حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

موعد مع الحياة

كتب الخبرماهر زهدي

بنت بحري زينات صدقي

( 14 )

عادت زينب إلى المنزل ولم تعثر على إجابات لأسئلة عدة تدور في رأسها. تذكرت الموقف الذي تعرضت له أثناء الرقص بالشمعدان، بل موقفها من الرقص عموماً، وربطت بين ما حدث وبين الأسئلة التي تدور في داخلها حول التمثيل.

دخلت زينب النزل، وجدت والدتها تنتظر في الاستقبال، وتمسك بورقة في يدها... ما إن رأتها ركضت إليها:

* إيه يا أمي... فيه إيه؟ إيه اللي مقعدك كدا؟

= التلغراف دا جه النهاردة من إسكندرية.    

* سنية بتولد وتعبانه أوى.

= يا حبيبتي يا بنتي. أنا لازم أسافر حتى لو دلوقت. منه لله اللي شحطتنا كدا وخلانا نسيب بلدنا وحالنا ومحتالنا.

عادت زينب فوراً إلى المسرح تستأذن الست بديعة للسفر مع والدتها إلى الإسكندرية، وسافرت بصحبة والدتها في صباح اليوم التالي. لتلتقي بشقيقتها التي كانت قد أنجبت طفلة، أطلقت عليها زينب اسم «نادرة»... بطلة فيلم «أولاد الذوات».

قرار مصيري

عادت زينب إلى القاهرة بمفردها وتركت والدتها مع شقيقتها سنية وبقية شقيقاتها عدة أيام، وخلال رحلة العودة إلى القاهرة بمفردها في القطار كانت قد أخذت وقتاً كافياً في التفكير وحسمت أمرها، وما إن التقت بديعة مصابني حتى فاتحتها في أمر إصرارها على تقديمها كراقصة منفردة:

= ودي حاجة تزعلك أنا خلاص مش بحط الشمعدان دلوقت. أنت واللي زيك ممكن يعملوا دا... ودي فرصتك.

* بس أنا لسه خايفة... حاسة أن المسؤولية كبيرة أوي.

= لو خفتي مش هاتعملي حاجة... لازم تبقي جريئة وتعملي حاجات ما حدش يتوقعها منك علشان تحققي اللي بتحلمي بيه.

* بس أنا مش حاسة أني هقدر أحقق اللي أنا عايزاه من الرقص. يعني هيوصلني لحد فين؟

= ليه... طب ما أنا قدامك أهه.

* مش هيبقى فيه غير الملكة بديعة وبس... يا ملكة.

= شوفي يا زينب أنا بصراحة حاسة أنك مش بتحبي الرقص زي المغنى. حتى بدلة الرقص ما رضتيش تلبسيها ولبستي الجلابية البلدي... قلت زي بعضه يمكن لسه مش واخدة عليها.

* مش بالشكل دا... لكن هو يعني... يعني.

= اتكلمي يا زينب بصراحة. انا حبيتك وقربتك منيّ.   

* بصراحة أنا مش لاقيه نفسي في الرقص...

= كده... وإيه كمان؟

* وبقول يعني لو تخليني أقول المونولوج. يبقى كتر خيرك. أنا صوتي حلو والله. دا كان عاجب الأستاذ زكي طليمات أوي.

= انت تعرفي الاستاذ زكي طليمات؟

* آه أمال... كنت بدرس عنده في معهد أنصار التمثيل والخيالة في إسكندرية ولولا الحكومة قفلته كان زماني اتخرجت وبقيت مغنية ممثلة.

= كنت بتدرسي تمثيل في التمثيل والخيالة... عال أوي. طب ما أحنا فيها!

* مش فاهمة.

= قومي دلوقت روحي... وتيجيني بكره الصبح.

* يعني مش هشتغل النهاردة؟

= لا... انت ملكيش مكان هنا.

خرجت زينب من باب «كازينو بديعة»... وقد خيم الحزن عليها. شعرت بأن بديعة قد استغنت عنها وبدلاً من طردها بشكل غير لائق أخرجتها بهذه الطريقة من الفرقة. التقت صديقتها خيرية... حكت لها ما دار بينها وبين بديعة، فأكدت لها حدسها في ما فعلته معها بديعة، فيما أشارت عليها ثريا حلمي بأن تنتظر مقابلة الغد لترى ماذا ستفعل معها، فربما ادخرت لها عملاً يلقى قبولها.

