حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

طاهر رحيم قفز الى الشهرة بين ليلة وضحاها ويقلقه الاعتراف الذي حازه في "نبي"

الشبه الوحيد بيني وبين "مالك" يكمن في التحول السريع لكلينا.. هو داخل سجنه وأنا مع أوديار

ريما المسمار

انطلقت مساء أمس عروض الفيلم الفرنسي "نبي" Un Prophete في الصالات اللبنانية، بعد عرضين حاشدين، استضافهما مهرجان السينما الأوروبية في بيروت قبل اسبوع، بحضور ممثل الفيلم الرئيسي، الفرنسي الجزائري الاصل، طاهر رحيم. بعيداً من مكانة أوديار المكرسة في السينما وان ليس عند الجمهور المحلي العريض الذي لم يسبق له مشاهدة افلام المخرج، أطلق الفيلم عند عرضه الاول في مسابقة مهرجان كان السينمائي الفائت موهبة تمثيلية بتقديمه رحيم في تجربته السينمائية الأولى. وسط تكهنات صابت وأخرى خابت، حصد الفيلم جائزة لجنة التحكيم بينما خرج رحيم خالي الوفاض، من دون أن يزعجه الأمر بل على العكس، بدا مرتاحاً لعدم نيله الجائزة انسجاماً مع المثل القائل "ضربتان في الراس توجعان". فالشهرة التي قطفها رحيم بين ليلة وضحاها كانت كافية لتقلب حياته رأساً على عقب وهو لم يصل بعد أعتاب الثلاثين. والأهم من ذلك ان بروز رحيم في الفيلم ليس نتيجة لأدائه شخصية ذات حضور طاغٍ او سلوك استعراضي. بل ان الدور تطلب الكثير من الاداء المتقشف، الاقرب الى السلوك التفصيلي الذي تبني أجزاؤه شخصية "مالك" لبنة لبنة. الفرصة كانت مؤاتية اذاً ابان انعقاد مهرجان السينما الاوروبية للقاء طاهر رحيم في حوار حول فيلمه، آثر الدخول فيه في التفاصيل التي يستثيرها هذا النوع من التمثيل والأداء حيث المُباح أقل بكثير من المكتوم والمتراكم.

هنا نص الحوار.

·         هل لك ان تخبرنا قليلاً عن تجربتك قبل "نبي" والشهرة؟

ـ درست الفن لمدة ثلاث سنوات في مونبيلييه وبعدها انتقلت الى باريس وفي حوزتي حقيبة الظهر خاصتي وقرار امتهان التمثيل. عملت في وظائف مختلفة ليلية ونهارية، لا علاقة لها بالتمثيل، وفي الوقت عينه، انضممت الى ورشة عمل حول التمثيل المسرحي. بعد أقل من عام، استطعت العثور على وكيل أعمال الأمر الذي فتح أمامي فرصة أول دور تمثيلي في سلسلة تلفزيونية في عنوان La Commune والتي قادتني بدورها الى مقابلة جاك أوديار ولاحقاً الى الخضوع لتجربة أداء لفيلم "نبي".

·         ما هي التأثيرات السينمائية التي ساهمت في خيارك التوجه الى التمثيل؟

ـ ما من أمر مباشر او شيء حسي كان خلف توجهي الى السينما سوى انني أحببت السينما منذ كنت في الرابعة عشرة. كانت الأفلام وسيلتي لتمضية الوقت وقتل الملل، فكنت أقصد السينما خمس مرات في الاسبوع أحياناً. وعندما حان الوقت لاختيار دراستي الجامعية، وجدت نفسي متجهاً الى دراسة الفنون لأن السينما كانت المجال الأحب الي.

·         وكان واضحاً بالنسبة اليك انك أقرب الى التمثيل منك الى الاخراج؟

ـ الاخراج السينمائي كان جزءاً من دراستي. ولكن سأكون صريحاً وأقول لك ان الاخراج بدا لي أمراً صعباً. مرحلة الدراسة برمتها كان يشوبها الضياع والتشوش. مرة سألت نفسي: ما الذي أريد قوله إذا قررت إخراج فيلم؟ لم أعثر على جواب ففهمت ان الاخراج ليس مهنتي. أحسست ان التمثيل أقرب الي ولكن حتى ذلك كان يحتاج الى الخضوع للتجربة.

