حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمود رضا فى اليوبيل الذهبى لفرقته:

وزارة الثقافة تكره الفنون الشعبية.. ووزيرها لا يهتم إلا بالفن التشكيلى

حوار   سماح عبدالعاطى

٥٠ عاما التهمتها الفرقة من سنواتها الثمانين التى تتمها فى مارس المقبل.. إذا ترجم محمود رضا، مؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية هذه السنوات إلى أرقام وذكريات سيملأ كتباً ومجلدات.. تكفى تلك التى يحكى فيها عن علاقته بوزراء الثقافة، وعلاقة العداء التى ربطته بهم، وخلافه الشديد مع فاروق حسنى الذى تعمد عدم ذكر اسمه فى الحوار مكتفياً بلقب «الوزير الحالى».. الحوار الذى أجرته «المصرى اليوم» معه فى مكتبه فى شارع قصر النيل، وسط صوره وذكرياته، سيطرت عليه حالتا الحزن على تاريخه الذى أهملته الدولة فى ظل تجاهل وزارة الثقافة له، والشفقة على ما آلت إليه أوضاع الفرقة العريقة التى منعت من دخول الأوبرا.. حالة ثالثة لم تعكسها كلماته بقدر ما بدت فى نظرات عينيه وعلى صوته وهى اليأس.. من الموجود ومن القادم.. وإلى نص الحوار.

·         ٨٠ عاماً.. متى بدأت علاقتك بالرقص؟

- علاقة قديمة جدا، بدأت من السينما.. فقد كنت أذهب إلى الأوبرا لمشاهدة الفرق الأجنبية، كما أننى رقصت باليه عندما كنت ألعب جمباز، ومثلت مصر فى أوليمبياد ١٩٥٢، وبعد تخرجى التحقت بفرقة أرجنتينية جاءت مصر لتعرض رقصاتها المستوحاة من الفلكلور الأرجنتينى، عرضنا لفترة فى مصر ثم سافرنا إلى باريس حيث واصلنا العروض هناك.

·         خلفية أسرتك الأرستقراطية تتنافى مع مشروعك تأسيس فرقة رقص للفنون الشعبية.. ألا ترى فى هذا تناقضاً؟

- ولا أرستقراطية ولا حاجة.. هو إحنا عشان مستورين نبقى أرستقراطيين؟..إحنا كنا ساكنين فى السيدة زينب، وأنا اتولدت فى القبيصى فى الوايلى، ووالدى كان أميناً لمكتبة الجامعة، موظفاً راتبه صغير.. إخواتى كلهم موظفون وأنا شخصياً عملت فور تخرجى فى كلية التجارة قسم إدارة أعمال موظفاً بشركة بترول.

·         كيف بدأت الفكرة إذن؟

- سؤال بسيط وجهته لنفسى: طالما بترقص الفلكلور الأرجنتينى، ليه ما ترقصش الفلكلور المصرى؟.. خاصة أن نشأتى فى السيدة زينب خلتنى أشوف الموالد، وعام ١٩٥٥ عدت من باريس وفى ذهنى تكوين فرقة تعرض الفلكلور المصرى، وقتها شاركت فى عرض أقامته وزارة الإرشاد «الثقافة حالياً» كان بعنوان «يا عين يا ليل»، وبعد ذلك تفرغت لتكوين الفرقة، واخترت مجموعة من زملائى تحمسوا للفكرة وسافرنا إلى أسوان، ومنها للأقصر وقنا وباقى محافظات الصعيد حتى الجيزة، كنا نقيم فى كل محافظة ٣ أيام، وبمساعدة المسؤولين فيها كنا نجتمع بفنانيها المغنين والعازفين، ونصور اللقاء بكاميرا سينما، فى حين كان أخى الأكبر أحمد يكتب تقارير مفصلة عن الرحلة، كان كل هدفنا استلهام الفلكلور المصرى.

·         متى بدأت علاقة الدكتور حسن فهمى بالفرقة ؟

- كنا عائلة واحدة نؤسس للفرقة.. وقبل سفرى لباريس كنت على علاقة به، يعنى زى ما تقولوا كده متكلم على بنته «وديدة» شقيقة «فريدة» خطيبة أخى على رضا، وعندما عدت من باريس حكيت الفكرة مع شقيقى على وفريدة ووديدة خطيبتى ووالدها حسن فهمى أستاذ الجامعة الذى احتضن المشروع وتعامل معه على أنه رسالة دكتوراه يتقدم بها أحد تلاميذه إليه، فوجهنى وعندما نجحنا حوّل نجاح الفرقة إلى نموذج يدرسه لطلبته.

