تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

«الوظيفة» فيلم الجائزة الذهبية في مهرجان الإسماعيلية

انبطح... فهناك من هو أعلي منك مرگزاً

ماجدة موريس

لا يمكن لمن يري الفيلم الأرجنتيني القصير (الوظيفة) إلا أن يضحك وينتشي ويسعد في النهاية لهذا الذكاء الفني مصحوبا بالموهبة والقدرة علي التعبير عن أكثر الأفكار صعوبة بأكثر الوسائل سهولة وهي خطوط الرسوم البسيطة الواضحة التي قدمها هذا الفيلم الأرجنتيني والحاصل علي ذهبية أفلام الرسوم المتحركة في مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي الذي أعلنت جوائزه مساء السبت الماضي.

(الوظيفة) أيضا هو نموذج للفيلم «العولمي» إذا صح التعبير لأنه طرح قضية موجودة في كل مجتمع وزمن مع أسلوب في الطرح يتيح الفرصة للمتلقي أن يتماهي معه وفقا لظروف عمله ومجتمعه، وحيث يأخذ التسلسل الوظيفي الكثير من الصور والمعاني التي تتوارد عليك وأنت تتابع هذا الفيلم القصير جدا (6 دقائق) ومقدرة مخرجه سانتياجو «بو» جراسو الذي قام أيضا بالتصوير والتحريك والإنتاج والتوزيع وشارك باتريشيو بلارا في كتابة السيناريو وترك المونتاج لمارسيل رامزي والموسيقي لمالتس جاخمان.. أنه المخرج شبه الكامل لفيلمه الذي أثار الاعجاب في المهرجان لبساطته وفصاحته معا وسخريته العالية من البشر الذين يسمحون لأنفسهم باستخدام غيرهم كالعبيد. أو يتركون أنفسهم لغيرهم يستخدمهم في إطار السلم الوظيفي، ويصل سانتياجو بوجراسو إلي لحظات من التألق الشديد حين يرسم الناس كأدوات في قالب فانتازي من دخول بطله إلي اشارة مرور في الشارع فعلق عليها رجلا وامرأة بديلا عن اشارات المرور أو ذهابه العمل ممتطيا أحدهم بديلا عن «الركوبة» غير أن المفاجأة التراجيدية في النهاية هي الأروع حين يصل البطل (لكل عظمته وعنجهيته) إلي مقر عمله أخيرا، فإذا به، وبحركة سريعة ينطبح علي الأرض تماما حين يري شخصا قادما، هو رئيسه بالطبع، والذي يمر، بكل بساطة وهدوء، علي جسد المنطبح المسجي ليصل إلي مكتبه.. أنها ست دقائق مكثفة من الفن والإبداع وتحريض المشاهد علي تذكر كل ما بالذاكرة من أفكار وتجارب.

