حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

' أركانة' للمخرج المغربي حسن غنجة:

محاولة لتوثيق الوجه النضالي للمرأة في مواجهة التسلط

محمد بلوش/ الرباط

تدور احداث فيلم أركانة للمخرج حسن غنجة، في فضاءات من البادية السوسية جنوب المغرب، خلال فترة مابعد الاستقلال السياسي للمغرب، وتنطلق تلك الاحداث من خلال مشهد امتد طيلة ما قبل 'الجنيريك' الافتتاحي، حيث تستحوذ شخصية 'تمغارت' على المشهد وهي تتأمل الحواجز الشائكة التي قاوم زوجها المحتلين اثناء محاولة تنصيبها، ليتم قتل الفارس امام مرأى زوجته 'تمغارت'، التي احتفظ الزمن بعلامة لاتنسى لجرح على خدها الايسر، نتج عن محاولتها تخطي الحاجز الشائك .

بعد سنوات من الاغتراب في اوروبا للدراسة، سيعود 'رشيد' الى القرية، ليجدها قد تحولت إلى مشتل يمارس فيه 'حمو' شتى انواع استعباد السكان وقهرهم، الى درجة تقديمه لصورة القائد الفاسد والمنحط، الذي يحاول استغلال سلطته من اجل تنمية جشعه وطمعه المادي بالخصوص، علما بأنه لم يجد مقاومة كبيرة من قبل الاهالي، اللهم باستثناء 'تمغارت' التي كانت تتجرأ لمواجهته لفظيا، قبل ظهور 'رشيد' الذي سيدخل في تحد مباشر وصريح ضد تسلط القائد 'حمو'، وكانت اهم خطواته هي احداث مصنع بسيط لانتاج وتصدير زيت 'الاركان'، مشغلا جل نساء القرية ورجالها، وهو التحول الذي تلاه اهتمام القائد المتسلط بهذه المقاومة التي بدأت تخلق له المتاعب الحقيقية، فحاول تجسيد ردة الفعل من خلال الحرص على بتر عشرات اشجار الاركان، بدعوى خلق ممر معبد .

وفي ظل استسلام معظم سكان القرية لمصيرهم، وتفضيل بعضهم مغادرتها نهائيا، سيحاول 'رشيد' التصدي بمفرده للجرافات التي كانت بصدد قطع اشجار الاركان ذات الحمولة التاريخية والهوياتية المكثفة، وهي مواجهة نتج عنها تعرض احدى ساقيه للبتر، ليعود بعد اسعافه في المستشفى بدمعة تحسر وتوصية لطيفة من سائق سيارة الاجرة المتيم بأغاني 'أم كلثوم'، في نفس الوقت الذي انجزت فيه ' تمغارت' مهمة تخليص القرية نهائيا من القائد 'حمو'، لحظات قبل احتضارها وموتها .

السيناريو اختار حبكة سردية بقدرما تركز على الراهن المعيش، بقدرما تذكر بمرحلة الاحتلال والاستعمار الاجنبي للمغرب، وكأننا بشخصية 'القائد حمو' مجرد امتداد للفكر النفعي الاستعماري الذي كان يأتي على الاخضر واليابس، دون ان تنكشف امام محاولات التصنيف امكانية ادراج 'اركانة' لاضمن الافلام التاريخية بشكل محض، ولا ضمن الدراما الاجتماعية الصرفة، بفعل حمولاته الدلالية واحداثه التي تتوزع مابين الماضي والحاضر.

ورغم التركيز على شخصية 'تامغارت' كبؤرة للاحداث، فإن قلة الاحداث التي شاركت فيها جعلتها تبدو شخصية ذات ابعاد رمزية اكثر مما تؤدي وظائف أساسية ضمن النسق العام للاحداث، الى درجة ان المشاهد لايكاد يعرف عنها معطيات كثيرة، باستثناء كونها تبحث عن انتقام من كل تسلط، وكيف لاتقوم بذلك وهي التي فقدت زوجها حين حاول الدفاع عن كرامة القرية تجاه المستعمر؟ .

