تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ملكة الإغراء

بقلم : إيريس نظمي

» لا أجد من تستحق هذا اللقب.. فكلهن يتصورن أن الإثارة هي العري وخلع الملابس.. وأنا لم أكشف عن جسدي.. وهذا هو الفرق بيني وبينهن.. ولا خليفة لي في السينما.. وليس هناك إغراء من بعدي«.

أطلقنا عليها مارلين مونرو الشرق.. وملكة الإغراء.. إنها الممثلة القديرة الفنانة هند رستم التي اعتزلت الفن بعد أن تغير حال السينما.. وبعد أن تزوجت من الطبيب المعروف دكتور محمد فياض أستاذ أمراض النساء.. لكن لماذا لقبت بهذه الألقاب..

قالت لي: »تحبي أقولك سر.. لقد أصبت في حادث سيارة في أعلي الساق.. وأجريت لي عملية جراحية.. هذه العاهة جعلتني أسير بهذه الطريقة.. وهي التي تضفي علي سيري نوعا من الإثارة التي يتصور الجميع أنها متعمدة«.كان ذلك منذ سنوات بعيدة حين جلسنا في شرفة منزلها المطل علي النيل بالزمالك.. هذا المنظر الشاعري الساحر.

كانت هند سعيدة جدا بزواجها من الدكتور فياض.. ورأيت سعادتها علي السجادة الحمراء »السادة«.. في الصالون وفي ركنيها حروف أسمائهما الأولي H.F وحينما قدمت لي الشاي وجدت أيضا الفناجين وقد كتب عليها نفس الحرفين.

المعروف أن هند بدأت حياتها كومبارس.. وهذا ماشاهدناه في فيلم ليلي مراد »غزل البنات«.. واحدة من البنات اللاتي ركبن الحصان في أغنية »اتمخطري يا خيل«.

قالت لي هند في لقاءاتي الأولي معها في بيتها الذي يضم أجمل التحف ـ وهي هوايتها المفضلة ـ أن السينما لم تكن علي بالها ولكنها ذهبت مع صديقة لها تجتاز امتحان ممثلات جديدات.. وجلست تنتظرها في الخارج.. ورآها عز الدين ذو الفقار وكان أيامها مساعد مخرج فتقدم نحوها وأخذ ينظر إليها قائلا: »هل تجيدين الحديث بالعربية.. لقد تصور أنني أجنبية.. فقلت له : وهل تراني أتحدث بالعبرية«؟

< < <

وكان فيلم »أزهار وأشواك« هو أول فيلم ظهرت فيه علي الشاشة في دور صغير.. لكن كان أول فيلم أعتبر لي كبطلة هو فيلم »الملاك الظالم«.. الذي أعتبر أن حسن الإمام هو الذي اكتشفني .. ولازالت أحتفظ حتي الآن بالفستان الأبيض الذي ظهرت به لأول مرة في هذا الفيلم واعتبره فألا حسنا.

وكانت أنجح أدواري هي التي أخرجها لي حسن الإمام »بنات الليل« و»الجسد« وغيرهما.. لكن الإمام لم يضف لي جديدا في الفترة الأخيرة.

< < <

اعتزلت هند السينما وهي في عز مجدها وتألقها وذلك بسبب الأحوال التي وصلت إليها السينما.. واخترت أن أكون زوجة سعيدة علي أن أظل فنانة لامعة تعاني من القلق والتوتر وذلك بإرادتي واختياري وتفرغت هند لحياتها الأسرية كزوجة وكأم.. »ولابد أن أعترف أن زواجي بطبيب معروف هو الدكتور فياض قد غيرني.. فأنا إنسانة عصبية استطاع أن يحقق لي الهدوء والشعور بالأمان«. لقد طغت هند رستم الزوجة علي هند رستم الفنانة ولكن باختيارها كما تقول: »أن الزوجة والأم في رأيي هي الأهم في هذه المرحلة.

لم تتخرج هند من المدرسة أو الجامعة أو معهد السينما ولكنها استطاعت أن تعلم نفسها.. وأدخلت ابنتها أحسن مدارس اللغات والجامعات.