العجوز والتليفريك

ومن بين أفلام التحريك الرائعة أيضا (التليفريك) ومدته سبع دقائق فقط، يقدم فيها المخرجان السويسريان كالاوديوس جنتيننا وفرانك براون رسالة بليغة من خلال الفيلم الذي يطرح صورة للصمود والمقاومة من أجل الحياة من خلال عجوز يركب التليفريك ليصل إلي بيته عبر الجبال، غير أن الطبيعة تثور في منتصف الطريق، ويتغير لون الجو وهدوؤه وتبدأ الأعاصير والزوابع والعجوز صابر برغم تحوله لفأر في مصيدة حديدية ترتج به بشدة، ثم تتوحش الزوابع فتنكسر العربة الزجاجية ويلجأ الرجل إلي حديدها أو هيكلها، والذي يتقوض وصاحبنا مصمم علي البحث عن مخرج له، يزحف حتي يجده ممثلا في الحبل الذي يربط العربة بالأعمدة التي تقام لحمايتها، وينقطع الحبل ولكن العجوز يتراجع إلي العمود نفسه ليلوذ به ويدافع عن حياته وتصفو الطبيعة ولم يعد في الأفق غير عمود صلب معلق فيه رجل، وقد حصل الفيلم علي الجائزة الفضية في رسوم التحريك (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، وذهبت شهادة التقدير إلي فيلم ثالث من سلوفانيا اسمه (قهوة شيكوري) اخراج دوسان كاستيلتس الذي كتب له السيناريو أيضا وانتجه وقام بالتحريك مع كوربما كولينز ويختلف عن الفيلمين السابقين في كونه يتخذ أسلوبا مختلفا عن الرسوم المتحركة الكلاسيكية التي نفذ بها الفيلما الأولان، هنا يلجأ المخرج إلي المجسمات التي تضيف إلي فيلمه مذاقا وملامح مختلفة، خاصة في إطار التعبير عن مرحلة اجتماعية سابقة كانت العلاقة فيها بين الرجل والمرأة مختلفة، زمن الفيلم هنا هو زمن (سي السيد) اليوغوسلافي أو البلقاني، والزوجة هنا تسلك كعبدة تجاه طلبات زوج متوحش يأمرها فتطيع وخائفة برغم حبها له، ولأن «القهوة» كانت من المحرمات عليها، فقد انتقمت لنفسها بصنع قهوة من مادة أخري حتي تحرمه منها، بدون أن يعرف، وحين يتقدم في العمر ويوشك علي الموت لا تجرؤ علي الاعتراف بخدعتها.. ومن الجدير بالذكر أن مسابقة أفلام التحريك هذا العام ضمت تسعة عشر فيلما تم اختيارها من بين ثلاثمائة، وأنها سجلت أعلي مستوي إبداعي لهذه المسابقة منذ سنوات وحيث أصبح فن التحريك السينمائي يحظي باهتمام واسع لدي الأجيال الجديدة من صناع السينما في العالم، وبرغم تواجد الكثير من صناع أفلام التحريك في مصر، إلا أن مستوي أعمالهم لم يصل إلي درجة الاختيار للعرض بجانب هذه الأعمال، إلا أن الواقع يؤكد بأن أزمة أفلام التحريك مثلها مثل الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة في مصر، أجيال بلا رعاية أو إمكانيات أو ظروف مستديمة للعرض، وهو ما أوصل عدد الأفلام المصرية المشاركة في كل مسابقات المهرجان إلي فيلمين بين 86 فيلما.. اثنان فقط.. ليس من بينهما فيلم تحريك واحد.. والحقيقة أن الكثير من أفلام التحريك في المسابقة تستحق إعادة عرضها للتأمل.. والدراسة.

الأهالي المصرية في

18/10/2009

 

ماري منيب .. أشهر «حما» في السينما

أشرف بيدس 

إذا كانت الامثال الشعبية أرخت للـ "حما" راصدة كثيراً من مواقفها ونوادرها، ومبينة شراسة العلاقة بينها وبين زوجة ابنها، فإنه رغم كل ما تناقل عبر الاجيال من حكايات ظل امرا منقوصا، حتي ظهرت الست ماري منيب، ففي واحد من أروع مشاهد السينما تذهب الست "ام حسين" لفحص "شريفة" بنت الجيران في فيلم صلاح ابو سيف «كل هذا الحب»، وكلمة "فحص" كلمة دقيقة ومنتقاة بقصد، فقد كانت «تعاينها» وتختبر مدي صلاحيتها وقدرتها علي تحمل الحياة الزوجية، مستخدمة وسائل الأمن والمتانة من شد الشعر مرورا بالعيون والاسنان والشفاة، خاضعة كل الاشياء للمعاينة ما سمحت به الرقابة وما لم تسمح به، وبعد التأكد من سلامتها بدأت في التفاوض.

