تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فرص جديدة للاقتراب من "الأوسكار"

فريمن يعود محرراً للعبيد مع نيلسون مانديلا

محمد رُضا

هذا العام سيكسب الممثل مورغن فريمَن فرصته الأفضل للفوز بأوسكار أفضل ممثل وذلك عن دوره في الفيلم المقبل “غير مقهور”. هذا بالطبع من دون أن يغيب عن البال أنه سبق له وأن رشّح أربع مرّات ونالها مرّة. رشح سنة 1988 كأفضل ممثل مساند عن فيلم “ذكاء شوارع” وسنة 1990 كأفضل ممثل رئيسي عن فيلم “قيادة الآنسة دايزي”، ثم كأفضل ممثل رئيسي في “إصلاحية شوشانك” سنة ،1995 ثم نال أوسكار أفضل ممثل مساند بالفعل 2005 عن دوره في “مليون دولار بايبي”.

إذا لم ينل الأوسكار هذه المرّة، واكتفى بالترشيح، فإن فريمَن سيبقى فائزاً: الدور الذي يلعبه يتميّز بعدد من الحسنات: إنه، أوّلاً، يؤدي فيه شخصية المناضل الجنوب إفريقي نلسون منديلا، وثانياً، هو دور يتحدّث عن استكمال مانديلا، وقد أصبح زعيما لبلد ورث تبعات النظام العنصري البائد، لمراحل الثقة بين السود والبيض في بلاده بإنشاء قيادة مشتركة لفريق كرة القدم معتمداً على لغة الرياضة في عملية التواصل والتقارب بين عنصرين خرجا من ذلك النظام وهما لا يزالان يبحثان عن أرضية مشتركة للحياة فوق رقعة أرض واحدة.

ثالثاً، هو فيلم من إخراج كلينت ايستوود الذي بات الآن، وعلى الرغم من خلفيّته كنجم، في مصاف أفضل مخرجي السينما الأمريكية وآخر من لديها من جيل يحفظ قواعد المهنة عن ظهر قلب ويمارسها منجزاً أعمالاً جديرة بالإعجاب.

مورغان فريمَن، الذي يبلغ من العمر حالياً 72 سنة والذي أنجز حتى الآن نحو 60 فيلما منذ تلك الأدوار الصغيرة التي دأب عليها في منتصف الستينات من القرن الماضي، اشتغل ثلاث مرّات تحت إدارة ايستوود، وفي كل مرّة يخرج بنتائج مرضية. شارك ايستوود البطولة في “غير المُسامَح” 1992 ثم في “فتاة المليون دولار” سنة ،2004 لاعباً شخصية الشريك الصامت الذي يروي لنا قصّة الفيلم عبر تعليق يتميّز بصوت فريمَن الرخيم والآثر.

أوّل دور ملحوظ لعبه فريمَن كان في “بروباكر” لستيوارت روزنبرغ (1980) الذي لعب بطولته روبرت ردفورد في دور مدير سجن جديد يكشف النقاب عن الفساد فيه.

دور فريمَن فيه لم يتعد بضع مشاهد لكن كانت كافية لأن تجذب المشاهد بقوّة أدائه كأحد السجناء الذين يعلمون أكثر مما يبدون.

انتقل بعده لدور رجل بوليس يتحوّل إلى مشروع قاتل في “شاهد عيان” مع هاريسون فورد (1981) ثم أدهش الجميع بقدرته على تشخيص الخطر في “ذكي شوارع” أمام الراحل كريستوفر ريفز، وبعد بضعة أفلام أخرى اصطدم بدور جيّد آخر في “جوني هاندسوم” لوولتر هِل (1989) حيث أدّى شخصية رجل بوليس صارم يتربّص بميكي رورك الذي يحاول شق حياة مستقيمة، لكن الشرطي يرتاب في أن رورك (او جوني هاندسوم كما اسمه في الفيلم) سينجح في مسعاه.

ونراه بعد ذلك في دور مختلف تماماً في “قيادة الآنسة دايزي” (بروس برسفورد- 1989) الإشعار الحقيقي الأول بأن موهبته ممثلاً تتعدّى التنميط في أدوار تجسّد الخطر أو الشر الكامن في النفوس. إنه السائق المثقّف لسيدة ارستقراطية في أمريكا في الخمسينات الذي يتقوّق على من يعمل لديها حكمة ويقف إلى جانبها حين ينصرف عنها الآخرون.

