حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الدواحة» تونسي مثير للجدل

المخرج رجاء العماري: الكبت وغياب الحوتر يولدان العنف

تونس - ضحى السعفي

أثار فيلم «الدواحة» للمخرجة التونسية رجاء العماري موجة من الانتقادات الساخطة ووصف بأنه يدعو للعري والترويج لعادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن المجتمع التونسي والعربي والشرقي. (الحواس الخمس) التقى العماري عقب العرض الخاص بالصحافيين، وكان الحوار التالي الذي دافعت فيه عن وجهة نظرها ومشاهد العري والرعب في أحداث الفيلم.

·         كيف دخلت عالم الإخراج السينمائي؟

ـ أحببت ميدان صناعة الأفلام منذ صغري ودخلت له بعد أن حصلت على شهادة الأستاذية في الأدب الفرنسي ثم سافرت إلى فرنسا والتحقت بالمؤسسة الأوروبية للصورة والصوت (الفاميس) قسم السيناريو، وبعد تخرجي انطلقت لعالم صناعة الصورة فأخرجت فيلما وثائقيا تحت عنوان «أفريل» سنة 1998 ثم «ذات مساء» 2000 وبعدها أخرجت فيلم «على آثار النسيان» سنة 2004 ثم فيلم «الستار الأحمر» سنة 2002 وهو بدايتي الحقيقية، حيث لمست معنى الشهرة بعد عرضه، ونجاح الفيلم هو الذي حمسني لقصة فيلمي الجديد «الدواحة» وهو من إنتاج شركة نوماديس تونسية جزائرية فرنسية، قام فيه بأدوار التمثيل والبطولة كل من: حفصية حرزي وسندس بلحسن ووسيلة داري وريم البنا وظافر عابدين وقام بتصويره ريناتو بيرتا، أما الموسيقى فهي لكل من فيليب هيرنير واريك راج.

·         «الدواحة» أثار جدلاً واسعاً بعد عرضه بسبب مشاهد العري التي ظهرت في الفيلم ، كيف ترين ذلك ؟

هو مشهد واحد لا غير وأنا أنظر للمشهد بطريقة سينمائية بحتة بينما ينظر له النقاد بطريقة شرقية محافظة وأنا أحترم وجهة نظر الكل.

·         هناك من صرح أن المشهد لم يكن ضروريا.

أحترم كل الآراء ، ولكن لا يمكن أن نتحدث عن الفن من زاوية أخلاقية وإلا يفقد الفنان حرية الإبداع والحركة، والمشهد لم يكن فاضحا لأن الصورة أخذت من زاوية واحدة كما أن المشهد وظف توظيفا جيدا في الفيلم ولم يكن الأمر اعتباطا أو الهدف منه التعري.

·         كيف أقنعت الممثلة التونسية ريم البنا بالظهور عارية تماما في المشهد؟

ريم تعيش في فرنسا ولم تر أي مانع من تجسيد الدور كما هو.

·         النقاد تحدثوا كذلك عن مشاهد عنف مبالغ فيها في الفيلم، ما رأيك في ذلك؟

ولماذا نخفي العنف؟ بينما هو موجود بقوة في مجتمعاتنا ونعيشه يومياً حتى المجتمعات المتقدمة تعيش في ذلك الصراع مع العنف، وكان هدفي من عرض العنف بتلك الطريقة هو صدم المشاهد ليراجع الناس أنفسهم ويطرحوا الأسئلة الصعبة لماذا العنف ولماذا وصلنا إلى هذه الطريقة في التعبير عن الرفض، وهي فرصة ليتعلم الناس من أخطائهم ومن أخطاء الآخرين.

·         رأينا في أحداث الفيلم وكأن صوت العنف هو الذي ارتفع وانتصر على صوت الحوار حتى أن نهاية دعاة الحوار كانت سيئة جداً.

أردت أن أقول للناس إن غياب الحوار والكبت يؤدي إلى الانفجار والعنف، وفي النهاية هذا فيلم سينمائي وعمل فني ولكل منا رؤيته في كيفية طرح القضايا.