·         فرقة رقص فى مجتمع شرقى محافظ.. ألم تكن فكرة جريئة أو مرفوضة؟

- كانت هذه هى أكبر مشكلة.. ده طبعا غير مشاكل الضرائب والفلوس وأجور الفنانين والنواحى المادية من دعاية وغيرها، المشكلة الحقيقية كانت فى نظرة الناس للرقص.. كلمة رقص كانت «فظيعة».. وسمعته فى مصر وحشة قوى، حتى المصطلحات اللى بتطلق عليه صعبة، زى ما يقولوا هز وسط وبطن، حتى لما واحد يحب يشتم حد يقول عليه بيترقص، كل ده بعيد تماما عن المعنى الحقيقى للرقص، كما أن اقتصار الرقص على الشرقى وفى أماكن مثل الكباريهات جعل النظرة المتدنية له تتأصل عند المصريين.

·         لخصت الأزمات فى تقبل المجتمع للفرقة والنواحى المادية.. ألا تعتبر اختيار الراقصين أزمة هو الآخر؟

- طبعا كان أزمة وصعباً كمان، فى الأول كنا نختار الرياضيين من الشباب، زى اللى بيلعبوا سباحة أو ألعاب قوى مثل حسن عفيفى الذى كان يلعب زانة فى الجامعة، أما اختيار البنات فكان هو الأصعب، يعنى اللى كانت بترضى بشغلنا بنوافق عليها فورا، ومع مرور الوقت بدأنا ندقق فى اختياراتنا ونجعلها وفق معايير.

·         وماذا عن المطربين والعازفين؟

- قبل المطربين كانت هناك مشكلة الموسيقى، فى البداية صممت الرقصات الأولى على طبلة، يعنى أقول لعازف الطبلة «اعطنى إيقاع مصمودى أو مقسوم»، وأصمم الرقصة، بعدها عرض «على رضا» أن يضع موسيقى الافتتاح ملحن اسمه «على إسماعيل»، لم أكن أعرفه وقتها جاء إلينا فى فيلا الدكتور حسن فهمى، حيث كنا نتدرب، وشاهد الرقصات، وأخرج النوتة وسجل فيها ثم اختفى، وقبل موعد الافتتاح بحثنا عنه وعرفنا أنه يرافق ابنه المريض فى المستشفى، ذهبنا لزيارته هناك وفوجئنا به يجلس إلى جوار ابنه، ومعه عازف قانون ويسجل ويؤلف موسيقى الافتتاح.

·         والمطربون؟

- فى البداية استعنا بمطربين كبار مثل كارم محمود وشهرزاد وبعد شهر توقفنا وعندما عدنا كانا قد انشغلا فتم الاستعانة بالعزبى، وقتها كان معروفاً فى أوساط الهواة، وعندما دخل الفرقة عملنا له ألحاناً خاصة به.

·         أين أقيم العرض الأول؟

- مشاكلنا كلها كان سببها وزارة الثقافة منذ أن كانت وزارة الإرشاد لحد دلوقتى، وأتذكر أننا وقت العرض بحثنا كثيراً عن مسرح فى ظل رفض وزارة الإرشاد تأجير أى مسارح لنا إلا بعد أن يرى الوزير العرض، وطبعا الوزير لا يشاهد عروضاً خارج الأوبرا، وطبعا عشان يشوفه لازم نستأجر مسرح الأوبرا على نفقتنا.. من الآخر عذبونا لحد ما أخدنا مسرح الأزبكية الصيفى عشان نعرض عليه.

·         فين المسرح ده دلوقتى؟

- كان يقع خلف المسرح القومى، وده مسرح «أى كلام»، ماكنش معروف، واستأجرناه بـ١١ جنيها فى اليوم.. وأقمنا العرض الأول فى ٦ أغسطس ١٩٥٩، وعندما نجحنا مدوا لنا مدة العرض.

·         ما مؤشرات هذا النجاح؟

- إقبال العائلات علينا، واستقبال الصحافة لنا، وما كتبه مصطفى وعلى أمين عنا، كما كتب إحسان عبدالقدوس: عندما تشاهد فريدة فهمى على المسرح وهى ترقص تشعر أنك تشاهد أختك.

