تتحمل مسؤولية جسيمة على كتفيها الهزيلتين فتدفع ثمن خيارها ...

المدى العراقية في

16/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)