تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

اليوم الذي صمدت فيه الارض..الرؤية بعين واحدة

فلاح كامل العزاوي

لعل كوكب الارض بحاجة هذه الايام لتحذيرات الكاتب هاري باتس واضع رواية (اليوم الذي صمدت فيه الارض) اكثر من حاجته اليها في الوقت الذي كتبت فيه الرواية في العام 1951 في القرن الماضي.. يوم نجت الارض بالفعل من كارثة قنابل امريكا النووية التي سقطت على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين في الايام الاخيرة من الحرب العالمية الثانية. وربما هذا ما شجع المخرج (سكوت ديركسون) على اعادة الفيلم الذي اخرجه (روبرت وايس) اوائل خمسينيات القرن الماضي..

فاذا كان عالمنا في ذلك الوقت مهددا بالقنابل النووية التقليدية فهو الان مهدد باكثر من ذلك بكثير.. فالقنابل التي اصبحت اكثر فتكا من قبل لم تعد الخطر الوحيد الذي هدد الكوكب بالدمار.. فهناك قنابل موقوتة وقابلة للانفجار في كل مكان ويد الانسان ابدعت في ابتكار وسائل جديدة اشد خطورة ربما ليس على كوكبنا وحده بل على الكواكب المجاورة وقد لاينفعنا حضور مخلوق فضائي واحد لكي يحذرنا او يخوفنا من مغبة الاستمرار فيما نحن فيه.. ويعد ضربا من السذاجة الاستماع الى تحذيرات تأتينا من عوالم اخرى طالما اننا لم نتعلم من الدروس التي نراها يوميا بأم اعيننا ونقف مكتوفي الايدي حيال ما يحدث من تدمير للبيئة والطبيعة والانسان تحت شعار “العلم والحرية ومحاربة الارهاب”.. رواية هاري باتس وهو احد اشهر كتاب الخيال العلمي في القرن الماضي.. كتبت كردة فعل على كل ما حدث في الحرب العالمية الثانية.. واتت كتحذير مبكر ليد الانسان التي امعنت في تدميرها لكوكب الارض بفعل الحروب والاختراعات العلمية، وطال تأثيرها  السلبي احد الكواكب المجاورة، والذي ارسل مندوبا لكي يتحقق من ذلك ودراسة ما يحدث للارض ويسعى بشكل ودي للحد من خطورة ما يجري لكن الحكومة الامريكية ممثلة بوزير دفاعها وقفت في وجه المندوب الفضائي وقامت باحتجازه ومنعته من مخاطبة المجتمع الدولي عبر منبر الامم المتحدة.. وكان المندوب حتى ذلك الوقت يحمل رسالة سلمية غايتها مساعدة سكان الارض على التخلص مما هم فيه، لكن رسل السلام هم اعداء دائما من وجهة نظر الادارة الامريكية باعتبارها الراعي الوحيد لهذا الكوكب والقادرة على حمايته دون تدخل من احد فهي التي تحدد مدى الخطورة وهي التي تملك الحل والعلاج المناسبين.. لكن المخلوق (الفضائي كلاتو ــ لعب دوره كيانو ريفز) لم يرضخ لرغبات الادارة الامريكية ووجد نفسه مضطرا وتحت طائلة حماية كوكبه البعيد ان يعلن الحرب على سكان الارض.. فاذا كانوا هم غير مدركين لخطورة ما يفعلونه بكوكبهم ولايأبهون لتدميره فليس من حقهم التأثير على الكواكب الاخرى، ومن حق سكان الكواكب البعيدة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية انفسهم من خطر البشر ولاجل ذلك اضطر استخدام وسائله لتدمير كل ما يهدد ويطال تاثيره الحياة بشكل عام وسرعان ما تدخلت العالمة هيلين بنسون ــ لعبت الدور جنيفر كونلي التي اقنعت كلاتو بالتوقف ووعدته ان تعيد النظر بمواقف البشر السابقة.. وعلى الرغم من قبوله العرض الا انه هدد بان يكون الثمن الذي سيدفعه البشر باهظا.. رسالة الرواية والفيلم واضحة جدا تحمل في طياتها الكثير من الحكمة.. لكن المخرج سكوت ديركسون لم ير فيها سوى الجانب الخيالي والمثير.. لذا ابدع في استخدام التقنيات السينمائية المتطورة لتقديم فيلم حركة تقليدي، شأنه في ذلك شأن ادارته التي لاترى الحقائق سوى بعين واحدة.. وهي عين مصلحتها.. مما افقد الفيلم الكثير من القيم الانسانية التي اهتمت فيها الرواية الاصلية.. ولا ادري كيف تعامل المخرج روبرت وايس مخرج النسخة الاولى من الفيلم مع ذات الرواية؟ حيث لم يقدر لي مشاهدة الفيلم.. لكن نقاد تلك الفترة (وحسب قراءاتي المتعددة في السينما) كانوا قد اشادوا بالعمل.. لهذا فقد صنف الفيلم في المرتبة 172 في قائمة افضل 250 فيلما في تاريخ السينما الامريكية وهو تصنيف متقدم يشير الى قيمته الفنية الكبيرة. الممثل النجم كيانو ريفز لعب دور البطولة بكفاءة متميزة على الرغم من رفضه  المشاركة في افلام معادة الا انه اقتنع باهمية الفيلم في الوقت الحاضر واضافة الى ذلك فهو متاثر بالدور ذاته الذي لعبه واداه الممثل الراحل مايكل ريني في نسخته الاولى من الفيلم. كما حلت الممثلة جنيفر كوني مكان الممثلة باتريسيا نيل التي تبلغ من العمر الان الثالثة والثمانين، وكان اختيار كوني مصادفة ودون تخطيط وهو على كل حال دور عادي قد لايضيف الكثير الى صاحبة الاوسكار عن دورها المؤثر في فيلم عقل جميل. بدأت عروض الفيلم في الولايات المتحدة الامريكية في الثاني عشر من شهر كانون الاول للعام 2008 وهو انتاج اوائل العام 2008 وعرض في اكثر من 3500 دار عرض وحقق في اول اسبوع عرض مبلغ 31 مليون دولار وانتجته شركة فوكس للقرن العشرين وبلغت ميزانيته نحو (مئة مليون دولار امريكي).. استغرق تصوير الفيلم حوالي (3 اشهر) حيث فرغ منه المخرج في 21 اذار 2008 واستخدم فيه تقنيات متطورة فاقت ما توافر لمخرج النسخة الاولى في الفيلم مع محافظته على الشخصيات الاساسية التي ظهرت في نسخة الفيلم الاول، لكن تصميم الرجل الالي الذي استخدمه المخلوق الفضائي كلاتو ــ كيانو ريفز في محاربة اهل الارض كان تصميما ميكانيكيا في النسخة السابقة بينما استفاد المخرج ديركسون من التقنية البيولوجية في التصميم الجديد.