·         إلى متى استمرت مشكلة التمويل؟

- فى البداية كنا نمولها بالمجهودات الفردية.. ثم فتحنا دفتر توفير باسم وديدة زوجتى، وعملنا لمدة عامين كاملين دون مشاكل مادية، بعدها واجهتنا مشاكل بالجملة، خاصة فى رحلة ألمانيا عام ١٩٦١ حيث أقمنا هناك عروضا فى ١٧ مدينة خلال ٢٠ يوماً فقط وبنود العقد ظلمتنا، وكنا نحصل على إيرادات المسرح وندفع المصروفات، وبصراحة كنت أتخيل إن المسرح فى ألمانيا عندما يمتلئ فإن الإيراد يكون كبيراً، لكننى فوجئت بأنه تابع إلى اتحاد الطلاب وسعر تذكرته لا تزيد على مارك واحد، وطبعاً ده ماجبلناش حق الفندق اللى نزلنا فيه، ووقعنا فى مشكلة كبيرة.

·         كيف خرجتم منها؟

- الرئيس عبدالناصر كان يحب الفرقة جداً، وعندما عرف الأزمة التى تواجهنا طلب من د. عبدالقادر حاتم، وزير الإرشاد وقتها مساعدتنا، واستدعانى الدكتور حاتم وعرض علىّ أن تمولنا الوزارة، وتعهد بعدم التدخل فى الأمور الفنية للفرقة، فوافقت، ولم يخطر على بالى أن موافقتى ستحولنى إلى موظف حكومة، يطبق على قانون الوظيفة من جزاءات وعقوبات، وتمر الأيام لتتم ترقيتى إلى مدير عام، ووكيل وزارة، ثم أحال إلى المعاش، أما الفرقة فقد أخذتها الوزارة، مع أننا لم نبعها أو نورثها، ولم نوقع معها عقداً، أو حتى أمموها بصراحة «مفيش حاجة واضحة».

·         ما الذى تغير فى الفرقة بعد انضمامها لوزارة الثقافة؟

- الموضوع كان ليه مميزات وعيوب، صحيح المميزات كتيرة، لكن العيوب غطت عليها، من أهم المميزات اختفاء الأزمات المادية، وأصبح للجميع مرتبات مضمونة «بدل ما كانوا بيقبضوا شهر وشهر لأ»، وبعد ما كانت الفرقة ٧ راقصين و٧ راقصات و١٢ موسيقياً وصلنا إلى ثمانين راقصاً وراقصة، وما يقرب من ١٠٠ عازف.. وأقمنا استعراضات كبيرة ولفينا العالم كله من خلال الوزارة.

·         طب والعيوب؟

- أهمها الروتين، فعندما كانت الفرقة صغيرة لم نحتاج سوى موظف واحد أو اثنين، لكن عندما وصلت لمنصب وكيل وزارة ومشرف على ثلاث فرق كان لدينا ١٧٠٠ موظف، و٢٧ إدارة ليس لأى منها علاقة بالفن، يعنى إدارة للشؤون القانونية، وأخرى للإحصاء المركزية، وإدارة للموظفين، وليس للراقصين، وغيرها، ده غير مشاكل الموظفين التى تطغى على مشاكل الفرقة. فضلا عن المكافآت التى كانت تصرف فى نهاية السنة المالية وتذهب كلها للموظفين، ولم أكتشف ذلك إلا عندما أصبحت وكيلاً للوزارة ساعتها منحت الراقصين مكافآت مثلهم مثل الموظفين لا يعنى هذا أننى ضد الموظفين، ولكن فى مكان آخر غير فرقة رقص.

·         إيه أكتر موقف تعرضت ليه وأنت وكيل وزارة وتدير فرقة رضا وأحزنك؟

- مواقف كتيرة، كان منها ما حدث مع يوسف السباعى، وزير الثقافة الأسبق.. حيث طلب منا الرئيس السادات إقامة عرض للفرقة فى استراحة الرئيس فى المعمورة تكريماً لرئيس المكسيك وزوجته، وشددت السيدة جيهان السادات على الاهتمام بالملابس فقلت لها «نحن فرقة حكومة.. والبفتة أرخص والا الدمور»، لكنها وعدتنى بالتحدث مع يوسف السباعي، وبعد انتهاء الحفل بعدة أيام فوجئت بالوزير يستدعنى لمكتبه ويسألنى عن مشاكلنا كفرقة، فسردتها عليه فأخذ «يقطمنى» وقال لى: «مش عندكم ميزانيات تصرفوا فى حدود ميزانياتكم»، وكلمنى بطريقة «مش لطيفة»، فتركته وانصرفت.. وبعدها بفترة قليلة حضر الرئيس الفرنسى الأسبق جيسكار ديستان وزوجته إلى مصر، وطلب منا الرئيس إقامة عرض للفرقة فى قصر عابدين، وهناك شاهدتنى جيهان السادات وسألتنى عما تم فى موضوع الملابس،

وعندما لاحظت امتناعى عن الرد، نادت على يوسف السباعى الذى كان موجوداً وقتها فظن أننى أشكو لها، فنظر إلى وقال «إنت عايز إيه بالضبط» فطلبت منه موعداً، وفى الموعد قال لى أمام ضيوفه: «انتوا لما تكونوا فاشلين ما ترميش فشلك علينا».. لم أرد وأعطيت له ورقة بمطالبنا لم ينظر فيها وقال لمدير مكتبه وقتها سعد الدين وهبة: «فى حدود اللوايح والقوانين»، مما يعنى أنها مطالب لن تنفذ، ومن ساعتها قررت مقاطعة حفلات رئاسة الجمهورية حتى لا أقابل الرئيس ولا جيهان السادات.