·         وليس من تجربة أفضل من "نبي" مع جاك أوديار. هل لك ان تخبرني بالتفصيل كيف جرى اللقاء بينكما؟

ـ سمعت عن مشروعه في العام 2006. وأذكر انني مازحت صديقاً لي بالقول: من يدري؟ قد أكون أنا صاحب الحظ بالحصول على البطولة! خلال تصوير سلسلة La Commune، عرّج جاك على موقع التصوير للقاء صديق. في خلفية الشاحنة المخصصة للانتاج، التقيته وتعارفنا بشكل عابر. لم نتحدث عن شيء. بعد ذلك، عُرضت السلسلة في الصالات السينمائية في كانون الأول/ديسمبر 2006. شاهد جاك الحلقتين الأوليين ثم جاء الي وقال لي كلاماً جيداً عن أدائي منحني ثقة كبرى بالنفس. ولكن حتى هذه المرحلة لم يذكر شيئاً عن فيلمه. ولكنني فهمت بطريقة ما ومن خلال شخص آخر انه يمكنني التقدم بتجربة أداء للفيلم. وبالفعل قمت بالتجربة في شباط/فبراير التالي. وكانت تلك واحدة من بين ثماني تجارب، لم أتوصل الى قراءة السيناريو حتى تجربة الاداء السابعة. بعدخا تكلمنا وطلب مني جاك إجراء تجربة أخيرة، هاتفني قبلها وعرض الدور علي. بعد ذلك، بدأ العمل الفعلي. لم تكن تمارين بل تحضيرات. تمرنت على مشهد او اثنين فقط من السيناريو للحفاظ على طزاجة الأداء حتى وقت التصوير. كان جاك يكتب مشاهد من عالم السيناريو والشخصية فقط لأتمرن عليها ولكنها لم تكن من ضمن السيناريو. خلال تلك التمارين، لم أكن مرتاحاً الى طريقة أدائي. أحسست انني لست جيداً بما فيه الكفاية. فطلبت من جاك ان نتريث في التمثيل والتمارين وأن نتحدث أكثر حول الشخصية. كيف تمشي؟ كيف تتكلم؟ كيف تفكر؟

·         بماذا فكرت عندما قرأت السيناريو للمرة الأولى؟

ـ صحت "واو"! انه قنبلة! عمل مجنون.

·         هل شعرت بأي قرب من او تواصل مع شخصية "مالك"؟

ـ كلا وذلك ليس شرطاً للتمثيل. بل أعتقد ان التمثيل هو لعب شخصية أخرى مختلفة لا علاقة لها بالممثل. نسيت أن أذكر تفصيلاً مهماً في مرحلة التحضيرات وهو انني خلال التمارين، اتبعت منهجاً تمثيلياً هو الخاص بالـ"آكترز ستديو" (Actors Studio) وهو اسلوب مشهود له ولكنه أثبت عدم جدواه معي في هذه التجربة تحديداً. تعتمد هذه الطريقة على استحضار صور واشخاص من الذاكرة لبناء الشخصية السينمائية. ولأن محيط "مالك" هو السجن ولأن الأفلام المصنوعة عن السجون وفيها كثيرة، كان ثمة خطر في أن تشبه شخصية "مالك" شخصيات أخرى او ان تكون كولاجاً من أفلام وشخصيات سينمائية في هذا النوع السينمائي. لفتني جاك الى ذلك او الاخرى انه جعلني أتنبه اليه والعودة الى النقطة صفر لبناء شخصية "مالك" بعيداً من أية تأثيرات، شخصية حية طازجة، ليست انعكاساً لشخصية أخرى.

بالعودة الى سؤالك، أعتقد ان الشبه الوحيد بيني وبين "مالك" هي كيفية تطور كل منا: هو داخل حكايته وأنا من خلال فيلم جاك أوديار.

·     هل خطر لك انك تقدم في تجربتك السينمائية شخصية ذات جذور عربية وان هذا قد يضعك في إطار نمطي نظراً الى التماثل بينك وبينها؟

ـ لم افكر في ذلك او الأحرى انني لم اسمح لنفسي بالتفكير في هذا الجانب. كانت هنالك ضغوطات كثيرة ومتطلبات فنية. كان من الأفضل ألا أفكر خارج تلك الحدود الفنية. لو أنني فعلت، لسكنني الهاجس وربما أعاقني.

