تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

خواطد ناقد

مهرجان الاذاعة و التلفزيون و الانقاذ الاخير

بقلم : طارق الشناوي

قبل أيام قليلة من بداية مهرجان الإذاعة والتليفزيون صار »أسامة الشيخ« هو رئيس المهرجان بعد أن أصبح رئيسا لاتحاد الاذاعة والتليفزيون.. لاتستطيع أن تحاسب رئيس لم يرأس شيئا لأن المهرجان ليس هو أيام إقامته ولكنه تحديداً ما يسبق بداية هذه الأيام وهكذا فإن هذه الدورة منسوبة إلي الرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون اللواء »أحمد أنيس«.. ما فعله »أسامة الشيخ« هو أنه قرر فور نهاية الدورة الخامسة عشر أن يبدأ في التخطيط للدورة القادمة السادسة عشر لمهرجان الاذاعة والتليفزيون وضع قواعد أخري منظمة لهذا المهرجان وهي خطوة هامة أتمني بالفعل أن تنجح في التحرر من القيود الوظيفية وأن تنضبط لوائح المهرجان وساعتها سوف يصبح للمهرجان مصداقية في العالم العربي بعد أن فقدها مع تراكم أخطاء الدورات السابقة!!

مشروع مهرجان التليفزيون هو حلم قديم للتليفزيون بعد سنوات قليلة من إنشائه وكان مهرجانا عالميا.. هكذا وضع »د. عبدالقادر حاتم« وزير الإعلام الأسبق بدايات هذا المهرجان رغم أن مصر تأخرت عن مواكبة عصر التليفزيون الذي بدأ في الأربعينيات بينما بدأنا الإرسال عام ٠٦٩١ وتحديدا ١٢ يوليو إلا أن اليقظة التي صاحبت التليفزيون المصري منذ تلك البدايات كانت ستتبع إقامة مهرجان دولي كانت تتم خلاله دعوة كبار مبدعي التليفزيون في العام وكان »سمير صبري« هو المذيع النجم الذي يقدم تلك الحفلات.. بعد هزيمة ٧٦ تعثرت كثيرا زهوة الاعلام المصري وتوقف المهرجان الدولي وهو يحتاج إلي توثيق لعدد دوراته وفعالياته أتمني ألا يكون قد تم مسح تلك الأشرطة من الأرشيف.. وجاءت فكرة إقامة مهرجان عربي للتليفزيون مواكبة لانتشار الفضائيات في العالم العربي. بالطبع كان هناك عددا محدودا جدا من الفضائيات في عام ٥٩ وكان المواطن المصري لديه قناعة أن ما يراه علي قنواته الأرضية هي الرسالة التي ينبغي له أن يتذوقها ويتعاطي معها... الزمن تغير بأسرع مما توقع الكثيرين صار للفضائيات مكانة في البيت المصري والعربي ومن هنا جاءت أهمية هذا المهرجان وتعددت انماطه الفنية دراما، منوعات، أفلام تسجيلية وروائية قصيرة وطويلة.. أيضا للإذاعة والتليفزيون بحكم موقعه علي قمة »ماسبيرو« مع عدد من كبار موظفيه في المواقع القيادية مع الاستعانة بعدد ممن أصبحوا علي المعاش في وظائف أخري ولكن ظل المهرجان يحمل في »جيناته« الإحساس بأنه مهرجان الدولة الحكومي حتي أغلب أعضاء لجنة التحكيم الذين يتم استدعاؤهم من الدول العربية - أقول أغلب وليس كل - هم من كبار الموظفين في بلادهم ليصبح الأمر في النهاية تحت الانضباط لأن الموظف هو الموظف سواء في مصر أو سوريا أو الكويت.. هناك اعتبارات عددية يرضي ويلتزم بها هؤلاء الموظفون.. المهرجان فقد الكثير من مصداقيته لدي الجمهور ولدي أيضا شركات الإنتاج هناك دائماً إحساس بأن هناك من يلعب دوراً في توجيه الجوائز ليحقق رؤية سياسية خاصة للبلد المضيف!!

كنت عضواً بلجان تحكيم المهرجان علي مدي ٣١ دورات متتالية منذ عام ٥٩٩١ حتي ٧٠٠٢ واكتب العديد من التجاوزات وكنت شاهد إثبات علي بعضها وفضحت الكثير منها علي صفحات الجرائد التي أعمل بها وفي ٧٠٠٢ أثناء رئاسة »أحمد أنيس« تم تغيير النتائج في اللحظات الأخيرة بعد انتهاء لجان التحكيم ودائما المأزق يبدأ من لجنة المسلسلات حيث أنها هي المؤشر التليفزيوني وما يتبقي في الذاكرة ليس البرامج والمنوعات والافلام كل هذه النتائج تتبخر سريعا ويبقي السؤال هو من فاز بجائزة أفضل ممثل وممثلة ومسلسل؟!