·         أفهم من ذلك أن علاقتك بالرئيس السادات كانت قوية؟

- ماكانش فيه علاقة، لأنه عندما توجد مناسبة كان يدعو الفرقة للعرض الخاص، ولم تكن هناك علاقة شخصية.

·         طب وعبدالناصر؟

- عبدالناصر كان يحب الفرقة ويحضر عروضها أكثر من مرة، وأعرف أنه معجب برقصة «أولاد على بمبة»، وأكثر من مرة حضر عروض الأوبرا وصافحنا فيها، وعندما زار الرئيس اليوغوسلافى تيتو مصر اصطحبه لمشاهدة أحد عروضنا، وصعد به للمسرح ووراءه ١٧ وزيرا سلموا علينا فرداً فرداً.

·         صحيح عبدالناصر كان يتبنى الفرقة؟

- يعنى بدرجة ما.. مثلاً كان عندنا مشكلة مع وزارة الثقافة فى عهد الوزير ثروت عكاشة، ولم يكن لدينا مسرحاً نعرض عليه، ويبدو أن الأزمة وصلت للرئيس فطلب من ثروت عكاشة أن يعطينا دار الأوبرا وعرضنا عليها لمدة ٤ أشهر دون أن ندفع مليماً واحداً. الآن الفنون الشعبية المصرية مابتعتبش الأوبرا... الأوبرا لازم أجانب وبابيون.

·         لماذا حالة العداء هذه بينكم وبين وزراء الثقافة؟

- العداء ليس مع وزراء الثقافة، وإنما مع المحيطين بهم، مثلاً حدث فى عهد الوزير ثروت عكاشة أن طلبنا الرئيس عبدالناصر نحن وأم كلثوم لإحياء حفل فى قصر عابدين، وجاء الطلب عن طريق مدير مكتب الوزير، فطلبت ٢٠٠ جنيه للفرقة المكونة من ١٠٠ فرد، لكنه استكثر المبلغ، وبدأ يفاصلنا، فقلت لمدير المكتب: انتوا لو طلبتوا واحدة رقاصة زى نجوى فؤاد هتاخد كذا»، فرد على «وهو انتوا زى نجوى فؤاد؟»، وبعد فاصل من الجدل وافق على المبلغ، لكنه اشترط إقامة بروفة خاصة للوزير، وعندما سألته «ليه بروفة خاصة؟» رد «عشان الوزير يشوفكم»، فقلت: «هو الوزير ما شافناش قبل كده؟» رد «لأ».

·         هل كل المشاكل كانت من هذا النوع؟

- لأ.. فيه مشاكل من نوعية أن الوزير الحالى يحدد مواعيد للاجتماعات، ويلغيها دون إخطارى فلا أتمكن من حضورها، أو يدعو للقاء أو افتتاح حدث مهم ويحدد له ساعة ويتأخر عنها كثيرا فأنصرف، وسبق أن اختلفت معه عندما كنت أشغل منصب وكيل وزارة فى الثمانينيات وشكوته للرئيس مبارك، وقدمت الشكوى للدكتور مصطفى الفقي، وعرفت بعد ذلك أن الشكوى تم تحويلها إليه ليقول رأيه فيها فكتب عليها «محمود رضا ده فنان مالهوش علاقة بالإدارة»،

وعندما عرفت قلت للفقي: هو مايعرفش إنى خريج كلية التجارة قسم إدارة أعمال، فرد الفقي: «يا محمود وزير وكتب كده هنعمل له إيه». وطبعاً أعفانى الوزير من منصبى، ولم أذهب بعد ذلك لمكتبى «عشان أقعد ع الدكة»، وفى عام ونصف العام جاء بعدى ٥ أفراد لم ينفع منهم أحد للمنصب، ده غير إن المستوى دائماً فى النازل.

