تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

تجارب السينمائيين العراقيين في المنفى

ياسين النصير

يتشكل الأدب العراقي في المنافي وبلدان الهجرة  أولا ًمن الخبرة الذاتية للأديب وللفنان، وثانيا من الرغبة الحقيقية في المواصلة والإبداع. أن غياب  مؤسسة ثقافية عراقية تدير شؤون المثقفين ونتاجهم وتتابع القضية العراقية من خلال محور الثقافة والفكر يشكل عائقا كبيرا أمام تطور الإنتاج الثقافي ولم تقتصر هذه الحال على الثقافة بل نجدها شاملة لميادين فكرية أخرى حيث لا نظرية اجتماعية يمكن أن تفرزها سنوات الهجرة العراقية ولا تداخل فكري فلسفي بين التيارات القديمة والحديثة يكون محورها الشعب العراقي.أن سنوات الهجرة سنوات ضياع حقيقية ولكن ما يشدنا إلى الإبداع هو تلك الرغبة الحقيقية الكامنة في نفس كل عراقي غيور. هذا على المستوى الثقافي العام .

فكيف بنا إزاء فن جماهيري الإنتاج بطبيعته مثل فن السينما التي لا يمكن أن نرى فلما بدون وجود فريق عمل منتج ومتكامل، وأدوات تنفيذ ، ومساحة لممارسة التصوير والحركة ومنتج يصرف دون أن ينتظر المقابل، وجمهور يشاهد ويتفاعل ويشترك؟. إضافة إلى سينار ست ومؤلف. من هنا تبدو قضية إنتاج سينما عراقية في المنفى صعبة وغير منطقية.

ففي أوربا يعيش اليوم عدد من السينمائيين والفنانين العراقيين  الكفء الذين غادروا العراق خلال العشرين سنة الماضية وهم يبحثون عن أفق للسينما يطلون من خلاله على تجارب جديدة وممارسات فنية غنية. بعضهم هاجر رغبة في البحث عن ثقافة سينمائية تسند تجاربه القليلة في العراق. فحط رحالة أول الأمر في لبنان وسوريا ليجد في القضية الفلسطينية مادة للعمل السينمائي فعمل بين فصائلها مصورا لها ومؤسسا لنواة سينمائية تسهم في إعلام الثورة وانتشارها وموثقاً لفعالياتها. وقد شاعت يوم ذاك الأفلام الوثائقية وحققت نجاحا في مهرجانات عربية ودولية مثل ما فعله الفنان قيس الزبيدي والفنان قاسم حول.في تصويرهم أحداث صبرا وشاتيلا. وبعضهم هاجر بحثا عن حرية  فكرية وفسحة يرى فيها تجارب العالم الفنية بعد أن سدت عليه نوافذ العراق وجعلته لا يرى من السينما إلا ما ينتج عن الحرب وإعلامها ويصب في تيار تأليه السلطة وسلطانها، مثل الفنان  خليل شوقي والمخرج هادي الراوي والفنان محمد توفيق والفنان قتيبة الجنابي.والفنان حمدودي الحارثي وغيرهم.  وثمة عدد أخر من الشباب العراقي الذي ما أن تفتحت ينابيع ذاكرته على التجديد والعمل الفني الجاد حتى هٌجر عن أرضه فلما استقر في دول الغرب بدا الطريق للوصول إلى هدفه أبعد مما يكون فعاد إلى بيته وخمرته وسيكارته ونسائه ليضيع ثانية في أحضان العادي والمهمل. ومثل هؤلاء كثيرون. والقلة التي واصلت العمل بطاقة الفرد وهمته مثل الفنان ليث الحمداني الذي انتفض أخيرا ليقدم فيلما يجمع بين الموسيقى والرسم. بينما سعى آخرون إلى التصدي للذات المستريحة والخدرة وبدا يحفر بأظافره عن فسحة يقول من خلالها عن العراق مثل الفنان والروائي إبراهيم سلمان الذي أنتج في هولندا عددا من الأفلام  الوثائقية والروائية عن كردستان العراق وعن الهجرة الكردية. وعن ما لحق من دمار في مدن العراق الأخرى.

