حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

ظلموني الحبايب

كتب الخبرماهر زهدي

بنت بحري زينات صدقي

( 19 )

لم تستفد زينات صدقي استفادة مادية كبيرة من فيلم «وراء الستار»، ولم تقدم جديداً من خلال الدور. جسدت دور الخادمة أيضاً، لكنها استفادت استفادة من نوع آخر، بعدما التقت بشخصية مهمة أثناء تصوير الفيلم، حرص على أن يقدم لها نفسه، رغم أنه الأكثر شهرة والأكثر نجومية بالنسبة إليها.

في كواليس فيلم «وراء الستار» التقت زينات صدقي بالفنان الكبير سليمان نجيب، ذلك الفنان الذي لطالما سمعت عنه وعن كرم أخلاقه وطيبة قلبه، وكم الحب الذي يحمله في داخله كبيراً، ليس لأحد بعينه بل لكل من يعرفه أو يقترب منه، لم يكن ينتظر أن يطلب منه أحد المساعدة، لأنه كان يبادر دائماً بالمساعدة في أشكالها كافة، مادية ومعنوية ونفسية، والأهم المساعدات الفنية، من دون أن يشعر من أمامه أنه أفضل منه وأنه يتفضل عليه باستكمال نقيصة فيه. بل ربما وصل الأمر إلى أنه كان يُشعر أحد تلامذته بأنه يتعلم منه، وعندما يتقدم إلى زميل له يتعرف إليه، يُشعره بأنه يعرفه منذ سنوات، وهو ما فعله مع زينات.

= إيه الحلاوة دي يا كتكوتة. طبعاً نت مش عارفاني. أنا يا ست الكل اسمي سليمان نجيب.

* إزاي بقى؟ في حد في مصر ما يعرفش سليمان بيه.

= عال عال... شوفي بقى يا بنت أنت. قبله أنا عايز أقولك إن اللي بحبه باخد عليه دوغري وبكلمه كأني أعرفه من زمان... فاسمحي لي أقولك يا بنت. صحيح أنا أكبر منك بحوالى ميه ميه وخمسين شهر... بس دول يعني كلام فاضي.

* أنت تقول اللي أنت عايزه.

= أنا يا ستي بقالي فترة بدور عليك. من ساعة ما شفتك مع الريحاني في الفيلم بتاعه «بسلامته عايز يتجوز» وإن كان بسلامته لحد دلوقت مش عارف يتجوز... علشان أهنيك على براعتك في الدور اللي عملتيه. أنت هايلة وعندك موهبة بجد. بس محتاجة حد يخرج الموهبة دي من جواكي.

* أنا بشكرك يا سليمان بيه على الاهتمام دا... دا شرف كبير ليا.

= لا اهتمام إيه... لسه الاهتمام جاي. علشان كدا... أنا عايزك من دلوقت وجاي تعتبري محسوبك مستشار خاص لك. مش عايزك تشيلي هم أي شيء، مش عايز تحتاجي أي حاجة وما تكلمينيش... دي تليفوناتي الخصوصي في البيت والمكتب... تكلميني في أي وقت... عندك تليفون ولا لأ؟

* لا لسه بس إن شاء الله هأقدم عليه.

= آدي عيبه... من بكرة تقدمي طلب لمصلحة التليفونات وأنا هأتابع الطلب بنفسي. لازم يدخلك التليفون في أقرب وقت. مش رفاهية... التليفون دا جزء مهم من حياة الفنان. واعتبري مكتبي مكتبك... تيجي في أي وقت... تقري تكتبي تشتغلي في أي حاجة. دا مكتبك.

لم يكن كلام سليمان نجيب مع زينات مجرد كلام يجامل به زميلة جديدة في بداية مشوارها الفني، لكنه كان يقصد كل كلمة قالها، وقد صدق وعده لها فعلاً، فما إن تقدمت بطلب إلى «مصلحة التليفونات الملكية» حتى تدخل بعلاقاته ودائرة معارفه الواسعة للتعجيل بتركيب خط تليفون لها.