شعرت زينب بالوحدة لغياب والدتها في الإسكندرية، فقد كانت تشيرها في مثل هذه المواقف، فماذا تفعل لو أن بديعة استغنت عنها فعلاً، هل تعود إلى الإسكندرية أم تبحث عن مكان جديد هنا في القاهرة؟ وماذا تعمل؟ هل تعمل راقصة في ملهى ليلي كما كانت تعمل لدى بديعة؟ أم تعود إلى الغناء؟ ومن سيقبلها في القاهرة وقد طردتها بديعة؟

أسئلة عدة تكالبت على رأس زينب لم يغمض لها جفن تلك الليلة بسببها، ومع أول ضوء للصباح ركضت إلى حجرة خيرية صديقتها وأيقظتها، لتخبرها بأن تعتذر للست بديعة:

= ازاي الكلام دا؟ بس كدا مش كويس.

* أمال إيه هو الكويس. أني أروح لها الكازينو علشان تتهرب مني وتقول لعم مجانص ما يدخلنيش من الباب؟

= يا حبيبتي هي لو عايزة تعمل كدا كانت عملته أمبارح هي هتخاف منك... الست دى بتحبك بجد وعايزة تخدمك.

* بصراحة ما بقتش عارفة أعمل إيه وأتصرف ازاي. أنا مخي هايشت... وبعدين ليه طلبت تقابلني في التياترو بتاعها اللي في عماد الدين مش في الكازينو؟

= يا حبيبتي يا خبر بفلوس بعد ساعتين هيبقى ببلاش.

في الموعد الذي حددته لها، كانت زينب تقف على باب تياترو بديعة مصابني في شارع عماد الدين، دخلت وهي تنتظر أن تلقي بقنبلة في وجهها وتطردها، وأمر العاملين معها بحملها وإلقائها خارج التياترو.

مفاجأة بديعة

صدق حدس زينب، وألقت بديعة بقنبلة في وجه زينب، لكنها قنبلة سارة، فقد عرضت عليها أن تتوسط لدى زوجها نجيب الريحاني «كشكش بك» للعمل معه في مسرحه.

لم تصدق زينب نفسها. كاد يغشي عليها من فرط فرحتها، العمل في فرقة نجيب الريحاني مرة واحدة... خطوة لم تكن تحلم بها... ومن الذي يتوسط لها للعمل لديه... بديعة مصابني، حبه الوحيد! مؤكد أنها تحلم، لكنها تأكدت أنها مستيقظة وتعيش هذا الواقع الذي هو أجمل من الحلم، عندما أخذتها بديعة من يدها واتجهت بها إلى مسرح مجاور لها في شارع عماد الدين حيث فرقة الريحاني.

جلس نجيب الريحاني فوق خشبة المسرح، بحيث كان الكرسي ظهره للصالة ووجهه في مواجهة المسرح، وإلى جواره بديع خيري، وحولهما أعضاء الفرقة يجلسون في ما يشبه نصف دائرة، من بينهم استيفان روستي، عبد الفتاح القصري، زوزو شكيب، زينب صدقي، سرينا إبراهيم، وغيرهم... جلسوا يتناقشون في عرض الأمس، والأخطاء التي وقع فيها كل منهم، وما يجب تفاديه في عرض الليلة.

وقفت بديعة صامتة وإلى جوارها زينب، انتظرت سرينا إبراهيم انتهاء الريحاني من كلمته، وأشارت له إلى بديعة وزينب، التفت الريحاني فوجد بديعة، فهب واقفاً وسارع بالنزول من فوق خشبة المسرح، فيما سارعت بديعة بمقابلته في منتصف الطريق:

= أهلاً أهلاً. إيه الكرم دا. الملكة بذات نفسها اتنازلت وجت لغاية هنا. أكيد النهاردة يوم من أيام سعدي.

- ما فيش فايدة فيك... هتفضل زي ما انت.

= ولزوم إيه التغيير... ما حلو كدا.

- القصد أنا كنت جايه...

= لا قصد إيه. انت هتخديني في دووكة. انت تيجي نقعد في المكتب نشرب قهوة ناخد وندي وبعدين نشوف القصد دا.

- معلش أصلي مستعجلة شوية. تعالي يا زوزو.