الإتحاد العراقية في

30/08/2009

 

(البلد دي فيها حكومة)  فيلم عن الفساد الشامل

محمد الأحمد 

لقد راهن المخرج (عبدالعزيز حشاد) بفيلمه الأخير (البلد دي فيها حكومة) على أن يوجه اتهامات مباشرة بالفساد الإداري الشامل والخطير الذي ينظمه مسؤولون كبار في الدولة ذوي مناصب رفيعة، وهم يتملصون من جرائمهم بسهولة احترافية، ليس لها مثيل، ومن ثم يتلبس الأمر عندما تتحول الجريمة المنظمة، إلى حالة مؤشرة لفساد حكومة تشمل حتى رأس الدولة، وتحمّل تبعاتها الكاملة على عاتق الضباط الصغار، وكأنهم الغول الأكبر الذي يلتهم الأنظمة والقوانين؛ بل وينتهكها أبشع انتهاك.. الابداع الحق في هذا العمل حيث تسير حكاية الفيلم باتجاهين.

الأول  يشير بإصبع اتهام جريء إلى السلطة ذاتها راعية الفساد والمفسدين، بدلالة تغاضيها عن كبار موظفيها، أصحاب القرار، وهم يعيثون في (البلد) فساداً، وحيث هم أول المتشدقين بالصرامة، والكياسة، وتطبيق القانون في نفس الحين يصورهم الفيلم هم من لايعلى عليهم بالفساد، فالرشوة، والمحسوبية، ومناورة التجار الكبار، والمواصلة في رسم سيناريوهات الجريمة المنظمة، بالغة الذكاء، والتي لايستطيع القيام بها رجل واحد (لوحده)، مالم تدعمه مؤسسة متخصصة، دقيقة التنفيذ، وبعيدة الإيغال بما تريد تحقيقه، والكيفية المتقنة التي تحدد عملية غسيل الأموال، ظاهرها المضاربة في البورصة، وباطنها الاتجار بالـ(كوكائين)، والاتجاه الثاني الذي يتغير بعد منتصف الفيلم عندما يلعب المخرج بذكاء وبراعة بشخصية (ادهم سيف النصر)، من بعد أن يظهره بصورتين الأولى المخدوع، والضحية حيث يتلاعب به رئيسه المباشر المتمثل باللواء (عزت أبوعوف)، ويكون في النهاية بان الضابط الكبير المتنفذ هو ضحية الضابط الصغير على انه أحد أكبر تُجار المخدرات، ومحققا من وراء رئيسه البريء النزيه مكاسبه الشخصية، ومفضلا مصلحته الشخصية على الواجب الذي يريده منه البلد.. على العموم فأنه يقدم (خلطة بوليسية رديئة التوليف تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، مضموناً وشكلاً)، قصة فساد جهازالشرطة في مصر، او اية دولة اخرى، مدارة بعجالة حيث أي من ممثليه لم يتقن دوره بامتياز.(هذا العمل ليس له علاقة بالواقع، وأي تشابه بالأسماء والأحداث فهو من قبل الصدفة).