استهلال لا مفر منه قبل أن ندخل عالم واحدة من صانعات الضحك والبهجة، فرغم أن دمشق كانت مسقط رأسها فإن قدومها للقاهرة كان عندما انقطعت أخبار والدها الذي كان يعمل بالتجارة، مما دفع والدتها لحملها هي وأختها (أليس) علي سطح إحدي البواخر المسافرة للإسكندرية، لكن الأب وفي نفس اللحظة يضيق به الشوق لبناته فيقرر العودة لدمشق، وتتفرق سبلهما، وعندما تقرر الأم الرجوع من حيث أتت يصلها خبر وفاة الزوج، وكأن الأقدار تسوقهن للقاهرة لتكون مطافهن الأخير، وفي حي شبرا تبدأ رحلة مشاكسة الحياة.. شاءت ظروفها الاجتماعية، وفي سن مبكرة من لجوئها إلي ملاهي روض الفرج لإعالة امها واختها، حيث لم يكن عمرها يتجاوز الثانية عشر، والتحقت «ماري حبيب نصر سليم» (11 فبراير 1905 - 12 يناير 1969) بفرقة فؤاد الجزائرلي، بعد شهور قليلة تنتقل إلي فرقة علي الكسار ومنها إلي فرقة أمين صدقي لتستقر بعض في الوقت في فرقة أمين عطا الله، ثم تتجه إلي فرقة يوسف وهبي0 ولم تكن الأرض مفروشة بالورود، فيأتي تنقلها من فرقة لأخري ليزيد مساحات الحزن والمعاناة في حياتها والتي بدأت تتجرعهما في وقت مبكر من عمرها.. ويأتي عام 1935 ليمثل نقطة فارقة في حياتها الفنية عندما تلتحق بفرقة نجيب الريحاني لتتعلم في مدرسته العريقة، وتكتمل موهبتها وشخصيتها الفنية وتشهد انطلاقتها الفنية بالفرقة وتستطيع أن تجد لها مكانا مرموقا وسط اعضائها الفطاحل ، تصول وتجول وتقدم اعمالاً خالدة تحقق لها شهرة واسعة، حتي بعد رحيل «الريحاني» كادت الفرقة أن تتوقف لولا وقفتها مع بديع خيري واصرارهما علي إعادة امجاد المسرح مرة أخري حتي وفي غياب الريحاني، وقد كان ، وقدمت اعمالا لاقت استسحان الجماهير وصلت إلي 60 عملا مسرحيا. وظلت تعمل بالفرقة حتي آخر ايام حياتها.. لم تقدم «أمينة عبد السلام» الشهيرة بـ «ماري منيب» الذي غيرت اسمها بعد اشهار اسلامها، إلا بطولة فيلمين فقط، الأولي كانت من خلال فيلم «أم رتيبة» أمام فؤاد شفيق وحسن فايق عام 1959. والثانية أمام يوسف وهبي في «الناس اللي تحت»، وتجاوزت أعمالها السينمائية أكثر من 100 فيلم، لتختتم مشوارها السينمائي مع عادل امام وأحمد مظهر في «لصوص ولكن ظرفاء».. التصقت شخصية «الحما» بماري منيب، واحتكرت تقديمها علي الشاشة وهو ما جعل السينمائيين يستثمرون ذلك في أعمال سينمائية مثل «حماتي قنبلة ذرية» و«حماتي ملاك» و«الحموات الفاتنات» حتي في المسرح ايضا قدمت «حماتي بوليس دولي» و«سلفني حماتك».. كانت الست "ماري" لا تحب الحال "المايل" وربما ايضا "العدل" فهي دائما ما تعترض وتبدي تأففها وتذمرها، تسعي لافتعال المشاكل مع زوجة ابنها دون سبب، ولم تستطع واحدة من جميع زوجات ابنائها أن تتحداها أو تعلن سخطها أو حتي تنتصر عليها، وكن جميعهن طوع يديها، ورغم ذلك اضرمت لهن التربص والملاحقة والتهكم، تفعل ما يحلو لها دون خوف من العواقب التي غالبا ما تكون وخيمة، كان هذا هو المشهد التمثيلي السائد في كثير من أعمالها، أما في الواقع فقد كانت صاحبة قلب ابيض، وبيت يملؤه الهدوء والطمأنينة، تزوجت من زوج شقيقتها بعد وفاتها حتي تربي أولاد اختها مع أولادها من زوجها الأول فوزي منيب الذي انفصلت عنه.

هناك العشرات من الممثلات اللائي جسدن الأم علي الشاشة، وكذلك الحبيبة والعشيقة وزوجة الأب، حتي صار من الصعب حصر اسم فنانة بعينها في دور معين، لكننا عندما نقول " حما" فماري منيب هي أول ما يتبادر إلي الذهن، حيث تستقر الشخصية في حضرتها بدون منازع.