في فيلمه التالي، “مجد” هو مقاتل في فرقة من المجنّدين السود المحاربين من أجل الحرية خلال الحرب الأهلية الأمريكية بعيد منتصف القرن التاسع عشر، حسب إخراج لإدوارد زويك سنة 1989 أيضاً. زخم فريمَن استمر قويّاً بعد ذلك مع شريحة أفضل من الأدوار الأولى: في “غير المسامَح” لايستوود جسّد دور مقاتل مسن يمارس عليه شريف البلدة (جين هاكمان) عنصريّته. وفي “اصلاحية شوشانك” لفرانك دارابونت (1994) وأمام تيم روبنز، هو الموهوب الذي سيشق طريقه صوب الحرّية.

إنه كما لو كانت الحريّة هي شيفرة أدواره في هذه الأفلام ونراه يتناولها مجدداً في دوره الرائع في فيلم ستيفن سبيلبرغ المعتدل “أميستاد” (1997) كما في سلسلة أفلام وثائقية قام بالتعليق عليها والتمثيل فيها وعرضت في التلفزيون الأمريكي سنة 2003 كما هي بالطبع في صلب فيلمه الأخير “غير المقهور”.

طبعاً خلال ذلك ترك أثراً رائعاً في سلسلة من الأفلام البوليسية بعدما انتقل تماماً الى صف القانون في فيلم ديفيد فينشر “سبعة” (1997) مع براد بت، وفيلم “قبّل الفتيات” (غاري فلدر- 1999) لجانب أشلي جَاد ولو أنه لعب شخصية القاتل مرّة أخيرة في “الممرضة بيتي” (نيل لابوت - 0002) مع رنيه زلويغ كما ظهر في الكوميديا أكثر من مرّة آخرها لجانب جاك نيكولسون في “قائمة الدلو”.

 

“2012” دمار غير مسبوق للأرض

هناك سبب مهم لانتشار الأفلام التي تتنبأ بدمار الأرض وسحق البشرية: إنها مادّة جيّدة لفناني المؤثرات والخدع البصرية على “الدجيتال” والكمبيوتر تطلق عنان مخيّلتهم لمزيد من الخراب والتدمير واستنباطات الخيال العلمي المثيرة.

الأسباب الأخرى لا تقل أهمية، ومع خروج فيلم رولاند إميريش الجديد المعنون “2012” فإن السينما تشهد أكبر دمار لحق بالأرض منذ أن درجت “هوليوود” على تقديم هذا التيار المتجدد من الأفلام في السنوات السبع الأخيرة.

عامان فقط يفصلانا عن النهاية المطلقة التي في فيلم إيميريش وهاهو بطل الفيلم جون كوزاك يسعى بكل ما بقي لديه من قوّة لا على إنقاذ الأرض، كما في الأفلام الشبيهة الأخرى وآخرها “ترانسفورمرز- 2” و”تنبؤ”، بل لإنقاذ حياته إذا ما كان هناك متّسع لذلك.

وإيميريش بنى شهرته وثروته على التدمير. لقد دمّر الحياة فوق كوكب آخر في فيلمه الأول “ستارغايت” الذي أنجزه سنة ،1994 ودمر جزءاً كبيراً من الأرض حين سمح لمخلوقات الفضاء بالهجوم على كوكبنا هذا في “يوم الاستقلال” سنة 1996 ثم تبع ذلك بتدمير مدينة نيويورك عبر استخراج وحش “غودزيللا” من اسطورته اليابانية الى فيلم أمريكي سنة 1998. وفي فيلمه ما قبل الأخير “اليوم التالي” (2001) تحدّث عن نهاية الحياة كما نعرفها وبدء عصر جليدي جديد.

تدمير الأرض ليس عادة جديدة، وإذا نظرت بعيداً الى الخلف تجد أنها كانت دائماً مهددة وفي مرّات كثيرة مدمّرة جزئياً أو على نحو شبه كلي، لكن السنوات الأخيرة هي التي شهدت أكثر أنواع التدمير فتكا وأكثر أنواع الخطر وحشية وعنفاً وذلك ناتج عن الرغبة في ترك المشاهد مدهوشاً أمام التوقّعات والنتائج على حد سواء. التقنيات المستخدمة كمؤثرات تجعل كل شيء ممكناً من هيجان المحيط ورفعه أعتى وأكبر البوارج الحربية لرميها في صحراء تكساس إلى تصوير الكوكب وقد انشطر وكل شيء مع لمسات واقعية كحال أفراد يتهاوون تحت حجارة المباني وهي تتهاوى، او السيارات الجانحة وهي تسقط من على الجسور الكبيرة عند مداخل المدن.

نشهد كل هذا وأكثر في فيلم إيميريش الجديد الذي يقول مخرجه عنه إنه سيكون آخر أفلامه من هذا النوع: “لا يمكن لي صنع فيلم آخر أدمّر فيه الأرض. سيكون ذلك مدعاة للضحك”.