الظاهرة التي نتحدث عنها عرفتها شعوب مضطهدة عديدة وتجاوزتها بوجود قوة إرادة لدى أبنائها في تجاوز المستحيل والبحث عن فرص أكثر حرية للإبداع. ولنا في السينما الإيرانية والجزائرية والمغربية والشيلية وأخيرا الأفغانية التي بدأت تنفض الغبار عن كوادرها وغيرها أمثلة يمكن أن نحذو حذوها.فيما لو وضع السينمائيون العراقيون خططا لتطوير علاقتهم بالواقع العراقي. وفيما لو أنتبه المعنيون من السياسيون من أهمية ومكانة للفيلم في نضالهم الوطني من أجل التغيير. فقد جسد فنانو هذه الشعوب، وطرحوا بوثائق مصورة  واضحة ودامغة أمام الرأي العام العالمي قضيتهم وقدموا سينما حديثة تطرح بفنية عالية ووثائقية الحلول الاجتماعية والثقافية للكثير من المشكلات المستعصية. وفي العراق جرت أحداث وممارسات لم تجر مثلها في العالم منها: الحروب المدمرة التي طالت أخضر العراق ويا بسه. ومنها حملة تجفيف الأهوار ارض سومر وأكد وهو ما لم يجر مثله في أي بقعة في العالم، ومنها حملة الأنفال الظالمة على الأكراد العراقيين، ومنها مأساة حلبجه والتهجيرالقسري لأسر عراقية من جنوب العراق وشماله، وأخيرا الإعدامات والموت الجماعي في سجون علنية وسرية إضافة إلى آلاف الحالات  الفاشية كالقتل بالكلاب البوليسية والمخدرات والمواد الكيمياوية ونهب المواد الطبية والموت لألاف الأطفال شهريا، وسرقة قوت الشعب والملاهي التي يفتحونها للأجنبي والعربي المتسول  وغيرها والتي لو فتح مخزنها لأنتجت مئات الأعمال الأدبية والفنية التي تخدم البلاد.

بالطبع لا يفرح مثل هذا الكم من المآسي أي فنان سينمائي أو أديب عراقي، بل على العكس يعطل تفكيره فيما لو اقتصر عمله السينمائي على معالجة الوضع المأساوي بطريقة فنية عادية، ولكن هذه المآسي هي المدخل الذي لابد منه لرؤية الإنسان العراقي وهو يمر بمحن تاريخية لم يمر بها شعب آخر.

في التجارب القليلة التي شاهدناها في المنفى للفنانين السينمائيين العراقيين ثمة هاجس عام يشمل الأعمال كلها. هو الهاجس الوطني المسؤول. فقد قدم الفنان محمد توفيق فيلما من إنتاج وزارة الثقافة الدنماركية عن الفنان والشاعر محمد سعيد  الصكار  صاحب مشروع الأبجدية العربية التي بعنوان شاعرية القصبة وفيه يتحدث بالصورة واللقاء عن تجربة فنان رائد في ميادين الخط واللوحة الحروفية.وقدم الفنان قيس الزبيدي في مهرجانات روتردام السنوية فلما وثائقيا عن القضية الفلسطينية. يكشف ليس معاناة الشعب بل الطريقة الموثقة لآلية الحرب الإسرائلية. وقدم الفنان قاسم حول تجارب فنية عدة من بينها أعماله التي أنجزها في ليبيا ولبنان وآخر فيلم له “ السلام عليكم” الذي قدمه في مهرجان روتردام أيضاً. ويعمل الفنان قتيبة الجنابي فيلما قصيرا عن الفنان خليل شوقي. وقدم الفنان إبراهيم سلمان ثلاثة أفلام وثائقية وروائية عن تجربة كردستان والتدمير الذي لحق بالمنطقة في حلبجه وفي مناطق أخرى عارضا فيها ماسي الشعب العراقي وهو يواجه الموت والتهجير والقصف. وقدم الفنان ليث الحمداني فيلما عن تجربة الفنان نصير شمة مع لوحات للفنان فيصل لعيبي. عالج التداخل بين الموسيقى والرسم وإمكانية التداخل بين التجارب المختلفة. وفي عموم التجارب القصيرة والمهمة للسينمائيين العراقيين بالرغم من  لم تؤد بمعظمها إلى خلق وتكوين تيار فني يمكن أن يشير إلى خصوصية التجربة العراقية في المنفى. كما أسست تجارب فنية لسينمائيين من دول أخرى بينها إيران والجزائر ولبنان . فالفنان  العراقي يرتحل من بلد إلى آخر حاملا معه تصوره وكاميرته وخطوطا عريضة عن سيناريوهات محتملة وممكنة عن العراق وقضاياه ولكنه ما أن يحط رحاله في بلد حتى تبدأ الصعوبات بالظهور أمامه. منها  عائق اللغة، عائق المؤسسة المنتجة للعمل، عائق فريق العمل من الإداريين والفنيين، عائق السيناريو الجديد الذي يتلاءم وسياق الممكنات المادية والفنية، ثم عائق مكان العرض ودور السينما و هوية وجنسية المشاهدين. .وبالرغم من كل هذه العوائق الفنية والإدارية ثمة من يعمل ويواصل نشاطه ولو بحدود. فقد قدمت مؤسسة أكد للثقافة والفنون  في لاهاي ثلاثة أفلام لمخرجين عراقيين وإنكليز وكلها تتحدث عن العراق. منها فلم  الأهوار للمخرج الإنكليزي مايكل وود  والمنتج للتلفزيون الإسترالي ويعد واحدا من الأفلام الذي تعرض وبوضوح لمأساة تجفيف الأهوار وقمع الانتفاضة الشعبية في آذار وما لحق الشعب العراقي تهجير وإعدام وقطع الألسن على طول البلاد وعرضها. وقدم الفنان قاسم حول لمرتين فلم الأهوار كاشفا فيه عن جوانب مهمة من حياة سكنة الأهوار القدامى وعاداتهم، وقدم ليث الحمداني فلما عن تجربة العود واللوحة الفنية. كما الفنان قدم هادي الراوي فلم : البيت” المنتج في بغداد أثناء الحرب تحدث فيه عن تدمير البيوت أثناء القصف الوحشي للعراق ويرمز البيت  إلى الوطن ثم كيفية إعادة بناء هذا الوطن ورغم أن الفلم منتج في العراق ويصب في الدعاية لإعادة أعمار العراق بعد حرب الثماني سنوات إلا إنه احتوى على ثيم فينة وجمالية كبيرة وذات شأن في السينما العراقية.