·         كيف تبدلت رؤيتك وفهمك لشحصية "مالك" خلال مراحل العمل المختلفة؟

ـ في البداية، وبسبب افتقاري الى التجربة في مجال التمثيل، تعاطيت مع "مالك" على انه "عقل" فقط "ماكيافيللي" بعض الشيء. عقل يحسب كل خطوة وكلمة ويفكر فيها قبل الاقدام عليها. ولكن اكتشفت انني كنت مخطئاً.

·         كيف اكتشفت ذلك؟ من خلال حواراتك مع المخرج؟ هل توصلتما معاً الى بلورة الشخصية؟

ـ بالطبع لن أدعي انني خلقت الشخصية بمفردي. أنا في نهاية المطاف ممثل، والممثل هو "أداة" المخرج لتوصيل أفكاره. معاً أوجدنا اسس الشخصية. المساحة التي تحررت فيها وقمت فيها بالاجتهادات والإضافات كانت خلال التصوير. ولكن حتى خلال تلك المرحلة، لم أتوقف عن طرح الأسئلة. بل ان الاخيرة تكاثرت مع تعمق معرفتي بالشخصية. والمدهش في جاك انه يملك جواباً لكل سؤال، وجوابه مقنع غالباً.

·         هل كان هناك تباين في وجهات النظر بينك وبين المخرج في ما يخص فهم الشخصية؟

ـ لم يحدث ذلك أبداً ليس لأن جاك لا يقبل الاختلاف ولكن لأن شكل العلاقة بيننا كان مبنياً على الثقة والتفاهم. ثقتي كانت عمياء بجاك واكتشفت انني كنت محقاً في ذلك. كما ان الامور لم تجرِ وفق اتفاقات مسبقة. التجربة كانت مفتوحة على التساؤلات من جانبي التي كان المخرج يوضحها. كنت متيقناً اذا صح التعبير من كل حركة يقوم بها "مالك" لأنني أعرف مصدرها وسببها. ولكن علينا الا ننسى انها كانت تجربتي الأولى في التمثيل وكنت فوق ذلك أعمل مع أحد أهم المخرجين الفرنسيين ان لم يكن أهمهم على الاطلاق. التجربة برمتها كانت مهمة بالنسبة الي والكل محترف. هذه كلها أمور لا تترك مجالاً للتباين بل تفسح المجال أمام تجاوزه فقط بسؤال.

·         كيف تصف شخصية "مالك" الآن بعد انتهاء الفيلم ومشاهدتك له؟

ـ "مالك" شخصية في طور اكتشاف نفسها. هو يكتشف ذكاءه بالدرجة الأولى وذكاؤه من نوعين: الذكاء المكتسب والآخر الفطري. والأخير هو الذي يساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة. فوق ذلك، يمتلك قدرة هائلة على التعلم بسرعة وتلك ميزة بالنسبة الى شاب مثله لأنها تمكّنه من العيش الذي هو ليس أمراً بديهياً بالنسبة اليه وفي ذلك المحيط تحديداً. قدرته تلك هي ايضاً المدخل الى تحسين مكانته، المعدمة في البداية. لا أنظر الى "مالك" كمجرم.

·         خلال تحضيرك للدور، هل قمت بزيارة سجون ومقابلة اشخاص مروا بتجارب مماثلة؟

ـ زيارة السجن كانت أمراً شبه مستحيل في فرنسا لأنها تحتاج الى التحضير واستحصال الإذن قد يستغرق ثمانية شهور. بالنسبة الى الأشخاص الذين مروا في تجارب مشابهة، كنت أعرف بعضهم ولكنني لم أتعمد لقاء أحد من أجل الفيلم فقط. ولكنني في المقابل، شاهدت عدداً من الأفلام الوثائقية عن حياة السجون التي ساعدتني بعض الشيء ولكنني لم اشأ الغرق فيها لأن الفيلم ليس وثائقياً وشخصيتي فيه ليست واقعية.