وكنّا شاهدنا ألواناً من المسببات والتنبؤات في السنوات الأخيرة. مخلوقات شرسة تخرج من باطن الأرض في فيلم ستيفن سبيلبرغ “حرب العالمين” (إعادة صنع مضخّمة لفيلم من الخمسينات) وأخرى تهبط من الفضاء لقتل الإنسان واحتلال الأرض كما في “ترانسفورمرز 2” و”ترميناتور 4”، وهما فيلمان متشابهان في أوجه كثيرة. لكن مع ابتعاد العديد من هذه الأفلام في غياهب التقنيات وتغليبها على الدراما (إذا وُجدت هذه) فإن “تنبؤ” الذي أخرجه أليكس بروياس من بطولة نيكولاس كايج هذا العام لا يزال أفضلها لأن المخرج طوّع التقنيات لتخدم القصّة وليس العكس.

في “2012” هناك نبوءة أيضاً. هنود أمريكا اللاتينية، حسب العلم وبعض الاكتشافات الأثرية، حسبوها واعتقدوا أن نهاية الأرض ستقع في ذلك العام. العالم تناسى كل ذلك وهو قد خطط لحياة أبدية على ظهر الأرض- لكن ماذا لو أن نهاية العالم هي فعلاً في ذلك التاريخ؟

إنه فيلم إيميريش الأكبر الذي عادة ما تتبادل أفلامه أسباب ضعفها على صعيد الصياغة الفنية والدرامية كما على صعيد التاريخ كما وجدنا في فيلمه الأخير “عشرة آلاف سنة قبل المسيح”، الذي كان كارثة من نوع آخر. كارثة فنية.

 

أوراق ناقد

من الأول؟

معظم الكتب التي تناولت تاريخ السينما تحدّثت عن الأخوين لوميير والعام 1895 على أنهما بداية السينما التي نعرفها. ومعظم من تولّى قراءة هذه المراجع وثق بها إلى اليوم، لكن عاماً بعد عام يزداد اليقين بأن المسألة ليست بهذه البساطة على الإطلاق. لا الأخوين لوميير هما أول من صوّر فيلماً ولا هما أول من عرض عرضاً تجارياً في ذلك العام.

بداية، كون السينما مجموعة من الفنون ووسائل السرد والتواصل يجعل المرء قادراً على أن يُعيد فنّها إلى العصر الحجري حين مارس البعض، لأول مرّة، مهنة الرسم على الحائط ما يمكن اعتباره القصص الأولى. بل إن بعض تلك الرسومات التي تم الكشف عنها في إسبانيا قبل نحو أربعة أعوام تشير إلى أن الرسم تناول جمهوراً متابعاً للقصّة المرسومة. هذا لا يعني أن السينما وُجدت هناك بالطبشور والحجر، ولكن يعني أن حاجة الإنسان للسرد وللتوثيق وللتواصل ولمن يحكي القصّة وبالتالي، لمن يسمعها وجدت آنذاك وسبقت الكتاب والمسرح وفنون التعبير الأخرى.

لكن ابن الهيثم، المولود في البصرة حوالي 965 ميلادية، والذي عاش معظم حياته في مصر، هو من اخترع الفانوس السحري واوجد الأساس لما سُمي لاحقاً ب Camera Obscura.

المفهوم الفيزيائي (وابن الهيثم من كبار الفيزيائيين في العالم) المعتمد على مفهوم الوميض الساطع من خارج صندوق عبر ثقب فيه والذي يرتسم على الجهة المقابلة على شكل صور. هذا المفهوم كان أساساً في اختراع الكاميرا الفوتوغرافية التي سبقت بالطبع الكاميرا السينماتوغرافية. هذه الريادة وقعت في عالم متنوّر يحث على العلم والمعرفة ويمتلك حريّة الإبداع وملكة الاستقلال سنة 1021 ميلادية ولاحقاً (وبعد قرون وليس بعد سنوات) تم لأوروبيين الإضافة عليه واستخدام العدسات والمرايا لتطوير المفهوم صوب الاختراع المحدد بالكاميرا كما عرفناها الى حين دخول “الديجيتال” اليوم.

لا أقول إن السينما من اختراع ابن الهيثم، لكن إذا ما كان لكل اختراع بذرة تسبق المخترعين أنفسهم، فإن ابن الهيثم هو هذه البذرة، وهي واحدة من بذوره الكثيرة التي جعلته ثروة عربية مركونة اليوم ومجهولة من قبل أبناء اليوم.

للحديث بقية.

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

15/11/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)