ونظرا لمراهنة السيناريو على شخصيات عديدة، فإن بعضها ظهر في الفيلم بدون قوة حضور او وظيفة، كما هو الحال بالنسبة للمغني الضرير وزوجته، اضافة للحسين الابكم، فتلك شخصيات لاتبدو لها وظائف معينة، وبقدرما تحضر بقدرما تشوش على الخيط الدرامي، وتفهمنا بشكل محترم وظيفة العوامل المساعدة والعوامل المعاكسة، الامر الذي خلق للفيلم ايقاعا بطيئا .

معنى ذلك، أن بناء ملامح شخصية 'تامغارت' لم تكن بالوضوح الكافي، بل، لانكاد نفهم سر تراخيها في اصلاح اعوجاج سلوك ابنها الذي ظهر في مشهد معين سكرانا، لتكتفي الام بصفعه، كما سنلاحظ انه في الوقت الذي كان فيه اجدر ان تتشبع تربيته بالارتباط القوي بالارض ممثلة في القرية، كان الشخصية الاكثر استسلاما، حيث تفضيل مغادرة القرية صحبة زوجته ووليده بدل الصمود، وهذه في نظري ملامح زادت من ضمور حضور ' تامغارت' وفق مسعى توثيق الجانب النضالي للمرأة المغربية في مواجهة التسلط والقمع المتمثل في سلطة القائد حمو .

ورغم تلك المؤاخذات حول تصوير ملامح الشخصيات والزج بها في الحبكة الدرامية وفق تصور فاعل اكثر، فإن الفيلم على المستوى التقني والاخراجي يبدو وأنه يعد بأعمال قادمة اكثر قوة، واكثر تماسكا مابين الشكل والمحتوى، خصوصا كذلك وان التوفق في 'الكاستينغ' اضفى قيمة مضافة للعمل، حيث نجح المخرج في ادارة ممثلين ينتمون لاجيال مختلفة، مراهنا على اسماء لها وزن في السينما المغربية كالممثلة المقتدرة ثريا جبران، الراحل عمر شنبوط، الاخوين يونس ومحمود ميكري، محمد مروازي، حميدو بنمسعود ونخبة من اجود الممثلين في السينما والمسرح .

يشار الى ان فيلم 'اركانة' انتج بدعم من المركز السينمائي المغربي، والقناة التلفزية الثانية في المغرب، وهو من الاعمال السينمائية القليلة التي نلاحظ انخراط التلفزيون المغربي في دعم انتاجها، في وقت يطالب فيه الفاعلون بالرفع من الوتيرة على هذا المستوى، وانخراط الشركة المغربية للاذاعة والتلفزيون في خلق حراك افضل على مستوى الانتاج السينمائي .

القدس العربي في

14/12/2009

 

مخرج مبتدئ من الأوروغواي يصبح نجما في هوليوود

أخرج فيلما بكلفة 300 دولار فشاهده الملايين على 'يوتيوب':

مونتيفيديو (أوروغواي) - (أ ف ب) 

كان فيديريكو الفاريز مجرد مخرج هاو قبل ثلاثة اسابيع عندما قام بتصوير فيلم قصير نشره على الانترنت بهدف التسلية.

اليوم، بات المخرج البالغ من العمر 31 سنة ذائع الشهرة في هوليوود بفضل الفيلم الذي اعده ومدته خمس دقائق بكلفة لا تذكر.

في الواقع جذب الفاريز كبرى الاستديوهات الامريكية بعد نجاح فيلمه القصير 'بانيك اتاك' (نوبة ذعر) الذي انجزه بكلفة 300 دولار ومع ذلك جذب انظار العالم بأسره عبر شبكة الانترنت.

