حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد هنيدى فى ندوة «المصرى اليوم»:

الضحك فى السينما رسالة.. وشعرت بالنضج فى «أمير البحار»

أعدها للنشر   أحمد الجزار

تعد تجربة «أمير البحار» رهانا خاضه الثلاثى محمد هنيدى، والسيناريست يوسف معاطى، والمخرج وائل إحسان، فى ثانى تجربة تجمعهم على التوالى بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم «رمضان مبروك أبوالعلمين»، ولكن تأكيد النجاح هذه المرة كان أصعب كثيرا لأن الجمهور لن يقبل بمستوى أو جرعة ضحك أقل خاصة بعد ان أصبح متعطشا لابتسامة.

وبعد الأيام الأولى من العرض، نجح الثلاثى فى كسب الرهان، ونجح الفيلم فى تحقيق أرقام قياسية على مستوى الإيرادات، وتصدر هنيدى سباق العيد رغم الظروف التى تمر بها الصناعة. ولدت فكرة الفيلم مصادفة، وشهد تنفيذها بعض التعثرات والطرائف، لكنها خرجت بصورة جيدة. استضافت «المصرى اليوم» محمد هنيدى والمخرج وائل إحسان للتعرف على تفاصيل وكواليس «أمير البحار».

·         كيف كان التخطيط لتجربة «أمير البحار»؟

- هنيدى: النجاح الكبير الذى حققه فيلم «رمضان مبروك أبوالعلمين» وضع كل أسرة الفيلم فى مأزق وأصابنا بحالة من الرعب من الخطوة التالية، وعندما فكرنا فى الخطوة الجديدة كان هدفنا أن نؤكد النجاح الذى حققناه عن طريق اختيار فكرة جديدة وجذابة، وفى الوقت نفسه نقدمها فى قالب كوميدى مميز وأماكن تصوير جديدة، ولا أنكر أننا كنا نفكر فى تقديم جزء ثان من «رمضان مبروك أبوالعلمين»، لكن وائل إحسان لم يكن متحمسا للفكرة، وكان يريد أن نقدم شخصية جديدة ومختلفة حتى لا ندخل فى أزمة، ونتهم بالإفلاس، إلى أن جاءت فكرة يوسف معاطى بتقديم شخصية شاب «دلوع» وأخ وحيد لأربع بنات، وقد انجذبنا جميعا إلى هذه التيمة، خاصة أننى لم أقدمها من قبل، ثم جاءت أزمة قراصنة الصومال، وقررنا أن نتعرض لها فى إطار كوميدى.

·         هل عرض المأساة فى إطار كوميدى مهمة سهلة؟

- هنيدى: بصراحة لم نفكر إلا فى إضحاك الجمهور فقط، وأحيانا عندما تخرج الكوميديا من مأساة تكون مميزة، لذلك كان العبء الأكبر على السيناريست يوسف معاطى.

وائل: هذه المهمة لم تكن سهلة، وعندما قدمنا فيلم «رمضان مبروك أبوالعلمين» كان يتعرض لمأساة أيضا وهى أزمة التعليم، وبصراحة أرى أن إضحاك الجمهور من خلال أزمة حقيقية مهمة أصعب من أن أبكيه، لكن للأسف فالعالم كله يتعامل مع الفيلم الكوميدى باعتباره عملاً تافهاً.

·         وكيف كانت مهمة تصوير معظم أحداث الفيلم على مركب صغير؟

- وائل: بصراحة كنت مرعوبا من هذه المشاهد خاصة أنها تمثل أكثر من نصف الفيلم، وكنت أخشى أن يشعر الجمهور بالملل لأن ذلك سيفسد متعة المشاهدة، وكان الحل الوحيد أمامى أن ألجأ إلى المخرجين الأساتذه الكبار، فاشتريت فيلم «بين السما والأرض» لصلاح أبوسيف، والذى تم تصوير معظم أحداثه فى أسانسير، ووجدت نفسى مشدودا للفيلم بدرجة كبيرة وهذا ما أعطانى ثقة، وقررت أن أقبل التحدى.

هنيدى: إحساس الجمهور بالملل كان هماً يؤرقنا جميعا، وقد عملنا على عدم حدوثه من بداية التحضير وليس أثناء التصوير فقط، حتى أن وائل كان يبحث عن مركب بمواصفات خاصة، إلا أنه عثر على هذا المركب بالمصادفة، وكان مركبا سودانيا جاء إلى الغردقة فى مهمة خاصة، وأصرّ وائل على التصوير فيه، وأثناء التحضير عثر على ماكيت لمركب فى شقتى كنت قد أحضرته من تايلاند فقام بتعديل المركب الأصلى وفقا لهذا الماكيت.