ما إن انتهت زينات من تصوير فيلم «وراء الستار» حتى عاد نجيب الريحاني من إجازة قصيرة قضاها في «جزيرة قبرص» وبدأ يستعد للموسم الصيفي. وقع عقداً مع مسرح «الهمبرا» في الإسكندرية، وكون فرقة من عبد العزيز خليل واستفان روستي وحسن فايق وماري منيب وميمي شكيب وزوز شكيب وزينات صدقي وفليب كامل وعبد اللطيف جمجوم ومحمد حسن الديب وبشارة واكيم ومحمد كمال المصري (شرفنطح) وعبد الفتاح القصري وسيد سليمان وعبد العزيز يوسف ومحمد لطفي.

سافرت زينات إلى الإسكندرية مع الفرقة، وانتقلت معها والدتها وابنة شقيقتها نادرة حيث كان الريحاني يحجز غرفاً عدة لأعضاء الفرقة كلهم في أحد الفنادق القريبة من المسرح. واستأذنت زينات الريحاني لتنزل في بيت شقيقتها، بشرط أن تصطحب معها أدوات طعامها الخاصة «شوكة وسكين وملعقة وكوب وطبق» وهي الأدوات التي تصطحبها معها في كل مكان، كي لا تضطر إلى استخدام أدوات لا تعرف مصدرها، حتى لو كانت تعرف مصدرها، فلا تعلم من استخدمها قبلها. كان إحساسها «بالوسواس» يزيد يوماً بعد يوم، ولا تأمن أن تأكل إلا من يد والدتها، حتى لو كان الثمن أن تظل طيلة اليوم جائعة، فإما أن تأخذ معها «سندويتشات» من بيتها لتأكلها وقت الراحة، أو تنتظر العودة إلى البيت.   

ما إن وصلت زينات إلى الإسكندرية حتى فاجأتها شقيقتها بخبر لم تكن تتوقعه:

* عمي محمود مات؟! إمتى وإزاي.

= النهارده بقاله تلات أيام.

* كان عيان ولا إيه.

= كان عيان أوي. ولفوا به ياما على الحكما... ولا كانوا لاقيين له طب ولا دوا.

* الله يرحمه. ياااه تصدقي فكرني بأبونا الله يرحمه.

= كان نفسي يبقى بدل أبونا. بس اللي عمنا عمله فينا ياما أوي.

* الله يسامحه بقى. مهما كان الضفر عمره ما يطلع من اللحم... ومهما كان دا اسمه عمنا... وأهو راح للي خلقه.

دخلت زينات للمرة الأولى منذ سنوات بيت عمها لتقديم واجب العزاء لزوجته وأولاده، وكم كانت دهشتها عندما وجدتهم يستقبلونها استقبالاً حاراً، بل أكدت لها زوجة عمها أنه بحث عنها طويلاً، لا لأجل الانتقام منها، بل لأجل مصالحتها.

ضياع البكوية

في الموسم الصيفي في الإسكندرية قدم الريحاني مسرحيتي «مين يعاند ست» و»فانوس أفندي» وهما أقرب إلى نوعية المسرحيات الهزلية التي كان يقدمها الريحاني في فترة العشرينيات، وهي نوعية من المسرح تناسب جمهور المصطافين الذين كانوا يمضون إجازاتهم في الإسكندرية، ولم يزد دور زينات فيهما عن نوعية الأدوار التي سبق وقدمتها معه.

قبل أن يعود الريحاني إلى القاهرة كان قد كتب مع بديع خيري الرواية الجديدة التي ستقدمها الفرقة في القاهرة بعنوان «قسمتي»، وهي تنويع على مسرحية «حكم قراقوش»، فكما يجد المواطن البسيط نفسه فجأة يحل محل السلطان، في «حكم قراقوش» تسوق الأقدار «تحسين أفندي» المدرس البسيط ليحل محل أمير دولة «عربستان» بشكل موقت في تجربة قرر أن يقوم بها الأمير لأجل الترويح عن نفسه، فيصادف تحسين الكثير من العراقيل عبر مواقف كوميدية عدة.

وصل نجيب الريحاني إلى القاهرة، وانتظمت الفرقة في اليوم التالي على الفور في تمارين المسرحية الجديدة، غير أنه فوجئ بالفنان سليمان نجيب يتحدث إليه هاتفياً:

= حمد الله على السلامة يا أبو الكشاكش. مصر نورت.

