حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كاترين دينوف: العمل مع مخرجين شباب يعطيك رؤية أخرى للسينما

ترجمة: نجاح الجبيلي

ملهمة إيف سان لوران وواجهة عطر شانيل رقم 5 وعشيقة تروفو والزوجة السابقة لديفيد بيلي ونجمة العديد من الأفلام الرائعة.. إنها كاترين دينوف التي تحدثت إلى "لورا بارتون" من صحيفة الغارديان على هامش عرض فيلمها الجديد "حكاية الكرسمس".

صوتها كطقطقة المطر تسمعه بداية وهو يسقط بخفة فوق غرفة الفندق الكئيبة بينما هي تنقب في حقيبتها بحثاً عن سجائرها وقداحتها. تقول بينما تشعل السيجارة:" نعم، لم يعد يوجد الآن سفر حتى بالقطارات". وحين تبرز من الظلال فأول ما تلاحظ وجهها: كمال فمها ورقة عينيها الخضراوين تحت نظاراتها الثقيلتين والقوام الذي لا يصدق والشعر الأشقر النظيف؛ إنها كاترين دينوف التي لم يذو جمالها رغم بلوغها الخامسة والستين.

كان تروفو هو الذي قال بأنها يجب أن تتحرر؛ وفيها كان "شيء ما جاهز للعطاء لكنه أيضاً يأبى التراخي " ومن الواضح اليوم بينما هي تجلس في ركن الأريكة، إن تزاوجاً بين الشغف والأناقة – الرقبة ذات الياقة الضيقة، الدبوس الزيني، التنورة التي تسقط بذوق رفيع فوق الركبة - يتوازن إزاء الضحكة الحلقية والأسلوب المتحفظ المشهور لدينوف تحدده الابتسامة المتكلفة التي تتلاعب أحياناً على شفتيها.

وكان هو الجمع نفسه ما بين الحرارة والغطرسة الذي رسمته في دورها في فيلم "حكاية الكرسمس" Un conte de Noël وهو دراما عائلية تدور حول الدم – بالمعنى الحرفي والعائلي، حكاية عن الخسارة والإقصاء وإعادة العلاقات والمواجهة حد الموت. وحتى إطار الحدث، مدينة "روبايس" التي كانت في الماضي مدينة  ضخمة، يجلب جوه الخاص من الفخامة الذاوية. وتصفها دينوف:" إنها مدينة في منتهى الغرابة. اعتادت أن تكون مكاناً جد مهم حتى الستينيات والسبعينيات لكن حينئذ كانت المعامل تحطمت وكل ذلك، لهذا فهي ما زالت مدينة في غاية الجمال ببيوت رائعة لكني افترض أنها انتهت مثل مدن السيارات في أمريكا".

في مركز الفيلم تؤدي دينوف دور "جونون" وهي تحكم أسرة فوليار– تخبر ابنها بأنها لا تحبه وتئن أمام زوجها بسبب تلاشي الحياة الجنسية ويصيبها القلق حول علاج سرطان الكبد الذي سيؤثر على جلدها. " إنها رهيبة وجديرة بالحب" هذه هي الطريقة التي تصف بها دينوف "جونون" وتضيف: "إنه فيلم في منتهى القوة. وأحب حقيقة تلك الشخصيات والطريقة التي تتحدث فيما بينها، وحين تفكر بأن أغلب الناس الذي يحاولون أن يخلقوا من كل ذلك الغضب ما هو لطيف دائماً ولكي يجعلوا الأمور فاعلة، في هذه العائلة فإنهم فعلاً يتكلمون الحقيقة. من الصعب تماماً أحياناً. حينما تقول لأبنها بأنها لا تحبه..." تبالغ دينوف في رفع كتفها وإنزاله. "نعم، تقول أنها لا تحبه. فعلاً من المحتمل أنها تحبه لكنها لا ترغبه، تعتقد بأنه مريع. لكن الحب الأمومي هو شيء لا يولد معك.أعرف أنه شيء صعب تقبله في المجتمع اليهودي- المسيحي. اعتقد أنه فيلم قوي".