اليوم نحن بحاجة إلى سينما عراقية حقيقية ومهمة مادتها ليس النحيب والبكاء وتذكر المآسي، بل ثقافة ومكونات وتركيبة هذا الشعب العريق ومن خلالها يمكن أن تقدم السينما صورة مشرقة للجاليات وللشعوب الأوربية. أن سلاح السينما ودوره الفعال في مهرجانات العالم وندواته وملتقياته أكثر إمضاء من أي فعالية أخرى. ولكن ما يعوز الفنانين السينمائيين وهم كثر وحدة فكرية وفنية  تجمع بينهم ومشروع يجمع شتاتهم ومنتج يضحي ولو بالقيل من موارده لصالح القضية الوطنية. ومع أن مثل هذه الآمال غير متوفرة كليا، يقع على عاتق الفنانين المسرحيين مهمة النهوض بالمهمة ولو من خلال إنتاج اقل شأننا. أن الكثير مما يحدث في الساحة الدولية له ارتباط حقيقي ومباشر بالقضية العراقية فيتحول التدوين والصورة والوثيقة مادة إعلامية مهمة للمستقبل . ومثل هذه المهمات وأن بدت فردية ومتباعدة لهي من التأثير ما يجعلها وثائق يمكن استعمالها في اتجاهات عدة. أن فن الصورة اليوم هو أحد أهم مرتكزات العمل السياسي ولكن كما يبدو أن خدرا قاتلا يتسرب إلى أقدام وذاكرة السينمائيين العراقيين في المنافي يشلهم عن مواصلة رسالتهم التي نحن بأمس الحاجة أليها.

الإتحاد العراقية في

23/08/2009

 

 

فيلم "SCOOP" لوودي ألن فلسفة الحياة والحب والموت

فلاح كامل العزاوي 

فيلمنا هذا هو من اجمل افلام المخرج وودي الن الذي وقع اسير غرام العاصمة البريطانية لندن مضافا لحبه الغريزي والابدي لمدينته نيويورك او لعل الامر في الفيلم لا يعدو كونه مجرد حس درامي شده  لعاصمة الضباب التي راى فيها بيئة مناسبة لتقديم افكاره التي لم تعد تروق لسكان نيويورك خاصة في حي منهاتن الذي وجه له الن العديد من رسائل الحب المتضمنة نقدا لاذعا واستهجنها سكان الحي الراقي واستنكروا ان تاتي على لسان احد القادمين من الشوارع الخلفية لمدينة المال ورجال الاعمال.

في هذا الفيلم تشارك الممثلة "سكارليت جونسون" المخرج "وودي الن "للمرة الثانية بعد لقائهما الاول في فيلم (ماتش بونيت) وربما ستكون ممثلته المفضلة كما كانت زوجته ورفيقة دربه الممثلة ميافيارو التي شاركت المخرج 13 فيلما من ضمنها افلامه الاشهر على صعيد تجربته المتميزة في الاخراج السينمائي.