= الله انت معاكِ حد؟

- أيوا ماهي دي اللي جابتني.

= معقولة... دي تبقى والدتك.

- هاهاهاه. انت مش هتبطل مقالبك دي.

= مش بتقولي اللي جابتني. اللي جابتك تبقى والدتك.

- لا يا سيدي... دي بنت كانت عندي في الفرقة بتغني وترقص... بس هي عايز تمثل ونفسها تشتغل عند أبو الكشاكش.

= شكلها مايقولش أنها ممثلة خالص. بس علشان خاطرك اعتبريها بقت ممثلة... وممثلة هايلة كمان.

- يسلم خاطرك يا أبو الكشاكش.

= لسه برضه راكبه راسك.

- لا... أنا دلوقت بمشي ما بركبش. فوتك بعافية  

= كده من غير ما تاخدي حاجة ولا نقعد شوية مع بعض. عموماً أنا هفوت عليك... نتعشى سوا.

على رغم أنهما منفصلان تقريباً، ولا يعيشان معاً، فإن علاقتهما كانت على ما يرام، فكل منهما يحب الآخر، لذا ظلت علاقتهما على المحك بين شد وجذب، مع أنه حاول مرات عدة استعادة شكل العلاقة الطبيعي، غير أن بديعة كانت تهرب دائماً. لم تشأ أن تبقى تحت سيطرته، وأن يكون هو النجم الأول في البيت وفي الفرقة، خصوصاً أنها تكون بين فرقتها ملكة متوجة، فلماذا تقبل بالدور الثاني معه؟

انصرفت بديعة، وصعد الريحاني ليستكمل حديثه مع أعضاء الفرقة، ونسي وجود زينب التي ظلت واقفة مكانها لم تتحرك، بينما استكمل حديثه مع بديع خيري ونقاشة مع أعضاء الفرقة.

زينات صدقي

انتهى اللقاء، وأعطى الريحاني الفرقة استراحة لمدة ساعة، على أن تبدأ بعدها بروفة العرض الذي سيقدم في المساء.

التفت نجيب فوجد زينب لا تزال تقف مكانها، أشار إليها أن تأتي إليه:

= انت إيه؟

* أنا زينب.

= كده. طب أتشرفنا يا «سيدة زينب»... زينب مين؟

* زينب صدقي.

= زينب صدقي ماهي قدامك ع المسرح أهي.

* أنا زينب صدقي اللي جابتني الست بديعة مصابني.

= آه أيوا افتكرت... وانت اشتغلت بالتمثيل قبل كدا يا... قلت لي اسمك إيه؟

* زينب صدقي.

= زينب صدقي. لا لا ما ينفعش. زينب صدقي إيه؟ في المسرح والفن عموماً ما ينفعش الاسم يتكرر. علشان هي زينب صدقي واحدة بس... أحنا نشوفلك اسم تاني. اسم تاني... اسم تاني... إيه رأيك في اسم «زينات»؟

* حلو.

خلاص نخليك انت زينات... وبلاش زينب دي خالص. تبقى من النهاردة «زينات صدقي».

* اللي حضرتك تشوفه.

= خلاص يا زينات... اقعدي دلوقت اتفرجي على البروفة... وبعد البروفة هقولك هتعملي إيه.

شعرت زينب بأنها ولدت اليوم، وحازت اسماً جديداً دالاً على ميلادها. جلست لتشاهد البروفة، وجدت نفسها أمام حالة ممتعة من الفن جديدة عليها، فن لم تعتد على مشاهدته بهذا الاقتراب الذي يشبه الدخول إلى ما تحت الجلد، ملاحظات الأستاذ التي يبديها في أي لحظة مهما كان أداء الممثل الذي يؤدي أمامه، حركة منتظمة الجميع يحفظ حواره جيداً، بل وكل منهم يحفظ أدوار الآخرين، فإذا تلعثم أحدهم، تدخل زميله بكلمة هي مفتاح حواره فينقذه من النسيان، فيما يقف الأستاذ الودود الباسم الضاحك الكوميديان، وقد انقلب إلى مارد فوق خشبة المسرح، يثور يغضب، يصرخ يصب جام غضبه على من أمامه، رجلاً كان أو امرأة، حتى يصل إلى ما يريد، لتكتمل المنظومة. وما إن تنتهي أحداث المسرح، حتى تجد «ثلة» من الأصدقاء المقربين، تسودهم حالة من الحميمية فوق خشبة المسرح، أو خارجها.