الدولة عادة تضع قسطا وافرا ممن تثق بأنهم سوف يؤيدون وجهة نظرها في الحصول علي ما تريد من جوائز ولايكفي مثلا أن نقول أن المحكمين المصريين لايزيد عددهم عن ٠٥٪ في أي لجنة عدد لابأس به منهم يعتقدون أن بقاءهم في لجان التحكيم مرهون بشيء واحد فقط هو إثبات ولاءهم له ويتلقون تعليمات بالتوجه إلي منح جائزة ما لعمل فني بعينه لا تستطيع الدولة أن تسيطر علي النتائج إلا إذا تحكمت في اختيار المحكمين وأغلب هؤلاء الموظفين القدامي الذين أحيلوا للمعاش ومن المعروف أن الأحاديث داخل لجان التحكيم تتسرب لتخرج إلي القيادات في »ماسبيرو« ويصبح من يقف مع العمل المصري معروف ومن كانت لديه آراء أخري أيضا معروف.. وهكذا يكتشف عضو اللجنة حتي الذي يريد أن يعبر فقط عن رأيه بدون تداخلات أن كل الأوراق معروفة ومفتوحة وهناك طابور ينتظر الفرصة له إذا تقاعس أحد هؤلاء.. لا أستطيع أن أقول أن كل الإعلاميين الذين أحيلوا للمعاش يضعون أمامهم هذا الهدف لضمان بقاءهم في اللجان هذا بالطبع يجافي الحقيقة لأن بالتأكيد لدينا كفاءات أفرزها الاعلام المصري عبر تاريخه ولكن هؤلاء يمثلون الندرة وتحديدا فإن هؤلاء نادرا ما يستعان بهم وردا رشح بعضهم ربما تكون لديه تجربة سيئة مع المهرجان تجعله غير سعيد بتكرار التجربة مرة أخري.. إن المطلوب هو أن يتم أولا إقامة هيكل دائم للمهرجان رئيس ثابت وكوادر لاتتغير تبعا لمواقعها الوظيفية.. ليس مطلوبا أن يرأس المهرجان دائما رئيس الاتحاد وعندما يحال للمعاش برأس المهرجان الرئيس الجديد.. نعم يتبع المهرجان وزارة الإعلام مثلما يتبع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وزارة الثقافة إلا أنه ينبغي أن يظل له في نهاية الأمر كوادره التي لاتتغير تبعا لقانون المعاش أو تغيير الموقف الوظيفي.. المهرجان استراتيجيا ليس من وظيفته إثبات أن الإعلام المصري هو الأقوي عربيا تلك النظرة ينبغي أن تنتهي تماما المطلوب هو أن تنحاز لجان التحكيم إلي الأفضل إبداعيا بغض النظر عن انتماء العمل الفني لأي دولة أو مؤسسة عامة أو خاصة.. وكلنا نعلم أن الصراع المصري داخل المهرجان أحيانا يعلو علي الصراع المصري العربي.. مثلا شركة »صوت القاهرة« قد تري أن من حقها أن تؤكد لقطاع الانتاج أو لمدينة الانتاج أنها هي الأفضل ولهذا تزرع بعض أعضاء لها في لجان التحكيم لمؤازراتها وقد يحدث أيضا العكس حتي أن رئيس مدينة الإنتاج الاعلامي السابق »عبدالرحمن حافظ« في احدي الدورات هدد بالانسحاب عندما علم أن الاتجاه السائد في اللجنة هو ألا تحصل مسلسلات مدينة الانتاج علي أي جوائز من أجل أن تصبح تلك الجوائز من نصيب »صوت القاهرة« وفي اللحظات الأخيرة تم ترضيته وعاد عن قراره بعد أن منحت له جوائز.. في الدورة الثالثة عشر كشفت عن تزوير تم في اللحظات الأخيرة أدي إلي مناصفة الجوائز الذهبية في الدراما التليفزيونية من أجل إرضاء نجوم من مصر.. لم تكن هذه هي إرادة لجنة التحكيم ولكن رأي رئيس المهرجان السابق اللواء »أحمد أنيس« إنه من الممكن أن يخترق اللوائح وبغير النتائج قبل إعلانها مباشرة علي خشبة المسرح!!

المطلوب أيضا من المهرجان الإعلامي أن يبحث عن موعد آخر لايضعه في حالة تشابك مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. قال الفنان »عزت أبوعوف« رئيس مهرجان القاهرة أنه ناقش القيادات في »ماسبيرو« قالوا له القاهرة تستوعب أكثر من نشاط في نفس الوقت وهذا صحيح القاهرة تستوعب كل ذلك إلا أنه يحدث تشتتا علي مستوي التغطية الاعلامية.. يكفي أن نتذكر أنه في العام الماضي اختلط الأمر علي »عمر الشريف« عندما تلقي دعوة لحضور حفل ختام مهرجان القاهرة للإعلام اعتقد أنه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وصعد إلي خشبة المسرح وشارك في توزيع الجوائز معتقدا أنه مهرجان السينما؟!

مهرجان القاهرة للإعلام أمامه فرصة أخيرة لكي يقفز خطوات لو أراد تلك في دورته القادمة السادسة عشر!!

أخبار النجوم المصرية في

19/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)