ولدت دينوف والحرب العالمية الثانية ما زالت قائمة (22 تشرين الأول 1943) في باريس في عائلة من الممثلين. وتصر قائلة: "لكننا كنا متعلمين مثل الأطفال العاديين. لسنا مثل تلك العوائل حيث يأتي الناس إلى العشاء ويتكلم والداي، إن الأمر ليس كذلك. أوه، اعتدنا على اللعب والغناء وقول الشعر لكن بصورة أكبر بمصاحبة أخواني وليس والديّ". وتتذكر بأن الأوقات كانت صعبة قائلة: "كنا نعيش في شقة جد صغيرة وكان الظرف صعباً بعد الحرب- كان أبي يعمل وحده لهذا كان الظرف عسيراً بوجود ستة أفراد. لكنه كان ممتعاً ومثيراً وممتلئاً بالبهجة والكثير من الحيوية".

إن حياة عائلة "فوليار" يظللها موت طفلهم الأول. دينوف أيضاً كانت تعاني من الموت الطارئ داخل عائلتها – اختها الكبرى فرانسواز دورليك وهي ممثلة أيضاً قتلت في حادث سيارة عام 1967 لكن دينوف ترفض أي مقارنة بين القصتين"تقول بسرعة" ليس للفيلم علاقة بأختي التي ماتت في حادث سيارة لهذا فأن الأمر مختلف. في الفيلم الطفل يموت بسبب المرض وتحمل الأم بطفل آخر في محاولة لإنقاذ الطفل، إنها قصة جد حزينة. بالنسبة لي الحزن في الفيلم منذ البداية. أنت تبدأ بذلك، ثم يبدآن بشيء أكثر حيوية وفرحا. في تلك العائلة الطفل يموت مبكراً لهذا فإن العائلة لم تتكون بعد، وكل العائلة مبنية على ذلك. لم تكن القصة قصتي. حين ماتت أختي

كنت مغادرة البيت. كنت أعيش وأعمل وكان لديّ طفل.لم تكن من النوع نفسه – لم أعش مع ذلك في طفولتي. كانت حياتي المراهقة. إنها تجربة جد مختلفة".

بدأت دينوف حياتها السينمائية شابة ومثلت في عدد من أفلام روجيه فاديم بينما كانت مراهقة. لكن دورها في فيلم "مظلات شيربورغ" Les Parapluies de Cherbourg عام 1964 هو الذي لفت الانتباه إليها من الجمهور الواسع وكان دوراها في فيلم "اشمئزاز" Repulsion لرومان بولانسكي 1965وفيلم "حسناء النهار" Belle de Jour1967 للويس بونويل هما اللذان ثبتا صورتها كونها ممثلة الإغراء الباردة من بين أجمل النساء في العالم. وهي مشهورة بذلك في أفلامها؛ الجمال العظيم، إلهة أيف سان لوران ووجه شانيل رقم 5 والممثلة للرمز الوطني الفرنسي "ماريانا"، وهي عشيقة فاديم وتروفو ومارسيلو ماستورياني والزوجة السابقة لديفيد بيلي. وبالنسبة لجميع أدوارها على الشاشة، فإن كونها كاترين دينوف أصبح دوراً بحد ذاته لمدة طويلة.

وبلا شك أنها واعية بمدى اعتبار الناس لها. تقول وهي تشرب الرم وتلوح بسيجارتها في الهواء:" كامرأة فرنسية نموذجية. ويا لها من امرأة جميلة كما تعلم!"تضحك وتضيف: "لا أعرف.... تلك هي الطريقة التي ينظر إليّ بها الناس لكني غير متأكدة بأنهم يرونني الآن في الأفلام. كأن الأمر كما في فيلمي " حسناء النهار" و "مظلات شاربورغ" – صورة. لكني لا اهتم. إنها أيضاً صورة حقيقية. لقد عملت تلك الأفلام".

في عام 2007 كانت هناك محاولة لتلويث تلك الصورة مع نشر سيرة تدعي بأن أباها كان يتعاطف مع الألمان خلال الحرب، وظهر في مسرحيات إذاعية مؤيداً للألمان. تقول وقد غضبت فجأة:" لم أقرأها كلا. لم أقرأها. أنا عازمة على مقاضاة محرر الكتاب. الكتاب غير منجز بصورة جيدة. لهذا فإن محاميّ لم يرغب مني بعمل أي شيء إلا فيما بعد". إن ما أثار سخطها هو الادعاءات بشأن أبيها وتضيف:" شيء مروع! لهذا فأني عازمة على مقاضاته من أجل عائلتي أكثر من أي شيء آخر. سأقاضيه من أجل المبدأ ومن أجل أبي. كيف يراني الناس هو شيء، وكيف أرى نفسي هو شيء وكيف يكتب الناس عني يمكن أن يكون شيئاً آخر. لكن الشيء الصعب بالنسبة لي هو أن يكتب شخص أي شيء من أجل كتابة كتاب. وهذا أمر صعب قبوله، شخص ما يود أن يأخذ الأمور فقط ويجعل الحقائق تعمل سوية ويخترع الأمور فقط. لكني لم أقرأ الكتاب. كنت عازمة على قراءته، أخواتي قر أنه ومن المفترض أن يكون مروعاً جدا حقاً".