ورغم ذلك فقد أظهر هذا المخرج والمثقف النيويوركي اهتماما بالغا بتقديم افلام تنتقد وتعالج بجدية كبيرة مشاكل ذات اهمية بالنسبة للامريكيين على وجه خاص ،وهو بحق مخرج وممثل ذو اسلوب متميز وقدرة ادائية عالية واستحق ان يحصد بجدارة فائقة عددا لا باس به من الجوائز السينمائية وسط تقدير مختلف شرائح الجمهور الذي احب في هذا الفنان حسه الكوميدي الساخر ونظرته الثاقبة للانسان ومشكلاته في افلام عدة مثل (الحب والموت) و(منهاتن) و(زهرة القاهرة القرمزية) و(هانا والفواتها) و(قصص نيويورك) وفيلم (نهاية هوليوود).

امتازت سينما "وودي الن" بموضوعاتها الحساسة التي تدور في فلك العلاقات الزوجية والمرتبطة مكانا بمدينته الاثيرة على نفسه.. نيويورك.

لكنه منذ سنوات قليلة بدأ يبتعد عن هذه الخصائص ليقدم شكلا سينمائيا مختلفا وبروح تحلق في دنيا الحب والجمال وايضا الفن.

في هذا الفيلم يقدم نفسه ممثلا (اضافة الى الاخراج) الى جوار الممثل هيوجاكان والممثلة سكارليت جوهانسون..

وتدور احداث الفيلم الذي يمزج فيه"الن" بين الكوميديا الساخرة التي عهدناها منه والتشويق.. اضافة الى فلسفة خاصة عن الموت والرومانسية حول طالبة امريكية ادتها جوهانسون "تدرس الصحافة" وفي زيارة خاصة لمدينة لندن تحاول اثناء وجودها تحقيق سبق صحفي يميزها عن زملائها في الكلية  وظنت ان اجراءها حديثا مع مخرج سينمائي سيكون بالنسبة لها انجازا لهما الا انها تفشل في تحقيق ذلك، لكن ما حدث لها في اليوم الثاني كان ضربة غير متوقعة، فأثناء حضورها عرضا سحريا استعراضيا يقوم به رجل عجوز "وودي الن" اختيرت لكي يجري عليها تجربة لاخفائها.. وفي فترة اختفائها التقت صحفيا اغتيل قبل فترة وجيزة وهو يحاول العودة الى الحياة ليعرف من كان وراء اغتياله وتدور شكوكه حول ثري شاب من عائلة ارستقراطية "هيوجاكان" ويعتقد انه وراء عدد من جرائم القتل التي ارتكبت في الفترة الاخيرة..

لذا طلب من زميلة المهنة ان تقيم معه علاقة تعود في النهاية الى كشفه للراي العام.. وتقبل الشابة المهمة بحماس كبير لان في ذلك سبقا صحفيا لم يسبقها اليه احد  من قبل ويساعدها الساحر الاستعراضي في مهمتها تحت غطاء انه والدها وعن طريق حيلة شقية تتعرف الفتاة على الهدف المشبته به لكن ما لم يكن متوقعا اثناء تحريها عن الحقيقة هو وقوعها في غرامه وهنا يبرز دور "وودي الن" كاتبا للسيناريو ومخرجا للعمل.. حيث تظهر فلسفته الخاصة حول الرومانسية ومفهومه للعلاقة الابدية بين الرجل والمرأة وهي فلسفة لم يحد عنها في معظم افلامه. الممثلة الشابة سكارليت جوهانسون ادت الدور بحرفية بارعة وكانت متميزة في هذا الفيلم هذا مما يؤكد صواب اختيار المخرج لها للمرة الثانية في افلامه.. ويذكرنا هذا الدور بدورها الرائع في فيلم "ضائع في الترجمة" للمخرجة صوفيا كوبولا وهو الدور الذي كرسها في الحضور كنجمة سينمائية في مراحل انطلاقتها الاولى عقب الادوار العديدة التي لعبتها كطفلة قبل ان تبلغ مرحلة الشباب.لم يحظ الفيلم بنجاح جماهيري لكنه حقق حضورا في ذاكرة المشاهدين المحبين للسينما ولافلام "وودي الن" مخرجا وممثلا.

الإتحاد العراقية في

23/08/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)