حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خرجت ولم تعد:

الأفـــلام الدينيـة مـاتت بالســكتة الإنتاجية

رضـا الشـناوي

رغم النجاح الذي تلقاه الأفلام الدينية عند عرضها، إلا أن الجديد منها خرج ولم يعد وماتت الأفلام الدينية بالسكتة الإنتاجية ولا عزاء للجمهور. من منا ينسي »بلال« وهجرة الرسول وفجر الإسلام والشيماء.. إلي آخر تلك الأفلام التي كانت تمثل نقاطا مضيئة علي خريطة السينما المصرية والعربية؟ علي مدار أكثر من 35 عاما بعد تقديم فيلم »الشيماء« عام 1973 لم يجرؤ منتج علي تقديم فيلم ديني يعيد التوازن إلي خريطة السينما العربية، إذا استثنينا من ذلك أفلاما مثل »الرسالة« و»عمر المختار« التي انتجت في ظروف إنتاجية خاصة قد لا يمكن تكرارها.

لماذا اختفت الأفلام الدينية والتاريخية من شاشات العرض الفضية، واقتصرت نوعية العطاء السينمائي علي الأفلام الرومانسية والاجتماعية التي اختلط كثير منها بالعنف حينا وبالتجاوزات أحيانا أخري في إطار ما يسمي بسينما الواقع؟

السؤل طويل والإجابة عنه تستدعي رحلة مع عناصر العملية السينمائية لعلهم يقدمون إجابة شافية عنه.

في إطار مناقشة هذه الظاهرة يقول الفنان القدير حسن يوسف: المشكلة تكمن في ضعف النصوص والقصص الدينية التي يتم تقديمها للمنتجين ـ الأمر الذي يجعلهم يخافون من المغامرة بأموالهم .. ومن وجهة نظري هذا اعتقاد خاطئ ـ نظرا لأن الفيلم الديني عائده كبير ومستمر وإن كان يأتي ببطء ـ وأصدق دليل علي ذلك أن الأفلام الدينية القديمة ومنها هجرة الرسول ـ بلال مؤذن الرسول ـ فجر الإسلام ـ الشيماء ـ رابعة العدوية ـ خالد بن الوليد ـ مازالت تباع حتي الآن في سوق البلاد الإسلامية وفي الدول التي بها جاليات إسلامية.

لا أستطيع

ـ وبسؤال الفنان حسن يوسف هل ينوي إنتاج وتقديم فيلم إسلامي خلال الفترة القادمة؟ أجاب قائلا : »أنا لا أستطيع إنتاج فيلم يحمل هذه المواصفات وذلك بسبب التكلفة الضخمة والباهظة جدا، ولكنني في حدود ما أستطيع القيام به هو المشاركة في المسلسلات الدينية من خلال التليفزيون والذي أعتقد أن هذا الإنتاج عوض كثيرا ولكن بصفة مؤقتة توقف الإنتاج السينمائي للأفلام الدينية في الفترة التي توقفت فيها السينما عن الإنتاج للأفلام الدينية وذلك لأن الوكالات الإعلانية وبدأت خلال الفترة الأخيرة تشترط علي القنوات الفضائية الوقت والعمل الذي يرغب الإعلان فيه ـ كما أن المسلسلات الدينية تضاءلت فيها نسبة المشاهدة لأنها أصبحت تعرض في وقت ميت بالنسبة للمشاهدين.

التكلفة الباهظة

< وبالنسبة للفنانة القديرة سميرة أحمد ـ صاحبة الرصيد الكبير من الحب في قلوب عشاق الأفلام الدينية فهي تري أن هناك قصورا كبيرا في إنتاج وتقديم الأفلام الدينية المتميزة خاصة أن فيلمها »الشيماء« هو آخر ما أنتجته السينما المصرية من أفلام دينية حتي الآن.. وتشير إلي أن قلة إنتاج هذه النوعية من الأفلام يرجع في المقام الأول إلي التكلفة الكبيرة التي يتم صرفها علي هذه الأفلام ـ وعلي الرغم من المتغيرات الكثيرة التي طرأت علي المجتمع في الآونة الأخيرة ـ فإنه لابد من تقديم أفلام دينية كبري تعمل علي توصيل الرسالة الدينية بأسرع وقت وذلك من خلال التقنيات الحديثة لوسائل الاتصال. وإن كان التليفزيون يقدم أعمالا في هذا الاتجاه ـ فهذا من وجهة نظري لايغني عن الإنتاج السينمائي لفيلم ديني نتمني عودة إنتاجه علي الساحة الفنية لنؤكد من خلاله استمرار الريادة المصرية في عالم السينما.