·         ما رسالة الفيلم إلى الجمهور؟

طرحت في الفيلم المشاكل برؤية فنية ولم أقدم الحلول، لأن تقديم الحلول لا يٌعتبر دورا من أدوار المبدع، نحن لا نعطي دروسا للناس وكل شخص له حرية اختيار الفكرة التي يريد استنتاجها من الفيلم، ولكن هذا لا يمنعني من القول ان فيلم «الدواحة» أراد إن يقول للناس ان الاستبداد والكبت لا يولدان سوى العنف ، كما أن الفيلم طرح أيضا قضية في غاية الأهمية نعيشها في مجتمعاتنا العربية الإسلامية وهي قضية المواجهة القائمة بين عالمين عالم المرأة المعاصرة والمرأة المنغلقة على نفسها بحجج متعددة وفي بعض الأحيان رغما عنها.

·         بعيداً عن رأي النقاد السلبي عن الفيلم: لاحظنا تركيزك على أدق التفاصيل من حيث الملابس والاكسسوارات والديكور.

أحاول أن أهتم في أعمالي قدر الإمكان بالجوانب الجمالية لاسيما من خلال الملابس المزركشة أو من خلال الموسيقى المؤثرة والأضواء المتراقصة وأنا ككاتبة سيناريو بالأساس أدرك جيدا القيمة التأثيرية لهذه الجوانب الجمالية.

نال الجائزة الكبرى في أرت مار

جوائز «الدواحة» تحفز لمزيد من الأفلام الجريئة

رغم الانتقادات العنيفة التي قوبل بها فيلم «الدواحة» داخل تونس الا انه نال العديد من الجوائز العالمية والاقيمية وعنها تقول رجاء العماري: كل جائزة تقدم لي تحرضني على التقدم في عملي أكثر، وقد حصل الفيلم على العديد من التتويجات العالمية، أهمها الجائزة الكبرى «أرت مار» 2009 لمهرجان الفيلم والثقافات المتوسطية بباستيا بجزيرة كورسيكا الفرنسية، كما شارك فيلم «الدواحة» في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية كمهرجان البندقية (سبتمبر 2009) وفي الدورة الماضية من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي بأبوظبي.

وعن اعجاب بلجنة التحكيم بالفيلم أشارت الى أن هناك نوعا من الرضا الواضح على الأسلوب الذي تم من خلاله بسط الفكرة الرئيسية لفيلم «الدواحة» وقد اعتمدت في الفيلم على وسيلة تقترب كثيرا من أفلام الرعب ومن الطابع «الكابوسي» في المعالجة السينمائية.

وحول ما أثير عن بطلة الفيلم تقول: لا أخفي أنني اخترت حفصية الحرزي من خلال إعجابي بها في ملصق أحد أفلامها بينما لا أعرف جل الممثلين من قبل فأنا أقيم خارج تونس باستمرار، ومنتجة الشريط درة بوشوشة هي التي قدمت لي ظافر عابدين، ولقد نجح هؤلاء الممثلون الذين تعاملت معهم في الفيلم في القيام بأدوارهم خاصة حفصية حرزي التي قامت بدور البطولة مجسدة الشخصية المحورية والمركبة «عائشة»، فأنا انطلقت في عملية كتابة السيناريو بأداة وحيدة هي شخصية عائشة التي اعتمدت عليها هي بالذات لبناء حبكة العمل وأطور بقية الشخصيات وأجد صياغة مقنعة حسب رأيي لأدعم الفيلم، ولقد أتقنت حفصية حرزي دور الفتاة المقموعة والمعزولة في قصر مهجور نتيجة ضغوطات المجتمع واستبداده.

وعن الجدل الذي اثير حول القصر والسيناريو أوضحت أنها كتبت السيناريو والقصة في البداية ومن ثم كلفت شخصا ما ليبحث لي عن قصر مهجور ومخيف فقادني إلى ذلك القصر المهجور الذي يعود تاريخه إلى الفترة الاستعمارية بحي «شواط» في عمق ضواحي العاصمة تونس ووجدت ذلك منسجما تمام الانسجام مع أجواء قصة الفيلم الموحشة والمرعبة لأن الرهبة والبشاعة طرف مقابل للجمال.

البيان الإماراتية في

11/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)