·         ما الصعوبات التى واجهتكم فى تصوير مشاهد البحر؟

وائل: كنا فى مواجهة جميع المؤثرات الطبيعية، وقد اضطررنا إلى الاستعانة بصندل خاص من السويس لتثبيت الكاميرات عليه للحفاظ على ثبات الصورة، كما استعنت بكاميرات وصل عددها إلى ٤ لتصوير مشهد اقتحام القراصنة ومشهد الأغنية.

·         لماذا اخترت الغردقة وليس الإسكندرية؟

- وائل: لأن الأمواج مرتفعة بشكل كبير فى الإسكندرية بالإضافة إلى أن لون المياه فى الغردقة أفضل كثيرا من الإسكندرية، لكننا واجهنا مشكلة فى درجة الحرارة المرتفعة فى الغردقة مما اضطررنا إلى التصوير أثناء فترتى الشروق والغروب، والمشهد الوحيد الذى صورته فى النهار هو مشهد الخريطة الذى ظهر فيه معظم أبطال الفيلم الذين كانوا يغطسون فى المياه أثناء فترة الراحة.

·         ما سبب تصوير المشاهد الداخلية للمركب فى ديكورات داخلية؟

- وائل: لأن المركب محدود للغاية ولا يوجد فيه مكان لوضع كاميرا، كما أن عدد الأشخاص فى المشهد يصل إلى ١٤ شخصا، وكان من الصعب تصويرهم جميعا فى مكان واحد لدرجة أننى أثناء تصوير هذه المشاهد فى البلاتوه كنت أنتهى من مشاهد البنات أولا حتى لا يحدث زحام فى الأستوديو، وقد صورت رقصة هند رستم وأغنية كوتوموتو فى الأستوديو أيضا.

·         هل فكرتم فى استخدام الجرافيك؟

- وائل: كان التفكير من البداية إعداد ديكور مركب كامل فى أحد الاستوديوهات ثم تنفيذها بالجرافيك، لكن أعيد النظر فى ذلك لأنه كان من الصعب استخدام الجرافيك فى كل هذه المشاهد، بالإضافة إلى أن إمكانيات الجرافيك فى مصر مازالت ضعيفة، وكان الحل المناسب أن ألجأ إلى الموقع الطبيعى.

·         كيف تعاملت مع مشهد الاقتحام فى البحر؟

- وائل: هذا المشهد صورناه فى ثلاثة أيام كاملة لأنه لم يكن لدينا «كنترول» فى البحر، وكنا نصور الشوط فى ساعتين، كما أن التصوير على كورنيش الإسكندرية كان صعبا للغاية، وقد أوقفت شارع الكورنيش بالكامل لتصوير المشهد، وكان مقررا أن يتم التصوير بالكامل على الكورنيش، لكننا واجهنا صعوبة فى ذلك، و اضطررت الى استكمال المشهد فى أماكن أخرى داخلية.

·         وهل منطقى أن يقدم هنيدى دور «قبطان»؟

- هنيدى :عندما طلب يوسف معاطى من رئيس الأكاديمية أن يصور فيلما بداخلها فسأله: «من سيجسد دور القبطان؟»، فقال له: «محمد هنيدى»، فتعجب رئيس الأكاديمية، فقال له يوسف: «لا تقلق هو قبطان فاشل»، فقال له رئيس الأكاديمية : «كده ماشى»، فمن البداية ونحن نعلم أن هذا الشاب فاشل وقد يكون التحاقه بالأكاديمية بطريقة الواسطة.

·         لكن عمرك لا يناسب الدور؟

- هنيدى: أوضحنا ذلك من البداية عندما قال لطفى لبيب إن «أمير» رسب ١٢ عاما فى الكلية.

وائل: حاولنا فى هذا الفيلم أن نتفادى أخطاء الآخرين لأننا كنا نتعجب فى أفلام الثمانينيات عندما انحصرت أدوار محمود ياسين ونور الشريف فى تقديم طلاب فى الكلية رغم أن عمرهما كان كبيرا وقتها، لكن محمد هنيدى وهبه الله نعمة كبيرة وهى أن وجهه لا تظهر فيه علامات الكبر، بالإضافة إلى أنه ممثل شاطر يستطيع أن يقنعك بالشخصية بسهولة.