< < <

ذهبت أزورها بعد عودتها من هيوستون في الولايات المتحدة بعد إجراء عملية القلب المفتوح.. كانت جالسة علي كرسي في صالونها وقد وضعت رجليها أمامها علي كرسي بعد أن استأذنتني وذلك بناء علي أمر الطبيب وقد تورمت رجلها اليسري.

كانت هند ترتدي جلابية نبيتي جميلة مشغولة بالقصب.. وقد أسدلت شعرها الذهبي علي كتفيها فبدت جميلة.. وأثر جراحة القلب المفتوح تبدو في أعلي الصدر من فتحة الجلابية.

بدأنا نتحدث أحاديث جانبيه لكي أشعرها بالراحة.. وكان الحديث عن يوسف شاهين الذي تعشقه كمخرج والذي مثل معها وأخرج لها فيلم »باب الحديد« الذي فشل في البداية ثم حقق نجاحا كبيرا بعد سنوات وأصبح من أهم كلاسيكيات السينما.

قالت هند: » يا حرام .. كان يعمل ورجليه منتفخة بعد إجراء عملية القلب المفتوح مرتين«.. فقلت لها: وأنت أيضا أجريت عملية القلب المفتوح.. ولم تعد العملية خطيرة مثل زمان.. فوجئت هند ونظرت لابنتها التي تلازمها كظلها.. هل عملت عملية القلب المفتوح.. فأومأت بسنت برأسها..

وقلت في نفسي.. بدو أنني »عكيت«.

< < <

قالت بسنت أن الطبيب في أمريكا يقول كل ما يحدث في القلب ويعرضه للمريض لنفس العملية علي سكرين. قلت له: »عندنا في الشرق لانحب أن نوهم المريض بمرضه ولا ماذا سيحدث له«.. واكتفي الجراح بأن قدم نفسه لها »أنا د. رول .. والعملية تستغرق أربع ساعات«.

قالت : »لم أحاول أن أعرف مابداخل قلبي وما هو الداء«.. وتبكي هند كما لم تبك من قبل فهي إنسانة قوية تتمتع بكبرياء.. وأحاول مداعبتها لأخفف عنها.. تري ماذا وجد الجراح في قلب هند رستم حينما فتحه.. ومن كان يتربع عليه.. هل زوجك الدكتور فياض أم ابنتك بسنت؟ وتبتسم هند والدموع في عينيها : الأثنان.

< < <

»في غرفة العناية المركزة صعبت علي نفسي وبكيت حينما سمعت الطبيبة تقول لي قومي استحمي وتبكي مرة أخري : »أصل أنا عندي كبرياء وكنت مستكترة أن تحميني ابنتي، لم يعد لي شهية للأكل.. ووصلت إلي حالة من الاكتئاب النفسي.. ثم تبكي أيضا.. اكتشفت في رحلة القلب أشياء كثيرة لم أكن أعرفها.. أو ربما أعرفها ولكن لم أحسها.. وهي حب الناس.. وحب زوجي وابنتي.. آلامهم وتعبهم من أجلي. أحسست بالقلق الذي يعيشه زوجي د.فياض بصفته طبيبا.. وهو الذي اتخذ القرار وعمل كل الترتيبات وتحمل مسئوليتي كاملة.. وأخفي عني كل التفاصيل التي لا أعرف الكثير عنها.. أما ابنتي الله أكبر عليها اكتشفت أنها يمكن أن تتحمل المسئولية.

< < <

أربعون عاما عاشتها هند كزوجة وحبيبة وعاشقة وسكرتيرة لزوجها.. رحل د. فياض شرك العمر.. شريك حياتها منذ شهور ليترك في قلبها جرحا جديدا.. وحزنت هند حزنا عميقا.. وبدأت رحلة الذكريات مع الزوج الحبيب ووالد الابنة التي ليست من صلبه.

إنها قصة حب ووفاء ليست في الأفلام.

آخر ساعة المصرية في

05/08/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)