ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
ولا يزال التحقيق مستمرا

1979

The investigation is ongoing

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 17 أكتوبر 1990
 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

نبيلة عبيد + محمود عبد العزيز + محمود ياسين + ليلى حمادة + توفيق الدقن

اخراج: أشرف فهمي ـ تصوير: عصام فريد ـ حوار: بشير الديك ـ سيناريو: مصطفى محرم ـ قصة: إحسان عبد القدوس ـ مناظر: ماهر عبد النور ـ موسيقى: جمال سلامة ـ مونتاج: عبد العزيز فخري ـ إنتاج: أشرف فهمي

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

ولا يزال التحقيق مستمراً

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

فيلمنا (ولا يزال التحقيق مستمراً) انتاج عام 1979، وهو من بطولة محمود ياسين ونبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز واخراج أشرف فهمي. وقبل الحديث عن هذا الفيلم، سنتحدث عن المخرج أشرف فهمي، فهو يعد من ابرز المخرجين المصريين الذين قدموا السينما التجارية. تخرج من قسم الاخراج بمعهد السينما في القاهرة عام 1963، وتتلمذ على يد خيرة الفنانين الكبار في مصر، امثال: محمد كريم، احمد بدرخان، يوسف شاهين، صلاح ابوسيف، توفيق صالح. ونجح بتقدير جيد جداً، قبل ان يسافر الى جامعة كاليفورنيا عام 1964 في بعثة دراسية. ودرس هناك فن كتابة السيناريو في البداية ثم تحول الى الاخراج. بعد اربع سنوات حصل على درجة الماجستير في الاخراج السينمائي . إلتحق بالمركز القومي للافلام التسجيلية بعد عودته من امريكا، واخرج فيلماً تسجيلياً تحت عنوان (حياة جديدة) عن الحياة في القرية النموذجية "آبيس"، وحصل هذا الفيلم على شهادة تقديرية من مهرجان ليبزغ عام 1968. وقبل ان يقوم باخراج اول افلامه الروائية، عمل مساعداً مع الفنان يوسف شاهين في فيلم الارض. ثم كان فيلمه (واحد في المليون) باكورة اعماله، وتبعه فيلم (القتلة)، واخرجهما عام 1971. ولان الفيلين قد فشلا على المستوى الفني والتجاري، فقد اصيب أشرف فهمي بحالة من الاحباط والاكتئاب، وشعر بان هذه هي نهايته كمخرج. الا انه، وبعد عامين عاد وقدم فيلمه (ليل وقضبان) الذي يعد بدايته الحقيقية في السينما، حيث كشف فيه عن مخرج يعرف كيف يتعامل مع الكاميرا.. مخرج جديد لفت اليه الانظار وحصل على جائزة الدولة في الاخراج عن هذا الفيلم. كما مثل الدولة في عدة مهرجانات، مثل: طشقند، بومباي، كان، قرطاج.

وبعد فيلمه الثالث هذا، اي بعد ان اثبت للجميع بانه مخرج متمكن من ادواته الفنية والتقنية وفنان قادر على إدارة من معه من فنيين وفنانين، جرى أشرف فهمي وراء الشهرة والنجاح الجماهيري وقدم افلاماً كثيرة قاربت الاربعين فيلماً حتى الآن.. افلاماً تفاوتت في مستواها بين الجيد والرديء، حيث اعتمد ذلك التفوت على مدى توفيقه كمخرج في اختيار مواضيعه وسيناويوهات افلامه. من اهم افلامه: مع سبق الاصرار ـ 1980، الشريدة ـ 1982، المجهول ـ 1983، لاتسألني من انا ـ 1985، إمرأة مطلقة ـ 1986، اعدام قاضي ـ 1990.

نأتي الآن لفيلمه (ولا يزال التحقيق مستمراً) انتاج عام 1979، وهو باكورة اعماله كمنتج بعد ان أنشأ شركة انتاج خاصة تحت اسم (افلام اشرف فهمي).

والفيلم مأخوذ عن قصة لإحسان عبد القدوس بنفس الاسم، كتب السيناريو لها مصطفى محرم، والحوار بشير الديك. ومن المعروف بان اغلب روايات إحسان عبد القدوس تحولت الى السينما، حيث يرى الكثير من المخرجين وكتاب السيناريو بان رواياته زاخرة بالموضوعات الشيقة وذات مادة غنية للتناول السينمائي. ربما في ذلك شيء من الصحة، الا ان اغلب شخصياتها سطحية غير عميقة واحداثها لا تعتمد في كثير من الاحيان على المنطق النفسي والاجتماعي للشخصية، ولا تنسجم مع الواقع المعاش.

ويحاول فيلم (ولا يزال التحقيق مستمراً) ان يعبر عن وجهة نظر استشرت في الواقع المصري عام 1979، حيث يتناول الصراع بين النمطين السائدين بين افراد الطبقة المتوسطة في مصر.. نمط الانسان الذي يرى ان كل شيء مشروع في سبيل الحصول على المزيد من المال، وتمثله (نبيلة عبيد)، ونمط الانسان الذي يرى ان هناك ماهو مشروع للحصول على المال وهناك غير المشروع، وان العمل المنتج هو اساس الحصول على المال، وان المال ليس كل شيء في هذه الحياة، ويمثل هذا النمط (محمود ياسين). وفي محاولته للتعرض لهذين النمطين وتناول تناقضاتهما الاجتماعية، يعتمد على قصة حب ويتحرك على المحاور الميلودرامية باستخدام ثالوث الحب التقليدي (زوج ـ زوجة ـ عشيق) ليتحول الفيلم الى مجرد استعراض لحالة الانتقام وتصفية الحسابات في حين كان بالامكان الاستفادة من الشريحة الاجتماعية التي اختارها الفيلم للقيام بتحليل اقتصادي واجتماعي وسياسي لحالة الاستلاب التي يعاني منها الغالبية العظمى من الشعب المصري، وذلك بدل الضياع في اسلوب ومعالجة يوليسية تبدو غير مناسبة لموضوع الفيلم ومضمونه.

إضافة الى هذا الفيلم، فان شخصية المرأة متواجدة كشخصية اساسية في اغلب افلام أشرف فهمي، احياناً يمس بعضاً من قضاياها الملحة، واحياناً اخرى يستخدمها كعنصر تجاري لجذب الجمهور. ففي حديث لأشرف فهمي سأل فيه عن قضية المرأة في افلامه، فاجاب: المرأة عندي ليس لها قضية.. ليس في مجتمعاتنا شيء اسمه مشكلة المرأة، ذلك لانها اصبحت تمارس العمل الذي تريده بلا اي مانع، المرأة عندي هي المرأة في (ولا يزال التحقيق مستمراً).

اما بالنسبة لمستوى الاخراج، فقد استطاع المخرج المحافظة على عنصري الاثارة والتشويق، وشد انتباه المتفرج وجعله يتعاطف مع شخصيات فيلمه، هذا اضافة الى اختياره الدقيق للممثلين وقدرته على ادارتهم واستخراج افضل ما عندهم، خصوصاً الفنانة نبيلة عبيد، حيث يعتبر هذا الدور بالنسبة لها كممثلة بمثابة ولادة جديدة وقوية استحقت عليه جائزة افضل ممثلة، لتصبح بعده من بين اهم نجمات السينما المصرية.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004