·         وهل تجسيد هذه الشخصية كان سهلا؟

- هنيدى: شخصية «أمير» موجودة فى المجتمع، وأنا بالمصادفة كنت ولدا وحيدا على أربع بنات، لكننى لم أكن «دلوع» مثل «أمير»، وقد بدأت التحضير للشخصية من الورق واخترت شكل الملابس وطريقة الكلام، ثم ضبط المخرج ذلك وفقا لرؤيته لأن هناك شعرة بسيطة بين الشخص الدلوع والشخص الناعم الذى لا يحبه الجمهور، وبصراحة، أصبحت قادرا على تجسيد أى شخصية، فقد كنت فى البداية أقدم الشخصية وفقا لمنظورى، والآن أنظر لطبيعة الموضوع وشكل السيناريو وسير الأحداث، وأستطيع أن أخلق شخصية من خلال هذه التفاصيل، وهذا ما جعل نجوماً كباراً يقدمون مثلا شخصية الصعيدى بشكل مختلف فى أكثر من فيلم مثل النجم الراحل أحمد زكى.

·         قلتم إن الهدف الأساسى هو الضحك، فهل وضعتم خريطة للإفيهات؟

- هنيدى: لا أنكر أننا هدفنا فى هذا الفيلم الإضحاك ثم الإضحاك، وان تكون جرعة الكوميديا أكبر من فيلم «رمضان مبروك»، لذلك كنا نقيس الإفيهات على الورق منذ البداية لأن الإفيه الذى يضحكنا نعرف أنه سيضحك الجمهور، كما أن هناك إفيهات خرجت أثناء التصوير، والإفيه الوحيد الذى كنت أخشاه هو إفيه «العراق»، وقد اتفقت مع وائل على حذفه حتى لا أجرح مشاعر أى عراقى، ثم فوجئت به فى الفيلم وأعجب به الجمهور.

·         ما الغرض من تقديم مشهد الموت بشكل تراجيدى؟

- وائل: هذا المشهد «ماستر سين» الفيلم، وكان لابد أن يتم بشكل حقيقى، وأن يظهر كل ممثل فلسفته فى الموت، لذلك كان التحضير له صعباً، وقد طلبت من جميع الممثلين عدم الهزار فى البلاتوه، وجلست مع كل شخص بشكل منفرد حتى أقوم بتعبئته، وكان هنيدى من ضمنهم، وقلت له إنه أهم مشهد فى الفيلم، وقد صورناه من أول مرة، ومن سوء حظنا أن الممثل محمد فاروق توفى بعد التصوير مباشرة، وكانت آخر جملة له هى رأيه فى الموت، لذلك لا أتمالك نفسى من البكاء كلما شاهدت هذا المشهد.

هنيدى: هذا المشهد كان عبارة عن مباراة بين كل الممثلين، وكل منهم قدم أفضل ما عنده، والجملة التى أثرت فينا جميعا هى: «اللى سبقونا وحشونا والحياة معاهم أكيد أحسن من هنا»، وبصراحة أثناء تصوير المشهد كنت أفكر فى الموت بشكل حقيقى.

·         وهل عدلتم السيناريو بعد أن هرب بعض المصريين من القراصنة؟

- هنيدى: انتهينا من تصوير الفيلم بالكامل قبل هذه الواقعة، وكنا نعرف أن البعض سيعتقد أننا قمنا بتعديل الفيلم، خاصة أن أبطال الفيلم نجحوا فى التصدى للقراصنة كما حدث فى الواقع.

وائل: بصراحة كنت خائف من أن يتعرض أى فيلم آخر يتعرض لأزمة القراصنة أثناء تصوير فيلمنا حتى لا يتم حرق فكرتنا، لكننى كنت مطمئنا لأننى واثق أنه لا يوجد فيلم سيتعرض للقراصنة من وجهة النظر التى قدمناها.

·         وكيف تم اختيار باقى أبطال الفيلم؟

- وائل: اختيار محمد محمود فى دور «ميمس» كان مسؤولية هنيدى لأننى لم أكن أعرفه، وهنيدى أصر على أن أذهب لمشاهدته وأعجبت به ثم راهنته على مائة جنيه أن هذا الدور إما أن ينقل محمد محمود للأمام أو يعود به للخلف، لأنه دور صعب، وأعتقد أن محمد محمود قدمه باقتدار شديد، كما أن حسام داغر كان مفاجأة وكان يضحك الجمهور بأدائه وصوته فقط رغم أنه كان يمثل بشكل طبيعى، كذلك كانت شقيقات هنيدى البنات مختلفات تماما فهن «الهبلة والوحشة والمجنونة والتخينه»، واختلافهن أعطى تنوعاً وتناغماً بين الشخصيات، وكل هذه الشخصيات خلقت حالة خاصة مع هنيدى الذى أرى أنه «كبر» بشكل مميز فى الفيلمين الأخيرين.