·     من خلال جلستنا هذه، ألاحظ انك كثير الحركة والتوتر، وذلك نقيض شخصيتك في الفيلم، "المروضة" اذا جاز التعبير، والمحاصرة وان كان التوتر الداخلي من سماتها. كيف اشتغلت على حركة الجسد؟ وهل تجد انها عملية صعبة ان تلعب شخصية مناقضة لطبيعتك على الأقل في سلوكها الخارجي؟

ـ هناك اتجاهان: التفكير والحركة. لضبط انفعالاتي وكبح طبيعتي الديناميكية، كان علي أن أفهم ما الذي يدور في راس "مالك" ومن ثم أعمل على تجسيده. من هنا كانت الحركة منسجمة مع دواخل الشخصية. الحركة توازي الفكرة والعكس صحيح ايضاً. كممثل، أعتقد انه من المفيد عمل الأشياء وليس فقط تركيبها ذهنياً. الأداء هو الذي يوصل الى الحالة الذهنية والجسدية للشخصية.

لم تكن هذه العملية سهلة وعلى الرغم من كل "الانضباط" الذي مارسته، كان "جاك" يطالبني بأن أهدأ أكثر!

·     ما أهمية ان تكون الشخصية ذات جذور عربية؟ لاسيما انها شخصية بلا جذور فعلياً او هكذا تدخل السجن لتحرج منه بهوية وحكاية.

ـ الهوية مسألة مجزأة بالنسبة الى "مالك". انتماؤه الأكبر ليس لبلد أو طائفة بل الى فئة المهمشين والمشردين، التي هي بدورها نوع من سجن. لهذا، ليس لمالك اية أفكار او معتقدات دينية مسبقة وهذا يتضح من خلال إجابته المفتوحة على سؤال ان كان يأكل لحم الخنزير. الكورسيكيون لن يتقبلوه وكذلك العرب. لذلك هو مجبر على بناء هويته الخاصة او اكتشافها بالاحرى بعيداً من الانتماءات الجاهزة التي لا تنطبق شروطها عليه. اما بالنسبة الى احتيار شخصية ذات جذور عربية، فهو أمر طبيعي نظراً الى أن النسبة الكبرى من المسجونين في فرنسا تنتمي الى الاقليات.

·         في هذا النوع من الافلام الذي يمتلك مضموناً سياسياً، هل يشغلك ما يقوله الفيلم عموماً عن موضوعه؟

ـ ليس للفيلم اي بعد سياسي من وجهة نظري لأن ليس فيه حالة رفض أو تنديد. فهو ليس عن أحوال السجن والمساجين في فرنسا، بل ان الفيلم يستخدم الواقع لبناء عالمه، غير البعيد من الواقع بدوره. ولكن الفيلم لا يطرح اسئلة حول الواقع وهو حتماً ليس وثائقياً. فبعض الاحداث الذي يجري في الفيلم لا يمكن ان يجري في الواقع ,ان يمر بهدوء مثل جريمة القتل مثلاً. بالعودة الى سؤالك، لا أخفيك انني طرحت أسئلة كثيرة على نفسي بعد مشاهدة الفيلم، ولكنني لم أجد في الفيلم رؤية سياسية جاهزة تقدم نفسها وعلينا الاتفاق او الاختلاف معها. انه فيلم نوع اكثر منه اي شيء آخر. بالطبع، الرأي العام استغل النجاح الكبير للفيلم ليطرح اسئلة حول السجون في فرنسا.

·         لم أقصد بسؤالي حالة السجون، بل قصدت تطرق الفيلم الى موضوعات الفساد والعنصرية والتطرف الديني.

ـ أوافقك الرأي في ما يخص الامور الثلاثة التي ذكرتها ولكن ايضاً حتى الفساد كما هو مطرح في الفيلم ليس واقعياً بل فيه حالة من الاستعراضية الفاضحة غير الموجودة حتماً في الواقع. بالنسبة الى العنصرية، تحضر في السجن كما في الواقع ولكنها تتخذ شكل عنصرية المجموعات أكثر منها الاثنيات. أما التطرف الديني فيحتاج برأيي الى تعريف. فإذا قلنا ان اللحى هي مظهر من مظاهر التطرف، علينا ان نذهب أبعد ونقول ان هذا المظهر الذي تتخذه المجموعة في السجن هو في جوهره وسيلة لحماية نفسها من المجموعات الأخرى. ولكنها في نهاية المطاف مجموعة من اللصوص والمجرمين مثلهم مثل اي مجموعة أخرى في السجن.

·         كيف كانت علاقتك بالممثل نيلز أريستروب؟ على الشاشة كانت الكيمياء بينكما واضحة...