- مصر منورة بأهلها يا حبيبي. أنت فين؟

= أنا في المكتب.

- طب ما تعدي عليا النهاردة نسهر شوية في الكلوب.

= لا أنا ما عنديش وقت. اسمع اللي هأقولك عليه. أنا سامع أن اليومين اللي جايين دول ها يبقى فيه شوية رتب كدا هاتتوزع على شوية من الحبايب. وأنا بصراحة عايزك تشد حيلك شوية كفاية كدا بقى. عايزين الباكوية.

- يا سيدي ما تدوقش...

= لا... دا أنا أدق... وأدق ونص. لازم أقعد معاك مش هينفع الكلام في التليفون.

فوجئ  الريحاني بأن «القصر الملكي» يفكر في منحه رتبة «البكوية»، خصوصاً أنه منحها عن عدد من كبار الفنانين قبله، مثل جورج أبيض ويوسف وهبي وسليمان نجيب، الأمر الذي أدخل السعادة والسرور إلى نفس نجيب، فهو لم يكن أقل قيمة من هؤلاء الفنانين، والأهم أنه لم يدخر جهداً في سبيل إعلاء شأن الفن المصري، في الداخل والخارج، إضافة إلى مواقفه الوطنية من الاحتلال الإنكليزي.  

سعى الفنان سليمان بك نجيب، الذي يعمل في الوقت نفسه سكرتير وزارة العدل، كي يزيل سوء التفاهم، بين السرايا وبين نجيب الريحاني، فاقترح عليه أن يقدم فصلاً من إحدى مسرحياته أمام الملك حتى يمنحه البكوية... فاختار الريحاني الفصل الثاني من مسرحية أعدها مع بديع خيري خصيصاً، ووضع لها اسم «الدنيا على كف عفريت».

بدأ العرض، ووقف الجميع في الكواليس، كل فنان يستعد للحظة دخوله، فيما وقف الريحاني في كواليس المسرح ينظم ذلك، حتى جاء الدور على لحظة دخول زينات إلى خشبة المسرح، وتسمرت قدميها ولم تتحرك، فنظر إليها الريحاني وأشار بالدخول، لكنها لم تستجب، سالت دموعها. اقترب الريحاني منها وسألها هامساً:

= في إيه يا زينات... ما تتحركي. دا معاد دخلتك... أنت كدا اتأخرتي.

* مش قادرة يا أستاذ. مش قادرة... حاسة أني نسيت كل حاجة.

لم تكمل زينات جملتها ولم تشعر إلا ويد الريحاني تهوي على وجهها، صفعها صفعة سمعها كل من في المسرح، ودفعها بيده دفعة قوية إلى داخل خشبة المسرح، فانطلقت إلى داخل المسرح وهي تزغرد فضج الملك بالضحك، فراحت زينات تصول وتجول فوق خشبة المسرح حتى نهاية العرض، وهي في حالة دهشة من نفسها، لم تصدق ما حدث وما قامت به، لكن نجيب الريحاني كان يعلم ولم يندهش:

* أنا آسفة يا أستاذ على الموقف اللي حصل في الكواليس.

= لا أبداً أنا اللي لازم اعتذر لك لأن القلم كان جامد أوي. بس كان لازم أعمل كدا.

* مش عارفة إيه اللي حصللي وعقد لساني.

= بس أنا عارف. بتحصل... وبيني وبينك حلها الوحيد قلم زي اللي نزل على وشك دا يفكر أجدع ناسي.

* بصراح ما كنتش مصدقة نفسي أني هأمثل قدام جلالة الملك نفسه.

= لا صدقي. ويا ريته نفع... أهم بيقولوا إنه مشي زعلان برضه. يظهر أني جيت أكحلها عمتها.

كتب الريحاني وبديع خيري مسرحية «قسمتي» المستوحاة من «حكم قراقوش» وقدمها على خشبة المسرح وشاركت فيها زينات صدقي، وقبل أن ينتهي عرضها اتفق الريحاني مع أحمد سالم مدير أستوديو مصر على تقديمها في فيلم سينمائي بعنوان «سلامة في خير» بعدما عدلا الريحاني وبديع الكثير من الأحداث والمشاهد فيها بما يتلاءم مع السينما.