في الصيف الماضي ورد خبر موت المساهم العظيم في صنع صورة كاترين دينوف وهو مصمم الأزياء "إيف سان لوران" الذي كان مصمم ملابسها في العديد من الأفلام بضمنها "حسناء النهار" ونبض القلب la chamade والجوعHunger. تقول برقة:" كنا صديقين لوقت طويل. كنت حقاً حزينة. لقد عقدنا علاقة جد خاصة. كان في منتهى الخفة ولديه حس عظيم بالدعابة وهو موهوب جداً وشخص بالغ الخجل. لكن فيما بعد وبعد أن صنعنا الفيلم كانت علاقتنا مختلفة، كانت علاقتنا حميمية وهو ذو صوت رقيق. لم أره كثيراً لكني كنت جزءاً من دائرته". أول لقاء كان حين احتاجت دينوف إلى زي لزيارة المملكة المتحدة حيث كانت يجب أن تقدم إلى الملكة. تقول: "كان زياً من المجموعة الروسية، ثوب أبيض طويل بسيط مع تطريز أحمر.

كنت شابة في الثانية والعشرين كما اعتقد. كان زوجي الذي قدمني إلى مصمم الأزياء هو ديفيد بيلي وبعد ذلك سألني إن كان سيصمم زياً لي في فيلم "حسناء النهار".

السنة الماضية قام المخرج مانويل دي أوليفيرا التي عملت معه دينوف في العديد من الأفلام بإنتاج فيلم مكمل لفيلم "حسناء النهار" بعنوان "Belle Toujours". وعلى الرغم من أن ميشيل بيكولي أحيا دوره في شخصية "أونري هوسون" إلا أن دينوف رفضت دعوة أوليفيرا للعودة إلى دورها في شخصية "سيفرين" ربة البيت التي تقضي مساءاتها في منتصف الأسبوع كعاهرة.

تقول: "قرأت السيناريو لأني رغبوا في أن أمثل فيه. لكني لم أرغب في التمثيل. كان لدي انطباع بأن الفيلم كان يعطي شرحاً بعد 30 سنة  لما قمت به". كانت أيضاً معارضة لربط نفسها بمشروع " كان اقتراحاً من مانويل دي أوليفيرا لا علاقة له ببونويل. واعتقد بأنه سيكون تقليداً لفيلم "حسناء النهار".

وقررت بأنه سيكون أكثر إمتاعا لو كان فيلماً مختلفاً تماماً. ليته كان فيلماً لأوليفيرا ورؤيته عن فيلم "حسناء النهار" مع ممثلة أخرى. افترض أنه كان قد خاب أمله قليلاً. على الرغم من أنني أظن أن "بوله أوغييه" التي أدت دور "سيفرين" اختيار جيد لأداء الفيلم. لكني لم أره إلى الآن. هل رأيته". تقول ذلك بدفء كأنها تسأل صديقاً قديماً "كيف الحال".

وهي تقبل بأن "حسناء النهار" هو الفيلم الذي ارتبط به اسمها وأن الناس سوف يصورونها كما في ذلك الفيلم بشعر أشعث شبه مكسو" تقول ضاحكة: "أفضل أن ارتبط بفيلم "حسناء النهار" أكثر من أي شيء آخر. اعتقد أنه فيلم عظيم. وكنت محظوظة في أداء أفلام مثل "مظلات شاربورغ" في مرحلة الشباب.

واعتقد أنها فرصة كبيرة أن يحظى الممثل بمخرجين مهمين جداً وشباب لأن الأمر يعطيك رؤية أخرى للسينما". ماذا علموها بالأخص. تقول: "ليست المسألة ماذا علموني بل ماذا تعلمت من خلال صنع الفيلم. ويشبه الأمر العمل مع ناس أذكياء.

من الصعب القول أو معرفة ماذا تعلمت لأنه في بعض الأحيان تتعلم من دونهم وتحاول أن تقول أي شيء. افترض بأنك تقرأ الأمور بصورة مختلفة وترى الأمور بشكل آخر حين تصنع أفلاماً مثل تلك".

المدى العراقية في

30/09/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)