ـ نيلز عملاق في عالم الكوميديا ولا أخفيك مدى خوفي في البداية من الوقوف أمامه. ولكن نيلز كان مدهشاً ليس فقط معي وانما مع الجميع. وبفضله لم تتخذ علاقتنا شكل الاستاذ والتلميذ. حتى انني طلبت نصيحته في إحدى المرات في خصوص أدائي أحد المشاهد ولكنه فاجأني بالقول "أنا واثق من انك ستتدبر أمرك بأفضل مما سأقوله لك". وكانت حكمته الأثيرة ان التمثيل مثل لعبة كرة المضرب، حين ترمي الطابة ستعود اليك حتماً وان ليس من الرمية الأولى.

·         كممثل شاب ينتمي الى أصول مغاربية، هل تعتقد ان فرصك أقل من غيرك بصرف النظر عن الموهبة؟

ـ أعتقد ان الوضع أفضل اليوم مما كان عليه في السابق. من سبقوني تعذبوا كثيراً ولم تتسنَّ لهم فرص كثيرة للاضطلاع بالأدوار المهمة منذ بدايتهم. ناضلوا كثيراً من أجل الوصول. الآن بدأت الطريق تشرَّع أمامنا، ولم يعد من المستحيل أن نرى الأقليات على الشاشة وفيلم "نبي" اكبر دليل على ذلك.

·         ما هي مشاريعك السينمائية المقبلة؟

ـ انتهيت من تصوير فيلم "نسر الليل" مع المخرج كيفن ماكدونالد وفيه ألعب الدور الخامس ولكنها شخصية مثيرة للاهتمام. للمرحلة المقبلة، ثمة مشاريع كثيرة من بينها فيلم مع المخرج الجزائري اسماعيل فروخي ومع عبد الرؤوف الضافري.

المستقبل اللبنانية في

11/12/2009

 

العرض القادم

شرلوك هولمز في نسخة جديدة

شرلوك هولمز شخصية خيالية لمحقق من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إبتكرها الكاتب والطبيب الإسكتلندي سير آرثر كونان دويل. ظهرت الشخصية للمرة الأولى في العام 1878، واشتهرت بمهارتها الشديدة في استخدام المنطق والمراقبة لحل القضايا، وقد يكون هولمز أشهر محقق خيالي في العالم، وهو بالفعل أحد أكثر الشخصيات الأدبية المعروفة بشكل عالمي. كتب كونان دويل أربع روايات، وستاً وخمسين قصة قصيرة من بطولة هولمز، رويت جميعها من قبل صديقه الحميم وكاتب سيرته دكتور جون هـ. واطسن، بإستثناء قصتين رواهما هولمز بنفسه، وأخريين رويتا بضمير الغائب.

في أولى قصصه، "دراسة بالقرمزي"، قُدِمَت بعض المعلومات عن خلفية هولمز. فهو طالب كيمياء مستقل، له مجموعة واسعة من الاهتمامات الجانبية، معظمها يصب في مجرى مساعدته ليصبح خارقاً في حل الجرائم. في مغامرة أخرى مبكرة بعنوان "مغامرة غلوريا سكوت"، تتضح الأسباب التي دعت هولمز إلى العمل كمحقق خاص وهو امتداح والد زميله في الكلية الشديد لمواهبه وقدراته الاستنتاجية.

على الرغم من وجود أكثر من اربعين فيلماً تتناول هولمز، الا ان شخصية المحقق الشهير لاتزال ملهمة كثيرين وآخرهم المخرج الانكليزي غاي ريتشي- صاحب Snatch وLock, Stock and Two smoking Barrels- الذي يقدم نسخته الخاصة في فيلم يحمل عنوان Sherlock Holmes وتُفتتح عروضه التجارية في العالم ولبنان يوم 25 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

السيناريو الذي كتبه مايكل روبرت جونسن وأنتوني بيكهام وسايمن كينبورغ عن قصة لليونيل ويغرام، ليس مقتبساً عن اي من روايات كونن بل يستوحي الشخصية فقط ويضعها في إطار أحداث متخيلة معاصرة تدور حبكتها حول خطة لتدمير بريطانيا، يسعى هولمز ورفيقه واطسن الى حلها. يلعب دور هولمز الممثل روبرت داوني جونيور، بينما يؤدي جود لو دور واطسن.

المستقبل اللبنانية في

11/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)