كثيرات من فنانتنا العظام قدمن أدوار الشر، لكن ماري منيب كان لها مذاق خاص ونكهة مختلفة، إنه الشر اللذيذ الذي تظل العين تتعقبه وترصده دون تأفف أو امتعاض، وبألفاظ ومفردات خاصة جدا دون الجنوح للتجريح او الاسفاف رغم شراستها وعنفها، كانت أعمالها ومازالت معينا لا ينضب، إنها واحدة من جيل الموهوبين العظام، إنها حالة خاصة واستثنائية.

الأهالي المصرية في

18/10/2009

 

.. وفي ختام أعماله

فـــك الاشتباك بيـــــن الإعــلام والفــــــــن

متابعة:ماجدة عبدالبديع 

علي أنغام فرقة النيل للفنون الشعبية.. و«إن كنت مسافر خدني معاك».. اختتم مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والروائية القصيرة دورته الثالثة عشرة.. في احتفالية رائعة جمعت عشاق السينما من كل أنحاء العالم يغنون ويرقصون معا حتي الساعات الأولي من الصباح، وكأنه عرس سنوي ينتظرونه ويحتفون به.. هذه الاحتفالية جاءت بعد الحفل الرسمي لتوزيع الجوائز علي الفائزين في المسابقة الرسمية والتي تضم 86 فيلما.. وقد حصل فيلم «مأساة جميلة» علي الجائزة الكبري من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة سانجيب لي.. وهو فيلم نرويجي إخراج ديفيد كنسيلا.

يتميز مهرجان الإسماعيلية الدولي للسينما التسجيلية، بالمتعة الفنية، والخصوصية، فهو مهرجان ذو سمات خاصة، حيث يتم اعتقالنا «نحن الصحفيين والسينمائيين» بإرادتنا، في معسكر بعيد عن قلب المدينة «القرية الأوليمبية» وهذا بالطبع لأسباب مادية أولا، وحتي تضمن إدارة المهرجان ألا ننحرف يسارا أو يمينا عن الهدف المنشود، ألا وهو مشاهدة أكبر كم من الأفلام (86) فيلما داخل المسابقة الرسمية، تم اختيارها من بين 1300 فيلم، من جميع أنحاء العالم، وعشرة أفلام خارج المسابقة، وذلك في الفترة من 10 إلي 17 أكتوبر الحالي، في حالة من الاستمتاع ببعض الأفلام الرائعة مثل فيلم الافتتاح «ينابيع الشمس» للمبدع «حسن التلمساني»، والإجهاد بسبب رحلتي الصباح والمساء من القرية إلي قصر الثقافة، والعكس.

ينابيع الشمس

هو فيلم الافتتاح الذي أبهر الجميع، نقادا وجمهورا، فقد تميز بلقطات أشبه بلوحات أسطورية، عن تدفق النيل وفيضانه، إلي جانب السيناريو الذي تناول قصة ملحمية لتاريخ شعب، علي مدي خمسة آلاف عام من مساعي الإنسان، بدءا من بناء الأهرامات، ومعابد أبوسمبل المنحوتة في الصخر إلي سد أسوان العالي، هذا المشروع القومي العملاق، الفيلم أنتج سنة 1970 من إخراج «جون فيني» الذي أخرج فيلما آخر عن مصر بعنوان «ثامن العجائب» عن معبد أبوسمبل عام 1971.. وقد ساهم تكريم مدير التصوير القدير «حسن التلمساني» وعرض عشرة أفلام له بالإضافة إلي فيلم الافتتاح في تعزيز المشاركة المصرية المتواضعة في المهرجان.. فقد شاركت مصر بفيلمين تسجيليين هما: «شهر 12» للمخرج محمود شكري و«المستعمرة» إخراج أبوبكر شوقي.