شهرة سينمائية

شارك نجيب الريحاني المخرج نيازي مصطفى في اختيار الممثلين الذين يشاركونه في الفيلم، وجاء معظمهم من فرقة الريحاني المسرحية، حسن فايق وأدمان توما واستيفان روستي ومحمد كمال المصري (شرفنطح) ومنسي فهمي وأميل عصاعيصو، بالإضافة إلى فؤاد شفيق وحسين رياض وراقية إبراهيم وفردوس محمد ورياض القصبجي ومحمد كامل وصفا الجميل، وعندما طلب الريحاني من زينات صدقي المشاركة في الفيلم اعتذرت له للمرة الأولى، ليس موقفاً منه بسبب صفعها في كواليس المسرح، فقد شاركت معه بعدها في مسرحية «قسمتي»، ولكن لأن زينات ارتبطت للمرة الأولى في توقيت تصوير الفيلم نفسه بفيلمين جديدين لها.

استكمالاً لسلسلة أفلام «بحبح» التي بدأها المخرج فؤاد الجزايرلي، مع شقيقه فوزي وابنته إحسان، عرض على زينات المشاركة معه في فيلم جديد من هذه السلسلة بعنوان «بحبح باشا» من تأليف فؤاد الجزايرلي وإخراجه، بطولة: فوزي الجزايرلي، إحسان الجزايرلي، محمد الديب، رياض القصبجي، فيوليت صداوي، الفريد حداد، حسن سلامة، والمونولوجست سيد سليمان.

شعرت زينات بسعادة غامرة، فقد بدأت دائرة شهرتها تتسع بعيداً عن دائرة نجيب الريحاني وفرقته، وقبل أن تنتهي من تصوير «بحبح باشا» فوجئت بالمخرج أحمد بدرخان يتصل بها ويطلب مقابلتها:

= أزيك يا زينات... بقالنا كتير متقابلناش... فاكرة من أمتى؟

* طبعا مش ممكن أنسى أنك كنت السبب إني أشتغل في أول فيلم سينما ليا «الاتهام» كنت بتحاول تعوضني عن أني مااشتغلتش في فيلم «ياقوت» اللي أنت كنت مساعد مخرج فيه.

= وادي الأيام جريت وبقيت مخرج.. إيه رأيك تشتغلي معايا.

* دا شرف ليا يا أستاذ بدرخان... أنت فخر لكل مصري.

= طب أجلي الكلام الحلو دا لحد ما تشوفي شغلي.. وتعرفي إذا كنت فخر ولا لأ.

* أبدا والله. اللي أنا سامعاه عنك كلام جميل. وكفاية الفيلمين اللي عملتهم للآنسة أم كلثوم.. «وداد، ونشيد الأمل».

= الله... دا أنت متبعاني كويس بقى.

* مش أنا لوحدي مصر كلها متبعاك.

= دا كلام جميل. يظهر أننا هنتفاهم أوي مع بعض.

شاركت زينات صدقي في فيلم أحمد بدرخان الثالث «شيء من لا شيء» في أكتوبر 1938، مع الفنانين نجاة علي وعبد الغني السيد وفؤاد شفيق وحسن كامل وعبد الفتاح القصري والسيد بدير وصفا الجميل، الذي ما إن التقت به زينات حتى صارا صديقين حميمين، وعلى رغم أن الفارق بينهما لم يزد على سبع سنوات، فإن زينات اعتبرته ابناً لها، لدرجة أنه الوحيد الذي سمحت له بتناول الطعام معها، على رغم دمامة وجهه.

في فيلمه الثالث «شيء من لا شيء» عاد أحمد بدرخان إلى أجواء المماليك والسلاطين التي قدم من خلالها فيلمه الأول «وداد»، فدارت الأحداث في الأجواء نفسها، حيث أراد أحد السلاطين في عهد المماليك أن يزوج ابنة أخيه الأميرة «نجمة» من ولي عهده «عنتر»، لكن الأميرة ترفض فيثور السلطان ويحكم عليها أن تتزوج من أمير شاب يدعى «هلال» الذي رغم احتقارها له فإنه يحبها. في الوقت نفسه نجد أن ثمة جماعة من الإرهابيين تخطط للقضاء على الأمير «عنتر» فترسل أحد أعضائها لقتله، لكنه يفشل. تعلم الجماعة بأمر «هلال» فتفكر في استغلاله لكنه يرفض، وبمرور الوقت تقع «نجمة» في حبه وكانت قد تم تتويجها «سلطانة» على وطنها، في نهاية الفيلم يتضح أن هذا لم يكن إلا حلماً شاهده السلطان في منامه.