·         كيف تقبلت الخروج على المعاش فى ١٩٩٠؟

- أنا اترحمت.. أولاً لما كنت وكيل وزارة كان حوليا عصابة. منهم مدير الشؤون المالية ومدير المستخدمين، وكانوا عايزين أبقى زيهم، ولما رفضت بدأت المشاكل و«الخوازيق» وخرجت على المعاش ومرتبى ٣٦٠ جنيها.

·         وماذا فعلت بعد المعاش؟

- تفرغت للسفر وتدريس فنون فرقة رضا، فى أكثر من ١٠٠ دولة تعرف قيمة الفرقة - يشير إلى صورة معلقة على الحائط- مكتبة الإسكندرية كمثال أقامت برنامجا بعنوان «العالم يرقص مع محمود رضا» لفرق عالمية أدت ٤٠ استعراضا من تصميماتي. ودلوقتى بسافر دول كثيرة أدرب، ويدفعوا لى الطيران، والفنادق، وأجرتى بالساعة، ويفسحونى ويبكوا فى وداعي، بصراحة أنا واخد حقى بره كويس قوي.

·         تعانى مثل غيرك وتشكو تجاهل الدولة لك؟

- لأ.. لا أشكو.. موضوع الوزارة حطوه على جنب.. الناس بتحبنى وأنا لا أريد أكثر من ذلك، وبامشى فى أى حتة فى مصر الناس عارفة مين محمود رضا وبيعاملونى باحترام وحب شديدين وأنا مش عايز أكتر من كده، وموضوع الشغل مع وزارة الثقافة هما اللى خسرانين.

·         تتضايق؟

- آه طبعاً.. ومتضايق أكتر إن الفرقة لسه باسمي.. ولا ألوم الفرقة، فهم معذورون، والحمد لله عندهم مدير كويس هو إيهاب حسن، لكن هيعمل إيه؟.. ده اتجاه فى وزارة الثقافة ضد الفنون الشعبية، وشكل المسؤولين فيها مش بيحبوا الفنون الشعبية، كفاية عليهم الفن التشكيلي، وممنوع الفلكلور المصرى يتعرض فى الأوبرا، لكن لو جه فلكلور هندى هيعرضوه.. انظروا إلى إعلانات مسرح البالون هتلاقيها دراما، رغم إن المسرح ده اشترته وزارة الثقافة مخصوص من إيطاليا عشان الفنون الشعبية.

·         كان نفسك تظل على رأس فرقة رضا حتى الآن؟

- طبعاً.. أنا مش عايز أبقى ملكاً أو وزيراً، أو رئيس وزراء، لكن أظل أدير الفرقة.. أديرها فنياً.

·         إيه اللى كنت هتقدمه؟

- نفس اللى كنت بأقدمه زمان، بس بتطوير ولو كنت استمريت ٢٠ سنة، مين عارف كنا عملنا إيه دلوقت.

·         هل للراقص سن معينة للاعتزال؟

- ليست سناً بل لياقة معينة، يعنى إذا كان الراقص من المجموعة فيمكنه أن يواصل إلى سن الخمسين، أما إذا كان «صولو» منفردا فيجب أن يراعى لياقته، يعنى فريدة فهمى اعتزلت فى الأربعين، وأنا اعتزلت وعمرى ٤٢ سنة.

·         أكتر شىء بيحزنك دلوقتى؟

- تجاهل وزارة الثقافة لفني.. يعنى مثلاً فكروا منذ عدة أشهر فى إنشاء فرقة جديدة على غرار فرقة «نيران الأناضول» التركية لتمثل مصر فى المهرجانات العالمية، طب ما انتوا عندكم حاجة اسمها فرقة رضا وياما مثلت مصر فى العالم كله بس باظت بسببكم.

·         واضح أن إنشاء الفرقة الجديدة يضايقك؟

- لأ بيفكرنى بس بحكاية جحا والسنجق والحمار.. السنجق حاكم الحى طلب إن حماره يتعلم القراءة والكتابة، ودعا علماء الحى لتعليم حماره، ومن يعتذر كان السنجق يسجنه، إلى أن تقدم جحا وأبدى استعداده لتعليم الحمار، ولم يلتفت لتهديدات السنجق بالحبس إن فشل فى مهمته، وإنما طلب من السنجق بناء مدرسة للحمار، واستيراد كتب معينة لتعليم الحمار، وقال «أنا والسنجق والحمار والزمن طويل.. يا أنا أموت يا الحمار يموت يا السنجق يموت»، والوزير لما يطلب تأسيس فرقة محدش هيرفض، هيقولوا له ادينا فلوس وميزانيات ونبنى لهم مدرسة و«حلنى بقى» يا السنجق يموت يا الحمار يموت.

المصري اليوم في

06/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)