فيلم تسجيلي قصير، تصوير وسيناريو وإخراج «أسماء بسيسو» يبحث في أهوال الحرب الوحشية الإسرائيلية علي قطاع غزة في عامي 2008، 2009 وآثارها علي الفلسطينيين، بعد العدوان، حيث نتعرف علي قصص إنسانية، لم تتعرض لها وسائل الإعلام، كالأطفال الذين اضطروا إلي ترك مدارسهم والعمل ببيع مخلفات المنازل التي هدمت جراء القصف، لعدم قدرة أهاليهم تحمل أعباء التعليم، أو مجرد شراء الزي المدرسي لأبنائهم.

هل تستمر الرسالة؟

يستعرض هذا الفيلم قصة حياة المخرج السينمائي العالمي «مصطفي العقاد» الذي قُتل مع ابنته ريما في التفجيرات التي وقعت عام 2005 في عمان بالأردن وسط 58 إنسانا قتلتهم يد الغدر ومن أهم أفلامه والتي حققت شهرة ونجاحا عالميا، فيلم «الرسالة» و«عمر المختار» و«أسد الصحراء»، والأخيران لعب بطولتهما «أنتوني كوين».

وكان «العقاد» مهموما بنقل رسالة حقيقية عن الإسلام إلي جمهور الغرب، فحاول بناء جسر فكري بين الشرق والغرب.. ولكن فيلم «الرسالة» واجه مشاكل كبيرة منها ضرورة موافقة الأزهر، والرابطة الإسلامية بالسعودية، حيث قال له أحد أعضائها إن الصورة حرام، والموسيقي تمنع وجود الملائكة، وبالفعل صدر قرار من الرابطة بمنع تصوير الفيلم، أو تمويله، وعندما امتنعت السعودية، انسحبت الكويت كذلك من التمويل، ولكن الملك الحسن الثاني دعم العقاد بقوة وتعاون معه، ولم يكن تصوير الفيلم سهلا، لغياب ظهور الرسول والعشرة المبشرين بالجنة.

وبعد نجاح «الرسالة»، قرر العقاد عمل فيلم نضالي عربي، فوقع الاختيار علي شخصية «عمر المختار» لأنه الوحيد الذي رفض النفي، وتطلب الفيلم سنة ونصف السنة من البحث، وهو قصة كفاح شعب ليبيا من أجل التحرر، ومواجهة بين رجلين كل منهما له تاريخه.. «مصطفي العقاد» كان فارسا عربيا حرا، وشعلة لامعة.. ودائما ما كان يردد «شيئا من الغضب، يا أمة العرب».

عصر القنوات الفضائية

تناقش الندوة الدولية هذا العام والتي يديرها الناقد والباحث السينمائي «سيد سعيد» علاقة الفيلم التسجيلي بعصر القنوات الفضائية، والجدلية المتشابكة بينهما، وما إذا كانت هذه الفضائيات تساعده علي الانتشار أم بالعكس تساعد علي القضاء عليه!، أو علي الأقل صبغه بالطابع التليفزيوني لحساب القنوات المنتجة المتعددة التي تنتجه لأغراض فنية ودعائية بعينها حسب سياسة المحطة الفضائية.. وتتساءل محاور الندوة عن مدي إمكانية اعتبار التقارير التليفزيونية التي تغطي الأحداث الجارية أفلاما تسجيلية كما تتساءل عن حدود الموضوعية والذاتية في الفيلم الوثائقي، وهل تتحدد ماهية الفيلم التسجيلي بالتوقف عند حدود التسجيل أو النسخ الآلي للواقع؟، وطرحت الندوة السؤال الأهم وهو.. هل آن الأوان للتفرقة بين الإعلام والفن؟، خاصة بعد انتشار القنوات الفضائية التي استولت علي كثير من المهام التي كانت تدخل في نطاق أنواع الفيلم التسجيلي، كالأفلام التثقيفية والصحية والإرشادية والسياحية، وغيرها مما كانت السينما التسجيلية تقوم به قبل ظهور التليفزيون، وأعادته القنوات الفضائية إلي مجال انتسابه الحقيقي وهو الإعلام، فهل يستطيع الفيلم الوثائقي أن يواجه كل تلك التحديات، ويعيد اكتشاف نفسه، لينطلق انطلاقة جديدة، في عصر القنوات الفضائية؟، هذا ما نتمناه علي أيدي مبدعي السينما التسجيلية.

الأهالي المصرية في

18/10/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)