حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحلة مدرسية قادتها لعالم السينما

ماجدة: «جميلة» لم تكن الجزائرية الوحيدة.. بل كان هناك مليون جميلة

إيهاب صبري

وزارة التربية والتعليم تلزم طلابها بمشاهدة فيلم "المراهقات"، جان بول سارتر يبكى بعد مشاهدة فيلم "جميلة" ويقول لقد أنستنا الفنانة "الصغيرة ـ الكبيرة" جنسيتنا، الجماهير المصرية تحرق سفارة فرنسا بالقاهرة تعاطفا مع الجزائر! 

كل هذا وغيرها العديد من المواقف والأحداث شكلت تاريخ الفنانة الكبيرة ماجدة الصباح، التى كرمها مؤخرا مهرجان أنقرة السينمائى الدولى لسينما المرأة، تقديراً لتاريخها الفنى الطويل ولعطائها المتميز.  

من جانبها أبدت الفنانة ماجدة سعادتها وارتياحها بهذا التكريم الذى يعكس مدى التقدير والاهتمام بها وبتجربتها السينمائية المتنوعة.  

حول تجربتها السينمائية وأهم المحطات فيها كان لنا معها هذا الحوار: 

تقول السيدة ماجدة: كنت أتمنى وأنا طفلة صغيرة أن أكون محامية لتبنى قضايا الناس والدفاع عنهم. وأعتقد أننى طوال مشوارى الفنى كله قد تبنيت قضايا مهمة ونذرت نفسى لها دون النظر إلى أى عائد مادي؛ بل على العكس لقد كنت أتقاضى "ملاليم" مقابل تقديم ما أنا مقتنعة به.  

·         ربما لهذا السبب مازالت أفلامك موجودة بيننا حتى اليوم؟  

ـ وستظل موجودة، بالنسبة لجيلنا لم يكن الفن نقوداً كما يحدث الآن، بل موهبة وعطاء ورسالة وتبنى قضايا  

·         كيف بدأت علاقتك بالسينما المصرية؟  

ـ رحلتى مع السينما بدأت فى سن مبكرة، كنت تلميذة صغيرة فى مدرسة الراهبات وأجرت المدرسة رحلة إلى استوديو شبرا وكان صاحبه اسمه "مسيو سابو"، واتفق أن مخرجاً مجرياً مسلماً اسمه سيف الدين شوكت كان قد جاء للعمل فى مصر لإخراج أفلام مشتركة بين مصر والمجر وكان يتم وقتها تصوير فيلم لإسماعيل يس، فلما رآنى هذا المخرج قال إن جمالى شرق آسيوى وعرض على العمل بالسينما فراحت زميلاتى ـ وكن يونانيات ـ يحرضننى على قبول هذا العرض المغرى فوافقت، وفى اليوم التالى وقعت معه العقد فى مكتبه بعمارة الإيموبيليا بدون معرفة أحد من أسرتى فثارت ثائرة الأسرة واشتعل البيت ناراً، لم يقف بجانبى سوى والدتى ـ رحمها الله ـ التى اقترحت أن أعمل فى هذا المجال تحت رعاية الأسرة ورقابتها. 

·         يعتبر فيلم "جميلة بو حريد" من روائع السينما العربية، كيف جاء ترشيحك لهذا الفيلم؟  

ـ جميلة أنا انفعلت بها، لقد أحببت الشخصية التى ضحت من أجل وطنها ومن أجل تراب أرضها وتمنيت أن أعرض قصتها على الشاشة،. والشيء المهم الذى أود أن أشير إليه هو أنه لم تكن جميلة البطلة الجزائرية الوحيدة، بل كان هناك مليون جميلة أخرى ولكن جميلة بوحريد هى التى كانت فى دائرة الضوء وكانت حديث العالم كله تبعاً لذلك.  

وتم عرض الفيلم ليحدث زلزالاً فى تاريخ السينما المصرية وأصدقك القول إننى لم أكن أتوقع مثل هذا النجاح الساحق، كان رد الفعل أكثر مما كان متوقعاً ليلة افتتاح الفيلم خرجت الجماهير الغاضبة تحرق مبنى السفارة الفرنسية، ومظاهرات حاشدة تجوب شوارع العالم تندد بالاستعمار الفرنسى وتطالب باستقلال الجزائر.  

