تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الكل يجمع على قلة الإنتاج للأعمال الدرامية وعدم اهتمام الدولة بالإبداع

ماذا ينقص الدراما البحرينية لتحتل قلب المشاهد العربي؟

كتب – مـحـمود الصويني

الجميع يشهد للدراما البحرينية انها كانت تحتل موقعا مرموقا في الدراما العربية والخليجية، فكانت تعيد عرضها باستمرار على مدى العام وتعيد وتكرر هذا العرض نظرا إلى الاعجاب المتزايد والمستمر لها، والتطور السريع من خلال اثبات جدارتها في الآونة الأخيرة بفضل الاختيار المتأني للنص الجيد والسيناريو المتقن والأداء المتميز، فكانت الدراما البحرينية تأخذ حيزا كبيرا في ملامسة الواقع، وتلامس إلى حد كبير قلب المشاهد!! سؤال نطرحه: لماذا لا تعرض اعمالنا الدرامية على الشاشات العربية مثل الاعمال الدرامية المصرية والسورية واخيرا التركية والتي انطلقت سهامها واصابت بيوت الاسر العربية. توجهنا بسؤلنا الى اصحاب المهنة، لعل وعسى ان نصل الى تشخيص للحالة، فماذا قالوا؟ الفنان نضال الدرازي اول المتحدثين فقال، الدراما البحرينية كعموم الدراما الخليجية، ناجحة وتعرض على اكبر القنوات العربية التي صارت تبحث عن العمل البحريني، ولكن السؤال هل درامتنا متواجدة بشكلها البحريني المتكامل كالدراما الكويتية او المصرية او السورية؟ وهنا علينا ان ننظر الى الأسباب التالية، اولا: وفرة الانتاج في الدول السابق ذكرها عكس وضع الدراما البحرينية، وثانيا: تمسك المنتج البحريني بالدرجة الاولى بتطعيم العمل بالفنان الخليجي، وان لا يكون العمل بحرينيا 100% اعتقادا أن الاسماء الخليجية تسهم في تسويق العمل على القنوات الخليجية، وهذه هي الأسباب الحقيقة لتراجع الدراما البحرينية، وانا نشهد ان العمل الدرامي الخليجي الناجح لا يخلو من اسم بحريني بدءا من الاخراج على مستوى المخرج الكبير أحمد يعقوب المقلة حتى الممثلين والممثلات بل حتى على مستوى الفنيين الذين تميزوا بجودت عملهم. واضاف الدرازي، الاعتماد على الانتاج الخاص اثبت فشله في تثبيت الثقافة والهوية في كل الدول العربية وذلك لتوجه العمل الى الربح التجاري السريع بدون النظر الى المستوى الفني، ودور الدولة في المشاركة وانتاج الاعمال لها بادرة ناجحة وعلى هذا النهج نجحت الدراما السعودية باهتمام التلفزيون السعودي الحكوميا واليوم تزدهر الدراما الاماراتية بنفس المنهج من خلال دعم التلفزيونا، وسبقتها قطر، وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون. وبحسرة يكمل الدرازي حديثه، تأتي هذه الاعمال كلها بعدما كانت البحرين في الريادة، تحصد جوائز الدراما العربية، فاين ذلك اليوم.. اليوم لا نملك ما نشترك به في المهرجانات العربية. ويواصل الدرازي حديثه بتساءل، أين الانتاج البحريني وما هو عدد المسلسلات السنوية؟ والاسباب كلنا نعرفها جيدا، وهي عدم توفر ميزانية وان توفرت فهي لا تبلغ الى مستوى انتاج مسلسل ذي جودة عالية، هذه المعادلة تطرح الناتج على الساحة وبالتالي نخسر بالدرجة الاولى المشاهد وهو المرجو البلوغ اليه. مقص الرقيب ويؤكد المخرج الشاب احمد الفردان رأي الدرازي ويقول، ان هناك بعض الأعمال الدرامية البحرينية التي كان لها صدى واسع وتأثير في المشاهد المحلي والعربي مثل أعمال المخرج المبدع أحمد المقلة والمخرج مصطفى رشيد ومحمد القفاص، ولكن للأسف هذه الأعمال لم تكن من إنتاج بحريني ولكن بكوادر بحرينية بحتة ويمكن وصفها أعمال خليجية بروح بحرينية. ويشخص أسباب الحالة فيقول، توجد عدة أسباب لعدم تأثير الأعمال الدرامية البحرينية في المشاهد مثلما استطاعت الدراما السورية بالدرجة الأولى والمصرية بعدها، وذلك من وجهة نظري عائد إلى العديد من الأسباب، نتطرق الى السبب الاول وهو عدم وجود قنوات إنتاجية خاصة بخلاف تلفزيون البحرين وهو جهاز حكومي له معاييره الرقابية الخاصة، فعوامل انتشار الأعمال الناجحة يعود إلى إمكانية تقديم أعمال درامية تسطيع أن تتخطى الخطوط الحمراء دون خدش حياء المتفرج، وسبب آخر، فإن المشاهد البحريني بإمكانه أن يتقبل عملا سوريا أو مصريا جريئا ولكنه لا يتقبل جرأة الطرح في الأعمال الدرامية البحرينية مما يعرضها دائمة للتشويه من قبل مقص الرقيب، ناهيك عن ندرة النصوص الجيدة وقلة الكتاب ممن لديهم القدرة على التعامل مع حكايات الإنسان البسيط وهموم حياته اليومية خاصة وأن الطبقة المتوسطة تشكل السواد الأعظم من تركيبة المجتمع، وهذا ما يتعارض مع بعض الأعمال التي تسلط الضوء على التجار والمال لذلك نجد أن المشاهد ينأى عن هذه الأعمال لأنها لا تمثله. ويتابع الفردان، اما السبب الثاني فإن آلية العمل في سوريا أو مصر تختلف عن البحرين حيث لا يوجد تفريغ للمعنيين بالشأن الدرامي من مخرجيين وفنيين وكتاب وهي مشكلة تواجه الابداع في البحرين على جميع الأصعدة، وأخير هو عدم الاهتمام بالكوادر الفنية الشابة ودعمها، وهذا ما ارغم المبدعين البحرينين إلى البحث عن ملاذ آمان لإبداعاتهم خارج البحرين مثل الفنانين مصطفى رشيد وجمعان الرويعي وهؤلاء نأسف لفقدانهم على الساحة الدرامية البحرينية. وبكلمات ملؤها الأسى قال، للأسف نحن كمخرجين شباب نبحث عمن يدعمنا ويمكننا من إنتاج أعمالنا ولكن دائما ما يكون التمويل عائقا أمامنا ولو قارنا ميزانية الأعمال الدرامية البحرينية بالأعمال الخليجية نجد بأنها لا تقارن علاوة على ان تقنيات التصوير والمونتاج الحديثة مكلفة، فإذا أردنا أن ننتج صورة نقية وجميلة مثل الصورة التلفزيونية السورية سنحتاج إلى ميزانية كبيرة، ولان التأثير على المشاهد يكمن في جودة الصورة والمؤثرات البصرية والصوتية المرافقة. ودعا الفردان القطاع الخاص الى دعم الابداع وقال، يجب على المؤسسات والبنوك والشركات الخاصة أن تساهم في إنتاج أعمال درامية، مثلما تفرض بعض الدول في أوروبا الشرقية قوانين على التجار من أجل دعم الأفلام السينمائية والفنون بشتى أنواعها، ولعلنا دائما نتمسك بالأمل ونتمنى من المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام وعلى رأسهم الشخية مي آل خليفة أن يتم الأخذ بأيدي المبدعين البحرينين وخاصة في مجال الدراما حتى ترى أعمالهم النور وتكون بالمستوى المطلوب الذي ينافس الدراما السورية والمصرية، ونتمنى ايضا من أصحاب القرار اصدار قانون