انتهت البروفة... عاد الريحاني ونظر إلى زينات نظرة فاحصة. شعرت بأنه نسي اسمها ثانية، فحاولت أن تذكره باسمها وجدته متذكراً اسمها الجديد «زينات صدقي» وطلب منها أن تتبعه إلى الإدارة، فأشار إلى الأستاذ طلعت ليقدم لها عقداً باسم «زينات صدقي» فوقعته، وكان يقضي بأن تتقاضى 12 جنيهاً شهرياً.

كادت زينات تطير من الفرح، فقد أصبحت ممثلة في أكبر فرقة كوميدية في مصر، وبراتب شهري معقول إلى حد ما. بدأ قلبها يرقص بين أضلاعها، حتى تحدث معها نجيب الريحاني عن الدور الذي ستقوم به في المسرحية، وهو دور «طباخة» ستدخل إلى خشبة المسرح، تضع أطباق الطعام ثم تخرج. بعدها، سيطلب شرب الماء، فتدخل تحمل دورقاً وكوباً وتعطي له الماء، وبعد أن ينتهي المشهد تدخل لتحمل الأطباق مجدداً وتخرج، كل هذا دون أن تتكلم كلمة، ثم تدخل في الفصل الأخير وتقدم «صينية» عليها أكواب شاي وتخرج.

صدمة التمثيل

كتمت زينات صدمتها، غير أن وجهها لم يستطع أن يخفي الصدمة على رغم محاولتها ذلك، وهو ما قرأه جيداً في وجهها، فابتسم ابتسامة خبيثة:

= إيه زعلانه؟

* لا أبداً... دا أنا حتى مبسوطة جداً.

= طبعاً لازم تبقي مبسوطة... انت هاتشتغلي مع الريحاني. فاهمة يعني إيه الريحاني!

* طبعاً يا أستاذ. دا شرف ليا حتى لو كنت هاقدملك قهوتك بس.

= انت باين عليك يا بنت انت جدعة... وشكلك كدا هاييجي منك. ألا صحيح انت ساكنة فين؟

* أنا مش ساكنة.

= إيه أمال بتانمي ع الرصيف؟

* لا مش قصدي... أصل أنا من أسكندرية وكنت بنزل في بنسيون كدا يعني بشكل مؤقت.

= منين في لإسكندرية؟

* من بحري.

= علشان كدا وشك منور... كله فسفور. شوفي بقى... أنا ما حبش حكاية البنسيونات دي... وخصوصاً للبنات.

* لا أنا مش لوحدي. أنا أمي عايشة معايا.

= طب عال. خدي الكارت دا وهتروحي العنوان اللى فيه. دي عمارة هنا في شارع جلال متفرع من شارع عماد الدين. هتسألي عن الأستاذ سليم إبراهيم. وتقوليله أنك انت المستأجرة الجديدة للشقة اللي كنت مكلم سي نجيب عليها. على فكرة دي شقة هايلة. أنا كنت بفكر أخدها جنب شقة مصر الجديدة علشان لما أتاخر بالليل أنام فيها. بس يلا مش خسارة فيك... وكمان رخيصة... إيجارها ثلاثة جنية في الشهر. وهتعدي دلوقت على الأستاذ طلعت هيديكي نص شهر مقدم... ودي ما حصلتش مع حد قبل كدا... دا بس علشان انت جاية من طرف الملكة بدعدع.

خرجت زينات من المسرح وتوجهت فوراً إلى شارع جلال المتفرع من شارع عماد الدين، التقت سليم إبراهيم الذي رحب بها، غير أنها ما إن صعدت معه إلى الطابق الثالث حيث الشقة، حتى صدمت حيث وجدت لافتة كُتب عليها «بنسيون مدام ماريان». تسمرت قدماها، نظرت إلى اللافتة وإلى سليم إبراهيم، وأيقنت أنها وقعت ضحية مقلب من مقالب «كشكش بك». غير أن سليم فهم فوراً ما يدور في رأسها، فنظر إليها وقال:

* إيه دا... بانسيون؟

= أيوا... آه لا... انت دماغك راحت فين. الشقة الناحية التانية يا هانم.