يقوم ببطولة فيلم البلد دي فيها حكومة الفنان الذي ادهشنا في بطولة فيلم سابق (ما تجي نرقص) الفنان تامر هجرس مع الفنانة الكبيرة (يسرى).. اما فيلم البلد دي فيها حكومة فتشاركه (علا غانم) بدور اميرة سليمان صاحبة البنك، التي تقوم بتبييض الأموال عبر شخصية مديرة بنك (تؤدي شخصيتها بتوتر وانفعال دل على ضعف حضورها، وفقر أدواتها التمثيلية، بملابس فضفاضة محاولة الإغراء لإثبات وجودها في ا لفيلم)، اما الحسناء الاخرى (هيدي كرم) فقد اضطلعت بدور نور ابنة اللواء فوزي السلحدار (عزت ابو عوف)،  هذا وقد كتبت قصة الفيلم (شيرين شعراوي)، والسيناريو والحوار لـ(طارق همام)، اما الموسيقى التصورية فكانت لـ(شريف بدوي) حيث لم يكن فيها ما يلفت سوى غناء (خالد عجاج)، مسار الفيلم يتحرش بمؤسسات الدولة التي يسميها الفيلم بعدم وجود أي حكومة في زمن الفساد: (إحنا صح ولا انتو الي صح؟-انتو مين؟يقول رئيس العصابة- إحنا الحكومة ياباشا)... فالرقابة لم تعترض على هكذا اتهام مباشر بموضوع فساد جهاز الشرطة بالكامل ولو كان في مصبه الأخير على البطل (ادهم) ليس في دوره أية ملامح موهبة أو قدرات تمثيلية، متميزة أو غير متميزة، أداء ليس فيه مهارة، والفيلم بصورة عامة بدون إعادة من اجل لقطة أفضل، أو مشهد مقنع، وعدم إقناع المشاهد يعني فشل الفيلم في توصيل رسالته وهذا يعني عدم تواصل المشاهد مع الفيلم بشكل أو بآخر، أن الضابط لشاب الذي ظهر كبطل، قد استطاعا يهام الجميع بفساد رئيسه، أنه الفاسد الحقيقي وشريك تاجر المخدرات الذي قتله في مقدمة الفيلم، من ثم يتمحور على قتل كل من له مساس ليطمرالأثر كاملا وينجح (مثلما يحدث في قصص هوليود)، ملخص قصة الفيلم تتمحور حول ابن احد رؤساء العصابات (جون) يعود الى ارض الوطن لاجل استحصال مبلغ مودع في بنك (اميرة سالم)، ويحصل استرجاع لقصة كيف آلت ايه الاحداث، وتتناول الفساد المزمع كشفه، ويفشل المخرج بلقطات سريعة تحسب لضعف الإخراج، وعدم تفهم الفنان لأداته التقنية وإمكانياتها الاخراجية، حيث ينجح (البطل) في خداع ابنة رئيسه في سلك الشرطة ليسهل عليه الوصول الى أرشيف (الاب) وخزانته السرية التي يحفظ فيها الدليل القاطع على فساد الجهاز المتنفذ برمته وايضا يشككها في نزاهة والدها ويوهم من حوله وحولها بفساد (الأب) الضابط الكبير، وأيضا يشمل وزير الدولة مستخدما معزوفة الشعار الجمهوري المصري نغمة للموبايل كلما يتصل به المذكور... استخدم المخرج ذلك لمزيد من الإيهام بأن الفيلم يعالج مواضيع فساد غاية في الخطورة، وغاية في الاهمية ولو تريث قليلا في اداء ممثليه لكان قد جعلها من افضل الافلام العربية، ولايفوتنا التذكير تناول ايضا جرائم تبييض الأموال، هي الاكثر حساسية بيومنا هذا، ويعالجها بالمرور عاجلا، من دون ان يمس او يؤشر، فخسر المخرج الرهان على فرصة عظيمة اعطته اياه الرقابة من دون ان يحصد ثمارها، وسيبقى الفيلم يبحث عمن ينصفه اكثر.  

الإتحاد العراقية في

30/08/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)