·         وهل شعرت بهذا «الكبر»؟

- هنيدى: قبل فيلم «رمضان»، كنت أملك عشر سنوات خبرة تعرفت فيها على أشياء كثيرة، واكتشفت أن الممثل لابد أن يدرس علاقته بنفسه وبجمهوره جيدا، ويكون دائما فى تواصل مع الناس وقريباً منهم، وقد شعرت بتحقق ذلك فى فيلم «رمضان»، وتأكد فى فيلم «أمير البحار» ورأيت أننى أنضج وأعقل.

·         هذا رابع فيلم تعملان فيه سويا، فهل العمل المستمر معا إيجابى أم سلبى؟

- وائل: فطين عبد الوهاب قدم ١٦ فيلما مع إسماعيل ياسين كانت من أهم أعماله، وأعتقد أن هنيدى قدم نفسه بشكل مختلف فى الأفلام التى قدمناها سويا، وكنت أعلم منذ البداية أن مشروعنا سويا لم يظهر من أول فيلم، وقد اتفقت على ذلك مسبقا مع المنتجة إسعاد يونس عندما بدأنا العمل فى«وش إجرام»، وأعتقد أن التجربة الثانية كان لها طابع مختلف، ونجحنا فى «رمضان مبروك»، وتأكد النجاح فى «أمير البحار»، ومع ذلك، حتى الآن لم أخرج سوى ١٠% من إمكانيات محمد هنيدى، ولدينا الكثير لنقدمه فى الفترة المقبلة.

هنيدى: اذا لم يكن فطين عبدالوهاب مؤمنا بموهبة إسماعيل ياسين فكان من الصعب أن يقدم معه هذا الكم من الأفلام، والممثل لا يستطيع أن ينجح وحده، فلابد أن يكون خلفه من يوجهه ويتابعه لأننى بطبعى أفضل أن أركز فى عملى فقط، ولكننى عندما لجأت ليوسف معاطى كنت أبحث عن فكر مختلف لأننا بصراحة نواجه أزمة أفكار، وعندما بدأنا التحضير والمناقشة اكتشفت أن أهدافنا واحدة.

·         ولماذا لا تقبل العمل مع مخرج جديد؟

- هنيدى : من الممكن أن أعمل مع سيناريست جديد لأننى أرى الورق أمامى وأستطيع أن أقيمه، لكن من الصعب أن أثق فى كلام مخرج جديد لأن الكلام يختلف دائما عن النتيجة، وعندما قررت أن أتعامل مع وائل كنت قد شاهدت له أعمالا سابقة ووجدته مخرجا متجددا وحريصاً على عمله، وأعتقد أننا أصبحنا نفهم بعضنا دون أن نتحدث.

·         هل كنت قلقا من رد فعل الجمهور؟

- هنيدى: لدرجة كبيرة جدا حتى أننى لم أشاهد الفيلم مع الجمهور إلا بعد انتهاء العيد، وخلال أيام عرضه الأولى كنت أتابع رد الفعل من خلال بعض الأصدقاء مديرى دور العرض، وكنت دائما أسألهم ضحك الجمهور أم لا، لأننى أهتم بسعادة الناس أكثر من الإيرادات، خاصة أن إيرادات العيد بشكل عام تكون مرعبة وليست المقياس الحقيقى، والاستمرارية هى الأهم، ولا أنكر أن هذه التجربة من أهم التجارب التى قدمتها فى مشوارى.

·         الظروف العامة للمجتمع ساهمت فى نجاح الفيلم، هل هذا صحيح؟

- هنيدى: بالتأكيد هى خدمت الفيلم لأن معظم الناس تمر بمرحلة اكتئاب وتريد أن تشاهد أى شىء يسعدها أو يضحكها، لكن فى الوقت نفسه، الفيلم سلاح ذو حدين لأنه إذا لم يضحك الجمهور سيكون الرد مختلفاً تماما، لذلك كانت مهمة الضحك صعبة وأعتقد أنه لا توجد رسالة أهم من الضحك.

·         لماذا كانت نهاية الفيلم مفتوحة؟

- وائل: لقد تركنا المركب يسير فى البحر وصعد عليه فى النهاية قراصنة جدد، وقد أترك الفرصة لتقديم جزء ثان من الفيلم كما فكرنا فى «رمضان مبروك أبوالعلمين».

المصري اليوم في

13/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)