مشكلة إنتاج

وأما بالنسبة للكاتب يسري الجندي فيقول: إنه لاتوجد مشكلة نصوص ولاتوجد أيضا مشكلة مشاهد ولا أي عناصر أخري ـ لكن المشكلة الحقيقية موجودة في الإنتاج الذي يذهب إلي الأفلام ذات الربح السريع خوفا من ضخامة تكلفة هذه النوعية من الأفلام، مع العلم بأن عائدها المادي مضمون والدليل أن الفيلم الديني »خالد بن الوليد« الذي قدمه الفنان الراحل حسين صدقي في عام 1958 مازال يوزع حتي الآن ومطلوب في دول كثيرة ونفس الشيء يتم مع أفلام بلال مؤذن الرسول وهجرة الرسول والشيماء.

ومن خلال هذا الواقع أقول لمن يدعي أن الأفلام الدينية لاتجد سوقا للتوزيع .. أن هذا الكلام خطأ كبير ويجب ألا ننسي أنه تم بيع أفلام هجرة الرسول وبلال مؤذن الرسول وفجر الإسلام في مهرجان مانيلا السينمائي عام 1981 وفي رأيي إذا لم تتدخل الدولة لإنتاج هذه الأفلام أو علي الأقل تساهم وتشجع إنتاج هذه الأفلام الدينية فلن نري إنتاجا لأفلام دينية جديدة في هذا الاتجاه لأن المنتج حاليا وبالأخص الإنتاج الخاص لن يقبل علي ذلك أبدا.

الضرائب

< ويضيف المنتج وائل عبد الله أن زيادة الضرائب والرسوم المتعددة أدي لهروب المنتجين من صناعة السينما وهدد عجلة الإنتاج بالتوقف ـ وأشار وائل عبد الله إلي أن الأفلام الجيدة الدينية لو فكرنا في إنتاجها ـ ستكون أولي الضحايا خاصة أنها تهتم بالمضمون والفكرة والأحداث الدينية في حياتنا خاصة في الوقت الذي يؤمن فيه الكثيرون من المنتجين بأنها لا تهتم كثيرا بشباك التذاكر.. والسينما في النهاية صناعة لن تدب فيها الروح بدون حصاد الأرباح والإيرادات.. هذا بالإضافة لأن أهم شيء قد يعوق عجلة إنتاج نوعية هذه الأفلام الدينية هو الأجور الضخمة للنجوم والتكلفة الباهظة للدعاية.

أين مساهمة الدولة؟

أما الفنانة القديرة ماجدة الصباحي التي يذكر الجميع تألقها في أفلام »هجرة الرسول« وانتصار الإسلام وبلال مؤذن الرسول فهي تقول: إن هذه النوعية كانت أجمل الأفلام التي قدمتها في مشوارها الفني.. ويرجع اختفاؤها حاليا إلي تكلفة هذه النوعية من الأفلام ـ وأنا كمنتجة أؤكد أنها تكلفة ضخمة جدا ـ ومعظم الأعمال السينمائية الدينية التي تم تقديمها كانت إنتاج الدولة متمثلة في مؤسسة السينما في ذلك الوقت، وكانت الدولة تشجع وتساعد في إنتاج مثل هذه الأفلام ـ ونحن الآن في حاجة لمثل هذه النوعية لأنها تقدم رسالة عظيمة داخليا وخارجيا ـ ونتمني أن نري عودة لهذه النوعية قريبا علي الشاشة المصرية.

ويقول المخرج الأردني محمد عزيزية: إن الأفلام الدينية مثل الكتب الدينية لها مواسم رواج والتي كان لها رواج كبير منذ فترة قليلة وكانت هذه فرصة طيبة لتقديم وإنتاج فيلم ديني، ولكن هذه النوعية تتطلب إنتاجا ضخما والمنتج حاليا يسعي لتحقيق المكسب السريع من خلال تقديم أفلام الجنس والمخدرات والعنف والإسفاف فقط وبعدها يخرج المشاهد بعد العرض بدون أي استفادة حقيقية وللعلم هذه الأفلام عمرها قصير بالنسبة للأفلام الدينية والتاريخية أيضا، وهذا ما يحدث الآن لأننا نري في الدول الإسلامية في كل مكان تقبل علي شراء الأفلام الدينية رغم مرور سنوات طويلة علي إنتاجها ولذلك يجب أن تتضافر كل الجهود من أجل إنعاش هذه الصناعة التي أوشكت علي الاندثار بعدما غاب الإنتاج.. حتي نقدم للأجيال القادمة صورة صادقة لمفاهيم الإسلام ومبادئه العظيمة السامية تصحح المفاهيم الخاطئة.

طموحات عز

وبالنسبة للفنان الشاب أحمد عز يفكر بشكل جاد في تقديم فيلم ديني علي مستوي عال من حيث الورق المكتوب والسيناريو ـ ولكنه يتمني رقي فكرة العمل الفني بحيث لا يظهر فيه الكفار مثلا بالحواجب الثقيلة والشعر الكثيف ـ ولو حدث ووجد القصة فلن يتواني عن تقديم إنتاج متميز يظل محفورا في ذاكرة السينما العربية.

آخر ساعة المصية في

02/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)