شعار الموقع (Our Logo)

 

 

انطلقت، مساء أمس الأربعاء، الدورة الثالثة ل<<مسابقة أفلام من الإمارات>>، التي ينظّمها <<المجمّع الثقافي>> في أبو ظبي، بعرض فيلمين فلسطينيين جديدين، هما <<كأننا عشرون مستحيلا>> (روائي قصير، 17 د.) لآن ماري جاسر، و<<اجتياح>> (وثائقي طويل، 60 د.) لنزار حسن. تنتهي هذه الدورة الجديدة مساء الاثنين المقبل، بإعلان نتائج المسابقة الرسمية، بعد العرض الأول للفيلم الروائي الجديد للمخرج البحريني بسام الذوادي،<<زائر>> (86 د.).

ترأّس المخرج السوري محمد ملص لجنة التحكيم المؤلّفة من محمد سلطان ثاني وأحمد الجسمي وحازم بياعة، الذين يشاهدون سبعة وسبعين فيلما إماراتيا، موزّعة على فئتي العام (27 فيلما) والطلبة (50 فيلما). هناك أيضا تظاهرات جانبية، هي: أفلام التحريك الأوروبية، السينما الإيرانية، أفلام المخرج الإيطالي برونو بوزيتو، أفلام من <<مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية>>، برنامج <<المعهد العالي للسينما>> في القاهرة، بانوراما عربية. وتقام ندوة بعنوان <<السينما الإيرانية الوثائقية والقصيرة>>، يشارك فيها سهيل جاهان بيغلاري (مدير الإنتاج في <<مركز الفيلم الوثائقي والتجريبي>>) وشيرين نادري (مديرة العلاقات الدولية في المركز نفسه).

تتّسع دائرة الاهتمام الثقافي والفني في <<مسابقة أفلام من الإمارات>>، في دورتها الثالثة. تفتح أبوابا جديدة للتواصل. تبلور علاقاتها السينمائية بالنتاج الإبداعي العربي والغربي. تساهم في تطوير لغة الصورة في دولة لا تزال تبحث عن هوية ثقافية ما لها. تضع الفيلم الإماراتي في المشهد الفني، إلى جانب التنويعات السينمائية المقبلة إليها من عواصم عربية وغربية. خيارات القيّمين عليها منفتحة على التجارب والأساليب والأنواع. البرنامج الذي وضعوه لهذه الدورة متشعّب وكبير. هناك حاجة واضحة إلى تفعيل أسس ثقافية غرسها منظّمو المسابقة، منذ أعوام قليلة، في الوعي الفردي الإماراتي. هناك رغبة في حثّ الجمهور الإماراتي على التعاطي مع لغة العصر (الصورة)، بمعرفة وعلم وسعي إلى السؤال والبحث والنقاش.

يحتاج العمل السينمائي الإماراتي إلى مزيد من الوقت والخبرات، كي تتضح هويته، ويتبلور مساره الإبداعي. هذا ما تسعى إليه، أيضا، <<مسابقة أفلام من الإمارات>>: إيجاد حيّز للتعبير البصري في داخل دولة <<الإمارات العربية المتحدة>>، وتثبيت لغة تواصل حضاري مع الآخر، من خلال الفيلم السينمائي. من هنا، تكتسب البرامج الموازية للمسابقة الرسمية أهمية خاصة بالنسبة إلى الإماراتي، إذ إنها تقدّم له بعض العناوين والأساليب والأنواع المختلفة، عربيا وأجنبيا. في حين أن القادم إلى <<المجمّع الثقافي>> لمتابعة الأيام الستة لهذه <<المسابقة>>، يشاهد <<أفلاما>> إماراتية أنجزها طلاب وشباب إماراتيون يريدون الصورة لغة تعبير وقول، ويسعون إلى السينما جزءا من ثقافة ووعي.

لا يمكن الإجابة عن سؤال التطوّر النوعي الخاص بالأفلام الإماراتية، على الرغم من متابعة نتاجها في الدورة السابقة. فإجابة كهذه محتاجة إلى غربلة الكَمّ الكبير من الأعمال المنجزة في كل عام، خصوصا أن الجامعات الإماراتية والغربية مستمرة في تدريس السينما، وإن ضمن حدّ أدنى من التقنيات والدراسات النظرية، في ظلّ غياب الوعي الجماعي، الشعبي والمؤسّساتي والحكومي، بأهمية السينما وضرورتها في عصر الصورة. هذا كلام مكرّر. لكنه يتّخذ هنا بُعدا آخر، بسبب التطوّر الذي شهده برنامج الدورة الثالثة ل<<مسابقة أفلام من الإمارات>>، وهو برنامج ثري بعناوينه العامة، التي ستفصح عن مضامينها في خلال الأيام القليلة المقبلة، خصوصا على مستوى الفيلم الإماراتي. فهل نجحت هذه المسابقة، في خلال الدورتين الفائتتين، في حثّ الطلاب والشباب الإماراتيين على بلورة علاقاتهم الخاصة بالسينما، أم إن اللامبالاة والنفور وعدم الحماس للغة الصورة، لا تزال السمة البارزة في <<همومهم>> والاهتمامات؟ هل توصّلت المسابقة نفسها إلى إشاعة مناخ شعبي ما، أم إن جمهور المهرجان سيبقى حكرا على ضيوفه والمدعوين؟ هل خطا هؤلاء الشباب ولو خطوة واحدة إلى الأمام، وهي خطوة مهمة وضرورية، أم إن التعاطي مع السينما لا يزال خاضعا لسطوة التلفزيون وتقنيات الفيديو وغياب الثقافة السينمائية؟