وفي قصة أغرب من حكايات الخيال، اختير الفاريز لإخراج فيلم هوليوودي بكلفة 30 مليون دولار وهو نسخة جديدة ومطورة لفيلمه القصير الذي تهافتت عليه شاشات الانترنت. ووقع الفاريز عقدا بقيمة مليون دولار أمريكي مع 'غوست هاوس بيكتشرز' كبرى شركات هوليوود ليخرج فيلمه الاول للشركة التي يملكها المخرج سام رايمي وفي رصيده جزءان من سلسلة افلام رجل العنكبوت. وقال الفاريز لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس): 'كان العرض مغريا جدا ولم يكن بوسعي رفض العقد'.

واضاف ان ما حصل معه 'كان أمرا رائعا' وكانه غير قادر على تصديق ما حصل.

وأكد الفاريز انه منح 'الحرية المطلقة لتصوير الفيلم الذي يريده' وان رايمي يشاطره الرأي بضرورة 'صنع فيلم خارج عن المألوف بعد ان أصبحت اعمال هوليوود متكررة مثل مصنع نقانق'.

أما فيلمه 'بانيك اتاك' فتدور احداثه حول رجال آليين يدمرون مونتيفيديو، وهو فيلم ترفيهي لكنه يحفز المخيلة ايضا.

وحمل الفاريز فيلم الخمس دقائق الغني بالمؤثرات الخاصة وتقنيات الصورة الفريدة على موقع 'يوتيوب' قبل ثلاثة اسابيع. وبعد 24 ساعة على بثه كان نصف مليون شخص قد رآه.

وقال الفاريز ان ردة الفعل لحظة بثه الفيلم كانت 'انظروا ماذا فعل ذلك الشاب الهزيل فقط بـ300 دولار فقط!' وتابع 'عرضته الخميس والجمعة بدأت اتلقى الرسائل من مدراء هوليوود' ومن بينهم مدراء كبرى شركات الانتاج مثل 'دريم ورك' و'وارنر' و'فوكس' و'سوني'. وهكذا تحقق ما لم يكن يحلم به عندما دعي الى هوليوود ووقع عقدا خياليا خلال رحلة مدفوعة التكاليف.

وقال ضاحكا انه تلقى 'رسالة عبر البريد الالكتروني نقول - بعد ان رأينا ما فعلته بـ300 دولار، نريد ان نرى ما يمكنك فعله بـ30 مليون دولار'.

والمفاجأة هي ان الفاريز اكد انه صنع الفيلم القصير 'بهدف التسلية ليس الا' ولم يكن يطمح ان يوصله الى هوليوود.

ويقول الفاريز الذي يصنع الافلام منذ كان في الثامنة من عمره ان هدفه من الفيلم القصير كان 'تصوير غزو فضائي بطريقة مختلفة عن المعهود'.

ويفترض به ان يكون في هوليوود هذا الاسبوع ليكتب سيناريو الفيلم بالتعاون مع رودولفو ساياغس الذي سبق ان عمل معه.

'سنبدأ التصوير في العام المقبل وسيكون الفيلم جاهزا بعد سنتين'، بحسب الفاريز الذي رفض اعطاء التفاصيل عن الفيلم متعهدا بانه 'سيكون مختلفا' وهو يخطط لتصويره في الاورغواي والارجنتين.

ولا ينكر الفاريز ان الحظ ابتسم له، الا انه يقر بان التحدي الكبير امامه يكمن في الشاشة الفضية اذ ان انجازات ما حققه في السابق قد تصبح مجرد ذكرى'.

ويقول 'حصدت النجاح اليوم ولكن من يدري ما الذي يخبئه الغد لي؟'.

مع ذلك يثق الفاريز يقدراته وهو واثق من انه يستطيع تقديم ما هو افضل مما يعرض على معظم الشاشات. ويعتبر ان 'التحدي ليس بكبير اذ ان كثيرا مما نراه مستواه متواضع جدا وليس فيه ما يستحوذ الاهتمام'.
وقال 'انا واثق من انني سأنجز عملي ومن انه سيكون حديث الناس'.

القدس العربي في

14/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)