كان قد أصبح لزينات صدقي رصيد سينمائي، ما جعل اسمها مطلوباً عند المخرجين، فقد باتت مألوفة آنذاك ويطلبها المخرجون بالاسم، من دون محاصرتها في لون واحد من الأدوار، فحتى إذا كانت تجيد تقديم دور «الخادمة» التي تتحدث كثيراً، وتتدخل في ما لا يعنيها، فقد أثبتت أيضاً أنها تجيد تقديم أدوار الفتاة الارستقراطية وبنت البلد والفلاحة، سواء على خشبة المسرح، حيث راحت تتنقل بين أكثر من ثلاث فرق مسرحية في العام، وتقضي الموسم الرئيس مع الريحاني، ثم تقتسم الموسم الصيفي بين فرقتي «فاطمة رشدي» و»رمسيس» مع يوسف وهبي، ثم حضورها على شاشة السينما، فقد كان المخرج فؤاد الجزايرلي قد عاود ليطلبها في فيلم جديد من تأليفه وإخراجه بعنوان «تحت السلاح» في مطلع عام 1940، وبطولة بديعة صادق وأحمد علام وزوزو شكيب وعباس فارس ومحمد الديب، وفيه جسدت زينات صدقي دور صديقة البطلة «أمينة» التي تتزوج رغماً عنها، وتقودها الصدفة لمقابلة صديق زوجها من دون أن تعلم، وعندما يشك زوجها تتدخل صديقتها لتثبت له براءة زوجته.

ما إن انتهى المخرج فؤاد الجزايرلي من تصوير آخر مشهد وأطلق صيحته «ستوب»، حتى أطلقت زينات صدقي صيحة أيضاً، وراحت تصرخ بأعلى صوتها، ثم سقطت على الأرض وسط دهشة وذهول الجميع... قبل أن يلتفوا جميعاً حولها ليعرفوا سبب صراخها.

(البقية في الحلقة المقبلة)

معاناة المواطن

جاء اسم «الدنيا على كف عفريت» الذي اختاره الريحاني ليقدمه أمام الملك ليشير إلى أنه لا شيء باق إلا عمل الخير، كذلك استعرض في المسرحية تفاصيل الحياة المتواضعة والفقيرة في الحارة المصرية بكل ما فيها من ألفاظ شعبية، بل تعمد إظهار معاناة المواطن الفقير المطحون، ما أزعج الملك، وهو ما وصل للفنان سليمان نجيب، ونقله للريحاني الذي توقع ذلك:

= سبحان الله العظيم في طبعك يا أخي أنت مُصر تخلق عداوة مع السرايا من غير داعي ليه يا نجيب؟

* أنا مفيش حاجة بيني وبين السرايا ولا الملك.

= بس هو حاسس إنك قاصد تهاجمه قبل كدا هاجمت أبوه وقفلولك المرسح... ودلوقت دا لسه يا دوب ملك طازة ليه تعمل عداوة معاه.

* أنت عارف يا سليمان إن كل اللي يهمني أن أقدم فنا يوصل للناس وبس.

= وأحنا عايزينك توصل للباهوية... أنت أشطر واحد فينا ومن أكبر الفنانين في مصر والشرق دلوقت. وما ينفعش أن نجيب الريحاني ما يخدش الباهوية.

 * طب أعمل إيه؟ أروح أركع تحت رجلين جلالته علشان يمن عليا بالباهوية.

= محدش قال كدا بس يعني...

* يعني إيه... ما هو لازم جلالته برضه يحس بالناس شوية.

= الله يجازيك... هتفضل زي ما أنت!

* وأتغير ليه؟ أنا كدا. ربنا عايزني كدا وهفضل كدا... وبعدين أنا لايهمني زعل الملك ولا السرايا... المهم عندي هو رضا الناس وخدمة بلدي.

الجريدة الكويتية في

28/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)