كنت أرى الجماهير تبكى فى دور العرض فضلاً عن حالات الإغماء التى كانت تحدث للمشاهدين عند قطع شريان البطلة الأمر الذى كان يستلزم وجود سيارات إسعاف ترابض بجوار أى سينما تعرض الفيلم. ونفس هذه المشاهد تكررت فى كل الدول التى عرض فيها الفيلم، والمدهش أن الفيلم ظل يعرض فى الصين لمدة 15 عاماً متواصلة! 

وكنت بحكم إجادتى للغة الفرنسية أتابع ردود الفعل لدى الفرنسيين فقرأت مقالاً فى صحيفة لوفيجارو فحواه أن الفيلم يعتبر سُبَّةً فى تاريخ فرنسا. كذلك نشرت الأوبزيرفاتوار مقالاً للفيلسوف الفرنسى الشهير جان بول سارتر يقول فيه: "انفعلت كثيراً عند مشاهدتى هذا الفيلم لقد هزتنا الممثلة الصغيرة ـ الكبيرة، وانتزعت منا الدموع وأنستنا جنسيتنا". وفى القاهرة كانت السفارة الفرنسية تقدم احتجاجات رسمية لوزارة الخارجية مطالبة بعدم عرض الفيلم الذى شوه صورة فرنسا عالمياً وعمق مشاعر الكره نحوها وكان يرفض مثل هذا الطلب طبعاً فتم وضعى تحت حراسة مشددة خوفاً من أية محاولة انتقام، لقد ساهم الفيلم مساهمة فعالة فى عرض قضية الجزائر وفى تحريرها بعد ذلك وهو ما يعترف به الجزائريون أنفسهم.  

·         وما الذى حمسك لدخول حقل الإنتاج وما يحمله من مخاطرة ومغامرة فى الربح والخسارة؟

ـ أتفق معك فى أن الإنتاج مغامرة فى الربح والخسارة ولكن كان لابد لى من دخول حقل الإنتاج حتى أقدم ما أنا مؤمنة به فالعمل السينمائى رسالة نؤديها وليس تجارة نتربح منها، لذلك لم أندم على فيلم واحد من أفلامى طوال حياتي؛ بل على العكس أفلامى كلها مصدر فخرى وسعادتى لأننى كنت دائماً سيدة قرار الموقف وسيدة قرار نفسي. 

·         قمت ببطولة فيلم "هجرة الرسول" هل كان ذلك مقصودا للعودة بالناس إلى حمى الدين لمواجهة "نكسة 67"؟  

ـ لا أستطيع أن أجيب عن سؤالك هذا إجابة قاطعة، ربما كان تحليلك هذا صحيحاً لكنه لم يجل بخاطرى وأنا بصدد إنتاج وتمثيل هذا الفيلم، كل ما هنالك أننى قدمت عملاً دينياً بدافع دينى هو المتاجرة مع الله وكل ما يهمنى أنه عمل جيد وهادف ولم أتصنع ولم أتكلف فيه، ولو قدم عمل كهذا اليوم فسيسقط سقوطاً مروعاً فى ظل منافسة الفضائيات وما تقدمه من عرى وإسفاف.  

·         فى ظل انهيار صناعة السينما ماذا تنتجين الآن؟  

ـ لقد اختلف الإنتاج عن أيامنا كثيراً واختلفت ظروفه أيضاً وصار يتطلب أرقاماً فلكية ما يجعلنى أتخوف وأحاذر كلما هممت بخوض أية تجربة إنتاجية جديدة. على كل حال نحن لدينا الآن مسلسلان لغادة نافع " الآنسة مطلوبة للتجنيد" و"أنا بين يديه" وكنت قد أنتجت لها قبل عامين مسلسل "شخلول"، هذا بالإضافة إلى توزيع أفلامى القديمة. 

العربي المصرية في

15/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)