كانت شقة متميزة، وموقعها متميزاً في وسط القاهرة، على بعد خطوات من مسرح نجيب الريحاني من ناحية، ومن الناحية الأخرى على بعد الخطوات نفسها من محطة سكة حديد مصر، إذا ما أرادت السفر إلى الإسكندرية، ما جعلها توقع العقد على الفور، وعندما سألها سليم:

= الاسم إيه؟

* زينب محمد سعد. ولا أقولك لا... خليها زينات صدقي.

عادت زينات إلى النزل الذي كانت تنزل فيه ودفعت ما عليها من حساب، وحملت حقيبة ملابسها واتجهت إلى الشقة. فقد أصبحت لها للمرة الأولى في حياتها شقة لها وحدها، شقة كبيرة وسط القاهرة، حتى ولو كانت خالية إلا من «البلاط»... وهي المشكلة التي واجهتها في ليلتها الأولى في الشقة، غير أنها تغلبت عليها بأن جعلت من ملابسها الفرش والغطاء.

في المساء وقبل الموعد كانت زينات تقف في كواليس مسرح الريحاني قبل رفع الستار بساعتين، كان ذلك الدرس الأول الذي ينبغي أن تعيه جيداً في مدرسة الريحاني.

هكذا كان لا بد من أن تبدأ زينات صدقي مع نجيب الريحاني ككومبارس صامت، ولم يكن ذلك بشكل موقت، بل استمر معها الدور أكثر من أربع مسرحيات، فقد كان كل فنان في الفرقة يعرف نوعية الدور الذي سيقدمه في كل مسرحية جديدة إلى حد ما، بمعنى أن الفنان استيفان روستي كان يجب أن يؤدي دور «الخواجة» الأرمني أو اليوناني، إذا كان في المسرحية دور لخواجة، كذلك سرينا إبراهيم في دور «الحماة»، زينب صدقي في  دور «الغريمة»، زوزو شكيب في دور البطلة أو الحبيبة، عبد الفتاح القصري في دور المعلم الذي لا يفارق ارتداء الجلباب، عزيزة زكي في دور الخادمة، ولكن ليس بالضرورة أن يظل الكومبارس كومبارساً، فمن المؤكد سيتدرج من صامت إلى متحدث، ومن مجرد فرد في عدد فوق خشبة المسرح، إلى دور... وقد يتوقف عند هذا الحد، ويتدخل أحد أمرين، إما القدر فيصنع معجزة، أو الموهبة فتصنع أيضا معجزة.

(البقية في الحلقة المقبلة)

للمرة الأولى منذ عامين تقريبا تدخل زينب ووالدتها إلى بيت شقيقتها سنية، استقبلهما زوجها علي اللبان:

- أهلاً أهلاً... ازيك يا حماتي؟ ازيك يا زينب؟

* إن شاالله تسلم يا علي.

= فين سنية... بنتي عملت إيه؟

- خدي نفسك من السفر يا حماتي. أطمني الحمد لله ولدت.

* معقول... جابت إيه؟

= جابت اللي جابته المهم هي تقوم بالسلامة يا زينب.

- جابت بنت زي القمر. شبهك يا زينب... علشان كدا سنية قالت مش هنسميها إلا لما تيجي زينب... هي اللي تسميها.

دخلت زينب إلى شقيقتها لتحمل أول مولود في الأسرة، ربما تمنت زينب وسنية أن يكون المولود ذكراً، لأنهما لم يكن لهما شقيق ذكر، لكن ما إن رأت زينب الطفلة حتى تعلقت بها بشكل كبير:

* حمد لله على السلام يا سنية. الحمد لله.

- شوفتي زينب الصغيرة.

* إيه دا انتو سميتوها زينب.

- هو فيه أحسن من اسم زينب؟

* لا احنا نسميها نسميها... «نادرة» على اسم بطلة فيلم يوسف بيه «ولاد الذوات». نادرة وهي نادرة في جمالها وصوتها وشياكتها.

- نادرة!

* أيوا... نادرة علي اللبان. إيه رأيك يا سي علي؟

- هو أنا ليا رأي بعد الكلام الحلو اللي قولتيه. وكمان الاسم حلو... نادرة علي اللبان. يا سلام ما فيش كدا.

الجريدة الكويتية في

23/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)