يمكن من فتح قنوات خاصة. الدوامة من جانبه قال المخرج والفنان أحمد الصايغ إن واقع الدراما الخليجية حالياً هو الدوامة التي تدور فيها وهي تشابه النصوص والمواضيع وتشابه الممثلين وتشابه كل شيء في الحقيقة وأحياناً المتابع لعدة أعمال خليجية يعتقد أنه يتابع عملا واحدا طويلا ومستمرا. اما الفنانة القديرة شفيقة يوسف فتؤكد رأي المخرج احمد الفردان وتقول، ان الدراما البحرنية لا ينقصها شيء والدليل على ذلك الفنانون البحرينون فانهم معروفون لدى جميع دول الخليج ويوجد عدد كبير منهم يشتركون في مسلسلات عربية مثل المسلسلات السعودية والكويتية، ولكن نواقص يجب علاجها واهمها قنوات خاصة شبيه بما هو موجود في الكويت والامارات والسعودية فلا توجد قنوات إنتاجية عدى تلفزيون البحرين وهو جهاز حكومي له معاييره الرقابية الخاصة. وابدى الفنان عبدالله ملك وجهة نظره وقال إن الدراما البحرينية كانت متواجدة بشكلها المتكامل والضخم في فترة التسعينات والذي اطلق عليها فترة "الوقت الذهبي" وكان التليفزيون البحريني يهتم بانتاج الاعمال الدرامية وساعد كثيرا في تطورها، ولكن الحال تغيير نتيجة الظروف الاقتصادية وأدى ذلك لقلة الانتاج الفني حتى وصلنا لعدم الاستمرارية فأصبح عملا واحدا في السنة!! ويعتبر ملك ان اهم الاسباب تكمن في عدم الاهتمام بالفنان البحريني ويقول، بعض المنتجين يهتمون بالفنان غير البحريني اكثر، والكثير من الاعمال الفنية في البحرين يشارك فيها اكثر من 70% من ممثلين خليجيين والباقي بحرنيون, واتمنى من تليفزيون البحرين ان ينشأ قسما خاصا للدراما له ميزانيته الخاصة. ومن جانب علق المخرج جمال غيلان فقال، الدراما البحرينية لها طابعها الخاص الذي تميزت به من قبل ولكن مع قلة الانتاج وقلة التسويق ادى لشح الانتاج والمحصلة عمل او عملان في السنة وبالتالي فقدنا التواصل والاستمرارية لازدهار هذه الدراما، كما يوجد بعض الاعمال لم يكن من إنتاج بحريني ولكن بكوادر بحرينية وانها أعمال خليجية بروح بحرينية وهذه تعتبر وجهة نظر المنتج المنفذ في تسويقه للعمل الفني، لذا يجب على وزارة الثقافة والاعلام ان ترجع إلى سابق عهدها ونحن متفائلون بوجود وزيرتنا الشخية مي آل خليفة. وقالت الفنانة نورة البلوشي، ان الدراما البحرينية ينقصها عامل اساسي وهو الدعم من وزارة الاعلام للمخرجين والفنانيين لانتاج الدراما البحرينية لكي تصبح متواجدة بشكلها المحلي المتكامل كالدراما الكويتية او المصرية او السورية، كما تجب اعادة النظر في اجور الفنانين فهو السبب الحقيقي لهجرة الفنان البحريني للخارج. وتعلق الفنانة دينا خنجي فتقول، الدراما البحرينية في طور التغير والتقدم والتواصل ونحن نسعى الى احراز ما حققه التلفزيون الكويتى الذي ينتج ما يقارب ستة الى سبعة اعمال تلفزيونية في السنة، كما اننى اعتقد أن الناس قد ملوا من الطابع الحزين الذي يخيم على المسلسلات الخليجية لذلك بدأ بعض المخرجين بالتوجه الى الاعمال الكوميدية بالرغم من ان تمثيل دور كوميدى يتطلب مجهودا كبيرا.

الأيام البحرينية في

03/08/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)