ثقافة وطنية

أفلام إماراتية عدّة أثارت اهتمام ضيوف الدورة السابقة، بسبب ما أبرزته من سلوك شبابي وطالبي متمتّع بحسّ إنساني مرهف، وبحساسية ثقافية وفنية متواضعة. فهل هناك أفلام جديدة تعكس شيئا من هذه الحساسية المطعّمة، بالضرورة، ببعض الثقافة والعلم والمعرفة والوعي؟ ما الذي يودّ قوله هؤلاء الإماراتيون، في الأفلام السبعة والسبعين المشاركة في الدورة الجديدة؟ في تقديمه الدورة الأولى ل<<مسابقة أفلام من الإمارات>>، في العام 2002، قال محمد أحمد السويدي، أمين عام <<المجمّع الثقافي>>، إن الاهتمام <<بالسينما المحلية نابع من إحساسنا بأهمية تكريس ثقافة وطنية، تخاطب هموم الناس وتُعبّر عن واقعهم من دون التقليل من القيمة الفنية للوسائل المستخدمة في هذا التعبير>>. جاء كلامه هذا في إطار دعوة قديمة أطلقها قبل عقد من الزمن، لنشر وعي سينمائي وتعميمه في الأوساط الإماراتية. وفي خلال هذه الفترة كلّها، بدا واضحا بالنسبة إليه، كما كتب في تقديم الدورة الحالية، <<أننا قطعنا شوطا كبيرا، وخطونا خطوات مهمة، لا تزال محتاجة إلى متابعة وعمل وجهد>>. ذلك أن <<التأسيس انتهى، وبدأت رحلة البحث عن الأفضل>>، في حين أنه <<لم يعد ضروريا الحديث عن أهمية دور السينما، ولا عن العروض والأسابيع السينمائية>>، بالإضافة إلى انتفاء أهمية الكلام عن عدد الأبواب التي دُقّت <<حتى وصلنا إلى هنا>>. هذا ما يرغب منظّمو <<المسابقة>> في تأكيده، بتفعيل مضمون المهرجان السنوي، المنفتح، في هذا العام، على دول جعلت <<مسابقة أفلام من الإمارات>>، كما في كلمة السويدي أيضا، <<واحة ثقافية عالمية تؤكّد التزامنا برعايتها، والمضي بها قدما إلى الأمام، وإعطائها الإمكانات التي تستحق>>، مذكّرا بحقيقة ملموسة وواضحة، هي أن التحليق عاليا بمشاريع ضخمة من هذا النوع، يتطلّب تآزر مؤسسات وشخصيات وتكاتفها، تلتقط (هذه المؤسسات والشخصيات) أهمية هذا الحدث وقيمته، فتقدّم بسخاء لمن يجودون بعقولهم وإبداعهم، وفي إطار مؤسّساتي، مما يشكّل لبنة في صرح متقدّم منفتح نسعى إليه جميعا.

من جهته، بدا مسعود أمر الله آل علي، مدير <<مسابقة أفلام من الإمارات>>، ناقدا موضوعيا في كلمته المختصرة. إذ قال إنه في هذه الدورة الثالثة <<يزداد شطحنا في تدفّق الصور: صور مكتوبة، وأخرى مجتزأة من ذاكرتنا، ومزروعة في الظلام>>، مشيرا إلى أن الصورة وحدها، تبدو أنها لا تكفي، ف<<بعضها شفّاف ومؤثّر، والآخر، الأعمّ، كاد لا يمكث، إلا لينمحي>>. وعن سبب انمحائه، قال أمر الله آل علي: <<لأنه مفرّغ ومسطّح وأناني>>، مرتكزا بقوله هذا على دورتين سابقتين، <<ولن يتأتى الثبات إن لم نستفد من خلخلة الماضي: لماذا صورنا لا تشبهنا؟ لماذا لهجتنا لا تشبهنا؟ ولماذا، والأهم، نُلقَّن بما لا يشبهنا؟>>. ورأى أن <<الإجابة الصريحة عن هذه التساؤلات تجعل من تدفّق الصور أكثر شفافية وتأثيرا، ولا تحتاج تلك إلى معجزات>>، ذلك أن ما حصل اليوم وما بات موجودا، بالنسبة إليه، نتج من مصارحة الذات أولا، منتهيا إلى التأكيد على أن أفلاما كثيرة في الدورة الثالثة باتت <<ألصق بنا، لأنها منا، وأكثر تفهّما لصورتنا. هي هنا لتختلط وتشاغب وتشاكس الصور البديلة، الأخرى، المغايرة>>. فالدورة الثالثة، كما يراها مدير المسابقة،<<دورة مكاشفة، ولن تمرّ إلاّ وصورتنا تشبهنا>>.

السفير اللبنانية في  4 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

هل نجد صورة تشبهنا في الدورة الثالثة لمسابقة أفلام الإمارات

ما يقوله الإماراتيون في 77 فيلماً

نديم جرجورة

 

 

 

 

 

 

 

 

إضغط على الصورة لمعرفة المزيد عن أفلام الإمارات